القرآن الكريم والعلاج بالقراءة - مجموعة المكتبيين العرب

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

العنوان: القرآن الكريم والعلاج بالقراءة

التاريخ : Sep 22, 2005

المصدر:  شبكة النبأ المعلوماتية

نص الموضوع :

كشفت دراسة علمية حديثة أن للقراءة المنتظمة الهادفة مردوادت ذات أبعاد
إيجابية عديدة، ممكن أن تساعد على تحسين الوضع الصحي والسلوك الشخصي
بشكل فعّال، إذ أظهرت النتائج المستقاة من تلك الدراسة، أن هناك إمكانية
حقيقية لتبديد الوساوس النفسية وحالات الإحباط، بتأثير ما يزود به الأشخاص
من شحنات روحية عالية، جراء انتياب حالة الشعور بالانتشاء والاستمتاع
القرائي المكتسب من معارف المواد المقروءة، ذلك مما يضفي تهيئة أفضل عند
النفوس، لضبط المواجهة المرنة مع مشاكل ومنغصات الحياة، ووضع الحلول
المقبولة لها.

فقد جاء في دراسة ميدانية شاملة نظمّها (مركز المعلومات المصري)..
بالتعاون مع (الجمعية المصرية للمكتبات والعلوم والأرشيف) أن هناك صلة
حميمة بين الاعتماد بدرجة رئيسية على قراءة (القرآن الكريم) والقراءات
المنوعة المفيدة الأخرى، حيث أظهرت الدراسة الآنفة بعد تداولات واسعة
تخللها شيء من الجدل، تم الإقرار أن لفكرتي العلاج بالقراءة القرآنية
والقراءة الوضعية النافعة، تأثير بالغ على تحسين أوضاع المصابين بأمراض
نفسية مثل (الكآبة) الانطواء على الذات، والاضطراب والقلق..) إضافة لأمراض
جسدية كـ (الصداع، ضغط الدم، والسكر).

أما الدكتور شعبان خليفة رئيس الجمعية المصرية للمكتبات والعلوم
والأرشيف، فصرح أن شروطاً للعلاج بالقراءة ينبغي توفرها عن طريق استخدام
نصوص معينة، فالأمراض العضوية والأمراض البدنية تعالج عادة بالعقاقير،
وممكن أن تكون القراءة عاملاً مساعداً للشفاء منها، مع التأكيد أن هناك
أمراض نفسية كـ (الصدمة) الناتجة بسبب غياب أو تغييب الحق، وإخفاق
الفضيلة.. حين تكون تلك الصدمة قد أخذت مأخذها من بعض مواضع الجسد أن
يُشفى منها بالقراءة المتأنية في أحيان. وبهذا الصدد يقول الدكتور خليفة
في عرض خلاصة تجاربه العلمية، أن لكل علاج فلسفته المتمثلة بتعميق الفهم
بكل حالة مرضية، وضرب مثلاً عن الشجاعة.. محدداً إذا ما انحرفت نحو اليسار
(ويقصد التطرف) فتكون وسيلة للتهور، وأضاف الدكتور خليفة أيضاً أن تجارب
علمية متعددة قد تم توثيقها باعتماد ملموس في الدراسات الجامعية بمصر،
من أجل وضع نظام علاجي (عربي – إسلامي) يستند بدرجة فُضلى على تأثير سور
وآيات وكلمات – القرآن الكريم – نظراً لما تؤديه من حث للنفوس على
الاقتناع بضرورة الصبر عند حلول النوائب والمصائب، والإيمان تحت أي ظرف
عصيب بقضاء وقدر الله سبحانه وتعالى والرضى لحكمه.

ولعل مما يبعث التفهم الموضوعي أكثر لدى المسلمين – المؤمنين ما تطرق
إليه الدكتور خليفة من أن تجارب علاجية قد أجريت على أشخاص مرضى من
الأمريكيين والبريطانيين (ممن لا يعرفون حقيقة الدين الإسلامي الإلهي، ولا
يجيدون شيئاً من اللغة العربية التي هي لغة القرآن المجيد) تبين أن
لإسماعهم تلاوات مقروءة من القرآن العزيز، تأثير مؤكد لصالح شفائهم من
أمراض معروفة.. كالصداع والضغط والسكر.. وكذلك فقد أظهرت النتائج
الإضافية المستحصلة أن لقراءات سير العظماء، والتراجم العالمية، والتأسي
على الشخصيات المظلومة الخالدة في التاريخ، وتنبؤات كتب الخيال العلمي،
وإبداعات الأدباء والشعراء.. لها دوراً مماثلاً في عمليات الشفاء.. مما حدا
بحرص العدد من جامعات العالم لافتتاح أقسام مهيئة لأجواء القراءات
العلاجية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية – على سبيل المثال – تم اعتماد
نظام قرائي خاص، كي يُستفاد من تعميمه في دور المسنين والمصحات والسجون،
ليتلائم مع جميع قطاعات وطبقات المجتمع الأمريكي. وضمن تنشيط الاعتماد
والوثوق بطريقة العلاج بالقراءة، تنتشر اليوم في مكتبة الكونجرس الأمريكية
الشهيرة أدبيات تبحث في كيفية التطبيقات لمجال شفاء المرضى بواسطة
القراءة.

وفي حين أكد الدكتور رأفت رضوان رئيس مكتب المعلومات المذكور، على قدرة
المجتمع المصري على استيعاب كل جديد ومفيد، وتأصيله بين أعراض العلاج
الطبي عند الأفراد، تطرق إلى أن مليارات الجنيهات تنفق سنوياً على تكاليف
تناول الأدوية وملحقاتها من المواد الكيميائية، وتساءل: (لماذا لا يجرب
العلاج بالقراءة وهو علاج قادر على خلق آفاق جديدة وفتح منافذ للرؤية أمام
الإنسان للتعايش والتأقلم واكتساب الخبرات). ثم أضاف الدكتور رضوان: (لا
يوجد شخص غير مريض والمرض درجات أما بالجسد وربما بالنفس وفي الحالة
الأخيرة لا تصلح روشتة علاجية أمريكية أو أوروبية لمصري أو عربي لأن كتابنا
القرآن.. وبالتالي لا بد من توفير الكوادر البشرية العربية القادرة على
تقديم هذه الروشتة أو مجموعاتها التي تتطلب الاستعداد لتقديم العون وفهم
آلام الآخرين والقدرة على التكيف مع ظروفهم).

أما عن خطوات العلاج بالقراءة فقد أفادت نصائح الدراسة، بأنه لا بد وأن
يتم الابتعاد عن التعامل مع المرضى بأسلوب (الوعظ والإرشاد) وأشارت
الدراسة بأن الأمل في استحصال نتائج علاجية طيبة ينبغي أن تقرن بالمواظبة
على القراءة المستمرة لمدة لا تزيد على نصف ساعة. ولعل من الجدير ذكره
ضمن إطار هذا المعنى أن رسالة جامعية لنيل شهادة الدكتوراة قدمها طالب
الدراسات العليا في مصر عبد الله حسن تحت إشراف الدكتور يحيى الرخاوي
واختير لها عنوان (علاج مرض الفصام بالقراءة) قد تم التركيز فيها على
أهمية (الجرعة) في القراءة وتحديد كمّها كنوع من العلاج المأمول.