ثورة الزنج
قائدها :
علي ابن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،
قائد إحدى أخطر الثورات ضد الخلافة العباسية . ولد ونشأ في
ورزنين من أعمال الري .
كان شاعرًا . اشتغل بتدريس الخط والنحو والنجوم . ظهر على مسرح الأحداث في عهد
الخليفة العباسي المنتصر بالله (247 - 248هـ ، 861 - 862م) ، حيث كان واحدًا من
حاشيته ومستشاريه . وعندما تخلص الأتراك من المنتصر ، شتتوا رجاله بالنفي والقتل
والاعتقال ، فكان علي ابن محمد واحدًا من المعتقلين . تخلص من الاعتقال عندما وقعت
فتنة بين طوائف الجند ، ففتحت أبواب السجون ، فغادر بغداد إلى مواطن القبائل
العربية في الخليج ، عازمًا على الثورة . وبدأ بالبحرين وبقبائل هجر . وفي سنة
249هـ ، 863 م ألحقت به الدولة هزائم عدة ، فانتقل مع كبار أنصاره إلى البصرة ،
فناصرته قبيلة بني ضبيعة . دارت معارك بينه وبين الدولة ، وتمكن من اجتذاب الزنج
إلى جانبه . وكانوا من الموالي المستضعفين ، يعملون في تنقية الأرض من الأملاح
لتصبح صالحة للزراعة وتثمر لكبار الملاك .
التقى بريحان بن صالح الزنجي بعد سبع سنوات من بدء الثورة ، فدعاه للثورة ، فانخرط
فيها ، وأصبح تحرير العبيد واحدًا من أهم مطالب الثورة فتوافد الزنج إلى معسكرات
الثورة ، فارين من سادتهم ، وانضم إليه كذلك فقراء الفلاحين في جنوبي العراق .
وكانت الحاميات الزنجية في جيش الدولة تنحاز بأسلحتها إلى جيش الثورة عند كل لقاء ،
وامتدت الثورة إلى البحرين والبصرة والأبلة والأهواز والقادسية وواسط وجنبلاء وأغلب
سواد العراق . وأقام له دولة وعاصمة أسماها
المختارة ، وسط المستنقعات . وأقام
نظامها على مبدأ المساواة . وبَنَت الدولة مدينة الموفقية تجاه المختارة ، لتقود
منها الحملات على عصابات الزنج . وحاصرتهم الدولة أربع سنوات ، ودارت بين الفريقين
معارك أسطورية تحدث عنها الطبري في أكثر من مائتي صفحة ، وفني خلق كثير من الفريقين
. ولم تتمكن الدولة من القضاء عليه إلا بعد عشرين سنة من الصراع المرير .
المصدر / الموسوعة
العربية العالمية