فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف
حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور
كتيب فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور ، تجد في هذا الكتاب الرائع مجموعة من فتاوى كبار علماء وشيوخ الأزهر الشريف توضح للناس حكم هذه البدع.
قدم لهذا الكتاب:
فضيلة الشيخ الدكتور \ عبد الله شاكر الجنيدى أستاذ العقيدة الاسلامية
فضيلة الشيخ الدكتور\عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرأن بجامعة الأزهر وأم القرى
فضيلة الشيخ الدكتور محمد يسرى ابراهيم رئيس مركز البحوث وتطوير المناهج بالجامعة الأمريكية المفتوحة
يتكلم الكتاب عن فتاوى كبار العلماء فى:-
بدع الأضرحة والقبور
لا يجتمع مسجد وقبر فى الاسلام
لفضيلة الشيخ /عبد المجيد سليم رحمه الله ( شيخ الأزهر- مفتى الديار المصرية)
تحريم اقامة الأضرحة وتشييد القبور
لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
تحريم تزيين القبور واقامة الاضرحة عليها
لفضيلة الشيخ /أحمد حسن الباقورى رحمه الله ( وزير الأوقاف المصرية)
هدم قبة على قبر
لفضيلة الشيخ /محمد عبده رحمه الله ( مفتى الديار المصرية)
حكم دفن الموتى فى ساحات ملاصقة للدور للتبرك بهم
لفضيلة الشيخ /عبد اللطيف عبد الغنى حمزة رحمه الله ( مفتى الديار المصرية)
حكم زيارة الأضرحة والطواف بالمقصورة والتوسل بالأولياء
لفضيلة الشيخ /حسن مأمون رحمه الله (شيخ الأزهر الشريف- مفتى الديار المصرية)
بدع الموالد
حكم الموالد للموتى وحكم وضع الشمع والقناديل على مقاماتهم لفضيلة الشيخ / محمود شلتوت رحمه الله ( شيخ الأزهر الشريف)
لو كان الموالد حقا لسبقنا السلف الصالح اليه فضيلة الشيخ/عبد المجيد سليم رحمه الله ( شيخ الأزهر الشريف- مفتى الديار المصرية)
الموالد اساءة للاسلام لفضيلة الشيخ / محمد حسين الذهبى رحمه الله ( وزير الأوقاف المصرية)
عمل المولد بدعة فاطمية فضيلة الشيخ /على محفوظ رحمه الله ( عضو هيئة كبار العلماء ورئيس قسم الوعظ بالأزهر الشريف)
بدع النذور
1-النذر للأولياء حرام باجماع العلماء فضيلة الشيخ/عبد المجيد سليم رحمه الله ( شيخ الأزهر الشريف- مفتى الديار المصرية)
2- النذر لغير الله شرك
لفضيلة الشيخ /حسن مأمون رحمه الله (شيخ الأزهر الشريف-مفتى الديار المصرية)
3- النذر لصاحب الضريح محرم بإجماع لفضيلة الشيخ الدكتور/نصر فريد واصل ( مفتى الديار المصرية)
4- النذر لأصحاب الأضرحة والأولياء الصالحين باطل بإجماع الفقهاء لفضيلة الاستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف المصرية
وهذه مقتطفات من الفتاوى :
بدع الأضرحة والقبور
لا يجتمع مسجد وقبر في الإسلام
سئل:ما حكم الصلاة فى المساجد التي فيها قبور؟
فأجاب فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم- مفتى الديار المصرية- قائلا:
" كتبت وزارة الأوقاف ما يأتى: يوجد فى مسجد عز الدين أيبك قبران ورد ذكرهما فى الخطط التوفيقية وتقام الشعائر أمامهما وخلفهما وقد طلب رئيس خدم هذا المسجد دفنه فى أحد هذين القبرين لأن جده الذي حدد بناء المسجد مدفون بأحدهما فنرجو التفضل ببيان الحكم الشرعى فى ذلك
الجواب
انه قد أفتى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بانه" لا يجوز أن يدفن فى المسجد ميت لا صغير ولا كبير ولا جليل ولا غيره فان المساجد لا يجوز تشبيهها بالمقابر"
وقال فى فتوى أخرى " انه لا يجوز دفن ميت فى مسجد فان كان المسجد قبل الدفن غير اما بتسوية القبر واما بنبشه ان كان جديدا"
وذلك لأن الدفن فى المسجد اخراج لجزء من المسجد عما جعل له من صلاة المكتوبات وتوابعها من النفل والذكر وتدريس العلم وذلك غير جائز شرعا ولأن اتخاذ قبر فى المسجد على الوجه الوارد فى السؤال يؤدى الى الصلاة الى هذا القبر او عنده وقد وردت أحاديث كثيرة دالة على حظر ذلك.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم" ما نصه " ان النصوص عن النبى صلى الله عليه وسلم تواترت بالنهى عن الصلاة فى القبور مطلقا وعن اتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها"
ومن الأحاديث ما رواه مسلم عن أبى مرثد الغنوى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا اليها"
وقال ابن القيم فى " زاد المعاد" نص الامام أحمد وغيره على أنه اذا دفن ميت فى مسجد نبش
وقال ابن القيم أيضا: لا يجتمع فى دين الاسلام قبر ومسجد بل أيهما طرأ على الأخر منع منه والحكم للسابق
وقال الامام النووى فى " شرح المهذب" ما نصه " اتفقت نصوص الشافعية والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهور بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث قال الشافعى والأصحاب: وتكره الصلاة الى القبور سواء كان الميت صالحا أو غيره
قال الحافظ أبو موسى : قال الأمام الزعفرانى رحمه الله " ولا يصلى الى قبر ولا عنده تبركا به ولا اعظاما له للأحاديث"
وقد نص الحنيفية على كراهة صلاة الجنازة فى المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم " من صلى على جنازة فى المسجد فلا أجر له"( هذا حديث ضعيفا لأجل صالح ابن نبهان فقد تكلم فيه غير واحد من أهل العلم والا فاذا ثبت الحديث فالمقصود نقصان الأجر
وعلل صاحب الهداية هذه الكراهة بعلتين:
احداهما : أن المسجد بنى لأداء المكتوبات يعنى وتوابعها من النوافل والذكر وتدريس العلم واذا كانت صلاة الجنازة فى المسجد مكروهه للعلة المذكورة كراهة تحريم كما هو احدى الروايتين وهى التى اختارها العلامة قاسم وغيره
كتن الدفن فى المسجد أولى بالحظر لأن الدفن فى المسجد اخراج الجزء المدفون فيه عما جعل له فى المسجد من صلاة المكتوبات وتوابعها وهذا مما لا شك في عدم جوازه شرعا والله أعلم"... أنظر كذلك فتاوى دار الإفتاء المصرية ج 7 - 154
تحريم اقامة الأضرحة وتشييد القبور
تلقت لجنة الفتوى بالأزهر السؤال التالى :
دفن شخص بطابق علوى ودفن قبلا والده بالطابق الارضى من المقبرة ويراد نقل الاول الى مقام شيد له وبالارض رطوبة ضاربة ظاهرة للعيان حتى ان الجدران لاتمسك مواد البناء فيها"الاسمنت" فهل من أئمة المسلمين من يجيز نقل الميت بعد دفنه؟
جواب لجنة الفتوى
اطلعت اللجنة على هذا وتفيد بأنه اذا كان الحال كما ذكر جاز نقل هذا الميت الى مكان أخر ، ولكن لا يجوز شرعا نقله الى ضريح أو قبه كما يصنعه بعض الناس لمن يعتقدون فيه الولاية والصلاح ، فان هذا نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم وغيره عن أبى هياج الأسدى ( حيان بن حصين) عن على رضى الله عنه قال : ألا أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته"
وعن جابر رضى الله عنه قال " نهى النبى صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه" رواه أحمد ومسلم والنسائى وأبو داود والترمذى وصححه
ولفظه- أى الترمذى-نهى أن يبنى على القبر أو يزداد عليه أو يجصص أو يكتب عليه.
قال الشوكانى فى شرحه للحديث الأول
ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولا أوليا: القبب والمشاهد المعمورة على القبور_الى أن قال_ وكم سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكى لها الاسلام
منها اعتقاد الجهلة لها اعتقاد الكفار للأصنام وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر فجعلوها مقصدا لطلب الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم وشدوا اليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا
وبالجملة : فانهم لم يدعو شيئا مما كانت عليه الجاهلية تفعله بالاصنام الا فعلوه فانا لله وانا اليه راجعون الى أخر ما قاله فى صفحة 325 من الجزء الثالث
وجملة القول أن اللجنة ترى تحريم نقل هذا الميت الى ضريح أو قبر ذى قبة للأحاديث التى ذكرها الشوكانى وغيره وهى مفاسد تمس العقيدة وتخل بالايمان الصحيح.
تحريم تزيين القبور واقامة الاضرحة عليها
وجهت بعض الهيئات الدينية
الاسلامية فى الهند الى فضيلة الاستاذ الشيخ أحمد حسن الباقورى –وزير الاوقاف –سؤالا قالت فيه:
هل من الجائز شرعا تزيين القبور واقامة الاضرحة عليها ؟
وهل يجوز شرعا اقامة مرافق بجوارها مثل السبيل والمسجد والاستراحة؟
وما الحكم فى وضع بعض الأصص " الزهريات" على القبور أو اضاءتها فى ليالى المواسم الدينية؟
وقد استهل الاستاذ الباقورى اجابته على ما يتعلق بتزيين القبور واقامة الاضرحة عليها بأن هذا العمل ضرب من الوثنية وعبادة الاشخاص وقد منعه الاسلام ونهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم وحث على تركه .
فقد روى عن جابر رضى الله عنه قال :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه"
وقال على رضى الله عنه لأحد أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وهو يوصيه : ألا أبعثك على ما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع تمثالا الا طمسته ولا قبرا مشرفا الا سويته
واذا كان المسلمون اليوم يتخذون من تزيين القبورمجالا للتفاخر والتظاهر ويمضى بعضهم فى الشطط حتى يقيم الضريح على القبراظهارا للميت بأنه من أولياء الله أو بأنه من سلالة فلان أو فلان استغلالا لهذه الرابطة على حساب الدين فان ذلك حرام فى حرام .
أما اقامة مرافق بجوار القبور كالسبيل والمسجد والاستراحة فان الاسلام يكره مزاحمة القبر والتضييق عليه وهذا ان كانت تلك المرافق على أرض عامة للدفن فيحرم شرعا شغلها بأى بناء اخر سوى القبور وفى الأرض متسع لتلك المرافق فيما يجاورها أو يقرب منها .
أما وضع بعض الأصص والرياحين عند القبور وحولها فلا مانع لكن الأشجار حكمها حكم المرافق تكره فى المدافن الخاصة وتحرم فى المدافن العامة لمزاحمتها للقبور والتضييق على الموتى.
بقى موضوع اضاءة القبور اشادة بها وبأصحابها وهذا ليس من الدين فى شىء لأن الذى يضىء القبر هو عمل الميت وما ادخر من صالح وطيب لا تلك القناديل أو الشموع أو الثريات التى أقامها الحى الغنى .
• نظرة الاسلام:
وقد سأل مندوب " الأهرام" الأستاذ الباقورى عن نظرة الاسلام الى ذلك ؟.
فقال :" الاسلام دين المساواة بين الأحياء فكيف يفرق بين الموتى فى أشكال القبور ومظاهرها؟
ثم ان الاسلام يقرر أن القبر وقف على الميت وان على الذين يدفنون الميت أن يضعوا على القبر ما يشير اليه لكيلا يقع من الحى اعتداء على مكان أخيه الميت فيتركه له بعدما ترك هذه الدنيا جميعها واستقر فى حفرة صغيرة
فاذا جاء الاغنياء فأقاموا لموتاهم الأضرحة والقباب وأضاءوها وحفوها بالحدائق أو الأشجار فان الاسلام لن يقيم لهم وزنا بل سيحاسبهم على ما أسرفوا وأضاعوا من أموال وعلى ما اجترءوا على الله من مظاهر القربى الكاذبة الخداعة .
وقد كان من ترسل الأغنياء فى اقامة الاضرحة والقباب أن انصرفوا عن الجوهر الى المظهر فشمخت القباب والأضرحة فى أنحاء العالم الاسلامى وسابقت المآذن وأقيمت الموالد كل هذا اكتفاء بأنه يؤدى عند الله ما قصرت عنه أنفسهم من صلاة أو صوم أو حج أو زكاة ونتج عن ذلك أن عظم المسلمون أصحاب الأضرحة الكبيرة والقباب العالية ونحن نرى فى مصر دليلا على هذا فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا فيها مثل عمروبن العاص وعقبة بن نافع ممن لا يوليهم المسلمون عناية مثل غيرهم من أصحاب الأضرحة والقباب العالية مع أنهم دونهم فى المكانة والقربى من الله بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واجماع أهل العلم والفقه من المسلمين .
هذا فى مصر وله أشباه فى البلاد الأخرى فقد عرف المستعمرون والمحتلون هذه النقطة من الضعف فعنوا- أول ما عنوا – باقامة الاضرحة والقباب فى ربوع البلاد فانصاع الناس لهم وأطاعوا راضين
ونحن نعلم جميعا حيلة نابليون وخديعته للشعب المصرى ببيانه المشهور عقب احتلاله القاهرة حين سلك السبيل الينا بتظاهره بالاسلام واحترامه اياه وحين ترسم خطاه الجنرال " مينو " الذى أعلن أن اسمه "عبد الله مينو"
كذلك نحن لا ننسى خداع " لورانس " الذى نفذ الى صميم العروبة باستغلاله المظهر الاسلامى واستيلائه به على أكثر الجزيرة العربية .
وبهذه المناسبة أذكر أن أحد كبار المستشرقين حدثنى عن بعض أساليب الاستعمار فى أسيا من أن الضرورة كانت تقتضى بتحويل القوافل الاتية من الهند الى بغداد عبر تلك المنطقة الواسعة الى اتجاه جديد للمستعمر فيه غاية ولم تجد أية وسيلة من وسائل الدعاية تجعل القوافل تختاره وأخيرا اهتدوا الى اقامة عدة أضرحة وقباب على مسافات وما هو الا أن اهتزت الاشاعات بمن فيها من تلك الأولياء وبما شوهد من كراماتهم حتى سارت تلك الطرق مأهولة مقصودة عامرة
وأحب أن أرسلها كلمة خالصة لوجه الله الى المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها أن يقلعوا عن مظاهر المقابر فانها نعرة للفرد ودعوة للأنانية والى الارستقراطية الممقوتة التى قتلت روح الشرق جميعا وأن يعودوا الى رحاب الدين التى تسوى بين الناس جميعا أحياء وأمواتا لا فضل لأحد على الأخر الا بالتقوى وما قدمت يداه للأنسانية من أعمال خالصة لوجه الله"
هدم قبة على مسجد
سئل فضيلة الشيخ الإمام محمد عبده مفتى الديار المصرية:
ضريح قديم عليه قبة في شارع مطروق ليلا نهارا معرضة للبول والأقذار وبجوار هذا الضريح مسجد منسوب لصاحبه وفى هذا المسجد باب لهذا الضريح فهل يجوز هدم القبة ونقل الضريح إلى داخل المسجد أو يبقى محله.
الجواب
أجاب:" المروى عن الإمام ابى حنيفة أن بناء بيت أو قبة على القبر مكروه وهو يدل على أن لا بأس بهدم القبة المذكورة بل أنه الأولى فاذا كانت تجتمع حولها القاذورات واعترضت في الطريق تأكدت الأولوية أما موضع القبة وهو الضريح فيسوى بأرض الشارع لأنه لو فرض أن تحته ميتا مدفونا فقد بلى فيجوز استخدام أرضه في غير الدفن والله أعلم"
يمكن تحميل الكتاب من المكتبة الوقفية : http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7054