شباب تسامى للعلا

 شباب تسامى للعلا

                                                                                                      للسَّمَوْأل (? - 64 ق . هـ / ? - 560 م)
 


التعريف بالشاعر :

السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي شاعر جاهلي عربي ذو بيان وبلاغة ، كان واحداً من أكثر الشعراء شهرة في وقته ، عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي من سكان خيبر (شمال شرق المدينة المنورة) ، ضرب به المثل في الوفاء ، توفي سنة 560 م .
 

لمعرفة المزيد عن السَّمَوْأل اضغط هنا

مناسبة النص :

تقدم الشاعر لخطبة إحدى فتيات حيه (يقال أنها ابنة الملك المنذر عندما فرت من بطش كسرى) ، فردته بحجة ضعف قبيلته وقلة عددها ، فرد عليها الشاعر بهذه الأبيات مبيناً لها أن مقياس الأفضلية ليس كثرة الرجال بل جميل الخصال التي يتحلى بها أبناء القبيلة من قوة وشجاعة وكرم وغيرها من الصفات ، وقليل من يتصف بهذه الخصال ، فما أروع مَنْ تسامى للعلا بأخلاقه الرفيعة ، وخصاله الحميدة .

الأبيات :                                        " كن شريفاً وموضعاً للثناء "

1 - إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَــميلُ
2 - وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

اللغويات :

  المرء : الرجل ج الرجال ، والمراد : الإنسان ، والشاعر هنا يقصد نفسه  - يدنس : يلوث ، يلطخ × يطهر ، ينظف ، ينقى - اللؤم : اسم جامع للخصال المذمومة الدناءة , الخِسَّة , الضِّعَّة × الترفع , الشَرَف , العِزَّة - عِرضه : شرفه ، ما يفتخر الإنسان به من حسب أو شرف ج أعراض - رداء: ثوب ج أردية - يرتدي : يلبس × يخلع - جميل : حسن × قبح ج جُملاء - يحمل : يدفع ، يزيل × يثبت - النفس : الذات ، الرُّوح ج نفوس، أنفس -  يَحمِل عَلى النَفسِ : يجهدها ، والمراد : يدفع عنها - ضيمها : ظلمها ، إذلالها × عدلها ، إنصافها ج ضُيُوم - حسن: جمال × قبح ج محاسن - الثناء : المدح × الذم ، الهجاء ، القدح - سبيل : طريق ج  سُبُل ، أسْبلة .

فروق لغوية :

1 - الأبيّ يحمل النفس على ضيمها . أي يبعد ويدفع .

2 - الجمل يحمل أثقالاً . أي يضع ويرفع .

3 - الجندي يحمل على العدو في الحرب . أي يهجم .

4 -  " حَمَلَتِ الْمرأة " : أي حَبَلَتْ.

5 - " حَمَلَ العـِلم " : أي نَقَلَهُ ، رَوَاهُ .

لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا

الشـرح : 

(1) يبدأ الشاعر بحكمة رائعة تؤكد علي أن الإنسان إذا حافظ على شرفه من كل ما يدنسه ويعيبه ، فكل سلوكياته وتصرفاته وأعماله تعتبر جميلة ومقبولة عند الناس ، (2) وكذلك إن هو لم يدفع عن نفسه الظُّلم أو الإذلال ، فليس له طريق أو سبيل إلى حسن وجميل الثناء من أحد ، وكان هدفاً للقدح والذم وموضوعاً للعار والشنار.

س1 : أي الصفات يحث الشاعر الإنسان على التخلص منها في البيت الأول  ؟
جـ : يحث على التخلص من كل ما يلوث أو يدنس شرف الإنسان .

س2 : كيف يصبح الإنسان محل تقدير وموضع ثناء من وجهة نظر الشاعر  ؟
جـ : إذا كان شجاعاً لا يرضى بظلم أو هوان ، وكان محافظاً على عرضه وشرفه من كل ما قد يلطخه بسوء .

س3 : ما السبيل إلى حسن ثناء الناس ؟
جـ : هو تحمل ضيم النفس ومحاولة دفعه عنها .

التذوق :

(المَرءُ) : مجاز مرسل عن الإنسان علاقته : الجزئية ، حيث أطلق الجزء (المرء) وأراد الكل (الإنسان) ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز ،  وجاءت (المرء) معرفة للعموم والشمول

(اللؤم) : معرفة للتحقير.

(إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ) : استعارتان مكنيتان  في الأولى : تصوير للؤم بقذارة تدنس العرض ، وفي الثانية تصوير للعِرض بثوب أبيض نظيف يدنس ، وسر الجمال الصورة : التجسيم . وتوحي الصورة بقبح اللؤم والتنفير منه .

(المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (من اللؤمعلى نائب الفاعل (عرضه) ؛ للتخصيص والتأكيد .

(فكل رداء يرتديه جميل) : إطناب بالاعتراض للاحتراس ، وهو نتيجة مترتبة على ما قبله.

(رداءٍ) : استعارة تصريحية حيث صور الشاعر كل خصلة حسنة يتحلى بها الإنسان برداء جميل يرتديه ثم حذف المشبه (الخصلة الحسنة) وصرح بالمشبه به (الرداء الجميل) ، وسر جمالها : التجسيم.

(يدنس ، جميل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد . 

(رداء - يرتديه) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن ، ومراعاة نظير تحرك الذهن وتجذب الانتباه وتؤكد المعنى .

(إذا المرء لم يُدنس من اللؤم عرضه) : إيجاز بحذف فعل الشرط والتقدير (إذا لم يدنس المرء) لدلالة ما بعده عليه ولتحريك الذهن وجذب الانتباه .

(إذا المَرءُ لَم يُدنَس .. فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَـميلُ) : أسلوب شرط يفيد التقرير والتأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ) إن تحقق الشرط (المَرءُ لَم يُدنَس) .

تذكر : (إذا) أداة شرط تفيد التوكيد والتحقيق والثبوت ، وهي هنا أجمل من (إن) التي تفيد الشك ، واستخدام أسلوب الشرط - دائماً - للتقرير والتأكيد على ربط النتائج بأسبابها الصحيحة فكل سبب له نتيجة مترتبة عليه.

(كل رداء) : نكرة للعموم والشمول.

(جميل) : نكرة للتعظيم .

الأسلوب في البيت الأول خبري للتقرير والنصح والإرشاد ويجرى مجرى الحكمة .

(وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها) : كناية عن الضعف والذل والهوان ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(يحمل على النفس ضيمها) : استعارة مكنية فيها تجسيم للضيم والظلم بشيء مادي يحمل ويرفع ، وتوحي الصورة بقبح الذل والخضوع والتنفير منه.
(يحمل على النفس ضيمها) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (على النفس) على المفعول به (ضيمها) ؛ للتخصيص والتأكيد . واستخدام الفعل المضارع (يحمل) للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة .

(فليس إلى حسن الثناء سبيل) : نتيجة مترتبة على الشرط قبلها (إن هو لم يحمل ..) ، وأيضاً أسلوب خبري ، نوعه (نفي) ؛ للاستبعاد حيث يستبعد الشاعر مدح الناس لمن لا يتحمل الظلم ويواجهه .

(النفس - الثناء) : معرفة للتعظيم .

(سبيل) : نكرة للعموم والشمول .

(ضيمها - الثناء) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد . 

(استخدام أسلوب الشرط في البيت) : يدل على التأكيد والاطمئنان إلى سلامة النتيجة ؛ فلكل سبب نتيجة مترتبة عليه.

الأسلوب في البيت الثاني خبري للتقرير والنصح والإرشاد ويجرى أيضاً مجرى الحكمة .

الأبيات :                                                  " لا عيب في الكرام "

3 - تـُعَـيِّـرُنا أَنّا قــَليـلٌ عَــديدُنا فـَقـُلتُ لَها إِنَّ الكِـرامَ قَليـلٌ
4 - وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مـِـثـلـَـنا
شَــبابٌ تَسامى لِلعُلا وَكُهولُ
5 - وَما ضـَـرَّنا أَنّا قــَليـلٌ وَجـارُنا
عَـزيزٌ وَجــارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
 

اللغويات :
- تعيرنا : تعيبنا
× تمدحنا - قليل × كثير ج أقلاء ، قلل - عديدنا : عددنا ج أعداد ، عدائد - الكرام : الشرفاء الكرام م كريم × اللئام - بقاياه : رجاله م بقية - مثل : شبيه ج أمثال - تسامى : تبارى ، تعالى ، تفاخر ، ارتفع - العلا : الرفعة والشرف - كهول : م كهل ، وهو من تراوح عمره بين الثلاثين والخمسين - ضرنا : آذانا × نفعنا - جار : المجاور في المسكن ج جيرة ، جيران ، أجوار - عزيز : قوى منيع ج أعزة ، عزاز ، أعزاء × ذليل - ذليل : ضعيف مهان ج أذلاء ، أذلة ، ذلال .

الشـرح :

س1 : اختر : ظهر الغرض من نظم القصيدة في البيت الثالث وهو : (النفور - العتاب - الفخر - الشجاعة) .

(3) إنها تعيرنا وتعيبنا بقلة عددنا !! أولم يبلغها أنها تبالغ في مدحنا بهذا دون أن تدري؟!! فقلت لها إن الكرماء والشرفاء هم القليلون في هذه الحياة (4) وهل يُعدّ قليلاً من كان رجاله في تسامٍ إِلى العلا شيباً وشبّاناً ؟! (5) وهل تضر قلتنا متى كان جارنا عزيزاً ، وجانبه مصوناً لا يستطيع الاقتراب منه معتدٍ ؟! وكم من قبيلة ذُلَّ جارها على وفرة عددها ، وكثرة رجالها .

س1 : بمَ عيرت الفتاة الشاعر ؟ وبماذا رد  عليها ؟
جـ : عيرته بقلة عدد أفراد قبيلته ، ورد عليها أن الكرام قلة .

س2 : بمَ امتازت قبيلة الشاعر عن غيرها من القبائل الأخرى ؟
جـ : امتازت على الرغم من قلة عددهم فجارهم عزيز ، بينما القبائل الأخرى عددهم كبير وجارهم ذليل .

س3 : ما الدليل على أن قلة عدد أفراد قبيلته لا عيب فيها ؟
جـ : الدليل : أن جيرانهم أعزاء ، بينما جيران الأكثرين أذلاء .

س4 : يفخر الشاعر في البيت الخامس بصفتين . وضحهما .
جـ : بقوة قبيلته على الرغم من قلة عددها ، وحمايتها للجار .

س5 : بم علل الشاعر قلة عدد أفراد قبيلته ؟
جـ : ذلك بإن الكرماء والشرفاء - دائماً - هم القليلون في هذه الحياة .

س6 : ما العلاقة بين الشاعر وجيرانه ؟
جـ : علاقة حماية من أي عدو وحفظ للجوار .

س7 : قبيلة السَّمَوْأل مثال للقوة والكرم . وضح من خلال فهمك للأبيات .     [أجب بنفسك]

التذوق : 

(تـُعَـيِّرُنا أَنّا قــَليـلٌ عَـديدُنا) : أسلوب خبري ، غرضه : التقليل من شأن قبيلته وبيان ضعفها .

 (إِنَّ الكرامَ قليلُ) : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى ، والجملة حكمة رائعة فيها تعليل لقوله : (أَنّا قــَليـلٌ عَـديدُنا) ، وأسلوب مؤكد بـ(إن).

س1 : أيهما أقوى : [إِنَّ الكرامَ قليلُ - إِنَّ الكرامَ لقليلُ] ؟ ولماذا ؟          [أجب بنفسك]

(وما قل من كانت بقاياه مثلنا) : كناية عن العزة والمنعة والشرف ، فالقبائل الأخرى تهاب قبيلته على الرغم من قلة عددها ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وهو أسلوب خبري فيه فخر وتأكيد على استبعاد أن توصف قبيلته بقلة العدد .

(وما قل من كانت بقاياه مثلنا) : أسلوب خبري منفي ، غرضه : الاستبعاد أي استبعاد وصف من كان مثلنا بالقلة .

 (شَـبابٌ - كُهولُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد ، فكل من في القبيلة صغيراً أو كبيراً يتنافس في البحث عن العلا . 

 (شَـبابٌ - كُهولُ) :  جاءتا جمعاً للكثرة وللعموم والشمول ونكرتين للتعظيم أيضاً .

 (كُهولُ) : إيجاز بالحذف ، وتقديره : " كهول تساموا للعلا " .

(تسامى) : فعل مضارع حذفت تاؤه للتخفيف ، ويفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة .

س1 : (سما) أم (تسامى) أيهما أبلغ في أداء المعنى ؟ ولماذا ؟
جـ : (تسامى) أبلغ في أداء المعنى ؛ لأنها تدل على المشاركة بين جميع أفراد القبيلة في التباري والتنافس للوصول إلى المجد والرفعة .

(ما ضرنا) : يجوز في (ما) أن تكون نافية ويكون المعنى  لم يضرنا ، ويجوز أن تكون استفهامية عن طريق التقرير ويصبح المعنى : أي شيء يضرنا ؟

(أَنّا قــَليـلٌ وَجارُنا عَـزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ): محسن بديعي / مقابلة يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

 (جارُنا عَـزيزٌ) : كناية عن صفة القوة لمن يجاور قبيلة الشاعر القوية ويستظل بحمايتها .

(جار الأكثرين ذليل) : كناية عن صفة الضعف عند الأعداء على الرغم من كثرتهم .

 (قــَليـلٌ - ذَليلُ) :  محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

 (قــَليـلٌ - عَـزيزٌ - ذَليلُ) : تكرار صيغة (فعيل) أعطى إيقاعاً موسيقياً مؤثراً للبيت .
 

الأبيات :                                                        " سادة وكرماء "

6 - إِذا سَـيِّدٌ مِـنـّا خَـلا قامَ سيِّدٌ قَـؤُولٌ لِما قـالَ الكِرامُ فـَــعُولُ
7 - وَما أُخـمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّـنـا في النازِلـــينَ نَزيلُ

اللغويات :
سيد : كل عظيم في قومه ج أسياد وسادة - خلا : أي مات × عاش - قام : نهض - قؤول : كثير القول - فعول : كثير الفعل - أخمدت : أطفئت وهدأت × اشتعلت ، تأججت - دون : أمام - طارق : الزائر ليلاً ، وافد ج طُرّاق - ذم : عاب - نزيل : ضيف ج نزلاء ، نازلون .
الشـرح :

(6) جميعنا سادة ، فإن رحل منا سيد وولّى عهده وغيّبه الموت حلّ محله سيد عظيم آخر ممن يقولون ويفعلون ما يقولون .
(7)
نيراننا دائماً مشتعلة ؛ فنحن لا نُخمد نيراننا إلا بعد أن نكون قد فرغنا من إكرام ضيوفنا ، ولا يمكن أن يحل فينا ضيف ، ويرحل ذامّاً إيانا ، حيث إننا نكرم ضيوفنا ونحسن وفادتهم ، فيتركونا راضين مادحين .

س1 : قبيلة الشاعر عظيمة في كل الأزمان . وضح من خلال فهمك للبيتين السابقين .    [أجب بنفسك]

التذوق : 
(
إذا سيد منا خلا قام سيد) : كناية عن توارث السيادة في قبيلته ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وجاءت (سيد) نكرة للتعظيم ، وكرر الشاعر كلمة (سيد) ؛ للتأكيد على تميز كل أفراد القبيلة فكلهم سادة .

(خلا - قام) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(خلا) : استخدم الشاعر لفظ (خلا) بدلاً من (مات) ؛ لاستصعابه على نفسه.

(قام سيد) : نتيجة لما قبلها .

(قَـؤُولٌ لِما قـالَ الكِرامُ فـَــعُولُ) : كناية عن كرم أقوالهم وأفعالهم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(قَـؤُولٌ - فـَعُولُ) : صيغتان للمبالغة ؛ للدلالة على الكثرة في القول والفعل ، والجمع بينهما يدل على صدقهم ؛ لأنهم يقرنون (يجمعون) القول بالعمل .

(الكِرامُ) : جاءت جمعاً للكثرة ، ومعرفة للتعظيم .

(قـالَ الكِرامُ) : إيجاز بحذف المفعول به ؛ يفيد العموم والشمول .

(ما أخمدت نار لنا دون طارق) : كناية عن الكرم والفخر بأنفسهم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(ما أخمدت نار) :  بناء الفعل " أخمدت " للمجهول ؛ إيجاز بالحذف .

(ما أخمدت نار) : أسلوب خبري منفي ، يفيد الاستبعاد ، حيث يستبعد الشاعر انطفاء نار قومهم دون أن يكونوا قد فرغوا من استضافة طارق نزيل أحسنوا وفادته وأكرموه فغدا راضياً .

(طارق) : نكرة للعموم والشمول .

(وما ذمنا في النازلين نزيل) : أسلوب خبري منفي ، يفيد الاستبعاد أيضاً ، حيث يستبعد الشاعر أن يكون أحد الضيوف قد ذمهم أو عابهم بعد أن حل فيهم ضيفاً ورأي حسن استقبالهم وطريقة إكرامهم الرائعة لضيوفهم .

(وما ذمنا في النازلين نزيل) : كناية عن حسن الضيافة ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (في النازلين) ؛ للتخصيص والتوكيد. .

 (نزيل) : نكرة للعموم والشمول .

س1 : علل : تعبير الشاعر بضمير جماعة المتكلمين : (منا - لنا) .
جـ : ليعبر عن فخره واعتزازه بالانتساب لقبيلته فالسيادة والكرم متوفرة في كل أفراد القبيلة .
 

الأبيات :                                             " معاركنا تتحدث عن شجاعتنا "

8 - وَأَيّامُنا مَشــهـورَةٌ في عَــدُوِّنا لَها غـُــرَرٌ مَعـلـومَةٌ وَحُجـولُ
9 - سـَـلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَـــــواءً عالِمٌ وَجَهولُ

اللغويات :
أيام : أيام قتالنا ومعاركنا - مشهورة : معلومة ، معروفة × مجهولة - عدو : خصم × صديق ج أعداء وعدى - غرر : م غرة ، وهي البياض في جبهة الفرس - معلومة : مشهودة ، معروفة × مجهولة - حجول : هي البياض في ساق وقوائم الفرس م حَجْل ، حِجْل ، حِجِل ، ويوم أغر محجَّل أي مشهور - سلى : اسألي ، استخبري - الناس : الوري م إنسان - سواء : متساوٍ ، نظير ، مثل ج أسْواء و سَواسٍ و سواسية × مختلف - جهول : كثير الجهل ج جهولون و جُهُل و جُهَلاء . 

الشـرح :

(8) إن أعداءنا قبل أصدقائنا يشهدون بقوة شوكتنا ومعاركنا العظيمة ، فتلك المعارك ، وتلك الأيام مشهودة مشهورة ، وواضحة ، وبارزة كما تبرز غرة الحصان وحجوله (أي كبياض جبهة الفرس وكبياض ساقه وقوائمه) .

(9) فإن كنت جهلتِ فضلنا ومكانتنا بين الناس ، فدعاكِ جهلكِ الواضح ذاك لوصفنا بما ليس فينا ، فكان ينبغي عليكِ قبل إصدار الأحكام علينا أن تسألي الناس ، وتحتكمي إليهم في شأن مكانتنا مقارنة بمكانة من فضلتهم علينا ، فليس العالم بالأمر كالجاهل به .

س1 : يعكس البيت الأخير بعض ملامح شخص الشاعر ، وموقفه من المرأة . وضح ذلك .   [أجب بنفسك]
التذوق : 
(أيامنا مشهورة) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الأيام بشخص مشهور ، وسر الجمال الصورة : التشخيص .

(أيامنا) : مجاز مرسل عن الحروب ، علاقته : الظرفية الزمانية  ، حيث عبر بـ(الأيام) وقصد حروبهم ومعاركهم مع الأعداء ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز ، وجاءت جمعاً ؛ لتدل على الكثرة .

(مشهورة - معلومة) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .

(أيامنا .. لها غرر وحجول) : استعارة مكنية ، حيث شبه الشاعر الحروب والانتصارات المشهورة الواضحة بخيل غر (أي بيضاء الجبهة) ومحجلة (أي بيضاء القوائم) ، وسر الجمال الصورة : التجسيم والتوضيح ؛ فمعاركهم وانتصاراتهم واضحة لا تخفى على العيان  .

(غرر وحجول) : مراعاة نظير تثير الذهن .

(سـَلي) : أسلوب إنشائي طلبي / أمر ، غرضه : النصح والحث والالتماس .

(إِن جَهِلتِ) : أسلوب شرط يفيد الشك هنا ؛ لأن الشاعر دلل على قوة قبيلته وانتصاراتها وأيامها المعروفة المشهورة عند الأعداء قبل الحلفاء والأصدقاء ، فكيف تجهلها من عيرته بضعف قبيلته ، وفيه إيجاز بحذف جواب الشرط ، والتقدير : (إن جهلت حالنا وحال القبائل) .

(إِن جَهِلتِ): إطناب بالاعتراض للاحتراس .

(فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ): أسلوب خبري منفي ، غرضه : الاستبعاد ، حيث يستبعد الشاعر تساوي العالم والجهول.

(عالِمٌ): نكرة للتعظيم .

(جَهولُ): نكرة للتحقير .

( عالِمٌ - جَهولُ): محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد . 

(جَهولُ): صيغة مبالغة تدل على جهل الفتاة الشديد بمنزلة قومه التي يعلمها القاصي والداني ، وجاءت نكرة للتحقير .

التعليق :

س1 : ما غرض الشاعر من نظم قصيدته ؟
جـ : الغرض : الدفاع عن قبيلته ، والفخر والاعتزاز بقيمها الرفيعة ، كالكرم والعزة والطموح وحماية الجار .

س2 : ما العاطفة المسيطرة على الشاعر في الأبيات ؟
جـ : عاطفة الفخر والاعتزاز بنفسه وقومه الممتزجة بالسخط على المرأة التي رفضت الزواج منه .

س 3 : ما دوافع فخر واعتزاز الشاعر بنفسه وقومه ؟
جـ : السبب : أن الشاعر تقدم لخطبة فتاة فرفضته لأنه ينتمي إلى قبيلة قليلة العدد .

س4 : ما أهم خصائص (سمات) أسلوب الشاعر ؟
جـ : أهم خصائص (سمات) أسلوب الشاعر:
1 - وضوح المعنى والأفكار .
2 - سهولة الألفاظ ، ومناسبتها للمعاني المقصودة .
3 - جمال التعبير وروعة التصوير .
4 - استخدام الحكمة بأسلوب قوي رصين .
5 - وضوح عاطفة الفخر والاعتزاز بقبيلته .
6 -  استخدام بعض المحسنات البديعية كالطباق والمقابلة بدون تكلف .

س5 : علل : مجيء النص في صورة مرافعة أدبية جميلة مؤثرة .
جـ : بالفعل فقد اعتمد الشاعر على :
 1- التدليل المنطقي .
2 - الإقناع العقلي .
3 - استثارة عاطفة المتلقي ؛ للوصول إلى هدفه الرئيس من نظمها ، وهو الدفاع عن قبيلته ، والفخر والاعتزاز بقيمها الرفيعة كالكرم والعزة والطموح
(طلب المعالي) وحماية الجار ، فضلاً عن قيمه الذاتية التي تبدو في الاعتداد بالنفس ، والانتماء والولاء للقبيلة (التي تقوم مقام الدولة في عصرنا) .

س6 : للقصيدة الجاهلية نظام في بنائها . وضحه .
جـ : تبدأ القصيدة الجاهلية بالغزل وبكاء الأطلال (بقايا ديار المحبوبة) ، ويليها الوصف (وصف الرحلة ، ومعالم الطريق ، وحيوانات الصحراء ) ، ثم الغرض الأساسي للقصيدة من مدح أو هجاء أو فخر ، وقد تختم القصيدة بالحكم .

س7 : بناء القصيدة مختلف عن غيرها من قصائد الجاهلية . وضح .
جـ : بالفعل ؛ لأنه بدأ القصيدة بالحكمة وهو أمر غير مألوف في الشعر العربي ؛ لأن الحكمة غالباً ما تكون ختاماً للقصيدة .

  مصادر الموسيقى في النص :
1 - الموسيقا الخارجية : وتتمثل في وحدة الوزن والقافية.
2 -
الموسيقا الداخلية : وتنقسم إلى نوعين موسيقا ظاهرة وتتمثل في المحسنات البديعية غير المتكلفة ، وموسيقا خفية تتمثل في صدق العاطفة وحسن اختيار الألفاظ وروعة التصوير وترابط الأفكار .

السمات الشخصية للشاعر من خلال النص  :
1 - ذو شمم وإباء ، ونفس أبية .
2 - دائم الاعتزاز بنفسه وقومه .
3 - ضُرب به المثل في الوفاء .


            
تدريبات

1

1 - إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَــميلُ
2 - وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

(أ) ‌- هات مرادف (اللؤم - الثناء) ، ومضاد (يرتدي - يدنس ) ، وجمع (ضيم - رداء)  في جمل من عندك.

(ب) - كيف تصبح تصرفات وسلوكيات الإنسان جميلة ومقبولة عند الناس ؟

(جـ) - ما طريق الإنسان لنيل استحسان الناس ؟

(د) استخرج من الأبيات :
1 - مجازاً مرسلاً ، ووضحه .
2 - كناية ، وبين سر جمالها .
3 - إطناباً ، وقدره .
4 -
استعارة تصريحية ، وبين سر جمالها .
5 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين غرضهما .

(هـ) - أيهما أجمل : (إذا المَرءُ لَم يُدنَس) - (إنْ المَرءُ لَم يُدنَس) ؟ ولماذا ؟ 

(و) - ما غرض الشاعر من نظم قصيدته ؟

2

3 - تـُعَــيِّــرُنا أَنّا قــَليـلٌ عَـــديدُنا فـَقـُــلتُ لَها إِنَّ الكِـرامَ قــَليـلٌ
4 - وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مـِـثـلـَـنا
شَــــبابٌ تَسامى لِلعُلا وَكُهولُ
5 - وَما ضـَـرَّنا أَنّا قــَليـلٌ وَجـــارُنا
عَـزيزٌ وَجــــارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

(أ) - في ضوء فهمك لسياق الفقرة تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - " عزيز " مرادفها  : (غالٍ - قوي - صعب - شديد) 
        - "
 
جار " جمعها  : (جيرة - جيران - أجوار - كل ما سبق).
        - " 
الكرام " مضادها  : (اللئام - الجبناء - الضعفاء - الأذلاء).

(ب) - كيف أثبت الشاعر أن قلة العدد ليست عيباً ؟

(جـ) - أيهما أقوى : [إِنَّ الكرامَ قليلُ - إِنَّ الكرامَ لقليلُ] ؟ ولماذا ؟

(د) - استخرج من الأبيات :
1 -
كناية .
2 -
إيجازاً ، وقدره  .
3 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين غرضهما .
4 -
إطناباً ، وقدره .

(هـ) - ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟

3

6 - إِذا سـَـيِّدٌ مِـنـّا خـَـلا قامَ سـَــــيِّدٌ قَـؤُولٌ لِما قـالَ الكِرامُ فـَــعُولُ
7 - وَما أُخـمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّـنـا في النازِلـــينَ نَزيلُ

(أ) ‌- هات من الأبيات مرادف : (أمام - نهض) ، ومضاد : (تأججت - عاش) في جمل من عندك.

(ب) - قبيلة الشاعر عنوان للسيادة والشرف . بين ذلك .

(جـ) - علل : استخدام الشاعر للأسلوب الخبري في الأبيات السابقة .  

(د) - استخرج من الأبيات :
1 - كناية .
2 - أسلوباً للقصر ، وبين قيمته .
3 -
إيجازاً ، وقدره  .
4 - محسناً بديعياً ، وبين سر جماله .

(هـ) - أكمل : (الكِرامُ)  جاءت جمعاً لـ ................................... ومعرفة لـ .................... .

(و) - علل : تعبير الشاعر بضمير جماعة المتكلمين : (منا - لنا) .

(ز) - ما أهم خصائص (سمات) أسلوب الشاعر ؟

4

8 - وَأَيّامُنا مَشـــــــــــهـورَةٌ في عَــدُوِّنا لَها غـُــرَرٌ مَعـلـومَةٌ وَحُجـولُ
9 - سـَــلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَـــــواءً عالِمٌ وَجَهولُ

(أ) ‌- سلي - حجول - الناس " هات اسم الفاعل من الأولى ، ومرادف الثانية ، ومادة الثالثة .

(ب) - في البيتين فخر وعتاب . بين ذلك .

(جـ) - علل : استخدام الشاعر للأسلوب الخبري في الأبيات السابقة .  

(د) - استخرج من الأبيات :
1 - استعارة مكنية .
2 -
مجازاً مرسلاً .
3 - إطناباً .
4 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه .

(هـ) - بناء القصيدة مختلف عن غيرها من قصائد الجاهلية . وضح .


 

عودة إلى الصفحة السابقة

عودة إلى صفحة البداية