New Page 1

ذكر الأختلاف في نبوة ذي الكفل

 

 

اختلف العلماء في ذي الكفل فمنهم من قال: إنه رجلا صالحا وحكمًا مقسطًا عادلا من بني إسرائيل وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضي بينهم بالعدل ففعل فسُمي ذا الكفل، وجاء في الأخبار أن نبيا من الأنبياء قال: من يتكفل لي أن يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب؟ فقام شاب فقال أنا فقال: اجلس، ثم عاد فقال: أنا، فقال اجلس، ثم عاد فقال: من يتكفل لي أن يقوم الليل ويصوم النهار ولا يغضب؟ فقام ذلك الشاب، فقال: أنا فقال: تقوم الليل وتصوم النهار ولا تغضب، ثم مات ذلك النبي، فجلس ذلك الشاب مكانه يقضي بين الناس ولا يغضب فجاءه الشيطان في صورة إنسان ليُغضبه وهو صائم يريد أن يقيل (أي ينام بعد الظهر) فضرب الباب ضربًا شديدًا فقال: من هذا؟ فقال: رجل له حاجة، فأرسل معه رجلا فقال: لا أرضى بهذا الرجل، فأرسل معه ءاخر، فقال: لا أرضى بهذا، فخرج إليه وأخذه بيده وانطلق معه حتى إذا كان في السوق خلاه هناك وذهب فسُمي ذا الكفل.

ومن العلماء من قال إنه كان نبيًا وهذا الصحيح لأنه الظاهر من ذكره في القرءان الكريم بالثناء عليه مقرونًا مع هؤلاء السادة الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين.