New Page 1

تآمرهم على قتل الناقة

 

 

مكثت ناقة صالح عليه الصلاة والسلام في قبيلة ثمود زمانًا تأكل من الأرض، وترد الماء للشرب يوما وتمتنع يوما، مما استمال كثيرًا من قومه عليه السلام إذا استبانوا بها على صدق رسالة نبيهم صالح عليه السلام وأيقنوا بذلك، مما أفزع ذلك المستكبرين من قومه وخافوا على سلطانهم أن يزول وقالوا للمستضعفين الذين أشرق نور الإيمان في قلوبهم ما أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز : ،  

فأجابوهم : ، ولكن جواب المؤمنين من أتباع صالح عليه السلام لم يؤثر في المشركين المستكبرين وظلت قلوبهم قاسية كالأحجار، ورأى المستكبرون من قوم نبي الله صالح في هذه الناقة خطر جسيما عليهم فاتفقوا على أن يعقروها ليستريحوا منها، قال تعالى : .

وقيل أنهم ظلوا مترددين في تنفيذ ما اتفقوا عليه إلى أن قامت فيهم إمرأتان خبيثتان إحداهما اسمها صدوق ابنة المحيا وكانت ذات حسب ومال فعرضت نفسها على رجل يقال له مصرع بن مهرج إن هو عقر الناقة وذبحها، وكان اسم الأخرى عنيزة بنت غنيم وكانت عجوزا كافرة لها أربع بنات فعرضت على رجل شقي خبيث أيضًا اسمه قُدار بن سالف أي بناتها يختار إن هو عقر الناقة، فقبل هذان الشابان وسعيا في قومهم لأجل هذا الغرض الخبيث فاستجاب لهم سبعة ءاخرون فصاروا تسعة كما أخبر الله تبارك وتعالى بقوله: فانطلق هؤلاء الرجال الخبثاء يرصدون الناقة، فلما صدرت من وردها رماها أحدهم وهو مصرع بسهم، وجاء النساء يشجعن في قتلها فأسرع أشقاهم وهو قدار بن سالف فشد عليها بسيفه وكشف عن عُرقوبها فخرت ساقطة إلى الأرض ميتة بعد أن طعنها في ليتها فنحرها، وأما فصيلُها فصعد جبلا منيعا ثم دخل صخرة وغاب فيها، روى البخاري ومسلم وأحمد بإسنادهم عن عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقر فقال رسول الله: (( انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة))، وقوله ((عزيز)) أي قليل المثل، وعارم أي كثير الشراسة والشر، ومنيع أي ذو منعة، وقال الله تبرك وتعالى في كتابه العزيز:، وهذا مبلغ العناد والزيغ فلقد رأى قوم صالح هذه المعجزة العظيمة لنبي الله صالح عليه السلام، وهذا البرهان الصادق والدليل القاطع على نبوته وصدقه أمام أعينهم، ولكن حملهم الكفر والضلال والعناد وحب الدنيا على رفض الحق واعتناق الباطل، وكان عاقبة هذا العناد والتكبر عن الحق وخيمة عليهم.

يقول الله تبارك وتعالى: أي احذروها ولا تتعرضوا لها ولسقياها .