جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
-1-
عنوان الرسالة :جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية.
الباحث / أ. شمس الدين محمد أشرف
جنسية الباحث - باكستان
الجامعة الاسلاميه / الدعوة وأصول الدين / العقيدة
التخصص - عقيدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات
1 - { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 25 ] .
2 - { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } [ الأحقاف : 5 ] .
3 - { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر : 14 ] .
4 - { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [النمل : 65 ] .
5 - { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف : 188 ] .
6 - { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ } .... [الأنعام : 17 ، يونس : 107 ] .
7 - { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [ يونس : 31] .
8 - { وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [يونس : 18 ] .
9 - .... { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [الزمر : 3 ] .
*****
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث
1 - « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » [ص 415] .
2 - « اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » [ص 429-430] .
3 - « ألا أبعثك على ما بعثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته » [ص 1628] .
4 - « نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا » [ص 412] .
5 - « لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج » [ص 642 -643] .
6 - « لا تجعلوا قبري عيدًا ... » [ص 1602] .
7 - « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم » [ص 819-820] .
8 - « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد » [ص 645] .
9 - « الدعاء هو العبادة » [ص 1410] .
بسم الله الرحمن الرحيم
المقالة الحنفية الحنيفية التي تقمع القبورية
1 - مقالة أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد أئمة الحنفية : (( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به * وأكره أن يقول : أسألك بمعقد العز من عرشك * والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [ الأعراف : 180 ] * وكره قوله : بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك أو بحق البيت الحرام * )) [ص 1123 - 1129] .
2 - مقالة الفقهاء الحنفية : ((من قال : أرواح المشايخ حاضرة تعلم ؛ كفر)) [ص : 839] .
3 - مقالة أخرى للفقهاء الحنفية : (( من ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله ، واعتقاده ذلك ؛ كفر)) [ص : 960] .
4 - مقالة الإمام ولي الله الدهلوي حجة الحنفية (1176هـ) : ((كل من ذهب إلى بلدة أجمير ، أو إلى قبر سالار مسعود ، أو ما ضاهاها لأجل حاجة يطلبها ؛ فإنه آثم إثمًا أكبر من القتل والزنى ، ليس مثله إلا مثل من كان يعبد المصنوعات ، أو مثل من كان يدعو اللات والعزى ...)) [ص 1141-1142] .
بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة السلفية اليمانية ثم الحنفية
في كشف فضائح القبورية الشركية
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالواحد الصمد
وكم نحروا في سوحها من بحيرة ... أهلت لغير الله جهلًا على عمد
وكم طائف عند القبور مقبل ... ويلتمس الأركان منهن بالأيدي
*****
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الرسالة مشتملة على :
- مقدمة .
- وعشرة أبواب .
- وخاتمة .
المقدمة
وفيها أمور ثلاثة عشر :
- الأول : خطبة الحاجة .
- الثاني : أهمية توحيد العبادة .
- الثالث : حالة الناس قبل نشأة القبورية .
- الرابع : نشأة القبورية وتطورها في الأمم الخالية .
- الخامس : نشأة القبورية في هذه الأمة ومصادرها ، وأسباب تطورها وانتشارها .
- السادس : أشهر فرق القبورية .
- السابع : جهاد أئمة الإسلام في الرد على القبورية .
- الثامن : خلاصة جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية .
- التاسع : أسباب اختيار هذا الموضوع الخطير .
- العاشر : خطة البحث .
- الحادي عشر : منهج هذه الرسالة .
- الثاني عشر : مواجهة المشكلات .
- الثالث عشر : كلمتا رجاء وشكر .
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران : 102 ] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ النساء : 1 ] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [ الأحزاب : 70 ] .
((أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة)) ، ((وكل ضلالة في النار)) .
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين ، والذين تبعوهم بإحسان إلى يوم الدين .
(2) أهمية التوحيد :
أما بعد : فيقول أبو عبد الله ، شمس الدين بن محمد أشرف الأفغاني السلطاني المدني السلفي ، غفر الله له ورحمه وحفظه : إنه لا يخفى : أن الله عز وجل قد اختار لعباده دين الإسلام ، دين الصدق والعدل ؛ كما قال سبحانه : { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [ المائدة : 3 ] .
وقال جل وعلا : { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا } [ الأنعام : 115 ] .
وأساس هذا الدين القيم : هو توحيد الله تعالى ، وعبادته وحده لا شريك له .
وهذا هو المقصد الأعلى ، والهدف الأسمى ، والغاية العظمى ،
والمرام الأسنى ؛ وأرسل للدعوة إليه الرسل ، وأنزل لتحقيقه الكتب ، وهو أول واجب على المكلف ، وآخر واجب عليه ، وهو الذي يقاتل لأجله ، ويوالي ويعادي بسببه .
ولكن القبورية ناقضوا هذا الأصل ؛ فهدموا الإسلام من أساسه ! .
(3) حالة الناس قبل نشأة القبورية :
لقد كان الله سبحانه وتعالى خلق آدم أبا البشر وزوجه أم البشر وارتضى لهما ولجميع بني آدم هذا الدين القيم ؛ فكانوا يعبدون ربهم وحده لا شريك له .
وقد كانوا كلهم أمة واحدة على ملة واحدة ؛ يوحدون ربهم عز وجل ويعبدونه وحده لا شريك له ، بطريقة واحدة أرشدهم إليها بواسطة أنبيائه عليهم السلام ، فلم يكونوا يشركون بعبادة ربهم أحدًا ، كما أنهم لم يكونوا يعبدون ربهم بطرق بدعية .
فكانوا كلهم رجالًا ونساءً مسلمين موحدين سنيين ، ولم يكن فيهم مشرك بالله ، ولا قبوري ، ولا وثني ، ولا صنمي ، ولا مبتدع في دين الله ، ولا خرافي في شرع الله .
فلم يكن يوجد صنم يسجد له ، ولا وثن يعبد ، ولا قبر يعكف عليه ، ويراقب إليه ، ولا شجر يتبرك به ، ولا حجر يذبح عنده ، ولا ملك مقرب ينذر له ، ولا نبي مرسل يستغاث به ، ولا ولي صالح يستعان به .
(4) نشأة القبورية في الأمم الخالية :
وقد كان إبليس عليه لعائن الله تترى عدوًّا لدودًا لهم جميعًا ، وكان
وضعهم هذا يسيئه ؛ لكونه يراهم في طاعة الله يسيرون ، وعلى شرع الله يسلكون ، والله وحده يعبدون ، وإياه يوحدون ؛ فكان يتحين لهم الفرص لإغوائهم بطرق إبليسية سرية شيطانية مزخرفة ؛ فلم يتمكن من ذلك ؛ إلى أن توفي بعض الصالحين الذين لهم مكانة في قلوبهم ؛ أمثال ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر ، فحزنوا لفراقهم حزنًا شديدًا .
فاحتال عليهم الشيطان ، وسول لهم أمورًا استدرجهم بها إلى أن عكفوا على قبورهم فعبدوهم .
وبهذه الطريقة الشيطانية ، ظهرت فرقة قبورية في بني آدم قبل رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام ؛ حيث انحرفوا عن عبادة الله تعالى وحده ، وناقضوا توحيده سبحانه ، حتى رسخت الوثنية في قلوبهم ، وجعلوا يعبدون هؤلاء الصالحين بأنواع من العبادات تحت ستار التعظيم والولاية والمحبة والتوسل والشفاعة .
وقد آل بهم الأمر إلى أن صارت أمة التوحيد أمة وثنية ، فأرسل الله تعالى إليهم رسوله نوحًا عليه الصلاة والسلام ، فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا ، وكان يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ، ونبذ عبادة القبور وأهلها ، وترك الاستغاثة بالصالحين ، والاستعانة بهم .
فحاربوه وعاندوه ، ولم يقبلوا منه ، وبقوا على قبوريتهم ووثنيتهم ، إلا نزرًا قليلًا من الموحدين السنيين ؛ إلى أن اجتاحهم الله تعالى بطوفان من عنده ، ونجا أهل التوحيد .
ثم بعد فترة من الزمن احتال عليهم إبليس ؛ فزين لهم بمكائده ومكره عبادة القبور وأهلها من الصالحين ، إلى أن انتشرت القبورية بسبب عبادتها
وعبادة أصحابها في كثير من الأمم ؛ أمثال عاد وثمود ومدين وغيرهم .
حتى دخلت القبورية بشكل واضح إلى الفلاسفة اليونانية ، أمثال أرسطو وتلاميذه ؛ مع ما كانوا يعبدون الأصنام أيضًا .
ثم آلت سموم القبورية إلى اليهود والنصارى ، فكانوا قبورية أقحاح ؛ يعبدون القبور وأهلها .
وانتشرت القبورية وتطورت ، واتخذت صورًا شتى ، وآل الأمر إلى عبادة الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار التي لها علاقة بالقبور وأهلها من الصالحين .
حتى وصل الأمر إلى مشركي العرب ...
وقد كانوا في الأصل على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، ولكن استدرجهم الشيطان ، فزين لهم عبادة القبور وأهلها ، فدخلت فيهم الوثنية من طريق عبادة القبور وأهلها ، فكانوا قبورية وثنية صنمية .
هكذا عمت القبورية البلاد والعباد وطمت ؛ إلا من شاء الله من موحدي الفطرة .
(5) نشأة القبورية في هذه الأمة ، ومصادرها ، وأسباب انتشارها :
ثم أنعم الله تعالى على هذه الأمة ؛ فبعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولًا إلى الثقيلن ، { عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ } ، وقد « مقت أهل الأرض عربهم »
« وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب » ماتوا - أو أكثرهم - قبيل مبعثه صلى الله عليه وسلم ، والناس إذ ذاك أحد رجلين : إما كتابي معتصم بكتاب مبدل ، أو منسوخ ، ودين دارس بعضه مجهول ، وبعضه متروك . وإما أمي : من عربي ، وعجمي ، مقبل على عبادة ما استحسنه ، وظن أنه ينفعه ؛ من نجم ، أو وثن ، أو قبر ، أو تمثال ، أو غير ذلك ؛ والناس في جاهلية جهلاء : من مقالات يظنونها علمًا ، وهي جهل ؛ وأعمال يسحبونها صلاحًا ، وهي فساد ...
فهدى الله الناس بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به من البينات والهدى :
هداية جلت عن وصف الواصفين ، وفاقت معرفة العارفين ، وفتح الله به أعينًا عميًا ، وآذانًا صمًّا ، وقلوبًا غلفًا ، وجمعهم على دين الإسلام ؛ دين التوحيد ، والملة الإبراهيمية الحنيفة بعد تشتت تام وعداوة كاملة ، وانهيار خلقي ، وانحلال ديني وفساد عقدي ، وألف به بين قلوبهم ، فأصبحوا بنعمته إخوانًا ، وكسرت الأصنام ، والأوثان ، وطمست التماثيل ، وسويت القبور المشرفة ، وأزيل كل ما يعبد من دون الله ؛ من قبر وشجر وحجر ونصب وصنم ووثن ، وأبطل ، وصار الدين كله لله .
وصار الناس مسلمين موحدين يعبدون الله وحده مخلصين له الدين ، إلا من شاء الله تعالى من المشركين والمنافقين والكتابيين .
وانقشعت ظلمات الإشراك بالله ، ورفرفت رايات التوحيد في البلاد * والعرب والعجم من العباد .
وتوفى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والإسلام في تقدم وشوكة تامة وغلبة كاملة ، ليظهر على الدين كله .
فواصل خلفاؤه الراشدون سيرهم إلى أن صارت الدولتان العظيمتان * والقوتان الماديتان * الفرس والروم في ذلة وهوان * وخوف بعد أمان * إلى أن جعل قيصر مقصورًا محصورًا * وكسرى مكسورًا مقهورًا * ولما رأى أعداء الإسلام * من اليهود والنصارى والمشركين : من عبدة القبور والأوثان والأصنام * أنه لا يمكن القضاء على هذا التيار * جند الإسلام الكرار * اندس كثير من جواسيسهم في المسلمين * متبرقعين بالإسلام لإحداث القلاقل والزلازل والفتن وبث وثنية الوثنيين * تحت خطط مدبرة سرية * يهودية نصرانية ومجوسية وثنية * فتمكنوا من تمهيد الطريق لإعادة الجاهلية الأولى * واليهودية الخرقاء ، والنصرانية الحمقاء ، والمجوسية الجهلاء * عن طريق الغلو في الصالحين وتعظيم قبورهم بما لم يأذن به الله عز وجل .
فابتليت هذه الأمة بملحد زنديق مشرك منافق يهودي يدعى عبد الله بن سبأ وابن السوداء (40هـ) ؛ فادعى ألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأحدث عقيدة رجعته بعد موته ورجعة النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا ، وحياة الأموات الأولياء حياة دنيوية ،
وكانت له جمعية سرية تعرف بالسبئية ، إلى أن تطورت وعرفت بالروافض ، ثم الإسماعيلية القرمطية ، والنصيرية ، وغيرهم من الباطنية .
فكانوا يعبدون القبور وأهلها ويبنون عليها المساجد والقباب ، فأحيوا بذلك سنن اليهود والنصارى والمشركين .
فظهرت في هذه الأمة فرقة قبورية وثنية في صورة هؤلاء الروافض ؛ فعمروا المشاهد وعطلوا المساجد .
هذه من ناحية ...
ومن ناحية أخرى : أنه عربت كتب الفلاسفة اليونانية القبورية الوثنية ، وعكف عليها كثير ممن تفلسفوا في الإسلام :
أمثال الفارابي الكافر (339هـ) ، وابن سينا الحنفي القرمطي (428هـ) ، ونصير الكفر والشرك الطوسي (672هـ) ، وغيرهم ممن لعبوا بالإسلام كما لعب بولس (65م) بالنصرانية ، فتأثروا بآرائهم الفلسفية ، ومنها العقائد القبورية ، فصاروا دعاة للقبورية الوثنية بتفلسفهم .
وسايرهم كثير من المتكلمين من الماتريدية الحنفية ، والأشعرية الكلابية بسبب العكوف على كتبهم الفلسفية ، فتأثروا بعقائدهم القبورية ، حتى صاروا دعاة إلى القبورية والجهمية في آن واحد : أمثال :
التفتازاني الحنفي فيلسوف الماتريدية والقبورية (792هـ) ، والجرجاني الحنفي الصوفي الخرافي الكلامي (816هـ) .
ومن ناحية ثالثة : أنه قد ظهر ناس من المسلمين بمظهر التقشف ، (وكان أخطر هؤلاء الأعداء * على الدهماء * وأبعدهم غورًا في الإغواء * أناس ظهروا بأزياء الصالحين : بعيون دامعة كحيلة * ولحى مسرحة طويلة * وعمائم كالأبراج * وأكمام كالأخراج * يحملون سبحات كبيرة الحبات * ويتظاهرون بمظهر الدعوة إلى سنة سيد السادات * مع انطوائهم على مخاز ورثوها عن الأديان الباطلة * والنحل الآفلة * وكان من مكرهم الماكر * أن خلطوا الكذب المباشر * بالتزيد في تفسير مأثور * أو حديث صح أصله عند الجمهور * باعتبارهم ذلك أنجع في إفساد دلالة كتاب الله * وسنة رسوله) صلى الله عليه وسلم .
وقد عرف هؤلاء الملاحدة الزنادقة بالصوفية الحلولية والاتحادية القبورية الخرافية ؛ أمثال الحلاج (309هـ) ، وابن الفارض (632هـ) ، وابن عربي (638هـ) ، وابن سبعين (669هـ) ، والمولوي
الرومي الحنفي صاحب المثنوي (672هـ) ، والقونوي (673هـ) ، والتلمساني (690هـ) ، وخواجه نقشبند إمام النقشبندية (791هـ) ، وعبد الكريم الجيلي (872هـ) ، والجامي الحنفي شارح الكافية والفصوص (898هـ) ، والشعراني (973هـ) ، والنابلسي الحنفي (1143هـ) .
فمن طريق هؤلاء الروافض والمتفلسفة والمتكلمة والصوفية الخرافية تسربت القبورية إلى كثير ممن ينتمون إلى الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى .
فأكثر القبورية في الحنفية ؛ لكثرة عددهم ، وكثرة الفرق المبتدعة فيهم ، وكثرة الملوك والأمراء والقضاة القبورية فيهم ، ثم في المالكية والشافعية ونزر قليل من الحنابلة .
مع أن الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الإسلام برآء من قبوريتهم .
هكذا انتشرت القبورية في شرق الأرض وغربها ، وجنوبها وشمالها ، وهندها ، وفارسها ، وتركها ، ورومها ، وعربها ، وعجمها .
بل أصيب بهذا الداء العضال داء القبورية كثير من أهل العلم والفضل والفقه واللغة والأدب من العلماء الأعلام فضلًا عن الجهلة العوام ، إلا من شاء الله تعالى من عباده الموحدين .
واشتد أمر القبورية في القرون الوسطى حيث كانت على مستوى الحكومات والشعوب ، وظهرت القبورية في كثير من الطوائف بشكل واضح .
(6) أشهر فرق القبورية :
والقبورية فرق كثيرة ، ولكنها متفاوتة في دركاتها القبورية من حيث الغلو ، ومتباينة في الأسماء من حيث انتمائهم إلى الأشخاص والمدارس : فبعضهم وثنية أقحاح ، وبعضهم يعتقد بعض العقائد القبورية الشركية ، وبعضهم متأثر ببعض البدع القبورية .
وهذه الفرق القبورية متمثلة في الروافض ، بجميع فرقهم ، والصوفية الحلولية والاتحادية ، التي هم غلاة القبورية الوثنية ، والقادرية ، والرفاعية ، والشاذلية المغربية المصرية ، والميرغنية ، والجلوتية ،
والخلوتية ، والمدارية الهندية ، والجشتية الأفغانية الهندية ، والسهروردية ، والمولوية المثنوية الرومية الفارسية الأفغانية التركية الهندية ، والبدوية السطوحية المصرية ، والنقشبندية الفارسية التركية الأفغانية الهندية ، والمجددية الهندية الأفغانية التركية ، والتجانية الأفريقية المغربية ... إلى غيرها من طرق الصوفية القبورية .
وأكثر المتفلسفة المعطلة المنطقية ، وكثير من المتكلمة الجهمية : كبعض الماتريدية الحنفية ، وبعض الأشعرية الكلابية ،
والبريلوية الهندية الباكستانية الأفغانية ، والكوثرية التركية المصرية السورية الهندية الباكستانية .
وكثير من الديوبندية ، وكثير من التبليغية ، وغيرهم من فرق القبورية .
(7) - جهاد أئمة الإسلام في الرد على القبورية :
وقد أكرم الله تعالى هذه الأمة وتداركها بشيخ الإسلام (728هـ) ، وتلاه ابن القيم الهمام (751هـ) ، ثم مجدد الدعوة الإمام (1206هـ) ، وغيرهم من الأعلام .
فكشفوا الأستار عن أسرار القبورية ، وجاهدوا لتحقيق التوحيد فبارك الله تعالى في مساعيهم حتى أقيمت دولة التوحيد في جزيرة العرب ، وزالت دولة القبورية والخرافات الصوفية والجهمية .
والقبورية بجميع أصنافها حاربوها عن قوس واحدة لا بسلطان البرهان بل بسلطان السيف والسنان والكذب والبهتان * ولكن الله تعالى أراد بقاء شوكة أهل التوحيد ، فقوى دولتهم وأيدها وأغناها بخيراتها المعنوية وثمارها المادية ، فعمت خيراتها البلاد * ووصلت ثمارها العباد * يجتنون من ثمرات هذه الدولة دولة التوحيد * وينعمون في خيراتها شرقًا وغربا وعربًا وعجمًا في أكناف الأرض ، وأطرافها سهولها وجبالها .
وتحقق الأمن بتشييد معالم التوحيد وتطبيق شرع الله تعالى فاشتاق إلى ديار هذه الدولة الناس ، حتى أعداؤها .
بل نرى أصنافًا من القبورية والصوفية الخرافية الذين هم يكرهون العقيدة السلفية وهذه الدولة وعلماءها وجامعاتها من أعماق قلوبهم لأجل ما عندهم من التوحيد المضاد للقبورية ، يتملقون إليهم للاستفادة من خيراتها وثمارها ، وكثير منهم أطرقوا رءوسهم إطراق الكرا لتحقيق أغراضهم المادية ، وبث أمراضهم المعنوية .
وقد وصل الأمر بسبب ذلك ، وسكوت السلفيين المثلجين إلى أن الدعوات البدعية المستوردة من الهند - كالديوبندية التبليغية - ومن الترك - كالكوثرية الجهمية - ومن مصر - كالإخوانية السياسية - ، ومن غيرها - كالصوفية القبورية - ونحوها قد دفعت عقيدتها في هذه البلاد الطاهرة ، إلى أن تأثر بها بعض أهل التوحيد فناصروها وكرهوا الرد عليها وعلى أصحابها ، بل عابوا الانتساب إلى السلفية ، ولكني أقول لهم :
وعيرني الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
ولكن الله وفق العلماء الربانيين ، فردوا على هذه الدعوات المستوردة البدعية وأصحابها ؛ بيانًا وبنانًا ، على طريقة أهل الحديث في القديم والحديث ؛ حماية لحمى التوحيد وذبًّا عن السنة ؛
فإذا هم سمعوا بمبتدع هذى ... صاحوا له طرا بكل مكان
(8) خلاصة جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية :
ولم يكن الرد على القبورية والدعوة إلى التوحيد محصورين في أمثال شيخ الإسلام ، بل شاركهم كثير من الأعلام غيرهم من أهل المذاهب الثلاثة ، وعلى رأسهم علماء الحنفية ؛
فقد كانت لهم جهود عظيمة في الرد على القبورية ، وكشف عوراتهم ، وقطع دابرهم ، وقمع شبهاتهم ، وكسر جموعهم ، وبيان فضائحهم ، بنصوص دامغة صارمة قاطعة .
فإن أصل مذهب الحنفية كله قضاء على القبورية من أصلها : فقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى مقالة حنفية حنيفية قاطعة لدابر القبورية في القديم والحديث وهي مقالة سارت بها الركبان * وصارت لأهل التوحيد من أعظم البرهان * على القبورية عامة * والقبورية الحنفية خاصة * وهي قولته المشهورة المستفيضة : ((لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ....)) .
وهذه المقالة الحنفية الحنيفية في باب توحيد العبادة ؛ كالمقالة المالكية الملكية للإمام مالك : ((الاستواء معلوم والكيف مجهول ...)) في باب توحيد الصفات .
كما أن هذه قمعت الجهمية كذلك تلك دمغت القبورية .
وهكذا كثير من مسائل الفقه الحنفي وقواعدها رد بالغ على القبورية وقمع لهم ولشبهاتهم ؛ كنفي سماع الموتى ، وتحريم البناء على القبور ، وأحكام الارتداد ، وكلماته ، وغيرها من المطالب المدونة في
فقه الحنفية .
لذلك تتابعت جهود علماء الحنفية في الرد على القبورية ونشطوا لبيان فضائحهم ، ولا سيما الحنفية الذين تتلمذوا على كتب شيخ الإسلام واطلعوا على تحقيقات أئمة السنة الأعلام ، بعد شيخ الإسلام ، فوقفوا للقبورية بمرصاد ، وألفوا في الرد عليهم وقمعهم وقلع شبهاتهم ، كتبًا كثيرة أفردوها ، غير تلك المباحث القيمة التي ضمنوها في كتبهم الأخرى .
فمن أبرز هؤلاء العلماء من الحنفية الرادين على القبورية المبطلين لعقائدهم الوثنية : الإمام ابن أبي العز (792هـ) ، والإمامان : البركوي (981هـ) ، وأحمد الرومي (1043هـ) ، وصنع الله الحلبي (1120هـ) ، والإمام ولي الله الدهلوي (1176هـ) ، وأسرته من أبنائه وأحفاده وأسباطه ، ولا سيما العلامة إسماعيل المجاهد (1246هـ) ، والأسرة الألوسية ابتداء من الألوسي الأب (1270هـ) ، ثم الابن (1317هـ) ، وانتهاء بالحفيد (1342هـ) .
وبعض الديوبندية ، ولا سيما الفنجفيرية ، وغيرهم من علماء الحنفية الذين سترى نصوصهم اللامعة كالأنوار الكاشفة للظلمات ، القاطعة للقبورية كالصوارم ، فلله درهم ، وعليه شكرهم .
فقد حكموا على القبورية بأنها فرقة مشركة وثنية عبدة القبور والأنصاب التي جعلوها أوثانًا ، وأنصابًا بعبادتهم لها أنواعًا من العبادات ، مع التصريح بعدم تكفيرهم قبل إيضاح المحجة وإقامة الحجة كما هو منهج أهل السنة .
وقد شددوا في الرد على المعاندين من القبورية ، نكاية فيهم وكشفًا لفضائحهم بكلمات كالسهام النافذة إلى الأفئدة ، وجروح كالصوارم المهندة القاطعة لأقفيتهم ، ولينوا مع العوام الجهلة من القبورية عدلًا وحكمة كما هو منهج أهل السنة .
ولا أطيل على السامعين ....
بل أحيلهم إلى رياض هذه الرسالة التي غرست فيها أزهار جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ؛ فليرجعوا إليها ، وليرتعوا في
بساتينها ، وليشموا نفحات حدائقها ، وليسرحوا في منتزهاتها ؛ ليجدوا نصوص علماء الحنفية القواطع اللوامع في صعيد واحد ؛ وليعلموا أن علماء الحنفية قد جازوا القبورية وفاقًا لبعض إجرامهم ؛ ليتذكروا قول القائل :
ستعلم ليلى أي دين تداينت ... وأي غريم في التقاضي غريمها
(9) - أسباب اختيار الموضوع :
لما كانت القبورية بهذه الكثرة الكاثرة ، وضررها على الإسلام والمسلمين أعظم وأشد وأعم وأطم ؛ حيث جروا ويلات على العقيدة السلفية طيلة هذه القرون ، وكانت لعلماء الحنفية جهود عظيمة في إبطال عقائدهم وكشف فضائحهم ، ثم كان أكثر القبورية المنتسبين إلى الأئمة هم الحنفية - أردت أن أضرب أعناق معانديهم بسيوف أهل مذهبهم تنكيلًا لهم ، وأرشد جهالهم بنصوص أئمتهم نصحًا لهم ؛ لذلك سميت كتابي هذا : (( جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية )) .
وقد حداني إلى اختيار هذا الموضوع عدة أسباب غير ما ذكر ، أهمها ثلاثة :
الأول : أن كتابي الأول : ((الماتريدية ..... )) بمرحلة الماجستير كان في تحقيق توحيد الأسماء والصفات وإبطال عقائد الماتريدية الحنفية الجهمية ؛ فناسب ذلك أن يكون كتابي هذا في تحقيق توحيد العبادة بجهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ؛ ليتم الرد على الفرقتين : الجهمية
والقبورية ؛ لاشتراكهما في القدر المشترك من التعطيل والتشبيه .
* فأدافع بذلك على التوحيدين * لعلي أفوز بثواب كلتا الحسنيين *
الثاني : أن علماء الحنفية كانت لهم جهود عظيمة في إبطال عقائد القبورية مبعثرة في كتبهم كالدرر المنتشرة الشاردة الآبدة ، ولم أجد أحدًا جمع هذه الجواهر من تلك الخزائن المدفونة ، وخاض بحرهم الخضم ليخرج تلك اللآلئ من ذلكم الغطمطم الزخار .
وقد كانت الحاجة ماسة إلى نظم تلك اليواقيت في ديوان واحد ؛ لتكون عدة لإبطال عقائد القبورية ، ولا سيما القبورية من الحنفية وما أكثرهم !؟! .
وقد كنت عشت في أوساط الحنفية وتجمعاتهم وتتلمذت عليهم في علومهم المنطقية والكلامية والأدبية والأصولية والفقهية والتفسيرية ، في البلاد الأفغانية والتركستانية والباكستانية ، وقد عرفت أهل التوحيد منهم والقبورية ، والجهمية ، والصوفية ، منهم حق المعرفة ، واختبرتهم اختبار الحكيم المجرب ، واطلعت على كتبهم العربية والفارسية والأفغانية والأردية ، فعرفت كثيرًا من عجرهم وبجرهم * وكثيرًا من خيرهم وشرهم .
فصاحب البيت أدرى بما فيه ، وأهل مكة أعرف بشعابها .
فعزمت على هذا العمل الشاق متوكلًا على الله ومستعينًا منه ، ومستغيثًا به .
الثالث : أن كثيرًا من القبورية يزعمون أن الرد على القبورية من خصائص طائفة ظنوها شاذة محصورة في أمثال : شيخ الإسلام (728هـ) ، وابن القيم الهمام (751هـ) ، ومجدد الدعوة الإمام (1206هـ) ، ونبذوهم
بلقب منفر ((الوهابية)) تحذيرًا للناس منهم وإضلالًا للعوام ، وإغواء للجهال بهذه الحيلة الماكرة الشاطرة القبورية .
فأردت إبطال هذا الزعم الباطل بجمع جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية في صعيد واحد ؛ ليعلم القبورية أن أهل الحديث وأئمة السنة الذين ينبذهم القبورية بالوهابية ، ليسوا شذاذًا ولا متفردين بالرد على القبورية ؛ بل شاركهم في ذلك أعلام هذه الأمة ، ولا سيما علماء الحنفية ، وليتبين للقبورية أنه لا صلة لهم بأي إمام من أئمة الإسلام ، ولا سيما الأئمة الأربعة ؛ وإنما عقائدهم مستقاة من اليهود والنصارى * والوثنية الأولى ، من طريق الروافض والصوفية ، والمتفلسفة في الإسلام ، والمتكلمة المعطلة الجهمية .
وبهذا يظهر أن أهل الحديث ليسوا مبطلين لعقائد القبورية وحدهم ، بل هم وعلماء الحنفية وكل من عرف توحيد الأنبياء والمرسلين وألم بتاريخ الوثنية كلهم حرب شعواء على القبورية ، وكلهم في ذلك جنود لأهل الحديث ، يحاربون القبورية بصوارمهم التي لا نبوة فيها ، كما قيل :
فلست وحيدًا يا ابن حمقاء فانتبه ... ورائي جنود كالسيول تدفق
(10) خطة البحث :
هذه الرسالة مشتملة على مقدمة وعشرة أبواب وخاتمة .
المقدمة : وفيها ثلاثة عشر أمرًا .
الباب الأول : في جهود علماء الحنفية في بيان أهمية شأن العقيدة وتعريف التوحيد ، وأنواعه ، وأهمية توحيد الألوهية ، وكونه هو الغاية ، وشروط صحته ، وردهم على القبورية في ذلك كله .
وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : في أهمية شأن العقيدة عند علماء الحنفية .
الفصل الثاني : في تعريف التوحيد وبيان أنواعه عند علماء الحنفية .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في تعريف التوحيد لغة واصطلاحا .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في تعريف التوحيد لغة عند علماء الحنفية .
المطلب الثاني : في تعريف التوحيد اصطلاحًا عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في إبطال علماء الحنفية لتعريف القبورية للتوحيد .
المبحث الثاني : في أنواع التوحيد عند علماء الحنفية .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في أن القبورية لا يقسمون التوحيد إلى الربوبية والألوهية ، ورد علماء الحنفية عليهم .
المطلب الثاني : في التقسيم الثنائي للتوحيد عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في التقسيم الثلاثي للتوحيد عند علماء الحنفية .
الفصل الثالث : في أهمية توحيد الألوهية وكونه هو الغاية عند علماء الحنفية .
الفصل الرابع : في أركان توحيد الألوهية وشروط صحته عند علماء الحنفية .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في بيان ركني توحيد الألوهية عند علماء الحنفية .
المبحث الثاني : في بيان شروط صحة توحيد العبادة عند الحنفية .
الباب الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال قول القبورية باتحاد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، وإبطال جعلهم توحيد الربوبية هو الغاية ، وبيان التعريف الصحيح للعبادة ، وأركانها ، وأنواعها ، وشروط صحتها .
وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : في عرض عقيدة القبورية في اتحاد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، وجعلهم توحيد الربوبية هو الغاية .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال قول القبورية باتحاد التوحيدين : الربوبية والألوهية .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال شبهات القبورية التي تشبثوا بها للقول باتحاد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، وجعلهم توحيد الربوبية هو الغاية ، وإبطال زعمهم أن المشركين كانوا يشركون آلهتهم بالله تعالى في الخالقية والمالكية والربوبية والرازقية .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال شبهات القبورية التي تشبثوا بها للقول باتحاد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، وجعل توحيد الربوبية هو الغاية .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال شبهات القبورية التي تشبثوا بها لزعمهم أن المشركين كانوا يشركون آلهتهم بالله تعالى في الخالقية والمالكية والربوبية والرازقية .
الفصل الرابع : في جهود علماء الحنفية في تعريف العبادة وأركانها وأنواعها وشروط صحتها ، وإبطال عقيدة القبورية في ذلك كله .
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : في تعريف العبادة عند القبورية .
المبحث الثاني : في تعريف العبادة عند علماء الحنفية ، وجهودهم في إبطال تعريف العبادة عند القبورية .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال تعريف العبادة عند القبورية .
المطلب الثاني : في تعريف العبادة لغة عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في تعريف العبادة اصطلاحًا عند علماء الحنفية .
المبحث الثالث : في أركان العبادة وأنواعها وشروط صحتها عند علماء الحنفية ، وردهم على القبورية في ذلك كله .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في أركان العبادة عند علماء الحنفية .
المطلب الثاني : في أنواع العبادة عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في شروط صحة العبادة عند علماء الحنفية .
الباب الثالث : في جهود علماء الحنفية في تعريف الشرك وبيان أنواعه وتطوره ، ومصدر عبادة القبور ، ونشأة القبورية وانتشارهم ، وتحقيق أن الشرك موجود في القبورية من هذه الأمة ، وجهودهم في إبطال عقائد القبورية في ذلك كله .
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في تعريف الشرك ، وبيان أنواعه ومصدره وتطوره ، ونشأة القبورية وانتشارهم ، عند علماء الحنفية ، وإبطال عقائد القبورية في ذلك كله .
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في تعريف الشرك عند علماء الحنفية ، وردهم على القبورية في ذلك .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في تعريف القبورية للشرك .
المطلب الثاني : في تعريف علماء الحنفية للشرك .
المطلب الثالث : في إبطال علماء الحنفية تعريف القبورية للشرك .
المبحث الثاني : في بيان أنواع الشرك عند علماء الحنفية وردهم على القبورية .
المبحث الثالث : في بيان مصدر الشرك بعبادة القبور وتطوره ونشأة القبورية وانتشارهم عند علماء الحنفية ؛ وتحقيقهم أن القبورية أهل الشرك ؛ وثنية عبدة الأوثان .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في بيان مصدر الشرك بعبادة القبور ونشأة القبورية عند علماء الحنفية .
المطلب الثاني : في تطور الشرك بعبادة القبور وأهلها ، وانتشار القبورية في العالم عند علماء الحنفية ، وردهم على القبورية في ذلك كله .
المطلب الثالث : في تحقيق علماء الحنفية : أن القبورية أهل الشرك وثنية عبدة الأوثان والأنصاب ، وجهود علماء الحنفية في إثبات ذلك بوجوه ثمانية .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في تحقيق أن الشرك موجود في القبورية ، وأنه انتشر شرقًا وغربًا ، وردهم على القبورية في ذلك كله .
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في تحقيق علماء الحنفية : أن الشرك موجود في القبورية ، شرقًا وغربًا ، وأن القبورية قد عمت البلاد وطمت العباد إلا من رحمه الله تعالى .
وفيه مطلبان :
المطلب الأول : في بيان تاريخ القبورية إجمالًا .
المطلب الثاني : في جهود علماء الحنفية في بيان أن الشرك بعبادة القبور قد عم البلاد وطم العباد إلا من رحمه الله .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في المقارنة بين القبورية وبين الوثنية الأولى ، وتحقيق أن القبورية على طريقة الوثنية الأولى ، بل القبورية أشد شركًا من الوثنية الأولى في باب الاستغاثة .
المبحث الثالث : في الجواب عن شبهة القبورية في إنكارهم وجود الشرك في هذه الأمة .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية عن شبهات القبورية الأخرى التي تشبثوا بها لتبرير شركهم الأكبر ، وعبادتهم القبور وأهلها .
الباب الرابع : في جهود علماء الحنفية في التحذير من الشرك ووجوب حماية حمى التوحيد ووجوب سد جميع الذرائع الموصلة إلى الشرك وردهم على القبورية في ذلك كله .
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في جهود علماء الحنفية في التحذير من الشرك .
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في ذكر بعض الآيات الكريمات التي تحذر من
الشرك مع أقوال علماء الحنفية في تفسيرها .
المبحث الثاني : في ذكر بعض الأحاديث النبوية التي تحذر من الشرك مع أقوال علماء الحنفية في شرحها .
المبحث الثالث : في نصوص علماء الحنفية في التحذير من الشرك .
الفصل الثاني : في تقرير سبعة قواعد أصولية فقهية لعلماء الحنفية يستفاد منها في حماية حمى التوحيد وسد جميع الذرائع الموصلة إلى الشرك .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال ثلاثين ذريعة للشرك ، وردهم على عقائد القبورية في ذلك حماية وسدًّا لجميع ذرائع الشرك .
الباب الخامس : في بيان غلو القبورية في الصالحين وجهود علماء الحنفية في إبطاله .
وفيه قسمان :
القسم الأول : في عرض أمثلة لغلو القبورية في الصالحين .
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في غلوهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الفصل الثاني : في غلو القبورية في بعض الأولياء خاصة .
الفصل الثالث : في غلو القبورية في الأولياء عامة .
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : في عرض أمثلة لغلو القبورية في الأولياء عامة .
المبحث الثاني : في التنبيه على أمر مهم .
المبحث الثالث : في التنبيه على أمر أهم من الأمر الأول : المقارنة بين القبورية من بعض الديوبندية وبين البريلوية .
القسم الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال غلو القبورية في الصالحين :
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال غلو القبورية إجمالًا :
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في استدلال علماء الحنفية بالكتاب ، على إبطال الغلو .
المطلب الثاني : في استدلال علماء الحنفية بالسنة على إبطال الغلو .
المطلب الثالث : في نصوص علماء الحنفية على أن الغلو في الصالحين من أعظم أسباب وقوع القبورية في الشرك .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال غلو القبورية في حياة الأموات وسماعهم نداء المستغيثين عند الكربات :
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في حياة الأموات وجعل حياتهم البرزخية حياة دنيوية .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في سماع الموتى نداء المستغيثين بهم عند النوازل :
وفيه مقامان :
المقام الأول : في عرض عقيدة القبورية في سماع الأموات لنداء المستغيثين بهم .
المقام الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في سماع الموتى .
المبحث الثالث : في إبطال علماء الحنفية لشبهات القبورية في حياة الأموات وسماع الموتى .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال غلو القبورية بجعلهم النبي صلى الله عليه وسلم نورًا لا بشرًا .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في كلام بعض علماء الحنفية لإبطال عقيدة القبورية في جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم نورًا لا بشرًا .
المبحث الثاني : في تنبيهات ثلاثة .
الباب السادس : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب ، والتصرف في الكون للصالحين ، بل للطالحين :
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله :
وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : في استدلال علماء الحنفية ببعض الآيات الكريمات على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله .
المطلب الثاني : في استدلال علماء الحنفية ببعض الأحاديث الصحيحة على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله .
المطلب الثالث : في ذكر بعض نصوص علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية لإبطال عقيدة القبورية في التصرف في الكون لغير الله تعالى .
وفيه مباحث ثلاثة:
المبحث الأول : في ذكر الآيات القرآنية التي استدل بها علماء الحنفية على إبطال عقيدة القبورية في التصرف في الكون لغير الله سبحانه .
المبحث الثاني : في ذكر بعض الأحاديث التي استدل بها علماء الحنفية على إبطال عقيدة القبورية في التصرف في الكون لغير الله سبحانه .
المبحث الثالث : في نصوص علماء الحنفية على إبطال عقيدة القبورية في التصرف في الكون لغير الله سبحانه ، وتصريحاتهم بأن هذه العقيدة شرك وكفر .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال شبهات القبورية التي تشبثوا بها لدعم عقيدتهم في علم الغيب والتصرف في الكون لغير الله .
الباب السابع : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وعرض عقيدة القبورية في الاستغاثة وتحقيق أنهم أشد شركًا من الوثنية الأولى .
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في عرض عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله
فيما لا يقدر عليه إلا الله .
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في تحقيق أن الاستغاثة بغير الله أهم العقائد القبوريات عند القبورية .
المبحث الثاني : أن الاستغاثة بغير الله أنفع للمكروب عند القبورية من الاستغاثة بالله . وثمانية عشر مثالًا لذلك .
المبحث الثالث : في بيان أمثلة متفرقة لعقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في عرض عقيدة القبورية في الاستغاثة بالأحياء الغائبين والأموات .
وفيه أمران مهمان :
الأمر الأول : في صيغ استغاثتهم بغير الله .
الأمر الثاني : في عقيدة القبورية أن الاستغاثة بغير الله تجوز في جميع الحالات والأوقات .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في استدلال علماء الحنفية على إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله .
وفيه مطلبان :
المطلب الأول : في استدلال علماء الحنفية بالكتاب على إبطال
عقيدة القبورية في الاستغاثة بغير الله .
المطلب الثاني : في استدلال علماء الحنفية بالسنة على إبطال عقيدة القبورية في الاستغاثة بغير الله .
المبحث الثاني : في نصوص علماء الحنفية لتحقيق أن الاستغاثة بغير الله تعالى أمر محرم بل إشراك بالله تعالى ، بل أم لعدة أنواع من الإشراك .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في نصوص علماء الحنفية لتحقيق أن الاستغاثة بغير الله أمر محرم في دين الله .
المطلب الثاني : في نصوص علماء الحنفية على أن الاستغاثة بغير الله إشراك بالله تعالى .
المطلب الثالث : في نصوص علماء الحنفية على أن الاستغاثة بغير الله ليس شركًا بالله فحسب ، بل هي أم لعدة أنواع من الإشراك بالله عز وجل .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في تحقيق أن القبورية أشد شركًا من الوثنية الأولى ، وأنهم أشد خوفًا وأكثر خضوعًا وأعظم عبادة للأموات منهم لخالق الكائنات ؛ في باب الاستغاثات .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في جهود علماء الحنفية في تحقيق أن القبورية أشد شركًا من الوثنية الأولى .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في تحقيق أن القبورية أشد خوفًا ورجاء وأكثر خضوعًا وتضرعا وأعظم توجهًا وعبادة للأموات منهم
لخالق البريات في باب الاستغاثات .
الباب الثامن : من جهود علماء الحنفية في إبطال شبهات القبورية التي تشبثوا بها لتبرير استغاثتهم بالأموات : وهي عشرون شبهة .
الباب التاسع : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في التوسلات الشركية والبدعية :
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في تعريف التوسل والوسيلة لغة واصطلاحًا عند علماء الحنفية ، وعند القبورية .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في تعريف التوسل والوسيلة لغة .
المطلب الثاني : في تعريف التوسل والوسيلة اصطلاحًا عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في تعريف التوسل والوسيلة في اصطلاح القبورية ، وأنواع التوسل عندهم .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في بيان أنواع التوسل الشرعية منها والقبورية وإبطال التوسلات القبورية الشركية منها والبدعية .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في بيان أنواع التوسل الشرعي عند علماء الحنفية .
المطلب الثاني : في بيان أنواع التوسل القبوري : الشركي والبدعي عند علماء الحنفية .
المطلب الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال توسلات القبورية الشركية منها والبدعية بعدة وجوه .
الفصل الثالث : في إبطال علماء الحنفية شبهات القبورية في توسلاتهم الشركية والبدعية .
الباب العاشر : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في النذر والتبرك وزيارة القبور وبناء القبب والمساجد عليها .
وفيه فصول ثلاثة :
الفصل الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في النذر لأهل القبور والتبرك المحذور .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في النذر لأهل القبور .
وفيه مطالب ثلاثة :
المطلب الأول : في عرض عقيدة القبورية في نذورهم لأهل القبور .
المطلب الثاني : في إبطال علماء الحنفية عقيدة القبورية في نذورهم لأهل القبور .
المطلب الثالث : في إبطال علماء الحنفية لبعض شبهات القبورية في نذورهم لأهل القبور .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في التبرك .
وفيه مطلبان :
المطلب الأول : في عرض عقيدة القبورية في الشرك .
المطلب الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال تبركات القبورية الشركية والبدعية .
الفصل الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في زيارتهم الشركية والبدعية للقبور .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : في عرض عقيدة القبورية في زيارتهم الشركية والبدعية للقبور .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في زيارتهم الشركية والبدعية للقبور .
الفصل الثالث : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في بناء القبب والمساجد على القبور .
وفيه مباحث ثلاثة :
المبحث الأول : في عرض عقيدة القبورية في بناء القبب والمساجد على القبور .
المبحث الثاني : في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في بناء القبب والمساجد على القبور .
وفيه مطلبان :
المطلب الأول : في استدلال علماء الحنفية بالسنة على تحريم البناء على القبور ووجوب هدم القباب المبنية عليها .
المطلب الثاني : في جهود علماء الحنفية في بيان مفاسد بناء القبب والمساجد على القبور .
المبحث الثالث : في إبطال علماء الحنفية لبعض شبه القبورية في
بناء القبب والمساجد على القبور .
الخاتمة : وفيها أمور ثلاثة :
الأول : النتائج .
الثاني : الاقتراحات .
الثالث : الفهارس .
وقد حققت في هذه الأبواب بفصولها ومباحثها أمورًا علمية لا تجدها في صعيد واحد ، أهمها :
أ- أهمية توحيد الألوهية وأنه هو الغاية ، والفروق الجوهرية بينه وبين توحيد الربوبية بثلاثين وجهًا ، وإبطال عشرين شبهة للقبورية في جعلهم التوحيدين واحدًا .
ب- مباحث مهمة تتعلق بالعبادة والتعريف الصحيح للشرك وأنواعه ، وتطوره ، ووجوه في هذه الأمة وبيان ثلاثين ذريعة للشرك مع بيان وجوب سدها حماية لحمى التوحيد .
ج- الاهتمام البالغ بتاريخ القبورية ونشأتهم الأولى والثانية في الأمم الخالية ، ونشأتهم الثالثة في هذه الأمة ، وتطور القبورية وانتشارهم ومفاسدهم وأمثلة لشركهم وكفرهم حتى في توحيد الربوبية فضلًا عن توحيد الألوهية ، وبيان أنهم أشد شركًا من المشركين السابقين .
د- الكشف عن زندقة الصوفية القبورية الحلولية والاتحادية ، وأمثلة لأنواع من إلحادهم وتحقيق أنهم أكفر من اليهود والنصارى ، مع ذكر خمس وسبعين شبهة للقبورية مع قلعها وقمع أهلها .
هـ- تحقيق أن الديوبندية والتبليغية الحنفية قبورية ولكنهم أخف من البريلوية ، إلا من شاء الله ، مع كون الديوبندية متعصبة كوثرية ، مرجئة
ماتريدية جهمية ، أعداء ألداء للعقيدة السلفية وأهل الحديث ، وأئمة الدعوة ، وقد سقت من خرافاتهم ثلاثة وثلاثين مثالًا ، ولطالما خفي على الناس حقيقة أمرهم ، ولكن الحقيقة كما قيل :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
(11) منهجي في هذه الرسالة :
لقد اخترت المنهاج الأفضل لجمع جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ، وعرض عقائد القبورية ، وإبطالها ، وإليكم بيان ذلك :
أولًا : سقت نصوص علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية من كتبهم مباشرة .
ثانيًا : تابعت علماء الحنفية في الشدة والقسوة والغلظة على المعاندين من القبورية .
وفي اللين والرحمة والشفقة على العوام الجهلة منهم ، اقتضاءً للحكمة ، وتحقيقًا للعدل والإنصاف .
ثالثًا : ذكرت ردود علماء الحنفية على القبورية من النواحي الثلاث :
الناحية الأولى : إبطال علماء الحنفية لعقائد القبورية .
الناحية الثانية : جروح علماء الحنفية جروحًا شديدة وقدحهم في القبورية ولا سيما أئمتهم الدعاة إلى الخرافات بذكر أسمائهم وبيان طاماتهم ، تحذيرًا للأمة منهم ومن عقائدهم .
الناحية الثالثة : ذكرت كلام علماء الحنفية للطعن في كتب القبورية
وإسقاطها عن حيز الاعتماد ، لبيان أنها كتب الوثنية والضلال والإضلال .
رابعًا : سقت نصوص علماء الحنفية لتحقيق توحيد العبادة ، وتوضيح المسائل المتعلقة به .
خامسًا : أشرت إلى نصوص أئمة السنة من علماء هذه الأمة ولا سيما شيخ الإسلام (728هـ) ، وابن القيم الهمام (751هـ) ، ومجدد الدعوة الإمام (1206هـ) ، وغيرهم ؛ لتأييد أقوال علماء الحنفية ؛ وبيان أن الحنفية في ردودهم على القبورية ليسوا منفردين ، أو لبيان أن علماء الحنفية قد اقتبسوا أنوارًا من أضواء هؤلاء الأئمة .
سادسًا : كل ما نقله علماء الحنفية من نصوص في الرد على القبورية عن شيخ الإسلام أو غيره من الأئمة الأعلام قد خرجته بعزوها إلى كتبهم .
سابعًا : عرضت عقائد القبورية من كتبهم ولا سيما من كتب أئمتهم بغاية إنصاف وأمانة بعيدًا عن التحريف والخيانة .
ثامنًا : قد ذكرت كثيرًا من الأعلام الفضلاء في عداد القبورية ؛ لأنهم قبورية عند الحنفية ، بل قد يكون بعضهم من الغلاة القبورية عند الحنفية ، وإن كان له محاسن في أبواب الفقه والأصول وغيرها من العلوم .
مع العلم أن القبورية يتفاوتون في دركات القبورية من حيث الغلو والإفراط ؛ ففيهم وثني أغلى ، ووثني غال ، ووثني متوسط ، وفيهم من قارب
الوثنية ، وفيهم من كان من الدعاة إلى القبورية ، وفيهم من اعتنق بعض عقائد القبورية ، وفيهم من تأثر ببعض أفكارهم البدعية ، فاستحق اسم القبوري .
تاسعًا : خرجت الآيات والأحاديث والآثار ، ووثقت النصوص ، وشرحت اللغويات ، والمصطلحات ، وترجمت للأعلام ، وعرفت الفرق والأماكن ، ونبهت على الأغلاط والأخطاء اللغوية والنحوية الواردة في النصوص ، ولا سيما نصوص علماء الحنفية .
عاشرًا : جمعت جهود علماء الحنفية ، وجندتها ووظفتها لإبطال عقائد القبورية ، وشبهاتهم ، وتحريفاتهم ؛ كتبديلهم لمفهوم التوحيد ، وتغييرهم لمعنى الشرك ، وتحريفهم لمسمى العبادة ؛ وكجعلهم توحيد الربوبية هو الغاية ، وإنكارهم لتوحيد الألوهية ؛ وكعقيدتهم في علم الغيب والتصرف في الكون للأولياء أحياء وأمواتًا ؛ وجعل حياتهم البرزخية حياة دنيوية ، وإثباتهم لهم سماع نداء المستغيثين بهم ؛ وكارتكابهم الاستغاثات الشركية الكفرية والتوسلات الشركية ، والبدعية ، وزيارة القبور زيارة شركية
وبدعية ، وبناء القبب والمساجد على القبور ونحوها من العقائد الباطلة .
(12) مواجهة المشكلات :
وقد عانيت في تصنيف هذا الكتاب عناءً كثيرًا ، وسهرت الليالي لاستخراج اللآلئ ، مع وفرة أشغالي وانشغالي بعوائلي وأشبالي ، وكثرة أعدائي وقلة أصدقائي ، وقصر باعي وضيق دائرة علمي .
وقد واجهتني عدة من المشكلات ؛ كطول هذه الرسالة ، وتشعب مضامينها ، وعدم توفر مراجع القبورية ، وأمراض أصابتني في نفسي وأهلي وأولادي ، وفتن تتابعت على بلادي ودياري ، ولكن الله تعالى سهل لي العسير ، وبارك لي في اليسير .
وها إني أقدمت على هذا العمل العظيم مع هذه المشكلات لأني أعتقد كما يعتقد سلفنا الصالح : من أن الرد على أهل البدع من أعظم الجهاد في سبيل الله ، ومن أجل الطاعات لله ؛ ومن أهم الواجبات في سبيل الذب عن دين الله :
من الدين كشف العيب عن كل كاذب ... وعن كل بدعي أتى بالمصائب
ولولا رجال مؤمنون لهدمت ... معاقل دين الله من كل جانب
(13) كلمتا رجاء وشكر :
وبالجملة : فهذا هو جهد المقل قد قدمته للمسلمين دفاعًا عن توحيد رب العالمين ، وقد توخيت فيه الحق والصدق والصواب والإنصاف ، وأردت الخير لي وللحنفية ، وللقبورية ، ولعامة المسلمين ، ولخاصتهم .
فإن أصبت فذلك قد قصدت ... وإلا فالخير توخيت والحق أردت
وأقول جهارًا :
إن ما كان في رسالتي هذه من حق وصواب وخير ونفع - ففضيلة شيخي المشرف عليها ، والجامعة الإسلامية ، وكل من أعانني من أهل العلم وطلابه وزملائي وأصدقائي حفظهم الله كلهم شركاء معي في الأجر .
وكل ما كان فيها من شر وزلة وغلطة وخطأ فأنا المسئول عن ذلك وحدي فقط ، وتبعته علي ونسبته إلي فحسب ؛ لا إلى فضيلة شيخي المشرف حفظه الله .
ولكن إذا نبهت على خطأ علمي - ولو كان المنبه من القبورية والجهمية - فأنا أرجع عن ذلك بدون إصرار ولا عناد إلى الحق والصواب * فإن الحق أحق بالاتباع بلا ارتياب *
وإني أحمد الله تعالى وأشكره على أن هداني إلى الإسلام الصحيح الصافي المتضمن للعقيدة الصحيحة السلفية الأثرية ، وعلى أن وفقني لتأليف هذا الكتاب في الرد على القبورية ، كما وفقني لتأليف الكتاب الأول في الرد على الماتريدية ، وعلى أن حبب إلي السنة وأهلها وكره إلي البدعة وأهلها .
كما أشكر فضيلة شيخي المشرف على هذه الرسالة الدكتور صالح بن عبد الله آل عبود حفظه الله وأكرمه في الدنيا والآخرة ؛ لإخلاصه وسعيه المتواصل ونصحه الكامل ، وإشرافه على هذه الرسالة ، وتحمل العناء الكثير في هذا الصدد .
كما أشكر الجامعة الإسلامية ؛ جامعة أهل السنة والحديث والأثر التي تهتم بالتوحيد والعقيدة السلفية ونشر السنة النبوية .
كما أشكر كل من أعانني من مشايخي وأهل العلم وطلابه من
أصدقائي وأحبائي .
والحمد لله رب العالمين * وصلى الله وسلم على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين * والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين *
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
*****