سبيل الرشاد

سبيل الرشاد

                                                            لحسان بن ثابت ( ؟ - 54هـ / ؟ - 674م)
 

التعريف بالشاعر :
حسان بن ثابت الأنصاري :
هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي من الشعراء المُخَضْرَمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام (عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى) ، اشتهر بمدحه الغساسنة ، ولما دخل في الإسلام أوقف شعره على الدفاع عن الدين ورسول الله -  - والرد على خصومه لذلك كني بأبي الحسام ، وكانت نهاية رحلة حياته في عهد معاوية سنة 54 هـ وقد قال هذه القصيدة في رثاء الرسول - -  يذرف فيها العبرات على قبره .  
تمهيد :
تجلت القيم النبيلة في رسول الله - -  فقد كان رءوفاً بالمؤمنين رحيماً بهم ، وامتدت رحمته إلى الحيوان ، وعندما انتقل إلى الرفيق الأعلى لم يتوقف الشعراء عن ذكر محاسنه كما في أبيات حسان بن ثابت التي يعبر فيها عن المصاب الفادح .

بيئة النص :

ينتمي هذا النص إلى عصر صدر الإسلام ، وهو يؤكد حب الصحابة للرسول - - حيث وجَّه الشاعر إبداعه للدفاع عن الإسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أطلق عليه شاعر الرسول - - . والشاعر هنا متأثر بفقد الرسول - - .

س1 : من الشاعر المُخَضْرَم ؟
جـ : الشاعر المُخَضْرَم هو مَنْ أَدرك الجاهلية والإِسلام .

س2 : اذكر شعراء مخضرمين غير حسان ابن ثابت .
جـ : من الشعراء المخضرمين : كعب بن زهير بن أبي سلمى - الخنساء - لبيد بن ربيعة - الحطيئة .

لمعرفة المزيد عن حسان بن ثابت اضغط هنا

الأبيات :    

1 - بِطَيْبَةَ رَســمٌ لِلرَسـولِ وَمَعهَدُ مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدُ
2 - أَطالَتْ وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ

3 - فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت   بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ

اللغويات :
طيبة : اسم للمدينة المنورة - رسم : أثر ج رسوم ، أَرْسُم ، رسومات ، والمقصود : قبر الرسول - معهد : مكان معروف ج معاهد - منير : مضيء × مظلم ، معتم - تعفو : تزول ، تمحى × تثبت ، تدوم - تهمد : أي تبلى ، تفنى ، تضعف × تخلد ، تدوم ، تبقى - أطالت : زادت × قصرت - تذرف : تبكي بغزارة ، يسيل دمعها × تجمد - جهدها : قدرتها ، طاقتها - طلل : ما بقى شاخصاً من بقايا الديار ونحوها والمراد : ما ظهر من قبر الرسول ج أطلال ، طُلُول - أحمد : الرسول - بوركت : عظمت × حقرت - ثوى : أقام ، مكث ، سكن × رحل ، هاجر - الرشيد : الهادي ج الرشداء × الضال - المسدد : الموفق للصواب والقصد من القول والعمل × المخفق  .

لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا

الشـرح :

(1) يبدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال ، وإن اختلفت الأطلال هنا فقد اعتاد الشعراء في الجاهلية بدء قصائدهم بالغزل وبكاء الديار والوقوف على آثار ديار المحبوبة ، ولكن شاعرنا هنا يقف على قبر الرسول - -  باكياً فيقول : إن بالمدينة المنورة آثار وأماكن منيرة بخطوات الرسول عليها التي طبعت فيها البركة والخير والنماء وجعلتها خالدة لا يمكن أن تزول . (2) ولقد ظلت العين تبكي بكاء غزيراً أمام القبر الذي قد ضم داخله جسد النبي - - الطاهر . (3) ثم دعا بالبركة لقبر الرسول ، وبالبركة للمدينة المنورة التي أقام بها الرسول الكريم .

س1 : دلل على قدسية طيبة (المدينة المنورة) من خلال فهمك للبيت الأول .         [أجب بنفسك] .

س2 : بكاء الشاعر على الأطلال يثبت تقليديته . وضح مع التدليل  .         [أجب بنفسك] .

التذوق :

(بطيبةَ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور للتخصيص والتوكيد.

(رسم ومعهد) : نكرتان للتعظيم .

(بطيبةَ .. معهد منير) : استعارة مكنية يصور فيها قبر الرسول في طيبة (المدينة المنورة) بالنجم المنير ؛ لتوضيح رفعة وسمو قدْر الرسول - -.

(قد تعفو الرسومُ وتهمد) : قد مع الفعل المضارع تفيد الشك ، والمضارع للتجدد والاستمرار.

(معهد - تهمد) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن ، وأيضاً جناس ناقص .

(أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها) : كناية عن شدة الحزن والأسى على الرسول - - ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وفيها استعارة مكنية للعين بإنسان يقف أمام قبر الرسول يبكي بحرقة عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بشدة الأسى والحزن على الفقيد العظيم .

(تذرفُ العينُ) : تعبير يدل على غزارة الدموع المنهمرة حزناً على فراق الرسول .

س 1 : أيهما أدق : (تذرفُ العينُ) أم (تبكي العينُ) ؟ ولماذا ؟

(على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ) : كناية عن عظمة القبر لعظمة من يرقد فيه ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(الذي فيهِ أحمدُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيه) للتخصيص والتوكيد.

(فبوركتَ) : أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه : الدعاء ، وبناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل وهو الله .

(يا قبرَ الرسولِ) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التعظيم وإظهار الحب ، وإضافة قبر للرسول تفيد التشريف والتكريم والتعظيم .

(يا قبرَ الرسولِ) : استعارة مكنية ، حيث صور القبر بإنسان ينادى عليه ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي الصورة بشدة الحسرة على فقد الرسول .

تذكر :  كل نداء لما لا يعقل استعارة مكنية ، وسر جمالها التشخيص .

(بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيها)  للتخصيص والتوكيد ، والفعل (ثوى) يدل على طول الإقامة والبقاء والاستقرار ، وجاءت كلمة (الرشيد) معرفة للتعظيم .

(بوركتْ بلادٌ ثوى فيها الرشيدُ المسددُ) : كناية عن عظمة المدينة المنورة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(الرشيدُ المسددُ) : كناية عن  الرسول - -  ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

س1 : علل : غلبة الأسلوب الخبري على الأبيات السابقة .
جـ : غلب الأسلوب الخبري ؛ لتقرير شدة الحزن والأسى على فراق الرسول - - وبيان عظمته .

النص :

4 - إِمامٌ لَهُم يَهـديهِمُ الحَـقَّ جـاهِداً مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَســعَدوا
5 - عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ  عُذرَهُــم وَإِن يُحســِنوا فَاللَهُ بِالخَيرِ أَجوَدُ
6 - عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَحيدوا عَنِ الهُدى حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا
7 - عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنّي جَــناحَهُ إِلى كَنَفٍ يَحـــنو عَلَيهِم وَيَمهَدُ

اللغويات :
-
إمام : مرشد ، قائد ج أئمة × مأموم - يهديهم : يرشدهم × يضلهم - جاهدا : مجتهداً ، قدر طاقته × متخاذلاً - يطيعوه : يخضعوا وينقادوا له × يعصوه ، يتمردوا عليه - يسعدوا : يفرحوا × يتعسوا ، يشقوا - عفو : مسامح ، صفوح × منتقم - الزلات : الأخطاء ، السقطات م الزلة - يقبل : يرضى ، يسمح × يرفض - عذرهم : أسفهم ج أعذارهم - يحسنوا : يفعلوا الخير ، يبروا × يسيئوا - أجود : أكرم × أبخل - عزيز عليه : يصعب ، يشتد ، يشق عليه × هيّن - يحيدوا : يميلوا ، يبتعدوا × يستقيموا - الهدى : الرشاد × الضلال - حريص : متمسك ج
حِراص ، حُرصاء ، حريصون - يستقيموا : يعتدلوا على طريق الحق × ينحرفوا ، يحيدوا - عطوف : حنون ، شفوق × قاسٍ ج عُطُف - يثني : يبعد - جناح : عطف ، رفق ج أجنحة ، والمقصود بـ(يثني جناحه) : يشمل بعطفه - كنف : جانب ج أكناف - يحنو : يعطف ، يرفق ، يشفق × يقسو - يمهد : ييسر ويهيئ شئونهم × يعوق ، يعرقل ، يعسر .

فروق لغوية :

1 - " الحريص محروم" : أي البخيل .
2 - " كن
حريصاً على صداقة المتدين " : أي متمسك .
3 - "إن الرزين
حريص على انتقاء تعبيراته " : أي متمهل دقيق .

الشـرح :

ثم يقول في عاطفة صادقة وحب حقيقي ، (4) إن الرسول  - -  إمام الخلق يهديهم إلى الحق والصدق ، والسعادة في طاعته ، (5) وهو عفو عن الأخطاء ويسامح ، يقبل الأعذار وكريم يدعو إلى الإحسان. (6) ويحزن إن مالوا عن طريق الهدى ، حريص على هداية قومه . (7) وقد شمل عطفه جميع الخلق فلا يمنع أحدا من حنانه ورفقه. 

التذوق :

(إمامٌ لَهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً) : كناية عن أهمية دور الرسول في تحقيق الهداية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(إمامٌ لَهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره " هو إمام " ؛ للتركيز على معنى الخبر ، والتعبير بـ " جاهداً " يوحي بشدة جهده المبذول لهداية الناس  .

(إمامٌ يهديهمُ الحقَّ) : استعارة مكنية تصور الحق بهدية من الرسول الكريم تُهدى للبشرية ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(معلمُ صدقٍ) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره : " هو معلم " ؛ للتركيز على معنى الخبر .

(إنْ يطيعوهُ يسعدوا) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (السعادة) إن تحقق الشرط (الطاعة) ، ويسعدوا : نتيجة لما قبلها ، واستخدام الفعل المضارع يفيد : التجدد والاستمرار واستحضار صورة السعادة التي هم عليها نتيجة الطاعة للرسول .

(إمام - معلم - صدق) : نكرات للتعظيم ، وتتابع هذه الصفات يدل على تعدد مناقب وصفات الرسول الكريمة .

(عفوٌّ عن الزلاتِ ، يقبلُ عذرهمْ) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره : " هو عفو " ؛ للتركيز على معنى الخبر .

(عفوٌّ عن الزلاتِ ، يقبلُ عذرهمْ) : كناية عن العفو والصفح واللين والتسامح مع الآخرين ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) : كناية عن الجود والكرم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (كرم الله الغامر) إن تحقق الشرط (إحسانهم) ، فالله بالخير أجود : نتيجة لما قبلها والتعبير باسم التفضيل (أجود) يدل على قمة العطاء الغامر الذي سيغمر به الخالق من يُحسنون ، ولا تنسَ قول الله تعالى : {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ..} (من الآية 160 من سورة الأنعام).             س1 :  في الأبيات السابقة اقتباس ، وضحه .        [أجب بنفسك] .

س 1 : أيهما أجمل : (إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ - إنْ يفعلوا الخير ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) ؟ ولماذا ؟  
جـ : إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجود أجمل ؛ لأنها تدل على الإغداق وشدة الجهد المبذول في فعل الخير من كل نواحيه لإرضاء الخالق وبذل جميع المنافع مِن أي نوعٍ كان ، لأي مخلوق يكون .. ولا تنس
(إن الله يحب المحسنين) (المائدة : 13) .

(عزيزٌ عليهِ أنْ يحيدوا عن الهدى) : كناية عن حرص الرسول على هداية صحابته وخوفه عليهم من العذاب إن انحرفوا عن الطريق المستقيم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . واقتباس من القرآن الكريم (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (من التوبة : 128) .

(يحيدوا عن الهدى) : استعارة مكنية تصور الهدى بالطريق الواضح القويم الذي يشق (يصعب) على الرسول أن يبتعد عنه صحابته ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(حريصٌ على أن يستقيموا ويهتدوا) : كناية عن حرص الرسول على تحقيق الاستقامة والهداية لأمته ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . والعطف للتوكيد.

(الهدى -  يهتدوا) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(عفو - عزيز - حريص) : صيغ مبالغة تدل على كثرة حرص رسولنا الكريم على هداية أمته .

(يحيدوا - يستقيموا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد ، واستخدام الفعل المضارع يفيد : التجدد والاستمرار واستحضار صورة السعادة التي هم عليها نتيجة الطاعة للرسول .

(يستقيموا - يهتدوا) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .

(عطوفٌ عليهمْ ، لا يثني جناحهُ إلى كنفٍ يَحنو عليهم ويمهدُ) : كناية عن العطف والرفق بالناس ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . واقتباس من القرآن الكريم (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (من التوبة : 128) .

(جناحه) : مجاز مرسل عن الرحمة ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(عطوفٌ - يَحنوُ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .

س1 :  في الأبيات السابقة اقتباس ، وضحه .        [أجب بنفسك] .

لا تنسَ : جاءت الأساليب في الأبيات من (4 - 7) كلها خبرية ؛ لتقرير وتأكيد الصفات الرائعة التي اتسم بها الرسول - - واستحق من خلالها أن يكون خير البشر .

النص :

8 - فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجَدُ
9 - وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَـمَّدٍ وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفــقَدُ

اللغويات :
-
جودي : أي ابكي بغزارة × اجمدي - عليه : على الرسول - أعولى : ابكي واصرخي وارفعي صوتك بالبكاء من شدة الحزن - فقد : خسر - الماضون : السابقون × اللاحقون - الدهر : الزمن ج أدهر ، دهور ، أدهار مثله : شبيهه ، نظيره - القيامة : يوم الحساب .

الشـرح :

(8) لذلك يطلب الشاعر من عينيه أن تبكيا بغزير الدمع لفقد خير البشر النبي - - الذي لا مثيل له . (9)  فلم يفقد الماضون مثله ولن يُفقد مثله حتى قيام الساعة .

التذوق :

(فجودي .. وأعولي) : أسلوب إنشائي / أمر للتمني وإظهار الحزن والحسرة والحث ، وعلاقة (فجودي) بما قبلها من أبيات : نتيجة .

(فجودي عليهِ بالدموعِ وأعولي) : استعارة مكنية تصور العينين بإنسان يؤمر ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بشدة الحزن والحسرة .

(لفقدِ الذي لا مثلهُ الدَّهرِ يوجدُ) : تعليل لما قبله ، وكناية عن علو منزلة الرسول وتفرده بين البشر ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(وما فقدَ الماضونَ مثلَ محمدٍ ولا مثلهُ ، حتّى القيامةِ ، يفقدُ) : كناية عن علو قدر ومنزلة الرسول الكريم وتفرده بين البشر ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(ما فقد - يفقد) : محسن بديعي / طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

س1 :  علامَ يدل ذكر اسم الرسول مرة (أحمد) ومرة أخرى (محمد) ؟ 
جـ : يدل ذلك على حبه الشديد لخير الخلق أجمعين ، وللتلذذ بذكر اسمه على لسانه ؛ فذكر اسم الحبيب ترطيب للسان لا شك .       

التعليق :

س1 : من أي الأغراض الشعرية هذا النص ؟ وما العصر الأدبي الذي ينتمي إليه ؟
جـ : الغرض الشعري : الرثاء وإن كان في باطنه المدح .
- وينتمي النص لعصر صدر الإسلام .

س2: لماذا لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؟
جـ : لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؛ لأنه نصَّب (وضع) نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية .

س3: ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
جـ : عاطفة الحزن الشديد والأسى على فراق خير الأنام سيدنا محمد - - الممتزجة بالإعجاب والانبهار بصفات وسجايا الرسول التي لا مثيل لها  .

س4 : ما سمات أسلوب الشاعر ؟
جـ : سمات أسلوب الشاعر :
1 - أسلوبه سهل واضح يشف عن تأثر بقيم الإسلام ومبادئه ، وتأثره بالقرآن الكريم في ألفاظه ومعانيه .
2 - الصور الخيالية عند الشاعر قليلة ، ولكنها معبرة عن فكرة الشاعر ، ومتسقة مع عاطفته . 
3 - تأثر الشاعر في صوره وألفاظه بالمعجم الجديد من القرآن الكريم والهدي النبوي وقيم الإسلام ومبادئه .

س5 : تظهر الأبيات تأثر الشاعر بالإسلام وبالمعجم القرآني ؟
جـ : بالفعل فلقد تأثر في موضوعه وألفاظه وتراكيبه وصوره بالإسلام وبالمعجم القرآني مثل : ( الرسول - يطيعوه - عفو - الله أجود - الهدى - يستقيموا - القيامة) .

ملامح شخصية الشاعر :
مؤمن ، قوي العاطفة ، شديد الإدراك لعظمة الرسول - ذو موهبة متميزة فقد كان يقول الشعر ارتجالاً .

أثر البيئة في النص :
البدء بالوقوف على الأطلال وبكاء الديار وذكر الرسوم تأثراً بالجاهليين ، فقد عاصر الجاهلية والإسلام .

س6 : من أي بحور الشعر هذا النص ؟ ولماذا استخدمه الشاعر ؟
جـ : القصيدة من بحر الطويل الذي يستخدمه الشعراء في الموضوعات الجادة غالباً ؛ ليناسب عاطفة الشاعر الحزينة  .

س7 : علل : قلة الصور الخيالية في النص .
جـ : الصور قليلة لاعتماد الشاعر على الألفاظ المعبرة والموحية في تقرير صفات الرسول- - العظيمة التي لا مثيل لها .

س8 : علل : اعتماد الشاعر على الأسلوب الخبري في معظم الأبيات .
جـ : اعتماد الشاعر على الأسلوب الخبري لتقرير ولتوكيد صفات الرسول العظيمة التي جعلته خير من أنجبتهم البشرية .

س9 : علل : لم يبتعد الشاعر عن البناء التقليدي للقصيدة العربية.
جـ :  لم يبتعد ؛ لأنه التزم بالبناء التقليدي للقصيدة من حيث الوقوف على الأطلال .

            
تدريبات :

س1 :

1 - بَطَيبَةَ رَســمٌ لِلرَسـولِ وَمَعهَدُ مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدُ
2 - أَطالَت وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ

3 - فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت   بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ

(أ) - ما مرادف " الرشيد " ؟ و ما مضاد " ثوى " ؟ و ما جمع " طلل " ؟
(ب) - ما الرسم ؟ وبمَ وصفه الشاعر ؟
(جـ) - لا يمكن أن ينفصل الشاعر عن تراث أجداده . وضح من خلال فهمك للأبيات السابقة . أو يبدو الشاعر متأثراً بالقدماء . وضح .
(د) - لماذا تبكي العين بغزارة ؟ وما الذي يدعو له الشاعر ؟
(هـ) - استخرج من الأبيات :
- أسلوب خبري لفظاً إنشائي .
- كناية .
- أسلوب قصر .
- استعارة مكنية .
- أسلوب إنشائي , وبين سر جمال كل ما سبق .
(و) - ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
(ز) - ما اثر البيئة في النص ؟
س 2 :

4 - إِمامٌ لَهُم يَهـديهِمُ الحَـقَّ جـاهِداً مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَســعَدوا
5 - عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ  عُذرَهُــم وَإِن يُحســِنوا فَاللَهُ بِالخَيرِ أَجوَدُ
6 - عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَحيدوا عَنِ الهُدى حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا
7 - عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنّي جَــناحَهُ إِلى كَنَفٍ يَحـــنو عَلَيهِم وَيَمهَدُ

(أ) - هات من الأبيات كلمة بمعنى (يميلوا ) ، وكلمة مضادها (يرفض) ، وكلمة بمعنى (يعتدلوا على طريق الحق) .
(ب) - أثبت الشاعر للرسول صفات عظيمة في الأبيات السابقة . وضح .
(جـ) - هات من الأبيات :
- إطناب ، وقدره .
- كناية .
- إيجازاً ، وقدره .
- استعارة مكنية .
- محسناً بديعياً ، وبين نوعه .
(د) - علل : قلة الصور البيانية في النص ، والإكثار من الأساليب الخبرية .
(هـ) - يظهر تأثر الشاعر بالقرآن الكريم في هذه الأبيات . وضح .
(و) - وضح الفرق بين ما تحته خط فيما يأتي :
- الماء
عزيز في الصحراء .
- الرجل
عزيز في قومه.
- المؤمن
عزيز النفس .
س 3 :

8 - فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجَدُ
9 - وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَـمَّدٍ وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفــقَدُ

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :
- مرادف (
فَقَدَ) : (أضاع - خسر - ضيّع - أهمل)
- مضاد (
الماضون) : (السابقون - الكاتبون - اللاحقون - السلف)
- جمع (
الدهر) : (أدهر - دهور - أدهار - كل ما سبق)
(ب) - ماذا يطلب الشاعر من عينيه ؟ ولماذا ؟
(جـ) - هات من الأبيات :
- كناية .
- أسلوباً إنشائياً .
- استعارة مكنية .
- محسناً بديعياً ، وبين نوعه .
(د) - إلى أي العصور الأدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما غرضه ؟
(هـ) - وضح الفرق بين ما تحته خط فيما يأتي :
-
فقد الرجل ماله .
-
فقدت مصر عظماء من المفكرين .
-
فقد الرجل ذاكرته .
 

عودة إلى دروس الصف الثاني

 

عودة إلى صفحة البداية