New Page 1

حسد إخوته وعزمهم التخلص منه

 

 

كان بقية أبناء يعقوب عليه السلام يحسدون يوسف وشقيقه بنيامين على هذه المحبة والخصوصية لهما وهم يعتبرون أنفسهم جماعة أقوياء نافعين له وأحق بمحبته قال تعالى: وازداد كره إخوته وحسدهم ليوسف خاصة لما علموا بأمرالرؤيا، ولذلك تآمروا فيما بينهم على ان يُفرقوا بينه وبين أبيه، وتشاوروا فيما بينهم على قتل يوسف أو ابعاده إلى أرض لا يرجع منها ليخلوا لهم وجه أبيهم أي لتتمحض محبته لهم عن شغله بيوسف، وقالوا سنتوب بعد ذلك لنكون من الصالحين، قال تعالى حكاية عنهم: .

ولكن قائلا منهم قيل هو أخوه يهوذا وقيل غيره، قال لهمك لا تقتلوا يوسف، وأمرهم أن يلقوه في قعر البئر فيلتقطه بعض المارة من المسافرين فيأخذونه وبذلك يتخلصو منه.

قال الله تبارك وتعالى:

واخذ عليهم أخوهم يهوذا العهود أنهم لا يقتلونه، فأجمعوا عند ذلك على أن يدخلوا على يعقوب ويُكلموه في إرسال يوسف معهم إلى البرية ليلعب معهم ويأكل، لذلك دخلوا على أبيهم وطلبوا منه أن يسمح لهم باصطحاب يوسف إلى الصحراء وتعهدوا له أن يحافظوا عليه: .

وكان يعقوب عليه السلام قد خطر له ما يضمره بنوه لأخيهم يوسف، وكان يعز عليه أن يذهبوا به لأنه كان يخشى عليه منهم، لذلك أراد أن يثنيهم عن هذا الأمر بقوله: .

وهو كان يتخوف على يوسف من عدوانهم أكثر مما يتخوف عليه عدوان الذئب ولكنهم كانوا بارعين في الدهاء لذلك قال تعالى: أي لئن أكله الذئب ونحن جماعة كثيرون نكون إذًا عاجزين هالكين.