New Page 1

تلطيخ قميص يوسف بدم مكذوب

 

 

بعد أن ألقى إخوة يوسف أخاهم في البئر أرادوا أن يخفوا جريمتهم، لذلك عمدوا إلى جدي من الغنم فذبحوه ثم غمسوا قميص يوسف عليه السلام في دمه ورجعوا إلى أبيهم يعقوب في وقت العشاء يبكون، وإنما جاءوا وقت العتمة ليكونوا أجرأ في وقت الظلام على الأعتذار بالكذب، فلما دنوا منه صرخوا صراخ رجل واحد ورفعوا أصواتهم بالبكاء والعويل، فلما سمع يعقوب عليه السلام صوتهم فزع وقال: ما لكم يا بني، هل أصابكم في غنمكم شىء؟ قالوا: لا، قال: فما أصابكم وأين يوسف؟ فقالوا له كاذبين: يا أبانا إنا ذهبنا للسباق والرمي بالسهام وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وأنت لست بمصدقنا ولو كنا صادقين.

قال تعالى: .

وعندما سمع يعقوب عليه السلام كلام أبنائه وما ادعوه بكى وقال لهم: أين القميص؟ فجاءوا بالقميص عليه دم كذب وليس فيه خرق ويُروى أن يعقوب عليه السلام أخذ القميص وأخذ يقلبه وقال لهم متهكمًا: ما أحلم هذا الذئب الذي أكل أبني دون أن يمزق ثوبه!! وقال هذا الكلام تعريضًا بكذبهم وإيذانًا بأن صنيعهم ومكرهم هذا لم يمر عليه، قال تعالى: أي لقد زينت لكم أنفسكم أمرًا غير ما تصفون فصبر جميل وربي المعين على ما تصفون من الكذب.