أشراط الساعة

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

الحمدلله رب العلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد

 

يطيب لي أن أسطر عبر هذه الرسالة سطوراً أتحدث فيها عن أمر عظيم طرقه كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في آيات وأحاديث كثيرة ..

 

أتحدث عن النبأ العظيم ..

 

عن القارعة ..

 

عن الطامة الكبرى ..

 

عن الفزع الأكبر ..

 

فإنه موعد وعده الله عز وجل عباده بالغيب .. لمجازاتهم على أعمالهم وليؤت كل ذي فضلٍ فضله .

 

فإن القارئ لكتاب الله عز وجل يجد أن أكثر الآيات تتحدث عن اليوم الآخر ومافية من مواقف وكربات عظيمة شديدة ، وقبل أن أتحدث عن الساعة وأهوالها لعلي أتحدث عن المقدمات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم قبل قيام الساعة ، التي تعرف بـ (أشراط الساعة) أي علامات الساعة ، التي إذا حدَثَت كانت دليلاً قوياً على صدق من وعد على قيام الساعة .

 

وذلك ـ ولله المثل الأعلى ـ كرجل على الشاطئ قد وعد أن تأتيه باخرة كبيرة عظيمة فهو ينتظرها ، ووعد أن تأتيه طائرات ثم بعد فترة تأتيه سفن ثم زوارق صغيرة فهذا الرجل إذا رأى الطائرات فلن يكون في شك أوريب من مقدم الباخرة ..

 

وكذلك الساعة إذا رأينا أشراطها وعلاماتها ومقدماتها التي أخبر عنها النبي صلى عليه وسلم ، فسوف يزيد يقيننا وإيماننا بقيام الساعة .

 

والآيات والأحاديث تدل على قرب قيام الساعة فقد قال الله تعالى : (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) . وقال صلى الله عليه وسلم : (إنما أجلكم في أجل من خلى من الأمم مابين صلاة العصر ومغرب الشمس) . رواه البخاري .

 

فالأمم السابقة من طلوع الفجر إلى العصر ، وأمتنا من العصر إلى غروب الشمس .

 

وأشراط الساعة قسم منها ظهر وانقضى ، وقسم ظهر ولازال يظهر ، وقسم لم يظهر إلى الآن .

 

وهي قسمين صغرى وكبرى ، ولعلنا في الرسالة القادمة أن نتحدث عن أول أشرط الساعة الصغرى ونستمر في عرض أشراط الساعة في الرسائل القادمة ثم نكمل ذلك بقيام الساعة إلى أن يستقر المؤمنين في الجنة وغيرهم في النار .

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

 

 

حادي الطريق