 |
|
أرسل خبر
الأحد, نوفمبر 19, 2000 - 7:45 AM
د.توفيق الربيعة : لينكس هو الحل
الكاتب: المشرف التقني
مقال في جريدة الرياض السعودية بعنوان"
من يوقف احتكار مايكروسوفت للبرامج
للعالم العربي" للدكتور توفيق الربيعة
يتحدث عن إمكانية توفير مبلغ يصل إلى 7
مليارات ريال سعودي خلال 10 سنوات في حالة
اعتماد نظام لينكس !!
-------------------------------------------------------------------
بقلم: د. توفيق فوزان الربيعة ( tawfig@rabiah.com
)
لا يختلف اثنان ان مايكروسوفت أكبر
شركة تبيع برامج حاسب آلي في الدول
العربية, فهي تحتكر سوق أنظمة التشغيل
وبرامج معالجة النصوص وبرامج الجداول
البيانية, وهي التي تضع الأسعار التي تريد.
ان احتكار شركة مايكروسوفت لكثير من
البرامج في العالم بما فيها بلدها
الولايات المتحدة الأمريكية محارب في
كثير من الدول. فالحكومة الأمريكية تسعى
إلى تقسيم الشركة إلى شركتين أو أكثر, مع
العلم ان احتكار مايكروسوفت لأنظمة
التشغيل هناك أقل من احتكارها لأنظمة
التشغيل في الدول العربية حيث ينافسها
هناك نظام لينكس ونظام صن بالإضافة إلى
بعض الأنظمة الأخرى.
وشركة مايكروسوفت تضغط بشكل كبير جدا
على الحكومات العربية لتحقيق درجة أعلى من
الحماية الفكرية للبرامج ومحاربة النسخ
غير المشروعة للبرامج, لتحقق دخلا أعلى في
المنطقة. مما لا شك فيه ان احتكار شركة
مايكروسوفت للبرامج في المنطقة ألغى أي
مشروع لتطوير أنظمة تشغيل محلية وقتل
تطوير جميع برامج معالجة النصوص والجداول
البيانية وبرامج قواعد البيانات. فمثلا
كان هناك مشروع ضخم لشركة العالمية لتعريب
نظام وندوز في أوائل التسعينات, ولكن قتلت
مايكروسوفت هذا المشروع بسحب المبرمجين
الرئيسيين في مشروع التعريب ثم بعمل تعريب
لنظام وندوز وإنزاله إلى السوق بدون أي
حماية حتى لا يوجد أي إعاقة لانتشاره.
أما في الدول الأخرى نجد ان بعض الدول
تحارب احتكار مايكروسوفت, فالحكومة
الصينية مثلا قامت بدعم قوي جدا لتطوير
نظام التشغيل لينكس ـ المجاني ـ ليعمل
باللغة الصينية ليحل محل منتجات
مايكروسوفت ولكسر سيطرتها على السوق هناك
ولتلافي مشاكل ضغط شركة مايكروسوفت "عن
طريق الحكومة الأمريكية" على الحكومة
الصينية في ما يتعلق بالحماية الفكرية.
وقد حاولت شركة مايكروسوفت ان تثني
الحكومة الصينية عن نظام لينكس ولكن لم
تستطع. كذلك هناك شركة كورية متخصصة في
إنتاج برنامج لمعالجة النصوص وكانت ناجحة
ثم قامت شركة مايكروسوفت بمحاربتها مما
جعلها على حافة الانهيار, عند ذلك قامت
الحكومة الكورية بدعمها حتى تستمر.
تكلفة الرخصة للجهاز الواحد 905 ريالات
"30,241 دولار" كل سنة.
تكلفة الرخصة للجهاز في القطاع
التعليمي 262 ريالا "85,69 دولارا " كل
سنة
ما تطلبه مايكروسوفت من الحكومة
السعودية على كل جهاز شخص في القطاع
الحكومي سنويا.
وفي المملكة عرضت شركة مايكروسوفت في
العام الماضي على الحكومة السعودية
الحصول على رخصة استخدام برامج
مايكروسوفت بتكلفة سنوية موضحة في الجدول
رقم 1 هذا العرض يشمل جميع الأجهزة
الحكومية سواء كان تحتوي على برامج
مايكروسوفت أم لا. فلو افترضنا انه سوف
يكون هناك ربع مليون جهاز في القطاع
الحكومي ومليونا جهاز في القطاع التعليمي
ـ كما هو مخطط له في مشروع الأمير عبدالله
للحاسب الآلي ـ يكون المبلغ الذي سوف يدفع
لمايكروسوفت سنويا 750 مليون ريال. أي انه
خلال عشر سنوات يكون المبلغ أكثر من سبعة
مليارات ريال. هذا من القطاع الحكومي عدا
القطاع الخاص والأفراد!! هذا المبلغ
تقديري ولكن يبقى المبلغ ضخما جدا وخصوصا
انه يدفع لشركة واحدة مقابل استخدام
برامجها.
السؤال هنا ما الحل للتخلص من احتكار
مايكروسوفت لسوق البرامج في الدول
العربية والتكاليف الخيالية المتوقع
دفعها لمايكروسوفت إذا ما تم تدارك الوضع؟
ان الحل يتمثل في نظام التشغيل لينكس, حيث
انه نظام تشغيل تستخدمه كثير من الشركات
الأمريكية بالاضافة إلى بعض الدول
لمحاربة احتكار شركة مايكروسوفت للبرامج.
ونظام لينكس نظام مفتوح لا يملكه أي شركة
أو شخص بذاته, ويتوفر بشكل مجاني, وشفرة
البرنامج Program
Code متوفرة
لمن أراد تطوير هذا البرنامج. وقد قام
بتطوير نظام لينكس مجموعة كبيرة من
المبرمجين في أنحاء شتى في العالم إما
تطوعا أو بدعم من قطاعات مختلفة. وقد حقق
هذا النظام نجاحات كبيرة في كثير من
المجالات وكثير من الدول. وللأسف ان تعريب
نظام لينكس لازال محدودا. وهناك محاولات
محدودة من عدة جهات في بعض الدول العربية
لتعريبه ولكن مازالت بإمكانات محدودة جدا.
وهناك في المملكة توجد مجموعة مستخدمي
لينكس والمنبثقة من جمعية الحاسبات
السعودية وبدعم من مدينة الملك عبدالعزيز
بالإضافة إلى دعم من بعض الشركات المحلية.
وعلى الرغم من حداثة إنشاء هذه المجموعة
وان أكثر المشاركين فيها من المتطوعين إلا
أنها وضعت اللبنات الأولى لتعريب نظام
لينكس وذلك بإنتاج برنامج تحرير عربي وان
كان لا يزال محدود الإمكانات. ويرأس هذه
المجموعة الدكتور خالد عبدالعزيز الغنيم
ويساعده الدكتور عبدالرحمن الجضعي
واللذان كان لهما بصمات متميزة في انجاح
المجموعة. ومدينة الملك عبدالعزيز كان لها
دور إيجابي في دعم هذه المجموعة وذلك
بتعاون الدكتور ابراهيم الخراشي من معهد
بحوث الالكترونيات. ولكن مازالت إمكانات
هذه المجموعة محدودة جدا جدا وينفقون
كثيرا من وقتهم تطوعا دون مقابل.
مما لا شك فيه ان دعم هذه المجموعة ـ أو
أي جهة تعمل على تعريب لينكس ـ بشكل قوي
مهم جدا لمحاربة احتكار مايكروسوفت
للبرامج في المنطقة ولدعم التطوير المحلي.
وهذا بالتأكيد سوف يكون له مردود اقتصادي
قوي جدا على المملكة. ومدينة الملك
عبدالعزيز قامت بوضع مشروع تعريب لينكس من
أول أولويات البحث العلمي لهذا العام,
وهذه خطوة متميزة من المدينة تبين وعي
المدينة في هذا الموضوع, ولكن نطمح ان تقوم
المدينة والشركات المحلية بدعم أكبر لأي
تطوير لتعريب لينكس من أي جهة محلية بشرط
ان توفر هذه الجهات برامج لينكس مجانا. فلو
أخذنا 5% مما تطلبه مايكروسوفت من الحكومة
السعودية وخصصناه لتطوير برامج باللغة
العربية على نظام لينكس لأمكننا من تخفيض
احتكار مايكروسوفت للسوق العربي وفتحنا
مجال أكبر للتطوير المحلي.
الجطيلي..batin |
|