إبراهيم البليهي ... والتصحر الفكري . - كشف الشبهات  السنة ومكانتها في الإسلام وفي أصول التشريع - ابن باز - كشف الشبهات
 
 

إبراهيم البليهي ... والتصحر الفكري .


شهادة إلاهية :

{كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران

يبدو أن بعض مثقفينا ممن يُحسبون على التيار الثقافي و الفكري في بلادنا العربية والإسلامية و أقصد بالذات من يسمونا أنفسهم بالتيار _ التنويري _ولا نور _من أصحاب العقد النفسية المأزومة .. أصحاب الانبهار والانصهار اللا محدود لكل ماهو غربي .. وخصوصاً ما صُنع في أمريكا حتى ولو كانت أدوات القتل والدمار و لقد فضح الله سوءتهم وعراهم إبان وأثناء حربهم على العراق .. وخصوصاً أثناء حصارهم للفلوجة ..فلوجة الأبطال .. تلك المدينة الفقيرة المعدمة من كل شيء غير الشموخ و العزة تلك المدينة التي علمت الأمة معنى الجهاد دافعت دفاع المستبسلين عجز جيش الصليب عنها فأمطرها بالقنابل والسموم ليبيدها عن بكرة أبيها والله الحافظ والمعين .. تخيلوا أثناء الحصار يكتب أحد المرتزقة _ صباح الخير يا فلوجة_ .. جيش الصليب يحاصر والأمة خذلت أبناءها والمرتزقة يدعمون والمنافقون يثبطون .. إنه فقه الارتزاق الذي يمارسه بعض حثالات الأمة من رجيع النفايات الفكرية الغربية والتي ربما لفظها الغرب فأتوا هؤلاء بها لنا.. مثقفو الدراهم التي كالمراهم على جلودهم وكالماء البارد في أجوافهم .. هؤلاء لا يتورع أحد منهم عن التنظير والإفتاء حتى في دقائق الأمور التي تخص الأمة وربما كان رأس ماله من العلم رواية لكاتبٍ غربي ملحدٍ أسرت قلبه وكيانه .. وإذا قلت له هذا خطأ تبجح لك بحرية الرأي المكفولة له .. حيارى مع أنفسهم ويتكلمون في الأمور العظام ... والأدهى من ذلك ربما عدم معرفته بلغة القوم .

إبراهيم البليهي_ عضو مجلس الشورى ..مثال صِرف يحكي واقع هذا التيار المأزوم .. العديد منا شاهد اللقاء الذي اُجريَ معه في القناة الإخبارية و كان عنوان الحلقة التخلف الفكري أي أسباب التخلف الفكري الذي تعاني منه الأمة .. والعجيب أن القناة_ الغير موقرة_ كعادتها تأتي بأناس غير متخصصين في مثل هذه المسائل .. وبسبب عدم التخصص تجد الضيف يشرق ويغرب دون أن يعرف كنه الموضوع وأبعاده .. فالأمة بحاجة لأناس متخصصين يعرفون مكامن القوة فيها فيدلونا عليها ومكامن الضعف فيحذرونا منها .. لقد أحضرت القناة شخصية انهزامية صِرفة لا تعرف إلا لغة التثبيط و التخذيل للأمة من حيث جلد الذات دون وصف العلاج للمشكلة ..والإعجاب بما عند الغير حتى لو أخذه الغير منا وأضاف إليه بعض اللمسات الخارجية _ شغل الحرميه في التمويه _ للتضليل ..

إن إبراهيم البليهي وغيره ممن يدعون الواقعية و البعد عن النرجسية و تقديس الذات ليسوا أهلاً للمناصب القيادية والريادية .. كيف يكون هذا الرجل عضو في مجلس الشورى وهو يرى بأننا متخلفون غير قادرين على صُنع أنفسنا فرضاً عن أن نصنع حاضرنا و حضارتنا ؟ إن مثل هذه المناصب بحاجة إلى عقولٍ و نفوسٍ ذات طابعٍ استشرافيٍ حضاريٍ راقي .. أي بحاجة إلى نفسٍ منفتحةٍ تبصر الضوء من الثقب الصغير فتتفائل .. ليس كمن يبصر قرص الشمس فتغتم نفسه .. أي إنسان حي وكفى ..

إن البليهي والذي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه .. يذكرني بالأحمق المتحذلق الذي زاده تحذلقه حمقاً على حمقه .. وما أقبح الأحمق إذا تذاكى.. أعني المدعو _ سيد القمني _ صاحب التاريخ الاجتماعي ..الذي قال _ بأن اليابانيين لم يصلوا إلى ما هم عليه إلا بأخذ كل ما عند الغرب _ والكلام ليس بحاجة إلى عبقرية لكي نعرف سياق النص فسيد القمني يريد منا أن نأخذ كل ما عند الغرب سواءٌ كانت فضائل أم رذائل .. المهم أن نأخذ ما عندهم _ والسلام _ و نترك ماعندنا حتى لو كان كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أي أن نترك _ ديننا_ على شان خاطر عيون بوش وجماعته .. ولا تهون الدراهم ...

فالبليهي مع أنه لم يكن بوقاحة القمني إلا أنه نسب كل فضيلة إلى الغرب ونفيها عن العرب حتى لو كان العرب أصحابها تعتبر وقاحة .. فلو أُتينا له بشيء وقلنا له أنه صناعة محلية لبصق عليه ورماه إلى أقرب سلة نفايات ولو قمنا بنزع الملصق المحلي ووضعنا _ صُنع في USA _ لتقبله بالأحضان دون معاينة أو تمحيص ..

في معرِض حديثه في القناة الإخبارية .. تطرق البليهي إلى أمورٍ عدة أشعلت في قلبي .. كيف ينسفُ هذا _ المأفون _ بجرة قلم مهتريء ينسف الحضارة العربية الإسلامية من أصلها ويدعي أن :

1_لا فضل للحضارة العربية على الحضارة الغربية و أنه ما أخذه الغرب عن العرب ما هي إلا بضاعتهم ردة إليهم .

2_أن الغرب هم أول من أهتم بالإنسان وألغوا الرق .

3_و إن الحضارة الغربية هي أول من اهتمت بقضايا المرأة .

قبل أن أرد على كذبه : سؤالي لهذا المفكر العبقري الذي أتى بما لم تأتي به الأوائل ..أنت أعلم بالقوم من أنفسهم .. هل أنت أعلم من _ زيجريد هونكه _ والتي ألفت كتاب _ شمس العرب تسطع على الغرب _ ذكرت فيه فضائل العرب على الغرب حتى في الأمور الحياتية حتى على نطاق المفردات اللغوية .. هل أنت أعلم من _ قوته _ الشاعر الألماني العبقري الذي دعا إلى هجرة المجتمع الغربي إلى الشرق لأنه يرى أن الغرب ليسوا أصحاب حضارة و يجب عليهم أن يأخذوا الحضارة من الشرق .. ولقد صدق هذا العبقري لقد كان الغرب وما يزالون وحوشاً كانوا وحوشاً بدائيين بأساليبهم في القتل والنهب .. واليوم وحوشاً تقدميين على وزن _ الحزب التقدمي الاشتراكي _ يقول صعلوك الأدب السعدني : كنت أظن أن هنالك أنظمة رجعية وأخرى تقدمية فعلمت بعد ذلك أن الأنظمة التقدمية ليست متقدمة إلا في أساليب القتل و القمع _ وهذه عينها الحضارة الغربية _ الأنقلوساكسونية _ والتي لا تؤمن بالتعايش ..و قانونها ورأس مالها في الحياة فكرة _ يا قاتل يامقتول _إما أن تقتلني أو أقتلك أما أن نعيش مع بعضنا البعض فلا ... كذلك العقلية _ البراغماتية _ والتي تعتمد على الغاية تبرر الوسيلة .. وأكثر ما يهم الرجل الغربي هي النتيجة .. لا دين ولا أخلاق لهم .. مثل البهائم بل شر من ذلك .

ماهي الحضارة الغربية و كيف تكونت ؟

يا عزيزي إن التكوين الأساسي و النسق التاريخي لأي حضارة هو أكبر مؤثرٍ فيها .. حتى لو تبرأت منه فجذور الإرهاب تعشش في الحضارة الغربية الدموية .. لقد تكونت هذه الحضارة على أنقاض الحضارة الرومانية الدموية فكانت أكثر دموية منها وكانت فكرة _to be or not to be _ أي ياقتل يا مقتول هي الدعامة الأساسية لها .. لقد قتل الأنقلوسكسون_ وهم من أصول ألمانية متعصبة_ قتل هؤلاء السكان الأصليين لإنجلترا _ الكلتك أو السلتك _ celtic قتلوهم بدمٍ بارد.. كما قتل أحفادهم _ والذين كان أغلبهم من الهاربين من القانون والباحثين عن المغامرة والثراء _ قتلوا سكان أمريكا الأصليين _ الهنود الحمر _ يا ناس كان عدد الهنود بالملايين وكانت القبائل الهندية أكثر من مائة وأربعة قبائل فلم يبقى منهم إلا أربعة أو خمسة قبائل ومن السخرية بدم المساكين أسموا أسلحتهم الفتاكة بأسماء هؤلاء مثل الأباتشي والشيروكي وغيرها .. وبدلاً من الاعتذار لهم قال أحد الزعماء الأمريكيين أنه لولا أبادتنا للهنود الحمر لما كانت أمريكا ..معقولة هل ستتوقف التنمية في البلاد بسبب هؤلاء الناس المساكين .. وبدلاً من الصفح عنهم وضعوهم في معتقلات شبيه بالأسر وأطلقوا فيهم المخدرات والزنا والشذوذ .. كذلك في أستراليا يخير الأوروبي بين العقوبة أو النفي من أوروبا إلى أستراليا تخيل دولة قوامها من حفنة من المجرمين قاموا بإبادة السكان الأصليين لأستراليا ووضعوهم في حقول التجارب مثل الفئران .. باختصار أينما حلوا حل الدمار والخراب معهم .. فعندما تحركوا نحو الشرق كان الاستعمار من نصيب أمتنا والحجة الدائمة أن هؤلاء أتوا لنشر الحضارة في هذه الأمم الغير متحضرة مثل نشرهم للديمقراطية اليوم في العراق وأفغانستان وغيرها .. عن طريق القتل والإبادة .. ففي ليبيا مثلاً كان الجنديان إذا مرت بجوارهما امرأة حامل يتهامسان في ما بينهما .. هل الذي في بطنها ذكرٌ أم أنثى ؟ ولرفع اللبس والفصل في هذه المسألة الشائكة يقومان ببقر بطنها للتأكد من منهما المحق ..تخيل أنت أو أي معجبٍ ومطبل لهؤلاء الدمويين .. أقول تخيل لو كانت هذه المسكينة ابنتك أو زوجتك أو أي قريبة لك ما هو شعورك إن كان بقي في أمثالكم شعور أو حياء_ أصلاً- ؟

أما الأسئلة :

1- يقول هذا المأفون : بأن الحضارة العربية ليس لها فضل على الحضارة الغربية .. وأن ما أخذه الغرب عن العرب إنما هي بضاعتهم ردت إليهم ...

فأقول له كذبت أيها المتفيقه : تناقض عجيب كيف يأخذ الغرب بضاعته من غيره .. أيعقل أن يعطيك إنسان شيء فائض عن حاجته ثم يعود فيأخذه منك .. يا أخي فاقد الشيء لا يعطيه ..لقد أقتبس الغرب بل سرق منا أكثر العلوم مع سرقتهم لأقواتنا .. حتى أنهم حينما استولوا على الأندلس قاموا بنهب جميع ما في المكتبات الأندلسية وخصوصاً مكتبة _ قرطبة _ والتي كانت منارة من منارة الحضارة الإسلامية في الأندلس .. كما يفعلون اليوم بمكتبات العراق فهم يحرقون الكتب الدينية مصدر عزتنا ويسرقون الكتب العلمية .. وهذا دليل على أن الحرب و العداء الذي بيننا وبينهم عداء ديني ولو تستروا خلف العلمانية و ربيبتها والليبرالية .

تعال معي في سياحة مع المفردات العلمية التي أخذها الغرب عن العرب .. ومن المعلوم لكل ذي لبٍ وعقل أن أصل أي شيء هو اسمه .. وخصوصاً .. إذا نقل نقلاً ولم يترجم .. والنقل دليل على أن هذه المفردة ليست من أصل اللغة فكيف يكون الاختراع موجود والكلمة غير موجودة ..فمثلاً كلمة _ كمبيوتر _ أخذناها من الغرب فهو في الأصل اختراع غربي ولكنه مبني على خوارزميات هي في الأصل عربية.. و تكتب هكذا Algorism وتعني الحساب العربي أو العشري .. كذلك Alchemy وتعني الخيمياء أو الكيمياء القديمة .. Algebra وتعني علم الجبر .. كذلك اختراعهم للصفر الذي حل كثيراً من المعضلات _ راجع قاموس المورد _ .. وهذه المفردات على مستوى اللغة العلمي وليس على مستوى المفردات عامة .. وتعتبر اللغة العربية هي اللغة السابعة من حيث تأثيرها في اللغة الإنجليزية ولو كلفت نفسك الرجوع إلى أي قاموس يبحث في أصل الكلمة ولوجدت العجب ..كذلك تأثير اللغة العربية على اللغات الأخرى مثل الأسبانية والألمانية و الفرنسية و التي تعتبر لغات أصلية ليست مثل اللغة الإنجليزية تلك اللغة _ الشحاذة _ التي تعتبر خلط من ألاف المفردات المستعارة من عدة لغات وأنا قلت أن أصل أي مفردة إذا كانت تعود على لغة معينة فأي اختراع أو أي إبداع فإنه يعود على تلك اللغة حتى لو قاموا بتطويره فالإبداع يكون في كيفية خلق الفكرة وليست في الفكرة نفسها.

كذلك وتطويرهم للطب وخصوصاً _ الجراحة _ .. وهم أول من اكتشف طريقة استئصال الأورام الخبيثة .. ولو لم يكن من اختراعات العرب سوى الفيزياء والكيمياء لكفاهم ذلك .. ولقد كانت الأندلس البوابة الأشهر والأكبر التي هاجرت منها العلوم العربية إلى الغرب .. ويكفيك أن تعلم أن أول من أقام مناهج العلوم التجريبية التي تعتمد على التجربة والتحليل والتقصي هم العرب فلقد كان الغرب يهتمون بالعلوم الفلسفية و المنطقية فقط كما عند أفلاطون وأرسطو أشهرعلمائهم ولم يكتشفوا أو جربوا المناهج التطبيقية التجريبية .

2_ يقول هذا المأفون: بأن الغرب هم أول من أهتم بالإنسان و ألغوا الرق .

فأقول له :قل هاتوا برهانكم ..إن الإسلام وهو دين السماحة والكرامة والسمو هو أول من أهتم بالإنسان .. وأهتم بصيانة و حفظ النفس البشرية و الابتعاد بالنفس عن المهالك { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين َ} 195 سورة البقرة .. فحرم الانتحار وتوعد المنتحر يوم القيامة بأن يعذب بالأداة التي انتحر بها .. حرم قتل النفس المعصومة سواء كانت مسلمة أم كافرة إلا بحق .. لم يتوقف الإسلام عند ذلك بل أمر بالإحسان والبر .. أقر الحقوق والواجبات .. ففرض الزكاة وجعلها من أركان الإسلام فلا إسلام بدونها فأوجب الزكاة على المقتدرين و الميسورين يقتطعونها من أموالهم لذوي الحاجات أي أن لكل فقير نصيب معلوم يعطيه الغني له .. كذلك أوجب الحقوق على العباد .. فللوالدين حقوقهم و للأقارب والأرحام والجيران حقوقهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .. حرم الإسلام الاعتداء .. و أمر بالرفق والإحسان حتى مع المسيء و المخالف ..خلاصة القول أن هذا الدين منهاج حياة .. فاليهود رغم عداوتهم للإسلام وأهله من قديم الزمان لم يعيشوا في أمانٍ طيلة حياتهم إلا في كنف الدولة الإسلامية .. وما حكاية الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهودي زيد بن سعنة _ قبل إسلامه _ الذي أساء الأدب في طلبه حقه من الرسول صلى الله عليه وسلم فأكرمه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه حقه و زاده .. كذلك حكاية اليهودي الذي أخذ درع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي لم يستطع تقديم بينة على أن الدرع له فحُكم لليهودي بالدرع الذي هو في الأصل لعلي رضي الله عنه ..كل هذه الصور ثم تأتي وتقول بأنه ليس لدينا حضارة .

أما بخصوص الرق الذي تدعيه فهو أمرٌ وحكمٌ ربانيٌ لا يمكن إلغاؤه أو نفيه و من ادعى غير ذلك فهو أثم .. الكثير من الناس ينظرون لمسألة الرق من جهة واحدة وهي أنه إنسان مسكين واقع تحت ظلم سيده .. والمسألة أكبر من ذلك .. فالرق نعمة أنعم الله بها على الرقيق _ الأسير المقاتل _ الذي تم القبض عليه في الحرب فبدلاً من قتله يتم العفو عنه وجعله مملوكاً بسبب تفضل الإسلام بنعمة الإبقاء على حياته .. ومع ذلك فللرقيق حقوقهم وواجباتهم التي فرضها الله فلا يجوز أهانتهم أو تكليفهم بما لا يطيقون أو منعهم من شيء مفروض لهم قال صلى الله عليه وسلم _ خولكم إخوانكم .. _ وكما أن لهم حقوقهم فعليهم واجبات فلا يجوز للرقيق الهرب من صاحبه ولا تقبل له صلاة حتى يرجع قال صلى الله عليه وسلم :_ إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة _ وفي رواية _ حتى يرجع إلى مواليه .. راجع كتاب _ الكبائر _ ومع المنة والفضل فلقد حث الإسلام على إعتاق الرقيق وأجزل الأجر لفاعله .. هذه هي الحضارة .. وتأتي وتقول بأن الغرب هم أول من ألغوا الرق _ إن وراء الأكمة ما ورائها _ فالغرب لا يفعل شيئاً إلا في حدود مصلحته .. فخلاصة القول إن في إلغاء الرق من قِبل الغرب وخصوصاً _ أمريكا _ هو عمل هدفه سياسي أكثر من إنساني فلقد كانت الأراضي في الولايات الأمريكية الشمالية خصبة وافرة المياه ولكن تنقصها الأيدي العاملة و كانت الجنوبية ممتلئة بالرقيق فألغت أمريكا _ الولايات الشمالية _ الرق كي يتسنى للرقيق أن يهاجروا إلى الأرض الجديدة دون قيد أو شرط من ملاكهم فقد رُفعت الولاية عنهم ولم يعد لهم القدرة في التصرف في عبيدهم كذلك كي يدخل هؤلاء العبيد في الديانة النصرانية البروتستانتية التي تخالف وتنافس التوجهات الكاثوليكية في الولايات الجنوبية .. وهل تعلم بأن قرابة 85% من هؤلاء هم من المسلمين الأحرار الذين تم اختطافهم من قِبل تجار الرقيق عند السواحل الإفريقية أي من قبل أصحاب الحضارة المزعومة فيقومون بقطع أرجل بعضهم كي لا يفروا ويقومون بتكديسهم فوق بعضهم البعض كأنهم نفايات أو قطع خردة فيموت منهم الكثير ويمرض الكثير فيرمون من لا فائدة منه في البحر ..هؤلاء أصحاب قوانتانمو وأبوغريب قتلت النساء والشيوخ والأطفال .. الذين ليس لهم عهد ولا ذمة .. كل ما يهمهم النتيجة فالغاية تبرر الوسيلة ... أصحاب الحضارة والحقوق المزعومة الحقوق التي لهم وليست لغيرهم .. الحقوق التي تنصف الأبيض الأنقلوسكسوني من الأسود حتى لو كان الأبيض هو المخطئ .. حضارة وحقوق مثل هذه كفيلة بأن تنهدم على رؤوس أصحابها وإن طال الزمن فتصبح غباراً تذروه الريح قال تعالى { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَال َ} 17 سورة الرعد

3_كذلك يقول: بأن الغرب هم أول من أهتم بقضايا المرأة ..

فأقول : من هو القائل _ بأبي وأمي _ قبل موته _ الصلاة .. وما ملكت أيمانكم _ ورددها مراراً لأهمية الأمر .. إن عقدة الغربي مازالت معششة في قلوب فئام من الناس حتى مع انكشاف سوءاتهم و انفضاح وجلاء أمرهم فلم يعد الناس ينظرون للغرب على أنه جنة الله في أرضه بل لقد انجلت هذه الازدواجية والتضارب بين الشعارات والأفعال فمن دمه ماتزال ملطخة بدماء الشعوب هل ينظر إليه على أساس أنه منار للأرض .. لقد ذهبت هذه الشعارات إلى حيث حطت رحالها مادلين أولبرايت .. الصلاة الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم _ رددها لعلها تحل عقدة من عقد دماغك المتصحر الذي بحاجة إلى مطر من الإيمان يجلو غشاوة قلبك وعقلك ..الصلاة .. وما ملكت أيمانكم أي ما كان تحت وصايتكم من نساء وأولادٍ ورقيق حتى الرقيق يدخلون تحت هذه الوصية والتي تعتبر من أهم الوصايا النبوية الكريمة لأن من يشارف على الموت لا يمكن أن يقول إلا ما هو مهم فما بالكم إذا كان صاحب الوصية هو خير هذه الأمة .

و أنا هنا لا أقول بأننا أفضل من الغرب وخصوصاً في المجال العلمي .. نعم نحن أفضل منهم في توجهنا الديني والأخلاقي فالغرب يعاني من الشذوذ في سلوكياته الحياتية و يعيش في ازدواجية مقيتة بين تعاليم النصرانية المحرفة وبين العلمانية المادية النفعية التي تغلب جانب الذاتية حتى لو كانت على حساب الغير وربما هلاك الغير .. فنظام الرجل الغربي في الحياة _ الغاية تبرر الوسيلة _أدى إلى تناحرٍ عجيب بين فئات ونخب المجتمع حتى داخل الفرد مع نفسه يعيش هذا التناحر فليس من المعقول أن يدوم و يبقى مجتمع تغلب عليه المصلحة الذاتية النفعية على حساب الجماعة مما أدى إلى تخلخل البنيان الاجتماعي والأسري فالغربي في عزلة حتى مع نفسه وهذا سبب رئيسي لحالات الانتحار المستمرة .. كذلك مهما أدعى الغربي المساواة بين أطياف المجتمع فهو مايزال يحمل بل و تتأجج فيه وتظهر على السطح قضية الملونين ففي أمريكا وحتى بريطانيا لا يمكن لغير _ الشقر_ الانقلوساكسون أن يحكموا أمريكا قد يعطونهم مناصب مثل التي فيها _ قونداليزا رايس و كولن باول _ لكن أن يصل شخص ملون وخصوصاً من السود إلى منصب بوش او بلير فهو _ عشم كولن باول بمنصب بوش _ .. خلاصة القول أن الحضارة الغربية في حالة انحسار ولابد من بديل قوي يحل مكانها والأمم كلها من ضعف إلى ضعف ماعدا نجم الحضارة الشرقية الإسلامية والتي تعتبر ذات كيانٍ مستقل فلا الشيوعية كانت بديلاً والتي كانت تحمل بذور هلاكها من حيث تركيزها على الجماعة على حساب الفرد الذي أصبح خاملاً فالمال في يد الدولة والشعب يحتضر من الجوع والبطالة . كذلك الحضارة الغربية بنظامها الرأس مالي الذي يقتات من خلاله أصحاب رؤوس الأموال من دماء الشعوب عن طريق الربا و المعاملات البنكية التي أججت نار الحق كالذي كان في عهد الإقطاعيين .. فلا بديل هنا إلا الحضارة الإسلامية والتي تجمع بين مصلحة الفرد والمجتمع فهي حضارة ذات كيان مستقل متى وجدت البيئة الإسلامية الصحيحة التي تقوم بتطبيق الدستور الإلهي _ الكتاب والسنة _ وفق منهج السلف الصالح مع مراعاة الواقع وأحكامه فستتلاشى الحضارة الغربية تلقائياً كما هربت الأمم والشعوب في بداية ظهور _ الديمقراطية الغربية _ هربت من الدكتاتوريات التي كانت تمص دمائهم والتي شكلها الاستعمار بعد خروجه من هذه البلدان خصوصاً في أسيا و أفريقيا الى الغرب.. نعم ستتلاشى الحضارة الغربية وهذا ما صرح به بعض مفكريهم وخصوصاً _ هنتنقتون _ في كتابة _ صراع الحضارات _ أي لا بد أن تسود حضارة و تبيد أخرى .. والحضارة الغربية تحتضر لأن فيها بذور هلاكها كما حصل للإتحاد السوفييتي سابقاً لأنها مبنية _ على جرف هار _ والذي مازال يضخ فيها الحياة هو بسبب نقدهم الموضوعي لذواتهم _ وليس جلد الذات الذي يستخدمه البليهي _ كذلك توليتهم المناصب للأنفع والأصلح _ وُفق مصلحتهم ومعاييرهم هم _ .. ولكن يبقى أن ما بنيا على باطل فهو باطل .. والحضارة الغربية لم تبنَ وفق دستور إلهي يحمل بذور خلوده وديمومته ولكنها بنيت على أهواء البشر .. وما وضعه البشر يغيره البشر .. والدليل على ذلك مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن خصوصاً والذي تتجاوزه أمريكا دائماً .. نعم نحن أفضل منهم لأن عندنا الطاقات والموارد كذلك العقول و التي ملت من سكناها في الغرب وسوف تعود إن شاء الله قريباً .. وخصوصاً بعد التضييق الذي تعرضوا له و ما يرونه من غدر الغرب بأصدقائهم وعدم الأمن منهم فما بالكم إذا كان الغرب يعادينا من أجل ديننا وحضارتنا .. التي لا بديل لهذه الحضارة المتهرئة إلا الحضارة الإسلامية ونور الإسلام .. وهنالك عملاق قادم للغرب يمتلك الأدوات التي غزت بيوتهم وبين الحين والأخر نسمع عن نواقيس الخطر يدقها الغرب محذراً من هذا القادم _ الصين _ الذي يمتلك المادة ولكنه لا يمتلك الروح لذلك سوف يتنافسان في المجال المادي فالصين دولة تعتنق الخزعبلات ولا يمكن لعاقل سوي الفطرة أن يقبل بها والغرب يعتنق المادة وهنا يكون دور الإسلام .. فبعد أحداث 11 سبتمبر أقبل الغرب على قراءة القران .. وبعضهم إلى الدخول في الإسلام .. أما الإسلام في الصين فينتشر كالشمس مهما ضيقت عليه الحكومة .. ولا بديل لهم جميعاً إلا هذا الدين الذي هو منهاج حياة .

أخيراً أقول : يا إبراهيم البليهي إن التخلف الفكري الذي تعاني منه الأمة ليس في الأمة كلها والفساد الذي في بعض الفئات من الطبقة العليا و الطبقة السفلى لم يصل إلى من في الوسط .. وإن هنالك طاقات وقدرات في أمتنا بحاجة إلى الاستثمار و بحاجة إلى فضاء أرحب و أوسع لكي تتحرك .. وأقرب مثال على ذلك أن الطلاب العرب الذين يذهبون إلى الدراسة في الغرب كانوا أفضل من الغربيين أنفسهم وربما بنصف المجهود الذي يبذلونه داخل أوطانهم .. أي أن العيب في القيادات المتهرئة التي أصاب التصحر أدمغتها فلم تعد تفكر ولا ترى إلا ما هو غربي .. أي من ( بني يغرب ) الذين بين ظهرانينا .. فأفسحوا المكان والطريق لغيركم .. وانظروا من بعيد فربما أنحلت عقدكم وخرج الغبار من عقولكم وعدتم بني يعرب بعد أن كنتم _بني يغرب _تقبل تحياتي و أسف على هذا الجلد وإذا أردت أن تعتبره فأعتبره من باب جلد الذات الذي عودتنا عليه صباح مساء .

وأتمنى أن أرى لك لقاء أو مقال تذكر فيه الأمة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه _صلى الله عليه وسلم _ ..

(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِل
اَدِ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )


--------------

القاصم 28-6-2005 - الساحة السياسية
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 الصفحة الرئيسة
العقيدة الصحيحة
   الشرك وأنواعه 
تحطيم البدع
 الردود العلمية
 الفرق والمذاهب
 فتاوى مهمة
قالوا عن الموقع
اربطنا بموقعك
من أفضل المواقع
صيد الفوائد
رسالة الإسلام
السلفيون
شمس الإسلام
المرشد
الموحدون

تحت المجهر

النصارى 

النصيرية

الرافضـة

الإباضيــة 

 الأحباش

العصرانيون