nadin

المُثَقِّب العَبْدي

المثقب بكسر القاف ، وهذا لقب لقب به لقوله في القصيدة الآتية  : وثقبن الوصاوص للعيون: والوصاوص: البراقع. واسمه عائذ الله بن محصن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوف بن دهن بن عذرة بن منبه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر فحل قديم جاهلي. كان في زمن عمرو بن هند.

وفي اسمه ونسبه بعض اختلاف.

شاعر قديم جاهلي، كان في زمن عمرو بن هند، وإياه عنى بقوله:
إلى عمرٍو ومن عمرٍو أتتني        أخي الفَعَلات والحلم الرزيـن


عاش مع قومه في البحرين، الممتدة من البصرة إلى عُمان على شاطئ الخليج العربي، وليس هناك ما يثبت زمن ولادته ولا مكانها، ولا زمن وفاته، على أن الثابت أنه من شعراء القرن السادس الميلادي، ولعله عاش في النصف الثاني منه. وهو خال الشاعر الجاهلي شأس بن نهار العبدي الملقّب بـ«الممزِّق».

وقد أغفلت المصادر أيضاً أخبار حياته، فليس ثمة ما يعين على معرفة تفاصيلها، ويبقى شعره الوثيقة الوحيدة الدالة على حياة هذا الشاعر وصفاته، فيظهر من شعره صفات «كثيرة أولها سمة الحكيم الزاهد القدَرِي، ثم سمة السياسي الماهر الذي يقيم صلاته بالحاكمين على أساسٍ من الدهاء المغلّف بالتكريم… ولعل بُعدُ المثقّب عن مقر الحكم في الحيرة كان سبباً من أسباب هذا الهدوء في شعره الذي يكاد أن يقرب من المسالمة… كذلك تبدو منه أيضاً سمة الشاعر الإنسان الذي يريد السلام لقومه».

وعلى الرغم مما كان من سوء علاقة بين قوم الشاعر وملوك الحيرة، فإن المثقّب مدح بعض هؤلاء الملوك، من ذلك قوله في عمرو بن هند:

وإلى عمرٍو وإن لم آتِـه     تُجلَب المِدحةُ أو يَمضي السفر

واضحُِ الوجه كريمٌٍ نجْرُه     ملَكَ السِّيْفَ إلى بطـن العُشَر

«يتميز هذا الشاعر بدقةِ الوصف، وقوة الملاحظة، مع رهافةٍ في الحس وتوثّبِ الخاطر من غرض إلى غرض، إلى جانب ابتداع في المعنى وابتداع في اللفظ». ولعل أشهر قصائده قصيدته التي مطلعها:

أفاطمَ قبل بَيْنِك متّعيني        ومنعُك ما سألتُ كأنْ تَبيني

وقد حظي شعره بالانتشار بين الرواة والعلماء الذين ضمّنوا بعض قصائده في كتبهم، واستحسنوا كثيراً من أبياته ومعانيه، وأشاروا إلى سبقه إلى بعض المعاني التي قلّده فيها الشعراء بعده. وقد جُمع شعره قديماً، ونشره محققاً حسن كامل الصيرفي في مجلة معهد المخطوطات العربية.



 


 

عودة إلى صفحة البداية