القرضاوي الناس من قديم اعتبروها مبشرات

القرضاوي
الناس من قديم اعتبروها مبشرات، يقول لك كان وجهه منيراً ومضيئاً وكذا، إذا لم يكن له سبب طبيعي يمكن أن يفسره أهل العلم، أحياناً بعض الناس لهم طبيعة معينة فقد يسوَّد الجلد لديه فلا نريد أن نسيء الظن بمن اسوَّد جلده، ربما يكون لسبب من الأسباب الطبيعية، ربما عنده من طبيعة جسمه أن يتغير لونه بسرعة، إنما على كل حال إذا استنار وجهه وأشرق فمن قديم المسلمون يستبشرون بهذا ويعدُّوه من المبشرات ويتفاءلون أن عاقبته إلى خير إن شاء الله، ولكن لا نستطيع الجزم بشيء، فحينما مات عثمان بن مظعون في بيت إحدى الأنصاريات أم العلاء الأنصارية فقالت: أشهد عليك أبا السائب لقد أكرمك الله، النبي عليه الصلاة والسلام سمع قولها فقال: "من هذه المتألية على الله، ما يدريك أن الله تعالى أكرمه، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يُفعل بي" فقالت: يا رسول الله أنا ما أردت بذلك إلا الخير، قال: هو إن شاء الله على خير ولكن "ما أدري وأنا رسول الله ماذا يُفعل بي" إن كان ولابد قولي "أحسبه كذلك" والله حسيبه، أي كلمة ليس فيها الشهادة والجزم وعثمان بن مظعون هو من الصحابة الذين أوذوا في سبيل الله، وابتلوا في سبيل الله وكان له مواقف في غاية الروعة لا يتسع المجال لها، فالمرأة تظن أنه إذا لم يكن عثمان بن مظعون من هؤلاء فمن يكون؟! فمن يكرِم الله إذا لم يكرِمهذا؟! إنما حتى لا يتألى أحد بشيء على الله، هي مبشرات ولكن ليست قاطعة.