New Page 1

إخوة يوسف عند أبيهم يعقوب

 

 

عاد إخوة يوسف عليه السلام إلى أبيهم يعقوب عليه السلام وجمالهم محملة بالطعام وقالوا له: يا أبانا إن عزيز مصر قد أكرمنا إكرامًا زائدًا وإنه ارتهن ((شمعون)) وقال: ائتوني بأخيكم الصغير من أبيكم، فإن لم تأتوني به فلا كيل عندي ولا تقربوا بلادي، فأرسل معنا أخانا بنيامين يكتل لنفسه كيل بعير ءاخر زيادة على كيلنا وإنا لحافظون له من أن يناله مكروه معنا في سفره، قال الله تبارك وتعالى: .

ولما قالوا أخوة يوسف لأبيهم مقالتهم هذه ليحثوه على إرسال أخيهم الصغير معهم قال لهم يعقوب: .

ثم إن إخوة يوسف عليه السلام فتحوا متاعهم لاستخراج الطعام الذي أتوا به من مصر فوجدوا بضاعتهم(فضتهم) التي كانوا دفعوها ليوسف عليه السلام في مقابل ما اخذوه من الطعام بحالهم لم تمس ، فكان ذلك مما قوى عزائمهم في الكلام مع ابيهم فقالوا له: يا أبانا ما نبغي! معناه أي شىء تريد بعد هذا وهذه بضاعتنا رُدت إلينا! فإذا سمحت بأخينا ليذهب معنا فإننا نجلبُ لأهلنا طعامًا ونحفظ أخانا ونزدادُ بسببه على أحمالنا من الطعام حمل بعير من الطعام يكال لنا وهذا شىء يسير عند الملك الذي طلب منا أخانا.

قال الله تبارك وتعالى: .

وكان نبي الله يعقوب عليه السلام شديد التعلق بولده بنيامين لانه كان يشم فيه رائحة أخيه يوسف عليه السلام، ولكن يعقوب عليه السلام لم يوافق على أرسال بنيامين مع أخوته حتى يعطوه عهدًا وميثاقًا من الله أي يحلفوا بالله بأنكم يأتونني باخيكم وترجعون به إلا أن تغلبوا جميعكم عن الإتيان به، قال الله تبارك وتعالى: .

ولما أعطى أولاد يعقوب عليه السلام أباهم عهدهم وميثاقهم على الفوفاء بما اشترطه عليهم قال: الله على ما نقول وكيل أي شهيد، وقيل رحيلهم ومعهم أخوهم بنيامين أوصاهم يعقوب عليه السلام وقال لهم: (( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)) حيث كان لمصر كما قيل: أربعة أبواب، حيث خاف عليهم أن يصيبهم أحد بالعين والحسد ذلك أنهم كانوا ذوي جمال وأشكال حسنة جميلة، ثم بين لهم أنه لا يستطيع أن يدفع عنهم شيئًا مما قدره الله عليهم وشاءه لهم، لأنه لا رادّ لما قضى ولا مانع لما حكم، فمشيئته تعالى نافذة في كل شىء، يفعل ما يريد ويحكم في

خلقه بما يشاء