مؤثرات في حياته
لقد
شب عبد الله فرأى والده أحمد حمدي جول الأناضولي المتديّن،
عضوا في حزب السلامة الوطنى بزعامة أربكان، وعضوا مرشحا
للمجلس النيابي في 1973، كما يمكن أن نقول إنه تربى على
أفكار الزعيم نجم الدين أربكان، فقد كان عبد الله شابا واعيا
في التاسعة عشرة حين بدأ أربكان حملته عام 1969 للحفاظ على
الهوية الشرقية الإسلامية لتركيا؛ ولذا فإنه انضم لحزب
الرفاه عند ظهوره، لأنه وجد في أربكان الزعيم الذي يحلم به
وفي الرفاه الحزب الذي يرضي حسه الإسلامي.
واللافت للنظر أن ممن أثروا على جول كذلك عدد من الأدباء
والشعراء مثل الشاعر جميل مَريتش، وكذلك الشاعر الراحل نجيب
فاضل الذي تربى على يديه جيل مسلم بأكمله في تركيا، وقد كان
أول تعرفه عليه حين ذهب نجيب فاضل لمحافظة قيصري في لقاء
فكرى وثقافي مدعواً من قبل نادى فكر الشرق الكبير الذي كان
جول أحد أعضائه، كما أثرت فيه عدة شخصيات أكاديمية مثل
الدكتور نوزت يالجين طاش، الذي منحه درجة الدكتوراة في
الاقتصاد، وكذا رجل الاقتصاد الدكتور صباح الدين زعيم.
لا يحب الرئاسة لكنه جدير بها
عبد الله جول جديرٌ بها
يبدو
أن هاجس رئاسة الوزراء كان يدور في خلده، بل إن الجميع كان
يتوقع وصوله لهذا المنصب فقبل أيام قليلة من الانتخابات
تناول معه رجل الأعمال مصطفى قيلنش الإفطار وحكى عن هذا
اللقاء قائلا: "دار حولنا حوار حول منصب رئيس الحكومة، فقال
لي: لقد أعددت نفسي جيّدًا لهذا اليوم".
يعد
جول سياسيا مسالمًا لم يعرف عنه خلال تاريخه الطويل في العمل
السياسي والطلابي أنه شارك في أي أعمال عنف على الرغم من
تورط كثيرين في مثل هذه الأعمال ومن أشهرها أعمال العنف بين
الفصائل السياسية التي اجتاحت تركيا بين سنوات 68-1971 وكذلك
الصراع السياسي الذي اندلع بين التيارات السياسية داخل
الجامعات بين حقبتي الستينيات والسبعينيات.
إن
عدم الميل للشدة هو الذي جعل عبد الله جول، يتصرف بهدوء أمام
منع زوجته من القيد بالجامعة بحجة ارتدائها الحجاب.. ويوّجه
انتقادات للحكومة والنظام من مدخل الحريات الشخصية حتى لا
يصطدم بالدستور العلماني إذا انتقد من مدخل فرضية الحجاب.
حرص
جول على إحياء المناسبات القومية التركية ولم ير في الاهتمام
بها ما يتنافى مع أفكاره الإسلامية، فقد ظل ينظم الرحلات
الجامعية لطلابه لمضيق "شناق قلعة" في ذكرى انتصار القوات
التركية على الاعتداء اليوناني الغربي في الحرب العالمية
الأولى، بهدف احتلال إستانبول.
أفضل
صورة لرئيس وزراء تركي
لم
يتعود المواطن التركي البسيط أن يرى سياسييه بهذا التواضع
وهذه الطيبة؛ ولذا فإن أكثر الصور انتشارًا في الأيام
الأخيرة بين الشباب التركي كانت لجول حين كان يمر بقرب مدرسة
ابتدائية، وما إن رآه الصغار حتى اندفعوا إلى أحضانه في
مظاهرة حب.. واستفتاء بريء على شعبية الرجل ورصيده في القلوب
|