Kuwait Prize Ceremony Quartet

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الفائزين التي ألقاها الأستاذ الدكتور ربيع السعيد عبد الحليم

في الحفل الذي أقامته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتكريم الفائزين بجائزة الكويت لعام 2005 وبآخر الكلمة رباعية  فاضت بها مشاعره في هذه المناسبة

سعادة ممثل صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه لله.

اصحاب المعالي الأمراء والوزراء والعلماء.

الأساتذة الكرام رئيس وأعضاء مجلس الإدارة ومكتب الجوائز بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

أيها الحفل الكريم.

 سلام الله عليكم ورحمته وبركاته . وإنه لشرف لي  عظيم أن أقف ها هنا نائبا عن زملائي الفائزين مخاطبا هذا الجمع  المبارك في الحفل السنوي  لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

ولا أحد ينكر أن التقدم العلمي هو واحد من أهم أعمدة الحضارة. ولكن لا أحد ينكر أيضا أن الدافع العقائدي، ومن ثم الخلفية الفكرية والإطار الأخلاقي، الذي يقام عليه هذا التقدم -  عامل حيوي في تحديد مساره.

ولقد شهدت قلة منصفة من حكماء الغرب أمثال سارتون وكمستون ولكلرك  وحديثا الأمير شارلز أمير ويلز- شهدوا بأن النهضة العلمية التي بعثها ظهور الإسلام في الشرق كانت هي الأساس الذي قامت عليه النهضة العلمية الأوربية الحديثة. ولقد أقر بعضهم بأن العقيدة الإسلامية بِحَثِّها العقل البشري على طلب العلم وإعمال العقل والتفكر والتدبر والإبتكار والأصالة. وبدعوتها إلى التبين والعدل والإنصاف وإلى نبذ الجمود والتقليد- كانت العقيدة الإسلامية بذلك كله الدافع الأول لتلك النهضة العلمية الهائلة  التي حدثت إبان ازدهار الحضارة الإسلامية.

هذا وما زال هناك كم هائل من العطاء الفكري خلال الحقبة الإسلامية  لم يدرس ولم ينشر بعد. وكلما ازددنا اطلاعا ودراسة وتحقيقا لهذا التراث العلمي الإسلامي كلما أدركنا مدى أهميته  فيما يتعلق بملئ  فجوة الألف عام الموحودة حاليا في معظم ما يكتب عن تاريخ العلوم وتاريخ الحضارات.

ودراستنا للتراث العلمي الإسلامي ستفيد أيضا فيما يتعلق بحل مشاكل حاضرنا العلمي والحضاري وكيفية استعادتنا للريادة  في جميع مجالات التقدم العلمي المختلفة. وذلك بإعادة صياغة العقل المسلم ليتعامل مع التحديات الفكرية والحضارية المعاصرة بنفس المنهج الذي اتبعه السلف الصالح من علماء هذه الأمة إزاء العطاء الحضاري لمن جاء قبلهم ولمن عاصرهم من الأمم. لقد أقبلوا عليه بشغف المحب للعلم الطالب للحكمة أني وجدها - فترجموه ثم درسوه ولكن لم ينجرفوا وراءه  في تبعية غافلة أوتقليد أعمى بل محصوه تمحيصا ثم نبذوا الغث منه والباطل  ولم يأخذوا الا الثمين المفيد الذي أثبتته لهم خبراتهم الخاصة ومنهجهم التجريبي الدقيق المنطلق من منظومة عقائدية وأخلاقية متكاملة شاملة ومن ثم كانت لهم مدرستهم المتميزة وعطاؤهم العلمي المبتكر فأصبحوا بذلك روادا للتقدم العلمي والحضارة في أرجاء العالم كله.

أيها الحفل الكريم:

إن ما تقوم به مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لخطوات مباركة  نحو  عودة تلك الريادة من جديد. ولذا فبالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الفائزين أكرر الشكر والتقدير لهذه المؤسسة الرائدة ولحكومة دولة الكويت وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين:

حَيِّي الْكُوَيْتَ وَأَهْلَهًا        وْاشْكُرْ صَبَاحَ أمِيرَهَا

اللهُ وَفـَّــقَ سَعيــَـــهُ         جَنَتِ العُلومُ ثِمــــارَهَا

أَكْرِمْ بِِخيـْــر جماعةٍ       العلمُ صارَ شِعَـــــارَهَا

عًوْدٌ لأَكْرَمِ حِقْْبــــــةٍ        شَهِدَ الزَّمَـــانُ مَسَارَهَا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته