January 25_Second Anniversary.htm

بسم الله الرحمن الرحيم


ثورة 25 يناير: صفحات دونتها نبضات  شاعر

 

عاش الشاعر أحداثا كثيرة من أحداث ثورة 25 يناير 2011  ففاضت مشاعره برباعيات وقصائد سجلت لقطات سريعة، ومن ثم، توثيقا تاريخيا لبعض من تلك الأحداث التي شاهدها.. وفي الذكري الثانية لتلك الثورة المجيدة، يسر موقع "ديوان ربيع" أن يقوم، فيما يلي، بتجميع كل ما جادت به قريحة الشاعر ربيع السعيد عيد الحليم في هذا المجال مرتبا بترتيب زمني متتالي

 وأول هذه الأبيات كان يوم أول فبراير 2011 في رباعية بعنوان شباب مصر ضمَّن في أولها بيت أبي القاسم الشابي المشهور :

"إِذَا الشَّعْبُ يَوْماً أَرَادَ الْحَيَاةَ     **     فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ"

ثم أتبعه قائلا:

رَأَيْتُ الشَّبَابَ بِمِصْرَ يَثُورُ      **      يُعِيدُ الْحُقُوقَ لِشَــعْبٍ قُهِر

يَكَادُ الثَّبَاتُ يَهُــــــدُّ الْجِبَالَ       **      يَكَادُ الْهُتَافُ يُذِيبُ الْحَجَرْ

قِلاعُ الْفَسَادِ تَهَاوَتْ سِراعاً     **      بِعَزْمِ الشَّبَابِ يُزَاحُ الْخَطَرْ

بَشَـــــــائِرُ عَهْدٍ جَدِيدٍ بَدَتْ      **      وَحَاجِزُ خَوْفٍ أَرَاهُ انْكَسَرْ

 

ويوم 8 فبراير 2011 وتحت عنوان ثورة مصر قال شاعرنا الآبيات التالية:

بِأَرْجَاء ِ ِمِصْرَ هُتَافٌ يُدَوِّي  **    تُرِيدُ الْجُمُوعُ "سُقُوطَ النِّظَامِ"

تُرِيدُ زَوَالاً لِظُلْمٍ تَمَادَى       **    طَويلاً .. تُرِيدُ انْقِشَاعَ الظَّلامٍ

مَلايِيِنُ ثَارَتْ تَفُكُّ الْقُيُودَ       **     تَصُدُّ الْفَسَادَ وَسَطْوَ اللِّئَامٍ

مَلايِيِنُ ثَارَتْ.. لِوجْدَانِ مِصْرَ  **    تَرُدُّ الْحَيَاةَ .. حَيَاةَ الْكِرَامِ

 

وبعدها بيومين فقط (يوم 10 فبراير 2011) فاضت مشاعر الشاعر بهذه القصيدة:


"وَقف َ الخْلَق ُ  يَنْظُرُونَ  جَمِيعاً    
**       كَيْفَ أَبْنِي قَوَاعِدَ الْمَجْدِ  وَحْدِي"

وَشَبَابُ " التَّحْرِيرِ " فَي حَاضِرِ الَعَصْرِ   "كَفَوْنِي الْكَلاَم َ عِنْدَ  التَّحَدِّي"

هُمْ أَعَادُوا نَبْضَ  الْحَياةِ  لِرُوحِي**     بَعدَما أَوْشَكَتْ مَرَاسِمُ لَحْدِي

نِصْفُ قرَنٍ مِنَ الفَسـاَدِ  رَمَانِي    **         بِعُضَالٍ  مِنَ  فَــاتِكِ الدَّاءِ  يُرْدِي 

وَعُقُودٍ  مِنْ  قَهْرِ   حُكْمِ طُغَاةٍ     **      أَنْهَكَتْ  مِنْ  قُوى المَنَاعَةِ   عِنْدِي

بَيدَ  أَنِّي صَبرتُ صَبْرا جَمِـيلاً   **       وثبَاتُ الأَوْطَان بِالصَّبْرِ  يُجْدٍي

فَمِنَ الصَّبْرِ والثَّبَــتِ نجَـَـاتِي  **       رَغْمَ ظُلْمٍ  مِنْ حَاكِمٍ مُسْتَبِدِّ

وَمِنَ الصَّبْرِ والثَّبَـاتِ بَقَـائِي   **        وَانْبِثَا قُ  الثُّــوَّارِ خِيرَةُ جُــنْدِي

هُمْ شَبَابِي ..لِلْحَقِّ هَبُّوا رِجَالاً **     وَنِسَــاءً أَرْوَاحُــهُمْ   لِيَ   تَفْدِي  

كَمْ شَهِيدٍ  مِنْهُمْ يُنَادِي شَهِيداً   **    أَبِشِرُوا، هَا هُـــــــنَا،  بِجَـــــنَّةِ خُلْدِ 

لَنْ يُضِيعَ الإِلَهُ جُـهْدَ  شَــبَابِي **   هَا أَنا ذَا  عِنَـا يةَ ُ اللهِ رِفْدِي

ثُوْرَةُ  الشَّعْبِ أَرْجَعَتْ لي  كِيَاني   **  وَأَعَادَت ْ كَرَامَتِي،   هِيَ قَصْدِي

ثُوْرَةُ  الشَّعْبِ أَرْجَعَتْ لي  شَبَابِي   **      وَأَعَادَت ْ حُرِّ يـَّـــتي  نَـبْعَ   وِرْدِي

 

والبيت الأول  وعجز البيت الثاني من هذه القصيدة -كما هو معلوم للجميع- من شعرشاعر النيل  حافظ ابراهيم رحمه الله رحمة   واسعة في قصيدته  العصماء التي  اقتبس عنوانها أيضا.

 

وفي منتصف شهر فبراير 2011 وعندما قرأ شاعرنا البيتين التاليين لأمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة كان قد نظمها عام 1904:

أحبُّك مصرَ من أعمـاقِ قَلبي    ::   وحُبُّك في صَميمِ القلبِ نامي

 سَيَجْمَعُني بكِ التَّارِيخُ يَومًا   ::   إذا ظَهَرَ الْكِرامُ عَلَى اللَِّئَامِ


- عندما قرأهما تأثر جدا لما قاله شوقي ووجد نفسه يكمل مخاطبا إياه بهذه الأبيات:

وَقَدْ ظَهَرُوا ظُهُورَ الفَجْرِ نُوراً :: يُبَدِّدُ مِنْ مَتَاهَاتِ الظَّلامِِ

َفمِصْرُ الْيَوْمَ تَصْحُو مِنْ سُبَاتٍ :: وَتَخْطُو في ثَبَََاتٍ للأمامِ

لَقَدْ ثَارَ الشَّبَابُ وَلَمْ يُبَالُوا::   بِقَصْفِ النَّارِ والْمَوْتِ الزُّؤَامِ

وَهَبَّ الشَّعْبُ مُنْطَلِقاً شُجاعاً:: مَلايِينٌ تُشَارِكُ فِي اعْتِصَامِ

أُزِيحَ الظُّلْمُ عَنْ وَطَنٍ مُهَانٍ::  يُعانِي مِنْ فَسادٍ وَانْقِسامٍ

أُزِيحَ الظُلمُ فانْطَلَقَتْ سَجَايا:: مِنَ الأَخْلاقِ أَخْلاقِ الْكِرَامِ

وَعَادَتْ مِصْرُ لِلْعَلْيَاءِ تَسْعَى:: حَثِيثًا بِالْمَحَبَّةِ وَالْوِئامِ  

فَعَوداً يا أَمِيرَ الشِّعْرِ حَلِّق ::  بِرُوحِكَ فِي ارْتِياحٍ وابْتِسَامِ

ويوم 20 فبراير 2011  قال شاعرنا مخاطبا  جيش مصر:

يا جيشَ مِصرَ تحيةً وسلاماَ  ::   وسَمَوْتَ في رتبِ الْخلودِ مَقَامَا

 صُنتَ الشبابَ الثائِرينَ حمَيْتَهمْ  ::   مِنْ ظالمٍ يبغي لَهمْ إِعْدامَا

نَيْرُونُ أَصْْدَرَ أَمْرَهُ يَا وَيَلهًُ :: أَيُرِيدُ يُحْرِقُ شَعْبَهُ المِقْدَامَا ؟! ِ

لَكِنَّ جَيْشَ النَّصْرَ آَزَرَ ثُوْرَةً :: تُحْيِي الشُّعُوبَ أَعِزَّةً وَكِرَامَا

 

وفي اليوم الحادي عشر من شهر مارس عام 2011 وكان الشاعر يتابع -على شاشات الفضائيات- أخبار وزارة الدكتور عصام شرف.  وعندما رأى- أثناء أحد اجتماعاتهم- لوحة كبيرة عليها لفظ الجلالة قد حلت محل صورة الرئيس المتنحي حسني مبارك التي أزيلت من  قاعة الإجتماعات بمقر مجلس الوزراء بالقاهرة،  تذكر  البيت التالي لأمير الشعراء أحمد شوقي في همزيته النبوية الشهيرة:

والله فوق الخلق فيها وحده * والناس تحت لوائها أكفاء

وما أن تردد البيت في مخيلتى إلا وفاضت مشاعره بهذه القصيدة:

بِسَماءِ مِصْرَ تَأَلقٌ وَضِياءُ * وَ خُصُوبَةٌ  فِي أَرْضِها وَنَمَاءُ

اللهُ بارَكَ ثَوْرَةً شَعْبِيَّةً *        سِلْمِيَّةً لكِنْ لها شُهُداءُ

رَحَلَ الفَسَادُ وَكَمْ تَفَاقَمَ  كَيْدُهُ*     سُحْقاً لَهُ الإِذْلالُ والإِيذاءُ

رَحَلَ الفَسَادُ وقدْ تَضخَّمَ حِزْبُهُ*    لَكِنَّهُ عِنْدَ اللِّقاءِ هَبَاءُ

رَحَلَ الفَسَادُ وَرَفْرَفَتْ راياَتُ نَصْرٍ  زَغْرَدَتْ لِعُلُوِّها الأَرْجَاءُ

عَادَتْ لِمِصْرَ كَرَامَةٌ وَمَكَانَةٌ *   عُلْوِيَّةٌ شَهِدَتْ بِهاَ الأَنْباَءُ

آَنَ الأَوَانُ لِشَعْبِها أنْ يَسْتَرِدَّ حُقُوقَهُ.. ظُلْمٌ طَغَى وَعَنَاءُ

والْيَوْم يومُ تَحَرُّرٍ مِنْ ظَالِمْ  مُتَحَكِّمٍ لَعِبَتْ بِهِ الأَهْوَاءُ

الْيَوْم يَوْمُ تَحَرُّرٍ وَتَغَيُّرٍ  *    عَمَّ الْبِلادَ تَفاؤُلٌ وَرِضَاءُ

بُنِيَتْ علَى طَلَبِ الْجُمُوعِ حُكُومَةٌ*وَوِزَارَةٌ سَيدُيرُهَا حُكَمَاءُ

الشَعْبُ مَصْدَرُ سُلْطَةٍ تَسَعُ الْجَمِيعَ رِعَايَةً وَهُمُ بِهَا سُعَدَاءُ

"الله فَوْقَ الْخَلْقِ فِيها وَحْدَهُ *  والنَّاسُ تَحْتَ لِوَائِهَا أَكْفَاءُ"

وَرَئيسُهُمْ جُنْدِيُّهُمْ.. وَسِلاحُهُ*     حُرِّيَةٌ وَعَدَالَةٌ وَنَقَاءُ

وَلَّى زَمَانٌ للطُّغَاةُ تَأَلَّهُوا * وَبِكُلِّ أَنْوَاعِ المَظَالِمِ جَاءُوا

صُوَرٌ لَهُمْ قَدْ أُنْزِلَتْ مِنْ سَامِقٍ* فَتَبَدَّدَتْ بِنُزُولِهاَ الظَّلْمَاءُ

لَفْظُ الْجَلالَةِ مُشْرِقٌ بِبَدِيلِهاَ * هُوَ لِلْعُقُولِ  تَحَرُّرٌّ وَإِبَاءُ

 

ويوم الأحد 24 يوليو 2011 ومباشرة عقب الأحداث الأليمة التي زلزلت حينئذ أركان ميدان العباسية بالقاهرة قال الشاعر:

بَكَتِ الْمَآذِنُ فِي الصَّبَاحِ لِما جَرَى:: كَذَبَ الْبَيانُ عَلَى الشَّبابِ بَلِ افْتَري

بَكَتِ الْمَآذِنُ فِي الْمَساءِ لِما تَري:: سُفِكَتْ دِماءُ الأَبْرِياءِ تَجَبُّرا

فُرِضَ الحِصارُ عَلَى جُمُوعِ شَبابِنا:: سَلَّ البَلاطِجَةُ السُّيوفَ  وَخِنْجَرا

يا مَسْجِدَ النُّورِ العَظِيمِ شَهِدْتَها:: وَشَكَوْتَ للهِ الْقَدِيرِ تآمُرا

 

وبعد ذلك توالت الأحداث سراعا ومرت الأيام والشهور تباعا ما بين مر وحلو ولكن قريحة شاعرنا لم تَجُدْ بجديد فيما يخص مسار ثورة مصر المجيدة ودام الحال على هذا المنوال شهورا طوالا

 

وفي يوم 26 ديسمبر 2012 ، إذا بالقوافي تهبط من جديد على شاعرنا ربيع السعيد عبد الحليم في قصيدته التالية التي أهداها إلى مصرنا الحبيبة وإلى أول رئيس منتخب لها يوم إقرار أول دستور مستفتى عليه في تاريخها:

يا مصرُ أشبالُ العرينِ تَشَتَّتْ :: أفْكَارُها فِعْلَ البُغاةِ شُرورَا

يا مصرُ عُودي حُرَّةً وأصيلةً:: بالعُروةِ الوُثقى حُميتِ دُهُورَا

هيَّا انهضي وتوافقي وذَري الشِّقاقَ سينتهي وسيختفي مَدْحورَا

يا مصرُ بَعدَ العسرِ يسرٌ قادمٌ::هيَّا انهضي لتباركي الدستورا

 

"مُرْسِي" العَدَالَةِ فِي رُبُوعِك مُخْلِصٌ:: للهِ يَحْفَظُ عَهْدَهُ المَسْطُورَا

يَرْعَى الحُقُوقَ يُعِيدُهَا للشَّعْــــب، كَانَ مُغَيَّباً وَمُضَلَّلاً مَقْهُورَا

يَزِنُ الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ وَبِحُنْكَةٍ :: يَسَعُ الْجَمِيعَ مَحَبَّةً وَسُرُورَا

أهْلُ الصَّلِيبِ كَما الهِلالِ مُكَرَّمٌ:: اَلْكُلُّ يَسْعَدُ بالْوَفَاءِ فَخُورَا

 

للَّهِ دَرُّكَ مِنْ رَئِيسٍ مُصْلِحٍ:: واللهُ يُصْلِحُ بِالرَّئِيسٍ أُمُورَا

عَادَتْ لَنا بَعْد الضَّياعِ بِلادُنا:: نَمْ يا شَهِيدُ مُنَعَّماً مَسْرُورَا

أَعْدَاءُ مِصْرَ تَجَمَّعُوا وَتَآمَرُوا:: كَيْ يَهدِمُوا بُنْيانَنا المَعْمُورا

لَكِنَّ رَبَّكَ قَدْ أَحَاطَ بِمَكْرِهِمْ:: وَالْحَقُّ يَعْلُو دَائماً مَنْصورَا

وفي يوم 26الثلاثاء الخامس من فبراير2013  ومن واقع معاناة الشاعر للأحداث الأخيرة للثورة المضادة بمصر جاءت هذه القصيدة:


دنَّسْتُمُ التَّحْريرَ يا نُشَطاءُ:: عَارٌ عَليْكُمْ أَيُّها الرُّفقاءُ

 رفقاءُ شَرٍّ أَنْتُمُ.. بِوقَاحَةٍ :: مَزَّقْتُمُ الأَخْلاقَ يا جُبناءُ

 تَبًّا لكمْ.. أوَتدَّعُونَ بِأَنَّكُم :: ثُوَّارُنا الأحْرارُ والأبناءُ؟

تَبًّا لكمْ..أهْلَكْتُمُ حَرْثَ البِـــلادِ وَنَسْلها..لَعِبَتْ بِكُمْ أَهْواءُ

أَشْعَلْتُمُ نَارَ العِدا في مِصرِنا:: أنتُمْ لهُمْ حُلَفاءُ أم أُجَراءُ؟

يا مِصْرُ دَمْعُ العَيْنِ قدْ بَلَّ الثَّرى:: وَتَلَبَّدَتْ مِنْ حُزْنِكِ الأَجْواءُ

 والنِّيلُ لَوَّثَ ماءَهُ جَبَهَاتُ عُنْفٍ حارِقٍ وَعِصابةٌ سَوداءُ

 يا مِصْرُ صَبْراً إنَّهُمْ جُنْدُ الْعِدا:: كُشِفَ السِّتَارُ تَواتَرَتْ أَنْباءُ

 جُنْدُ الفُلُولِ وحِزْبِهِمْ.. أَعْوانُ عَهْدٍ بائِدٍ.. لِفَسادِهِ شُرَكَاءُ

 أَنْصارُ ظُلْمٍ فَادِحٍ لِبِلادِنا:: هُمْ لِلْهُدَى وَلِدِينِنا أعْدَاءُ

 والله أَحْبَطْ كَيْدَهُمْ.. الحَقُ يَعْلُو دَائِماً مَهْما ادَّعى السُّفَهَاءُ



ثم بعدها بأيام قليلة (الجمعة 8 فبراير2013) بعث الشاعر برسالة أخري إلى الثورة المضادة بمصر قال فيها:


للعابثينَ بمِصرِنا وبِأَمْنِها  ::  المُرجفينَ بفتنةٍ وشقاقِ


قُطَّاعِ أَوًصالِ البلادِ بِعُنْفِهِمْ :: والْقَتلِ والتَّخْرِيبِ وَالْإحْراقِ


أَعوَانِ أًعْدَاءٍ لنا.. الْكارِهِــين لِمِصْرِنا وَلِدَوْرِها الْعِمْلاقِ


يا وَيْحَكُمْ واللهُ يَرْقُبُ فِعْلَكُمْ :: أَدعُو لَكُمْ بِمَتابةٍ ووِفَاقِ


عودا إلى:

  الصفحة الرئيسية     قائمة القصائد      قائمة المقالات