New Page 1

دعوته عليه السلام 

 

أرسل الله تبارك وتعالى عيسى إلى بني إسرائيل يدعوهم لدين الإسلام وعلمه التوراة وأنزل عليه كتابًا سماويا وهو الإنجيل الذي فيه دعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد خالق كل شىء وإلى الإيمان بأنه عبدالله ورسوله وليس ابن الله والعياذ بالله فالله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد هذه حقيقة واضحة كوضح الشمس، والإنجيل فيه بيان أحكام شريعته، وفيه البشارة بنبي ءاخر الزمان وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفيه أيضا تحريم الربا وكل ضار للعقل أو البدن وأكل لحم الخنزير، وفيه الأمر بالصلاة والصيام وغير ذلك من أمور الدين، وكان أصل دعوته شيئين إفراد الله بالعبادة والإيمان به أنه نبيه، ولم يسم نفسه ابنا الله ولا سمى الله أباه وإنما الذاهب الثلاثة التي هي أصول اختلاف النصارى في عيسى عليه السلام هي من تأليف بولس، وكانت أول كلمة أنطقه الله تعالى بها وهو في مهده، حيث اعترف بالعبودية لله تعالى وحده رب كل شىء وخالق كل شىء.

ولقد حذر عيسى المسيح عليه السلام قومه بني إسرائيل من الكفر والإشراك وبين لهم أنه من يشرك بالله تعالى فقد حرم الله تعالى عليه الجنة ومأواه نار جهنم خالدًا فيها أبدا.

كان من أتباع عيسى المسيح عليه السلام الذين صدقوه واتبعوه وءامنوا به مسلمين مؤمنين، وكان من أتباعه وتلامذته وصفوته وخاصته الحواريون الذين كانوا أعوانا له ينشرون دعوته وشرعه ويعلمون الناس الخير وتعاليم الشرع الحنيف الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام، يقول الله تعالى: وإنما طلبوا شهادة عيسى عليه السلام بإسلامهم تأكيدًا على إيمانهم، لأن الرسل والأنبياء يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم، وفي هذا دليل أيضًا على أن الإسلام والإيمان متلازمان.