نصيب العرب من حضارة العالم

 نصيب العرب من حضارة العالم
                                                             
                                              د/ عباس محمود العقاد
 

 

لمعرفة المزيد عن عباس محمود العقاد اضغط هنا

الموضوع:

* وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب

نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نَيْف وأربعين قرناً في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق .

كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز ولا تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولكنها هي الأمة العربية في أصولها وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث لأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

أصح اعتبار نلاحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا الاعتبار الذي يعود بنا إلى الأصول العريقة منذ أقدم العهود التاريخية ؛ لأنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم الاسم المصطلح عليه فيما بينهم وبين الأمم التي تجاورهم لأن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف الأسماء  .

وعلى هذا الاعتبار يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع ، ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة بغير استثناء  .

أيام الأسبوع من وحي الحضارة العربية

ولا حاجة هنا إلى الإحصاء الطويل لبيان المراجع والأسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من الأيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت الأيام إلى أسابيع وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع - زحل - أرفع الكواكب في المدار ، وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد ، ومن الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن الأمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا الأثر في تسميته أيام الأسبوع دون الأمم الشرقية ، وقلما يفهم الأوربيون في عصرنا أنهم يروون أقوال العرب الأقدمين حين يسمون " الأربعاء " بيوم " عطارد " ويسمون " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون " السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .

العربية تدخل اللغات الأوربية

على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ، ولا حاجة هنا أيضاً إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد ؛ لأننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة ؛ لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه .

فكم بلغ من شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم قبل أن يأخذوا من العرب كلمة " القميص " بحروفها وكم بلغ من شيوع تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ، وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو الإقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة ، وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة لضاد .

لا ريب أن شيوع هذه الكلمات " المعيشية " يدل على أثر واسع من ذلك الأثر بكثير لأنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى المدرسة والبيت وإلى ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه .

والأرقام من عندنا

إلا أن الحروف والأرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غَنَاء الأسفار والشروح ؛ لأن الأبجدية برسومها منقولة إلى الأمم التي اشتهرت بين القوم باسم الأرقام العربية ولاسيما رقم ( الصفر ) الذي تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعا .

ولا خلاف بين الباحثين على الرجوع بأوائل الأبجدية إلى حجر ( سيناء ) المشهور أو على سريان الأبجدية إلى بلاد النبط في الشمال وبلاد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين .

ومهما يكن من رأي في الأصول والنقول فالأمر الذي لا شبهة فيه أن الـ ( ABC ) هي أبجد بعينها وأن الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البادية العربية ولا يوجد حرف من الأبجدية وحده مالم يكن مصحوبا بغيره من الحروف .

والطب والكيمياء عربيان

وفي الطب يكفي أن يقال أن جامعة ( لوفان ) لم تعرف إلى القرن السابع عشر مرجعاً للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم ، وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء .

وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض – هو ماء الفضة – لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون .

حتى في الأدب

وقد يسبق إلى الخاطر أن الأدب الأوربي ميدان لا يتسع للاقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث الفكرية لاختلاف اللغة واختلاف قواعدها من أساسها بين الشعبة الآرية والشعبة السامية من اللغات .

إلا أننا لا نقرأ بوكاشيو الإيطالي في ( صباحاته العشرة ) ولا سرفانتيز الأسباني في ( دون كيشوت ) ولا شكسبير الإنجليزي في رواية ( العبرة بالخواتيم ) ولا دانتي الإيطالي في ( القصة الإلهية ) إلا تبين لنا على التحقيق أنهم مدينون لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما .

حضارة العرب وسطت الحضارات زماناً ومكاناً

هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم لا تعدو أن تكون عنواناً مجملاً لهذا الموضوع المستفيض الذي لا يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث .

ولكننا لا نبلغ بهذه الإلمامة حقها من الإنصاف ما لم ندخل في حسابنا تلك المنزلة الوسطى التي امتازت بها حضارة العرب في حيز المكان وحيز الزمان على السواء ، ونعني بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب ، متوسطة في زمانها بين حضارات القرون الأولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى الآن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجماً وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .   

اللغويات :

- نشأت : ظهرت

- الحضارة : التمدن ، التقدم والرقي في كافة الميادين × البداوة

- الأقاليم : البلاد اتحدت فيها الأحوال المناخية والنظم الاجتماعية م الإقليم

- نَيْف : تدل على عدد من واحد إلى ثلاثة ، ما زاد عن العقد من سنوات

- بداءته : نشأته ، أوله ، بدايته × نهايته

- التحقيق : التدقيق

- تترحل : تتنقل × تستقر ، تقيم

- بادية : أرض متسعة ج بوادٍ × حَضَر

- مغاني : مواضع ، منازل م مغنى

- النبط : قوم كانوا يسكنون بين العراق والأردن ج الأنباط ، النبوط

- الخصوص : الناحية

- العريقة : الأصيلة ، الكريمة المحتد ، قديمة الجذور ج العِراق ، العُرُق × الحديثة  

- أمزجتهم : طباعهم م مِزَاج

- أطوارهم : مراحلهم م أطوارهم

- المصطلح عليه : المتعارف عليه ، المتفق عليه

- يشمل : يضم

- من جملة أطرافها : من جميع جوانبها

- المعمورة : المسكونة ، المأهولة × المهجورة

- بغير استثناء :أي بلا تمييز

- وحي : إلهام ج وُحي

- حاجة : عَوَز × استغناء ج حوائج ، مادتها (ح و ج)

- الإحصاء : الحَصْر ، العد

- الأسانيد : الأدلة م سند ، إسناد

- التقويم : أي النتيجة ج التقاويم

- المدار : المسار

- المطاف : الدوران ، التجوال

- ساهمت : شاركت

- بنصيب : حظ ، مقدار ج أنصبة ، أنصباء

- أوفى : أكمل × أنقص

- الإسهاب : التطويل ، التوسع × الإيجاز والاختصار

- نستغني : نكتفي × نحتاج

- دلالتها : علامتها ، إرشادها

- تغلغل : دخول ، اختلاط ، انتشار ، تعمق × انحسار

- تلازم : تصاحب ، ترافق × تفارق

- المرء : الإنسان ج الرجال على غير اللفظ

- بلغ : وصل

- شيوع : انتشار × انحسار

- النقارة : الطبلة

- الربابة : آلة موسيقية

- الإقليد : المفتاح ج الأقاليد

- المصحفة : المحرفة

- لغة لضاد : كناية عن اللغة العربية

- لا ريب : لا شك

- شيوع : انتشار

- الكساء : الملبس، الثوب ج أكسيَة

- أفانين : أغصان ملتفة م أفنون ، والمقصود : أنواع وأساليب وضروب

- أمد : زمن ج آماد

- أشواط : مراحل م شوط

- غَنَاء : اكتفاء ، نفع

- الأسفار : م السِّفر ، وهو الكتاب الكبير

- تذللت : تيسرت ، سهلت

- سريان : انتشار × انحسار

- مخطوطة : مكتوبة بخط اليد  × مطبوعة

- الرقعة : القطعة ، المساحة ج رِقاع ، رُقَع

- مرجع : مصدر ، كتاب يُرجع إليه

- العقاقير : الأدوية م عَقَّار

- أوفى : أتم ، أكمل

- صححوا : صوبوا ، عدّلوا الأخطاء وأزالوها

- الفضة : لُجَيْن ج فِضض ، فضاض

- تحضير : تجهيز ، إعداد

- الخاطر : البال ، الفكر ج الخواطر

- الاقتباس : النقل ، الأخذ × الإبداع

- الشعبة : الفرع ج شُعب

- العبرة : العظة ج عِبَر

- الخواتيم : النهايات م الخاتمة × البدايات

- التحقيق : التدقيق والتمحيص

- العجالة : الاستعجال والسرعة

- نصيب : حظ ، حصة ج أَنْصِبَة ، أَنْصِبَاء ، نُصُب

- لا تعدو : لا تتجاوز

- مجملاً : مختصراً × مسهباً ، مطوّلاً

- المستفيض : المتوسع × الموجز ، المختصر

- الذي لا يحاط به : لا يلم بكل جوانبه

- المجلدات : الكتب المغلفة

- الضخام : الكبيرة م الضخم

- نبغيه : نطلبه

- الموجز : المختصر ، المجمل ، المقتضب × المسهب ، المطوّل

- نلم : نحيط

- إنصاف : عدل × ظلم ، حيف ، جور

- الرفيع : السامي ، السامق × المتدني

- تتبوأه : تعتليه

- المنزلة : المكانة

- حيز : نِطَاق ، مجال

- المكان : الموضع ج أَمْكِنَة ، أَمْكُن جج أماكن

- محجماً : أي مخفياً .  

  فروق لغوية :

س1 : ما الفرق بين (الأفانين والأفنان) ؟

جـ : - الأفانين : مفردها ( الأفنون ) ، وهو الغصن الملتف .

      - الأفنان : مفردها ( الفنن ) ، وهو الغصن المستقيم من الشجرة  .
 

س & ج

س1 : أين نشأت الحضارة العربية ؟ ومتى كان ذلك ؟
جـ : نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق .

س2 : أين كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل ؟
جـ : كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز .

س3 : متى اشتهرت الأمة العربية بهذا المسمى ؟
جـ : اشتهرت بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولكنها هي الأمة العربية في أصولها وسماتها .

س4 : لماذا لم يكن للأمة العربية اسمها الحديث ؟
جـ : لم يكن لها اسمها الحديث ؛ لأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

س5 : ما أصح اعتبار يجب أن نلاحظه عند النظر لحضارة العالم ؟
جـ : أصح اعتبار يجب أن نلاحظه أن للعرب نصيباً مميزاً من حضارة العالم على مر التاريخ .

س6 : بمَ تميّز العرب منذ أقدم العهود التاريخية ؟
جـ : تميّزوا بأصولهم العريقة ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم الاسم المصطلح عليه فيما بينهم (الأمة العربية) وبين الأمم التي تجاورهم ؛ لأن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف الأسماء  .

س7 : ما تأثير العرب في حضارة العالم ؟ وما الدليل على ذلك ؟  أو لا حاجة للمراجع والأسانيد لإثبات تأثير العرب في حضارة العالم . دلل .
جـ : تأثير العرب في حضارة العالم يتسع أمامنا غاية اتساعه المشروع ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة بغير استثناء .

- والدليل على ذلك : أيام الأسبوع من وحي الحضارة العربية - الكلمات العربية تدخل في نسيج اللغات الأوربية - الأرقام من عندنا - الطب والكيمياء عربيان - الاقتباس من أدبنا العربي . 

س8 : الحضارة العربية لها الفضل في التقويم الشمسي . دلل .
  أو ما الدليل على أن أيام الأسبوع من وحي الحضارة العربية ؟

جـ : الحضارة العربية هي التي قسمت الأيام إلى أسابيع ، وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع  زحل وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد .

س9 : ما الذي حافظت عليه الأمم الغربية من الظواهر العجيبة وهو - في الأصل - يعود إلى أقوال العرب الأقدمين ؟
أو بمَ تسمي الأمم الغربية أيام الأسبوع ؟

جـ : حافظت على تسمية أيام الأسبوع كما كان العرب الأقدمون يقولونها حين يسمون " الأربعاء " بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويوم " السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .

س10 : علل : عدم الاحتياج إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد لإثبات مساهمة الحضارة العربية بنصيب في التاريخ الإنساني .
جـ : لأننا قد نستغني عن بيان المراجع والأسانيد ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة ؛ لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه .

س11 : دلل على شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم في أنحاء العالم .
جـ : الدليل الكثير من الكلمات التي أخذت من العرب بحروفها مثل كلمة " القميص " وكم بلغ من شيوع تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ، وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو الإقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة ، وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة لضاد .

س12 : علام يدل شيوع كلمات من الحضارة العربية  في حياة الأمم الأخرى ؟
جـ : لا ريب أن شيوع هذه الكلمات " المعيشية " يدل على أثر العرب الواسع والضخم ؛ لأنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى المدرسة والبيت وإلى ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه .

س13 : ما معنى قوله : " وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه " ؟
جـ : أي ليس هناك تأثير حضاري أقوى من ذلك التأثير اللغوي العربي .

س14 : دلل على أن الأرقام أصلها عربي .
جـ : الدليل :  أن الحروف والأرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غناء الأسفار والشروح ؛ لأن الأبجدية برسومها منقولة إلى الأمم الأخرى وقد اشتهرت بينهم باسم الأرقام العربية ورقم (الصفر) تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعاً. [ما فائدة اختراع العرب للصفر؟]

س15 :  اذكر رأي الباحثين في أوائل الأبجدية.
جـ :  رأي الباحثين في أوائل الأبجدية :

1 - لا خلاف بينهم على الرجوع بأوائل الأبجدية إلى حجر (سيناء) المشهور .
2 - سريان الأبجدية إلى بلاد النبط في الشمال وبلاد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين.
3 - الأمر الذي لا شبهة فيه أن الـ (ABC) هي أبجد بعينها .
4 - حرف الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البادية العربية ولا يوجد حرف من الأبجدية وحده ما لم يكن مصحوباً بغيره من الحروف.

س16 : ما الطريق الذي سلكته الأبجدية العربية للوصول إلى أمم الشرق والغرب ؟
جـ : طريق بلاد النبط في الشمال ، وطريق بلاد اليمن في الجنوب .

س17 : ما الذي يدل عليه حرف الجيم من وجهة نظر العقاد ؟ ولماذا ؟
جـ : يدل على أثر العرب الحضاري المميز ؛ لأن حرف الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل ، وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البيئة العربية .

س18 : ما الذي يثبت سبق العرب في الطب والكيمياء ؟
جـ : الذي يثبت سبق العرب في الطب :
1 - يكفي أن يقال أن جامعة (لوفان) لم تعرف إلى القرن السابع عشر مرجعاً للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم
2 - ال
أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء .

- الذي يثبت سبق العرب في الكيمياء  :
1 - القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم .
2 - أهم الحوامض - وهو ماء الفضة - لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان .
3 - ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون.

س19 : اكتب ما تعرفه عن : (الرازي - ابن سينا - ابن الهيثم - أبقراط - جالينوس - جابر بن حيان - روجرز باكون) .
جـ :   - الرازي : طبيب وكيميائي وفيلسوف مسلم (865 - 925م) .
        -
ابن سينا : فيلسوف وطبيب مسلم (980 - 1036م) .
        -
ابن الهيثم : من أكبر علماء العرب في الرياضيات والطب والفلسفة .
        -
أبقراط : طبيب إغريقي ظهر قبل الميلاد .
        -
جالينوس : طبيب وكاتب يوناني وقد ظلت كتبه حتى القرن 16 مرجعاً مسلماً به
        -
جابر بن حيان : طبيب عربي أول من اشتغل بالكيمياء ، عاش في الكوفة وبغداد من أواخر القرن الثامن وأوائل التاسع .
        -
روجرز باكون : فيلسوف إنجليزي وعالم (1214 - 1294م) .

س20 :  ما الذي قد يسبق إلى الخاطر تجاه الأدب الأوربي ؟ ولماذا ؟
جـ : قد يسبق إلى الخاطر أن الأدب الأوربي ميدان لا يتسع للاقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث الفكرية الأخرى في الاقتباس .
- وذلك لاختلاف اللغة واختلاف قواعدها من أساسها بين الشعبة الآرية والشعبة السامية من اللغات .

س21 :  ما أثر الأدب العربي على الأدب الأوربي ؟
جـ : للأدب العربي أثر عظيم فالأدباء الأوروبيون مدينون لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما ، ونلحظ ذلك التأثير عندما نقرأ لبوكاشيو الإيطالي في (صباحاته العشرة) أو لسرفانتيز الأسباني في (دون كيشوت) أو لشكسبير الإنجليزي في رواية (العبرة بالخواتيم) أو لدانتي الإيطالي في (القصة الإلهية) ، فالتحقيق والتدقيق في ذلك الأدب يؤكد ذلك التأثير .

س22 :  ما هدف العقاد من العرض الموجز لريادة العرب وفضلهم على الحضارة الإنسانية ؟
جـ : الهدف :

1 - أن نلم إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث .
2 - أن ندرك أن هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم لا تعدو أن تكون عنواناً مجملاً لهذا الموضوع المستفيض الذي يحتاج للحديث عنه مجلدات ضخمة .

س23 : بمَ امتازت حضارة العرب ؟
جـ : امتازت حضارة العرب بالمنزلة الوسطى في حيز المكان وحيز الزمان على السواء.

س24 : ماذا يعنى (يقصد) الكاتب بالمنزلة الوسطى مكانياً وزمانياً ؟
جـ : يعنى الكاتب بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب ، متوسطة في زمانها بين حضارات القرون الأولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى الآن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجماً وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .   

س25 : ما الذي ترتب على توسّط الحضارة العربية مكانياً ؟
جـ : استطاعت الحضارة العربية بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجماً وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .


 

تدريبات :

1

" نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نَيْف وأربعين قرناً في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق . كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز ولا تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة الإسلامية " .

(أ) - هات مضاد " بداءته " ، وجمع " بادية " ومعنى " مغاني " .

(ب)
- أين كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل ؟ ومتى سميت باسمها هذا ؟

(جـ) - علل : وجود العرب قبل أن يعرف اسم الأمة العربية .

(د) - لماذا خص العقاد حرف الجيم بالذكر عند حديثه عن أصل الأبجدية؟

الإجابات :

(أ) - مضاد " بداءته " : نهايته ، وجمع " بادية " : بوادٍ ، ومعنى " مغاني ": مواضع ، منازل .

(ب) - راجع الفقرة .

(جـ) - لأن  الأمة العربية هي نفسها الأمة العربية في أصولها وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث ؛ ولأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

(د) - لأن رسم الجيم منتزع من البيئة العربية ويعكس أثر العرب الحضاري فى الأبجدية حيث إن الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البادية العربية .

2

(وعلى هذا الاعتبار يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة  بغير استثناء  .. ولا حاجة هنا إلى الإحصاء الطويل لبيان المراجع والأسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من الأيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين) . 

( أ ) - ضع معنى " الأسانيد "، ومقابل " المعمورة " في جملتين من تعبيرك.

(ب) - ما أصح اعتبار نلاحظه في النظر إلى حضارة العرب ؟ ولماذا ؟

(جـ) - ما المقصود بـ(حركة من حركاتنا اليومية.. تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية) ؟

( د ) - للباحثين رأي في أوائل الأبجدية . وضح ذلك الرأي .

الإجابات :

( أ ) - معنى " الأسانيد " : الأدلة ، ومقابل " المعمورة " : المهجورة .

(ب) - أصح اعتبار : الاعتبار الذي يعود بنا إلى الأصول العريقة منذ أقدم العهود التاريخية .
- لأنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم الاسم المصطلح عليه فيما بينهم وبين الأمم التي تجاورهم لأن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف الأسماء  .

(جـ) - المقصود : حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت الأيام إلى أسابيع وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع زحل .

( د ) - ولا خلاف بين الباحثين على الرجوع بأوائل الأبجدية إلى حجر ( سيناء ) المشهور أو على سريان الأبجدية إلى بلاد النبط في الشمال وبلاد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين .

3

" على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولا حاجة هنا أيضا إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد لأننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه . " .

(أ) - في ضوء فهمك لسياق الفقرة تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - " الإسهاب " مرادفها  : (التفكير - التعمق - الاعتقاد - التطويل) 
        - " 
نصيب
 " جمعها  : (أنصاب - أنصباء - نصب - نصائب).
        - " 
تغلغل " مضادها  : (انحسار - تقليل - ضعف - تراجع).
        - " 
الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى " تعبير يدل على : (المساهمة بالمال - الأثر العظيم - الجهد الكبير - حب الخير)

(ب) -   دلل على تأثر الغرب الشديد في معيشتهم بالحضارة العربية .

(جـ) - بماذا يسمي الأوروبيون أيام الأسبوع ؟ وعلامَ يدل ذلك ؟

(د) - وضح مدى تأثر العالم  بحضارة العرب .

الإجابات : 

(أ) -   - " الإسهاب " مرادفها  : التطويل     - " نصيب " جمعها  : أنصباء        - " تغلغل " مضادها  : انحسار
        - " 
الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى " تعبير يدل على : الأثر العظيم .

(ب) - الدليل على تأثرهم أنهم أخذوا من العرب كلمة "القميص" بحروفها ، وأنهم عرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ، وأنهم سموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو الإقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة ، وأنهم سموا القهوة باسمها الموجود في لغة لضاد.

(جـ) - يسمون " الأربعاء " بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويوم " السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .
- ويدل على أثر العرب العظيم عليهم ؛ لأنهم يروون أقوال العرب الأقدمين ويحتفظون بأثرهم .

(د) - يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع ، ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة بغير استثناء.

4

(وقد يسبق إلى الخاطر أن الأدب الأوربي ميدان لا يتسع للاقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث الفكرية لاختلاف اللغة واختلاف قواعدها من أساسها بين الشعبة الآرية والشعبة السامية من اللغات .) .

(أ) -  ما مرادف " الاقتباس " ؟ ، و ما جمع " الخاطر " ؟

(ب) - ما فائدة اختراع العرب لرقم الصفر ؟ 

(جـ) - ما الذي يتبين لنا عندما نقرأ الأعمال الأدبية الأوروبية الشهيرة لسرفانتيز أو دانتي وغيرهما ؟

(د) - دلل على نبوغ العرب في الطب والكيمياء .

الإجابات :

 (أ) -  مرادف " الاقتباس " : النقل ، الأخذ ، وجمع " الخاطر " : الخواطر .

(ب) - تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعاً .

(جـ) - يتبين لنا على التحقيق أنهم مدينون لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما واقتباسهم المؤكد من الحضارة العربية.

(د) - في الطب يكفي أن يقال أن جامعة ( لوفان ) لم تعرف إلى القرن السابع عشر مرجعاً للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم ، وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء .

وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض – هو ماء الفضة – لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضير تلميذ العرب روجرز باكون .

 

5

(هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم لا تعدو أن تكون عنواناً مجملاً لهذا الموضوع المستفيض الذي لا يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث . ..) .

(أ) - هات من الفقرة كلمة بمعنى (مختصراً - تعتليه) ، وكلمة مضادها (ظلم  - المتدني) .

(ب) - أوضح الكاتب هدفاً من خلال كتابته لهذا الموضوع . وضح .

(جـ) - ما المنزلة الوسطى التي امتازت بها حضارة العرب ؟ وما الذي استفاده العالم من هذه المنزلة الوسطى ؟

(د) - علامَ يدل قول الكاتب : " كم بلغ من شيوع تلك الحضارة .. "
 

الإجابات :

(أ) - من الفقرة كلمة بمعنى (مختصراً) : مجملاً - (تعتليه) : تتبوأه ، وكلمة مضادها (ظلم) : إنصاف  - (المتدني) : الرفيع .

(ب) - الهدف : أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث .

(جـ) - هي أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب ، متوسطة في زمانها بين حضارات القرون الأولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى الآن .
- استفاد العالم بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجماً وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .   

(د) -  يدل ضخامة الأثر العربي واتساعه في حياة الأمم الأخرى .

 

أجب عن الأسئلة التالية :

1 - أين نشأت الحضارة العربية ؟

2 - علل : وجود العرب قبل أن يعرف اسم العرب .

3 - هناك أشياء ميزت العرب قبل الاسم المصطلح عليه فيما بينهم وبين الأمم التي تجاورهم . وضح .

4 - أيام الأسبوع عربية . دلل .

5 - دلل على أن اللغة العربية دخلت اللغات الأوربية .

6 - وضح كيف أثبتت جامعة ( لوفان ) براعة العرب في الطب ؟

7 - كيف تميز العرب في الكيمياء ؟

8 - عظماء أدباء أوروبا تأثروا بالأدب العربي . اذكر هؤلاء الأدباء وأعمالهم ، والأعمال الأدبية العربية التي تأثروا بها .

9 - ما الذي استفاده العالم من وسطية العالم العربي  ؟

10 - ماذا أراد أن يبرهن الكاتب بكتابة هذا الموضوع ؟

عودة إلى دروس الصف الثالث

عودة إلى صفحة البداية