حكم نظر كلٍّ من الزوجين إلى عورة الآخر

السعادة الزوجية

 

قال - صلى الله عليه وسلم-:(من تزوج فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي) رواه الطبراني.

فالزواج هو أهم مقومات الحياة والمتمم للوظائف البشرية، وأساس لتقدير المرء في الهيئة الاجتماعية، وقوامه المحبة مع التوقير بين الزوجين، وبه يصل التآلف بين الأسر المتناسبة، وقد ندب الله عز وجل الزواج في كتابه الكريم فقال عز وجل(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)

وحرص الشارع على تفصيل أحكام الأسرة وقواعدها وجعلها أداة توجيه عن طريق الرعاية والتكافل الاجتماعي لجميع أفرادها وذلك من خلال الحقوق والواجبات الملقاة على عاتق كل من الزوجين قال تعالى :( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)..

وليس المقصود بالحقوق والواجبات تلك الضوابط العسكرية المجردة من العواطف والمودة بل إن حقوق وواجبات الحياة الزوجية أكثر ما تكون مرنة حين تعتمد على روح المحبة والتسامح .

وقد اتخذ الإسلام وسائل لتربية الزوجين تحقيقا للسعادة الزوجية التي يرجونها في حياتهم الدافئة بعد ذلك.

أولا : الإعداد العقلي :-

وهي تربية قوة الفكر في الإنسان وحثه على استعمال عقله وهذا يتحقق من خلال : الإعداد العلمي وفي الثابت أن الزوجين إذا تعلم كل منهما ما يناسبه من العلوم على أن يجعل الوازع الديني المحرك له فإنه سيتمتع بعقلية تليق بالطرف الثاني وسوف يؤلفان بذلك أسرة صالحة.

ثانيا: الإعداد الخلقي والنفسي:-

القلب هو مدرسة الإنسان الوجدانية فمن أدركها استطاع أن يحقق ممكلة تسودها الألفة والسكينة وفلسفة هذه المدرسة تقوم على:

1- بث روح القوة والإرادة.

2- التزود بالأفكار الصالحة.

3- ضبط الانفعالات وتوجيهها ناحية الخير.

4- احترام الحياة الزوجية.

وكل حق لأحد الزوجين يكمله واجب من الطرف الآخر وهذا يؤدي إلى البحث في حق إنسانية الرجل والمرأة قال تعالى: ( وليس الذكر كالأنثى) ..هذا الحق ينبني عليه: 1- حق قوامة الرجل.

2- حق مكانة المرأة.

1- حق القوامة للرجل:

قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)

فقوامة الرجل لها شروط تحدها، فلا تحق القوامة لأرعن فاسق أو جاهل ظالم مجاهر بالمعصية:-

1- الشورى بأن لا يجهل الزوج رأي شريكة حياته بل يعطيها قدرها من الاهتمام فالقوامة لا تعني الاستبداد وتزمت الرأي والتحكم.

2- القدرة على القيادة فعلى الزوج أن يكون صاحب صفات تؤهله لقيادة الحيا الزوجية كالقدرة البدنية والقدرة العقلية ولهذا كانت العصمة للزوج لا للزوجة ، شريطة أن يكون سلوكه منبثقا من المعرفة بالأحكام الشرعية لأنه إن أدرك حق الزوجة كان أمانا لها فهو إن أحبها أكرمها وإن كرها لم يظلمها ،أما القدرة المادية فتنحصر في المهر والنفقة،وأما القدرة النفسية فهي العاطفة التي لابد للزوج أن يشعرها للزوجة حتى تستطعم حلاوة الحب فتشعر بالثقة والطمأنينة وكلنا يعلم مدى حب الرسول-عليه السلام- لعائشة -رضي الله عنها- .

2- حق مكانة المرأة :

قال تعالى:( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)...

1- لقد أعطى الإسلام المرأة ق اختيار الزوج إذ لا يصح العقد إلا برضاها.

2-- وأعطاها الحق في المهر لا ينازعها فيه منازع.

3-وكذلك أعطى الإسلام المرأة الحق في الميراث.

ثالثا: حق حسن المعاشرة:

قال تعالى:(وعاشروهن بالمعروف)..

1- حق الزوج في المعاشرة :-

قال تعالى:( وللرجال عليهن درجة)

1- إن حق الزوج على المرأة أعظم من حقها عليه فقد قال-عليه السلام- :( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها على عظم حقه)

فالمرأة العاقلة تستطيع أن تستطيع أن تكسب محبة زوجها وتقديرة فمن حق الزوج على زوجته أن يراها متزينة متجملة مبتسمة ذات غنج ودلال ...

2- وفي حقوق الزوج على زوجته دوام حيائها وغض طرفها.

3- ومن حق الزوج أن يجد وقتا يتفرغ فيه لنفسه وفكره فإن كان عابدا تركت له وقتا تطمئن فيه نفسه إلى عبادة ربه بخشوع وحضور قلب وإن كان عالما هيأت له الوقت للبحث والقراءة لأنها بهذا ستزداد محبتها في قلبه.

4- حق الزوج في السكينة والمودة ،قال تعالى:(ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)..فالحب الزوجي هو الذي يؤلف القلوب ويوحد النفوس، وأول ما يصبو إليه الرجل من الزواج هو الاستقرار النفسي بالسكن والراحة والمحبة.

2- حق الزوجة في المعاشرة:-

قال رسول الله -عليه السلام-:(استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)..

1- وإذا كانت الزوجة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إليها واللطف بها والصبر على ما يبدو منها من سوء خلق وغيرة وإيصالها حقها في العشرة وعلى الزوج أن يعدل في معاملته مع زوجته فإن أساءت وازن بين محاسنها ومساوئها وجعل ما كره في مقابلة ما رضي منها فإنه إذا تأمل بإنصاف الأخلاق الطيبة والأخلاق التي يكرها وكانت محاسنها قد غلبت مساوئها فعليه أن يغض طرفه عن السيء مالم تخالف في ذلك الله.

2- ومن حقها أن تتمتع بحب زوجها فمادام الله عزوجل صرح بالحب بين الزوجين فليس هناك ما يمنع الزوج من أن يصرح لزوجته بمشاعره وحبه لها لأن هذا سيزيد فيها روح الثقة والطمأنينة والسرور.

3- أما حق الغيرة فهو الحق الذي تطالب به كل أنثى ،والغيرة عاطفة سامية من عواطف الحب الحقيقي وهي شبهة كريمة تشعر الزوجة بدوام الحب وقد حذر الرسول-عليه السلام- من الرجل الذي لا يغار وعرفه بأنه ((ديوثا)).

4-ومن حق الزوجة على زوجها أن يرشدها إلى فعل الخير وعبادة الله وليس أعظم من أن يلقى ربه بجهالة أهله ..وهو إن دربها على طاعة الله أطاعته وحفظته.

هذه الحقوق التي أشرت إليها ليست إلا غيضا من فيض وقليلا من كثير وكل جانب ذكرته من الحق هو واجب من جانب آخر فإذا تحققت على أثرها الواجبات فليس هناك حق إلا ويقابله واجب ،وعلى الزوجة إن تكون له أمة حتى يكون لها عبدا..وبذلك تتحقق السعادة الزوجية.