New Page 1

رجوع موسى لمصر وسماعه كلام الله تعالى واصطفاؤه بالنبوة والرسالة

 

أقام موسى عليه السلام عند صهره شعيب عليه السلام يرعى له غنمه عشر سنين في أرض مدين، ثم إنه اشتاق لأهله فأراد زيارتهم في بلاد مصر فسار بأهله في ليلة مظلمة باردة ومعه ولداه وغنم قد استفادها في مدة مقامه في مدين، وبينما هو في الطريق في تلك الليلة المظلمة الباردة التي أراد الله تعالى لموسى عليه السلام كرامته وابتداءه فيها بنبوته وكلامه، تاه موسى عليه السلام مع اهله في الطريق حتى لم يكن يدري أين يتوجه ولم يهتد إلى سلوك الدرب المألوف، وكانت زوجته حاملا، فاخذها الطلق في تلك الليلة المظلمة الباردة التي عمها المطر والرعد والبرق، وأراد موسى عليه السلام ان يشعل نارًا فلم يستطيع إلى ذلك سبيلا، وبينما هو كذلك ءانس وابصر من جانب الطور نورًا فحسبه نارًا، يقول الله تبارك وتعالى : .

وتقدم موسى عليه السلام فلما وصل قريبًا من جبل الطور في واد اسمه((طوى))، رأى نورًا عظيمًا ممتدًا من عنان السماء على شجرة عظيمة خضراء هناك قيل: هي العوسج، فتحير هناك موسى عليه السلم وناداه ربه، قال الله تبارك وتعالى: 

فائدة: في قوله تعالى:  أسمع الله تبارك وتعالى نبيه موسى عليه السلام كلامه الذاتي الازلي الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة بغير واسطة من ملك وغيره، فقد رفع الله تبارك وتعالى الحجاب عن عبده ونبيه موسى عليه الصلاة والسلام فسمع كلام الله الذاتي الذي لا يشبه كلامنا.