العمل .. وتقوى الله

من عمل منكم عملاً فليتقنه " هذه مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي باتت غريبة عنا في كثير من  مكاتبنا الإدارية وعلى اختلاف مستوياتها . مشاكل عديدة وأزمات كثيرة تعانيها مؤسساتنا الحكومية، وكل ذلك بسبب أزمة كبرى!  وهي أزمة الضمير، ولا يغيب الضمير إلا عندما يخلو القلب من تقوى الله .

فبتقوى الله ومخافته يصبح الفرد رقيب على نفسه ،لأنه موقن بالرقابة الربانية ،يحاسب نفسه بالا يِظلم لأنه موقناً بأن الله بالمرصاد ،يصحح النية لأنه يعلم إنما الأعمال بالنيات ،مجتهد غير متواكل حيث شعاره لكل مجتهد نصيب ،صابر فعلى الباغي تدور الدوائر ،يزرع بذور الخير والمحبة لأن من زرع حصد.  

عندما يفتقد رئيس المؤسسة لتقوى الله ،وتكون الرقابة الإدارية ضعيفة أو غير موجودة أصلاً ،عندها ينتشر التسيب الإداري  ويتفشى الظلم،وتنتشر الإشاعات ،ويوضع الفرد في غير مكانه المناسب ،حيث رضى فلان وفلان أهم عند رئيسه من رضى الله ،وتتعطل أعمال وتؤدى غيرها بلا كفاءة ، وتنعكس الأوضاع، حيث الخطأ صواب والصواب خطأ لتسير الأمور بالمقلوب ، وعندما يترُكه المنصب ،ويُدفع به من على الكرسي ،حينها قد تتدافع سيناريوهات عمله في مخيلته وأمام ناظريه ،ليرى فداحة الأمانة التي خانها، ولكن هل يوقن ساعتها جرم ما صنع ؟!.

وعندما يخلو قلب الموظف من تقوى الله ، فإنه يكذب ويفتعل الخلافات ويسرق ،ويحرض ليسود حيث سكوت الرئيس يجعله القوي الصائب ،ويستأسد الضعيف فيزأر بوجوه الجميع حتى رئيسه - خذوهم بالصوت تغلبوهم - وتلك نقطة الضعف ،ويرتفع المنافق الدنيء ليمنح الصلاحيات فهو يمتلك من أساليب المراوغه ما يرضي رئيسه ، ويُهمش الصابر أو يعاقب حيث الصبر ضعف ،ولا ينبغي للرئيس أن يشغل باله ويعادي فلان لشخص لا يملك زئير الأسود وخبث الذئاب ،ونسي أن دعاء المظلوم مستجاب وأن كيد الله عظيم.

وفوق هذا وذاك ومما يثقل كاهل الدولة ،أن تُدفع الرواتب للآلاف من ذوي البطالة المقنعة وبلا أدنى إنتاجية، ويكفي كي نعلم عاقبة ذلك أن إحدى الدول الاستعمارية قبل خروجها من إحدى الدول العربية التي كانت تحتلها عملت على توظيف وتكديس المواطنين في مؤسساتها الحكومية ، لتصبح الدولة العربية مُلزمة بدفع رواتبهم، مما يزيد في إرهاقها اقتصادياً.

وأخيراً عندما تنعدم البركة ليتحول الراتب في منتصف الشهر إلى طائر يولينا بسرعة ، عندها أيضاً نصرخ ونولول أن الحياة صعبة. ولكن يا ترى هل ستستمر هذه المنح الشهرية لهؤلاء المقنعين ؟!!.وما هي الإجراءات المفترض اتخاذها ولا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة ؟ .


رضيه الفقيه

إختار لكم هذه المشاركة .. محمد طه