الإيجاز و الإطناب


الإيجاز والإطناب
 

1 - الإيجاز : 
ôهو التعبير عن الأفكار الواسعة و المعاني الكثيرة بأقل عدد من الألفاظ .
وهو نوعان : 
أ - الإيجاز بالحذف : ويكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثر مع تمام المعنى (أي لا يختل المعنى) .
مثل : 
ôو جاهدوا في × الله حق جهاده . أي في سبيل الله .
ôو اسأل × القرية أي أهل القرية .
ôخلقت × طليقاً أي خلقك الله طليقاً .
ô (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) (20) سورة مريم  . أي لم أكن بغياً ، فقد حذفت نون الفعل تخفيفاً .
ب - الإيجاز بالقصر : ويكون بتضمين العبارات القصيرة معاني كثيرة من غير حذف .

مثل : 
ô قال تعالى: " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ " العبارة توضح معاني كثيرة تتعلق بالخالق و عظمته و قدرته و وحدانيته .... إلخ .
ô" ولكم في القصاص حياة " العبارة توضح معاني كثيرة من تخويف للقاتل و حقن للدماء و شعور بالأمن والأمان ...إلخ .
ô قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : إذا لم تستح فاصنع ما شئت !! رواه البخاري.
وفي قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (
إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ، الكثير من المعاني التي يحملها ذلك الأمر التهديدي ، ومعناه أنه إذا انتزع الحياء من نفس الإنسان فقد يعمد إلى عمل الفواحش والمنكرات بأنواعها ، سراً وجهراً ، قولاً وعملاً ، ولكن العاقل يدرك أن وراء هذا القول ما وراءه من تهديد ووعيد ، فمن يقدم على ذلك ، فالحساب أمامه والعقاب ينتظره .
ôجاء في رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى : أسلم تَسْلَمْ رواه البخاري.
وفي قول الرسول (
أسلم تسلم) غاية الإيجاز ، ومنتهى الاختصار ، فمعنى هاتين الكلمتين : اعرف الإسلام ، وادخل فيه ، وسلِّم أمرك للَّه ، بالانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك ، فإن تحقق ذلك سلمت نفسك من العذاب وسلطانك من الانهيار
هام جداً :
الفرق بين نوعي الإيجاز ، هو أن إيجاز القصر يُقدَّر فيه معان كثيرة ، أما إيجاز الحذف فغايته هي اختصار الكلام وقلة ألفاظه.
سر جمال الإيجاز :
إثارة العقل وتحريك الذهن ، وإمتاع النفس .

 نموذج مجاب

 لبيان نوع الإيجاز في العبارات الآتية :

(1) - قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
(82) سورة الأنعام.

(2) - و قال تعالى: {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}
(85) سورة يوسف

(3) - و قال تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا}
(31) سورة النازعات.

(4) - و قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}
(106) سورة آل عمران.

(5) - وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
(31) سورة الرعد.

(6) - وقال أبو الطيب :    أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ

(7) - أكلتُ فاكهةً و ماءً.

الإجابة :

(1) - في الآية إيجاز قِصَر ، لأن كلمة {الأمن } يدخل تحتها كل أمر محبوب ، فقد انْتَفَى بها أن يخافوا فقراً ، أَو موتاً ، أو جوْراً ، أو زوال نعمة ، أو غير ذلك من أصناف المكاره .

(2) - في الآية إيجاز
حذف ؛ لأن المعنى {تالله لا تفتأ تذكر يوسف} فحذف حرف النفي.

(3) - في الآية إيجاز
قصر ، فقد دل الله سبحانه بكلمتين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا و متاعاً للناس من العُشب والشجر والحطب واللِّباس والنار و الماء .

(4) - في الآية إيجاز
حذف ، فقد حُذف جوابُ أَمَّا ، وأصل الكلام : {فيقال لهم أكفرتم بعْد إيمانكم }.

(5) - في الآية إيجاز
بحذف جواب لو ، إذ تقدير الكلام لكان هذا القرآن .

(6) - في البيت إيجاز
بحذف جملة : و التقدير و أتيناه على الهَرم فساءنَا.

(7) - في العبارة إيجاز
حذف جملة ، إذ التقدير و شَربْت ماء .

تمرينات

(أ) - بين نوع الإيجاز فيما يأتي ووضح السبب :

(1) - قال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
(91) سورة المؤمنون

(2) - وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
(199) سورة الأعراف

(3) - وقال عليه الصلاة والسلام : « إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا » .

(4) - وقال تعالى في وصف الجنة: {.. وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ..}
(71) سورة الزخرف.

(5) - و قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ}
(51) سورة سبأ  .

(6) - وقال تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }
(4) سورة فاطر.

(7) - وقال صلى الله عليه وسلم : " الطمعُ فقرٌ واليأسُ غِنًى " .

(8) - وقال علي - كرم اللَه وجهه -: " آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ" .

(9) - ويُنْسب للسموءل : وإِنْ هُو لَمْ يَحْمِلْ على النَّفْسِ ضَيْمَها *** فَلَيْسَ إلى حُسْنِ الثَّناءِ سبيلُ

(10) - و قال تعالى في وصف انتهاء حادثة الطوفان {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
(44) سورة هود .

[أقلعي: كفي عن المطر، و غيض الماء: نضب ، و الجودي : جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام عند انتهاء الطوفان]

(ب) - بيِّنْ جمالَ الإِيجاز فيما يأتي و اذكر من أيِّ نوعٍ هو :

(1) - كتب طاهرُ بن الحسين إلى المأمون وكان واليَهُ على عُمَاله بعد هزمه عسْكر علي بن عيسى بن ماهان
[من كبار القادة في عصر الرشيد و الأمين] و قتله إِياه : كتابي إِلى أَمير المؤمنين، ورأْسُ علي بن عيسى بن ماهان بين يدَي، وخَاتمُهُ في يدي، و عسكَرُه مُصرَّف تحت أمري والسلام .

(2) - وخطب زياد فقال : أيها الناس لا يَمْنعكم سوءُ ما تَعْلمون منَّا أن تنَنْتفعوا بأحْسَنِ ما تسمعون منّا.

(جـ) - بين ما في التوقيعات الآتية من جمالِ الإيجاز :

(1) - وقَّع أبو جعفر المنصور في شكوى قوم من عاملهم :
كما تكونوا يؤمَّر عليكم  .

(2) - وكتب إليه صاحبُ مِصْر بنُقْصان النيل فوقع :
طهِّرْ عسكركَ من الفسادِ يعطِكَ النيلُ القيادْ .

(3) - ووقع على كتاب لعامله على حِمص و قد كثُر فيه الخطأ :
استبدِل بكاتبك، وإلا أستُبْدِل بك .

(4) - وكتب إِليه صاحب الهند أنَّ جُنْدًا شغبوا عليه و كَسروا أقْفالَ بيتِ المال ، فَوقَّع :
لو عدلْت لَمْ يشْغبُوا ولو وفَيْت لَمْ ينتهِبُوا .

(5) - ووقع هارون الرشيد إلى صاحب خراسان  :
داوِ جُرْحكَ لا يتسعْ .

(6) - ووقع في قصة البرامكة :
أنبتتهم الطاعة ، و حصدتْهُم المعصية .

(7) - وكتب إِبراهيم بن المهْدي في كلام للمأمون :
إن عفوت فبفضلك، وإن أَخذتَ فبحقك. فوقَع المأمون: القُدْرة تُذهبُ الحفيظَة .

(8) - ووقع زِياد بنُ أبيه في قصة مُتظلم :
كُفِيتَ.

(9) - ووقَّع جعفر بن يحيى
[من قادة البرامكة] لعامل كَثُرَتِ الشكوى منه: كثُر شاكوك ، و قلَّ شاكرُوك ، فإما عدلْت ، وإِمَّا اعْتَزَلْت .

(10) - ووقع في قصة محبوس:
الجناية حسبهُ ، والتوبةُ تطلقه .

(د) - اقرأ الحكاية الآتية وبين وجه الإيجاز و نوعه فيما يعرض فيها من أمثال :

كَان لرجل من الأعراب اسمه ضَبَّةُ ابنان . يقال لأحدهما سعْد و للآخر سُعيْد ، فنَفَرتْ إبل لضبة فتفرق ابناه في طلبها ، فوجدها سعد فردها ، فمضى سُعيْد في طلبها ، فلقيه الحارث بن كعب ، وكان على الغلام بُرْدان ؛ فسأله الحارث إياهما فأبى عليه فقتله وأخذ برديه ، فكان ضبة إذا أمسى ورأى تحت الليل سوادًا قال : أسعد أَمْ سُعيْد ؟ فذهب قوله مثلا يُضرب في النجاح والخيبة ، ثم مكث ضبة بعد ذلك ما شاء الله أَن يمكث ، ثم إنه حج فوافى عُكاظ فلقي بها الحارث بن كعب ، ورأى عليه بُرْدي ابنه سُعيْد ، فعرفهما ، فقال له : هل أَنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك ؟ قال لقيت غلاماً يوماً وهما عليه فسألته إياهما فآبى عليَّ فقتلته فأخذتهما ، فقال ضبة : بسيفك هذا ؟ قال : نعم ، قال : أرنيه فإِني أظنه صارماً ؟ فأعطاه الحارث سيفه ، فلما أخذه هزَّه و قال : الحديثُ ذو شُجُون ثم ضربه به فقتل ! ، فقيل له يا ضَبة: أفي الشهر الحرام ؟ فقال : سبقَ السيفُ العذل
[اللوم] فهو أول من سارت عنه هذه الأمثال الثلاثة .
 

 

2 - الإطناب : 
ôهو أداء المعنى بأكثر من عبارة سواء أكانت الزيادة كلمة أم جملة بشرط أن تكون لها فائدة (كالرغبة في الحديث مع المحبوب - أو التعليل ، أو الاحتراس ، أو الدعاء - أو التذييل - أو الترادف - أو ذكر الخاص بعد العام - أو التفصيل بعد الإجمال) فإذا خلت الزيادة من الفائدة فلا يسمى الكلام معها إطنابا ، بل تطويلاً أو حشواً لا داعي له ، وهو مذموم .

ôمن صـــور الإطناب : 

1 - إطناب عن طريق ذكر الخاص بعد العام : للتنبيه على فضل الخاص 
ô (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر:4) .
فقد خص الله - سبحانه وتعالى - الروح بالذكر ، وهو جبريل مع أنه داخل في عموم الملائكة تكريماً وتشريفاً له .

2 - إطناب عن طريق ذكر العام بعد الخاص ؛ لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص . 
ô (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) (إبراهيم:41). 

3 - إطناب عن طريق الاعتراض بالشكر والدعاء : 
ôوصل أبي - و الحمد لله - من السفر سالماً .
ôابني - حفظه الله - الأول على مدرسته .

4 - إطناب عن طريق الاعتراض بالاحتراس :
ôكقول الرسول : (المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ) : فقول الرسول (وفي كُلٍّ خَيْرٌ) احتراس جميل حتى لا يتوهم القارئ أن المؤمن الضعيف لا خير فيه 
ô و كقوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون:1) . 
فقوله تعالى {
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ }إطناب جيء به للاحتراس .

5 - إطناب للرغبة في إطالة الحديث مع المحبوب :
ô كقوله تعالى: ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) (طه 17 :18 ) .
في المثال السابق بسط سيدنا موسى الكلام تلذُّذاً بالحديث مع الله ، فهو يكلم رب العزة ويسعد أعظم سعادة بهذه المنزلة لذلك أطال مع أنه كان يكفيه أن يقول (
هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ) .

6 - إطناب عن طريق التعليل : 
ô كقوله تعالى:(وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان: من الآية17) .

7 - إطناب عن طريق التفصيل بعد الإجمال :
ô كقول الرسول : { بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَإِقَامُ الصَّلَاةِ , وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ , وَحَجُّ الْبَيْتِ , وَصَوْمُ رَمَضَانَ } .

8 - إطناب عن طريق الترادف
ôمثل : القومية العربية ليست طريقاً مبهماً غامضاً .

9 - إطناب عن طريق التكرار : 
ô كقوله تعالى :(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح 5: 6) . 

10 - إطناب عن طريق التذييل : و يأتي بعد تمام المعنى في كلام غالباً أشبه بالحكمة .
ôمثل : ( حكم على المتهم بالبراءة ، والعدل أساس الملك ).
ôمثل : أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها *** إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ
 

 نموذج مجاب

بين نوع الإطناب فيما يأتي :

(1) - قال تعالى: { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) }
[الأعراف/97-99] .

(2) - وقال تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) }
[الأنبياء/34، 35].

(3) - وقال أبو الطيب :    إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

(4) - وقال النابغة الجعْدي يهجو : لَو أنّ الباخلينَ وأنتِ منهمْ *** رَأوكِ تعلَّموا منكِ المِطالاَ

(5) - وقالت أعرابيةٌ لرجلٍ : " كَبَتَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لكَ إِلاّ نَفْسَكَ " .

(6) - و قال تعالى:{ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}
[الشعراء/132-135 ].

الإجابة :

(1) - في الآية إطناب
بالتكرار في معْرض الإنذار لتقرير المعنى في نفوس السامعين.

(2) - في الآية إطناب
بالتذييل في موضعين: أولهما قوله تعالى: {أفإن متَّ فهم الخالدون } وهذا تذييل لم يجر مجرى المثل، و الثاني قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت } و هو جار مَجْرَى المثل.

(3) - في البيت إطناب
بالاحتراس في موضعين: أولهما في الشطر الأوَّل بذكر "وهو بي كرم"، وثانيهما في الشطر الثاني بذكر "وهو بي جُبن".

(4) - في البيت إطناب
بالاعتراض. فقد جاءت جملة: " وأنت منهم " معترضة بين اسم إن و خبرها للإسراع إلى ذم المخاطَب.

(5) - هنا إطناب
بالاحتراس  ، لأن نفس الإنسان تجري مجْرى العدو له، فأنها تدعوه إلى ما يوبقه.

(6) - في الآية إطناب
بالإيضاح بعد الإبهام فإن ذكر الأنعام و البنين توضيح لما أبهم قبل ذلك في قوله : { بما تعلمون }.

 

تمرينات

(أ) - بين مواطن الإطناب بالتذييل في كل مثال من الأمثلة الآتية:

(1) - قال أبو تمام يُعزي الخليفة في ابنه :
            تَعَزَّ أمـِيرَ المُؤْمنين فإِنَّهُ ***  لِما قد تَرَى يُغْذَى الوَلِيدُ ويُولَدُ 
            هلِ ابنُكَ إلاّ مِن سُلالَةِ آدمٍ *** لكلٍّ على حـَوْضِ المَنِيَّةِ مَوْرِدُ

(2) - و قال إبراهيم بن المهدي في رثاء ابنه : دارَا غيْرَ داري و جيرةً *** سوايَ و أحْداثُ الزَّمان تَنُوبُ

(3) - وقال الشاعر :  فإنْ أكُ مقتُولا فكُنْ أنْتَ قاتلي *** فبعضُ منَايا القَومِ أكرمُ مِنْ بعْض

(4) - قال تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} (17) سورة سبأ

(5) - قال تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًاَ} (81) سورة الإسراء

(ب) - بيِّن مواقع الإطناب فيما يأتي :

(1) - قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
(90) سورة النحل.

(2) - و قال أيضا : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ}
(238) سورة البقرة.

(3) - و قال الشاعر :       وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

(4) - و قال تعالى: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ }
[الإنفطار/17، 18].

(5) - و قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) }
[غافر/38-40].

(6) - و قال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }
(12) سورة النمل.

(7) - و قال الحماسي :
                أقَيْدٌ وَحَبْسٌ واغْترَابٌ وفرقةٌ *** وهَجْرُ حبيبٍ إنَّ ذَا لَعظيمُ
                وإن امرأً دَامت مَواثِيقُ وَدِّهِ *** عَلَى عُشْرِ ما بي إنَّه لَكريمُ

(8) - و قال تعالى : {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}
(120) سورة طـه.

(9) - و قال إبراهيم المهدي في رثاء ابنه :   و إنِّي و إن قُدِّمْتَ قَبْلي لعالمٌ *** بأنِّي و إن أبطأتُ عنكَ قريبُ

(10) - قال تعالى : {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ }
(57) سورة النحل.

(11) - و قال أوس بن حجر : ولَيسَ بخابىءٍ لغَدٍ طَعاماً *** حِذارَ غَدٍ، لكلِّ غَدٍ طَعامُ

(12) - و قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
(104) سورة آل عمران.

(13) - و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(14) سورة التغابن.

(14) - و قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(53) سورة يوسف.

(15) - قال تعالى : {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}
(4) سورة يوسف.
 

عودة إلى دروس الصف الثاني

عودة إلى صفحة البداية