وقد قلص
موردوخ عدد العاملين في مجموعة التايمز ، وواجه نقابة عمال الطباعة
البريطانية بحركة استفزازية؛ حيث قام بطرد آلاف العمال دون سابق إنذار،
متنكراً بذلك لبعض أفكاره اليسارية التي أُعجب بها في مطلع الخمسينيات وأشاد
بها كثيراً.
وفي العام 1997 قدم دعمه لتوني بلير وخصص لحكومته تغطية إيجابية في
شبكاته، "ضامناً بذلك" ــ حسب صحيفة "نيويورك تايمز" ــ "سماح حكومته الجديدة
(آنذاك) له بالاحتفاظ بشركاته البريطانية".
الحريات والحقوق على أجندة موردوخ
تمتلك إمبراطورية "نيوز كورب" الضخمة فريق البيسبول بنادي "إل إيه
دودجرز".. وفريق "مانشستر يونايتد" لكرة القدم. إذ كان موردوخ قد تمكن من
تمويل العمل الإعلامي من مصادر غير إعلامية، مثل مزرعة الأغنام التي تملكها
مجموعته في أستراليا، أو المساهمة في شركة طيران أسترالية كبرى وشراء النواد
الرياضية.
ويسعى الرجل إلى مزيد من التوسع في أنشطته، إذ سيطلق قناة تلفزيونية
اقتصادية جديدة في 15 أكتوبر 2007. وأشار متعاملون كذلك إلى أحاديث في السوق
عن أن مجموعته قد تكون مهتمة بشراء وكالة "رويترز" للأنباء، إذ كان موردوخ
يمتلك حصة في "رويترز" أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ودخل مجلس
إدارتها لفترة.
ومن خلال هذه الإمبراطورية الضخمة، استطاع موردوخ التدخل في كثير من
قضايا السياسة الدولية، وأن يؤثر على الرأي العام العالمي منطلقاً من خلال
موقعه وإمكاناته.. فهل خدم بشكل أو بآخر قضايا مثل الحقيقة أو الحريات وحقوق
الإنسان في العالم؟ أو هل وقف يوماً إلى جانب العلم والمعرفة والثقافة
والتنوع الحضاري؟ كلا! هكذا تجيب مجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" قائلة :
إنه فقط استخدمها "لتنمية مصالحه الاقتصادية على حساب الحقائق والقوانين
والأعراف والأخلاق (..) ولدعم السياسيين الذين يخدمون مصالحه ولتهديم كل من
يعارضه". وحسب الصحافي الأمريكي (آل فرانك) في كتابه "أكاذيب" فقد وقفت
إمبراطورية موردوخ الضخمة إلى جانب حكومات عديدة معادية لكل أشكال
الديمقراطية والحريات.
ففي الصين،
حرصت شركات موردوخ على عدم إغضاب الحكم الديكتاتوري. إذ أمر بمنع نشر كتاب
"الغرب والشرق" الذي ينتقد السياسة الشيوعية في الصين؛ حفاظاً على مصالحه،
ودون الالتفات إلى "حرية الرأي والفكر"، على الرغم من أن الكتاب يحتوي ــ حسب
النقاد ــ على ملاحظات بنّاءة تفيد التجربة الصينية، وتعرض الجوانب الجيدة
فيها، وتقترح تعديلات على السلبيات الملحوظة.
كما انتقدت قناة Phoenix ــ التابعة له والتي تبث باللغة الصينية ــ
حلف شمال الأطلسي، بلا هوادة، بعد قصف طائراته مقر السفارة الصينية في بلجراد
أثناء التدخل العسكري في إقليم كوسوفو؛ وذلك فقط إرضاء للسلطات الصينية.
أموال سعودية في إمبراطورية الملياردير
الناقم
مما هو جدير بالذكر هنا، أن الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال
يمتلك حوالي 5.46 بالمائة من أسهم مجموعة موردوخ "نيوز كورب"، وذلك من خلال
ما تملكه شركة "المملكة القابضة" التي يملكها الوليد.. ومن المعلوم أن بن
طلال يرتبط بعلاقات حميمة مع موردوخ. وفي تعقيب على هذه الحميمية، أشار أحد
الاقتصاديين الأمريكيين إلى أن روبرت موردوخ أراد أن يؤكد للأمير السعودي
صداقته فأمر محطاته بالتوقف بتاتاً عن انتقاد الأسرة السعودية، والتوقف أيضاً
عن استضافة أي معارض أو ناقد للحكومة السعودية وسياساتها.
وتحقق مجموعة موردوخ عائدا سنويا يُقدر بـ42 مليار دولار، طبقا
للتقرير السنوي الرسمي للمجموعة في عام 2001. كما تمتلك عائلة موردوخ 32% من
إجمالي رأس مال المجموعة التي تتحرك في السوق المالية تحت اسم شركة "كرودن
للاستثمار".
توجهات صهيونية مغلفة بالحقد الأعمى
مشكلة روبرت موردوخ ليست في تبنيه لأيديولوجية متطرفة في ميولها، ولو
كان الأمر يقتصر على ذلك لكان الملياردير العجوز أقل خطراً، وإنما في الحقد
الذي يغلف هذه الأيديولوجية تجاه الآخر، واستغلاله الإعلام كوسيلة ينفث من
خلالها الأحقاد دون هوادة.
في بريطانيا، اتهمت صحيفة "سوشيالست ووركر" الصحف التي يمتلكها موردوخ
ــ والمعروفة بموالاتها الشديدة لليهود ــ بشن حملات إعلامية شرسة تستهدف
تشويه صورة الأقلية المسلمة هناك، مؤكدة كذب الاتهامات التي تروجها تلك الصحف
عن المسلمين .
|