| موقع تكنولوجيا التعليم | قسم الدراسات التعليمية |

تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا 

الـصـفـحـة الـرئيـسيـة

       

قـائـمـة الـدراســات

مـقـالات تـعـلـيـميـة

محاضـرات تـعـليـمية

قـضـايـــا تـعـلـيـميـة

مـشاركات الأعـضاء

 

جميع حقوق البحث والدراسة محفوظة لصاحبها ويتم الإشارة لإسم الكاتب والباحث والمصدر في حالة توفرهم .... ويسعدني تلقي مساهماتكم على بريدي الإلكتروني .... مع تحياتي .... معد ومصمم الموقع الاستاذ / ربيع عبد الفتاح طبنجة

 

موضوع المقالة :   قضية التحديث في التعليم العالي في جمهورية مصر العربية

الباحث أو الناشر : أ .‏ د.‏ / على حسين حسن على أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية وعميد كلية التربية ببني سويف

 
 

قضية التحديث في التعليم العالي في جمهورية مصر العربية

إطار البحث

‏1 -  مقدمة :‏

سمة العصر الذي نعيش فيه سرعة التغير والتجديد بما يتوافق مع ما يطرأ على بنية

المعرفة من إضافات ،‏ وما يطرأ على البناء الاجتماعي من تغيرات ،‏ والتعليم بين هذين

التغيرين :‏ تغير المعرفة والتغير الاجتماعي محاصر بتحديات جمة وعنيفة :‏ فإما أن يتكيف بما يسد الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية أو أن يتخلف النظام فى قطر ما ومن ثم يتخلف هذا القطر عن ركب الأمم التي تسبق إلى حضارة القرن الحادي والعشرين .‏

والتعليم العالى بخصائصه تجعله مسئولا عن تقدم العلم والحضارة فى دولة ما نظراً لأن

هذه المرحلة تتسم بالتخصص العلم والمهني ولقرب العهد بين الدراسة والحياة العلمية فيها لم يعد قاصرا على البحث العلمي الذي يدور فى فلك إداري بيروقراطي جامد مداره الترقي الوظيفي أو الاجتماعي كما لم يقتصر على تدريب الطلاب للزج بهم إلى سوق العمل :‏ إن التعليم العالى غدا أداة نقدية للتحديث والتطوير .‏ وهذه الوظيفة الجديدة للتعليم العالى جديدة عليه لما جد على العصر من تغيرات ،‏ ذلك أن الجامعة منذ إنشائها المبكر كانت مدرسة مهنية للقانون والدين والطب ،‏ وظلت هكذا فى العصور الوسطي ليدرس بها ما عرف باسم الفنون الحرة أو الدراسات العقلية (‏ وهى اللغات والعلوم والفلسفة والتاريخ وغيرها )‏ كما كانت تعكس الجامعة الثقافات الإقطاعية التي نشأت بين جنباتها أو فى كنفها وهى بذلك آنئذ ناقلة للثقافة الموجودة أكثر من كونها مبدعة للمعارف الجديدة (‏‏1)‏.‏

إن البحث العلمي والدراسة الجامعية التي هي معبره هو الأداة الفعلية للتقدم التكنولوجي وان نقل هذه الجامعات من إطارها التقليدي الراكد فى حمأة القديم الضارب بجذوره الواهية فى مستنقع البيروقراطية إلى إطار تجديدي يتعامل مع الحاضر والمستقبل من منطلق كون الجامعة الممثل الأول للقيادة العلمية والحضارية فى المجتمع بفضل ما لديها وما تخرجه من كوادر علمية حسن تأهيلها أمسى ضرورة قومية ،‏ وبناء عليه فإن التعليم العالى يسهم فى بناء القوة الذاتية للأمة ويعطيها الثقة بمستقبلها ،‏ لأنه يفتش عن طاقاتها ويحشدها ويعزز ما هو موجود منها ويكشف عما هو كامن فيها وبالتالي فإن أي خلل أو نقص فى هذا النظام التعليمي ينعكس سلبا على حياة الأمة وتقدمها .‏(‏‏1)‏

إن لب التحديث لا يكمن فلا مجرد تجديد بنية التعليم العالى ومحتوى هذه البنية ،‏ وذلك أن فى عالمنا الدائم التغير تتقادم فيه المعارف بصورة سريعة بل ينطوي لب التحديث على غرس ميكانيزمات مواصلة التعليم مدى الحياة والتعلم الذاتي أو ما يعرف بالتربية المستدامة Education Permenant أو التعليم مدى الحياة Life-Long Study وخير دليل على هذا ما ساقه عياد من أن الخبرات التعليمية التي تقوم عن طريق الخطط الدراسية فى الجامعات بصورة عامة ليست هي الخبرات النمائية المطلوبة للإنسان والمجتمع والهوية الثقافية والتطوير اللازم للحياة ،‏ لذلك نجد أن الخريجين غير قادرين على الإدارات الوظيفية :‏ فدارس الآداب يحفظ كمية من المعارف الأدبية قلت أم كثرت فإنها لا تكسب الدارس كفاية معرفية تمكنه من فهم وتفسير ونقد وتطوير الظاهرة الأدبية فى المجتمع العربي الإنساني ودارس العلوم والرياضيات قد يكون لديه بعض الكفايات المعرفية والمهارات فى حل المسائل العلمية ،‏ ولكنه لا يمتلك كفاية التفكير العلمي ومنهجيته وتقنياته فى حل المشكلات التي تعترض سبيل الإنسان فى الحياة(‏‏2)‏ وهذا هو مناط التحديث .‏

 

‏2:‏ أهداف البحث :‏

يهدف البحث الحالي إلى التعرف على .

‏2-‏ ‏1-‏ ضرورات التحديث وأساليبه ومجالاته فى كل من :‏

المناهج الدراسية .

الإدارة الجامعية .

النمو المهني للهيئة التدريسية .

تقنيات التعليم ووسائله .

التمويل ومصادره .

التقويم والامتحانات .

‏2 ‏2-‏ أساليب التوسع الكمي والكيفي فى مؤسسات التعليم العالى :‏ تجديد وتجويد التعليم العالى وذلك بفرض الوصول إلى صورة متكاملة لواقع التعليم العالى من مختلف جوانبه بين

الواقع والمأمول بهدف شد الانتباه إلى الاهتمام به لإقالته من عثرته الراهنة وإصلاحه على مستوى صنع السياسات واتخاذ القرارات التربوية الملائمة .‏

‏3-‏ مصطلحات البحث :‏

‏3-‏‏1-‏ التحديث :‏Modernisation

تحديث التعليم العالى أو تجديده هو عملية هادفة لتغيير طبيعة التعليم العالى والانتقال به إلى وضع ارقى نظريا وعمليا وذلك من خلال البحث المتأنى فى فلسفة التعليم العالى وسياساته ونظمه ومؤسساته وكفايته الداخلية والخارجية والتحايل على طريقة محددة ودقيقة كتغييره أو ما يمكن تطبيقها ضمن ما هو موجود بإجراء تغييرات بسيطة فيكون التجديد محدودا أو بتغييرات كبيرة فى النظام التعليمى وما يتعلق به من أنظمة أخرى فيكون إصلاحا(‏‏1)‏

 

وتضم دواعى التجديد أو التحديث ما يلى :

‏3-‏ ‏1-‏ ‏1-‏ التحديات العامة وما يرافقها من مظاهر سلبية كالتخلف والاستغلال .‏

‏3-‏ ‏1-‏ ‏2-‏ التحديات التعليمية كالتطور الكمى غير المتوازن فى التعليم العالى بين الجنسين

والطبقات والعيوب فى المناهج وطرق التدريس والإدارة والتقويم وضعف الكفايتين الداخلية والخارجية والجمود فى البنى التعليمية ونقص مرونتها وقلة تكاملها وتنوعها والتوسع العشوائى فى التعليم العالى ،‏ وغياب المنهجية والفكر التربوى الناضج والفلسفة التعليمية الواضحة والعفوية فى أجراء التجديد والاهتمام بالمعارف المنفصلة عن حياة المجتمع وتمجيد النخبةelitism والذكاء والتحصيل والنمطية .‏

‏3-‏ ‏1-‏ ‏3-‏ التحديات العلمية والتكنولوجية التى تتسم بها روح العصر(‏‏2)‏.‏

‏3-‏‏1-‏‏4-‏ تغير وجهات النظر نحو المعرفة اعتمادا على مبادئ أربعة للبحث العلمى ترى المعرفة :‏

عالمية :‏ فالعلم عالمى ،‏ ليست له انتماءات أو تميزات ثقافية خاصة ،‏ ومستقل عن أى موقف قيمى عرقى أو سياسى .‏

شعبية Communal :‏ فالمعرفة العلمية معرفة عامة من حق الجميع أن يشاركوا فى إنتاجها واستهلاكها وتمحيصها وليست سرا حكرا على فئة دون غيرها .‏ ومن هنا ضرورة أن ينشر العالم بحثه وأن يشجع على التحليل الناقد لكل ما ينتجه فى مجاله .‏

الموضوعية Disinterestedness:‏ فنتائج البحث العلمى الذى ينتجه فرد يجب أن تنقل بمنتهى الأمانة العلمية ولا يجب استغلالها بما يغل أرباحا شخصية على أصحابها أو بما يعود بالنفع على أصحابها من منافع سياسية أو ضريبية أو دينية أو أيديولوجية .‏

روح الشك المنظمة Organised Scepticism:‏ فلا معرفة تقبل على علامتها ،‏ ولكن كل معرفة يجب أن تخضع للتمحيص والنقد(‏‏3)‏ .‏

‏3-‏‏1-‏‏5-‏ تغير وجهة النظر إلى الجامعة من منطلق كونها موضع وموعد التخصص الدراسى والعلمى .‏ فقد ذكر Charles Handy أن من بين الافتراضات التى تقبلها المنظمات البيروقراطية التقليدية على علتها دون تمحيص أو تفنيد وهو ما لم يعد فعالا فى مجال التربية التخصص فى ميدان الدراسة .‏ فالتخصص لم يعد يرى كنقطة قوة .‏ فالاهتمام الآن بالمهارات العامة Generalist Skills ذلك أن التنظيمات العصرية تحتاج إلى أفراد مرنين طيعين على التكيف يمكنهم التعامل مع مختلف المهام ويستطيعون رؤية العالم التنظيمى والمهنى من منطلق أكثر كوكبية لا من منطلق الأفق التخصصى الضيق(‏‏4)‏.‏

‏3-‏ ‏6 التعليم العالى :‏

هى مرحلة التعليم الثالثى Tertiary Education والتى تلى المرحلة الثانوية على سلم التعليم فى معظم أنحاء العالم وتضم الجامعات والمعاهد الدراسية العليا .‏ وهناك بعدان يميزان التعليم العالى عن أى مرحلة دونها فى السلم التعليمى وهما :‏

نظام القبول بالتعليم العالى .

بعد التحكم والسيطرة .

 

والبعد الأول يتعلق بنظام القبول بالتعليم العالى أى بمعدلات الالتحاق والاستيعاب(‏‏1)‏ Enrollment and intake rates ،‏ وهناك طرفان على متصل هذه العلاقة :‏ الأول منها هو الطرف التقليدى أو المألوف والذى يكون فيه هذا النظام مقصورا على فئة النخبة(‏‏2)‏ والطرف الأخر علمى متصل ببعد القبول بالتعليم العالى هو أن التعليم العالى تعليم عام Universal

ويذكر Teichler أن البعد الأول على متصل تراو Trow ينظر إلى التعليم من منظور النظرية الراديكالية فى التربية والتى ترى أن التعليم امتياز طبقى حيث تهدف التربية إلى التمايز بين الأشخاص على أساس قدراتهم ومواهبهم وإمكانياتهم العقلية والمعرفية والمهارية فى حين يستخدم تايكلر مصطلحات للإشارة إلى أن البعد الثانى على متصل تراو من منطلق كون التعليم العالى تعليما مفتوحا Open Education أو نظاما تربويا مرناSoft Education (‏‏3)‏ وبين هذين الطرفين يوجد ما أطلق عليه تراو Mass Higher education Trow نظام التعليم العالى للعامة .‏ والبعد الثانى يتعلق بنظام التحكم فى النظام التعليمى ويرى Clark وجود نموذجين للسيطرة على النظام التعليمى النموذج الأول هو Utonomy أو الحكم الذاتى حيث يسيطر على النظام مجموعة من الأكاديميين Academic Oligarchy ونموذج آخر هو نموذج السوق Market Model وتتحدد منه مدخلات ومخرجات النظام بحاجات السوق من التعليم العالى (‏‏4).‏

‏2-‏‏7-‏ جودة التعليم أو تجويده / الجودة الشاملة يعنى تجويد التعليم العالى أى جعله ملائما من حيث دوره ومكانته فى المجتمع ومهامه التعليمية والبحثية والخدمية والإنتاجية وعلاقته بالدولة والعالم والتمويل العام وتفاعله مع مستويات التعليم انطلاقا من حاجة الاقتصاديات الحديثة إلى خريجين قادرين على تطوير معارفهم باستمرار والتحلى بصفات الباحثين وأصحاب العمل فى سوق تتغير باستمرار(‏‏5)‏ ويتم التجويد من خلال :‏

‏3-‏‏7-‏‏1-‏ تجويد البنى الأساسية المادية والتعليمية للتعليم العالى ومقامه فى ميادين التعليم والبحث والخدمات الثقافية.‏

‏3-‏‏7-‏‏2-‏ اعتماد برامج تنمية القدرات الفكرية لدى الدراسيين من أجل تحسين محتويات الدراسة المشتركة بين فروع العلم والمعرفة والجامعة واستخدام أساليب وطرق تعليمية فعالة فى التعليم العالى لمجابهة التقدم السريع فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات .‏

‏3-‏‏7-‏‏3-‏ تحسين جودة العاملين فى التعليم العالى والدراسيين بهذه المرحلة والبيئة العلمية والتحسين الذاتى لبرامجه وهياكله ومؤسساته ونظامه ككل من أجل إشباع احتياجات المجتمع وتوقعاته

‏3-‏‏7-‏‏4-‏ تجويد عملية التقويم فى التعليم العالى للحد من الزيادة غير الصحيحة فى أعداد الخريجين ،‏ بغية تخريج نوعية جيدة وتحقيق التوازن بين أعداد الطلاب والمصادر المتوفرة إلى درجة تصبح فيها الجامعات مؤسسات جودة وذلك بتقويم أهداف الجامعة والبحث العلمى وفاعلية التدريس ودور الجامعة فى خدمة المجتمع وتقييم النظام الإدارى والهيئة التدريسية والدارسين وتقويم فاعلية المكتبة والمراكز العلمية والمختبرات والموارد والمالية والإنفاق والتمويل وغيرها .‏

‏3-‏‏7-‏‏5-‏ تحسين إدارة مؤسسات التعليم العالى لموارده البشرية والمادية المتاحة واستخدامها بفاعلية ومسئولية(‏‏1)‏.‏

 

الجودة الشاملة T.Q.M.

إدارة الجودة الشاملة مدخل نقصد به مسئولية الجميع من الطلاب والمراجع والمكتبات ومراكز الحواسب الإلكترونية حتى الموازنة والمبانى والبيئة والموارد البشرية وقيادات الجامعة وهو مدخل تحقق آلياته استراتيجية متكاملة لتطوير التعليم الجامعى ،‏ حيث تؤمن تلك الآليات أداء العمل الصحيح بأسلوب نموذجى مثالى من أول مرة تجنبا لضياع الموارد وتبديدها أو سوء استغلالها(‏‏2)‏ .‏

 

‏4-‏ موضوعات البحث

‏4-‏‏1-‏ تحديث المناهج :‏ ضروريات التحديث ،‏ أساليبه ومجالاته :‏-‏

أولا :‏ ضروريات التحديث فى مجال المناهج :‏

‏4-‏ ‏1-‏‏1-‏ مناهج الدراسة ،‏ وان كانت تختلف عن نظيراتها فى مراحل التعليم الأدنى ،‏ تشكل أحد أضلاع مثلث الدراسة فى أى مؤسسة تعليمية مع الدارسين والمدرسين ،‏ وهى لذلك بؤرة اهتمام مطورى التعليم والمصلحين التربويين ،‏ حتى أنه إذا قيل :‏ إصلاح بدئ بمجال المناهج .‏

وكما ذكرنا أنفا نقلا عن Handy أن التخصص الدراسى والذى كان سمة هذه المرحلة شبه النهائية فى التعليم لم يعد يرى على أنه نقطة قوة فى مسار التعليم .‏ ويذكر Handy فى موضع أخر أن التأكيد الآن على مستوى محتوى عملية التربية أى مناهج التعليم العالى إنما غدا يركز على مهارة واحدة أو مجموعة مرتبطة من المهارات ،‏ ذلك أن المجتمع الحديث يحتاج إلى نوعية من البشر يمكنهم التكيف بسهولة مع متغيرات العصر حتى يمكنهم التقلب فى المهن والأعمال على اختلاف أنواعها .‏ إضافة إلى أن وجود ثورة المعلومات التى لا مناص من التفاعل معها والمشاركة فيها عنت معها الحاجة إلى تخريج جيل من المتعلمين الموسوعيين أو مجموعة من الباحثين الحاذقين الذين يعرفون كيف ولماذا يحصلون على المعلومات والمعارف المختلفة (‏‏3)‏.‏

إن مثل هذه الثورة المعلوماتية المتفاقمة كما ونوعا جعلت التعليم بصفة عامة والتعليم العالى بصفة خاصة فى وضع المواجهة الحادة مع العديد من التحديات المرتبطة بمجال المناهج الدراسية وتحديثها Up-dating وهنا تظهر قضية من أكثر قضايا المناهج جدلا وهى هل ندرس المحتوى أم ندرس عمليات التعليم والتعلم ،‏ وان كان الاتجاه الآن نحو تطوير فنيات تدريس ميكانيزمات التعلم الذاتى وصيغ ومهارات تعلم كيفية التعلم .‏ ولكن يرتبط بتدريس عمليات التعلم فى مجال ما أن ندرس محتوى من نوع ما قل أم كثر ،‏ وهذا المحتوى يجب تحديثه من حين لأخر .‏

ومع هذه التغيرات بات لزاما على القائمين على شئون المناهج الدراسية أن يحدثوا المعلومات التى تدرس فى إطار تدريس ميكانيزمات التعلم الذاتى وعدم التعرض لتدريس جل المعرفة ،‏ ذلك أن حجم المعرفة ازداد بشكل ثورى من الصعب تتبعه فما يكتشف من معلومات فى المجال التخصصى لواحد فى أى فرع من فروع المعرفة كل أربعين دقيقة يكفى ليملأ موسوعة متكاملة حجمها أربع وعشرون مجلدا .‏(‏‏1)‏

‏4-‏ ‏1-‏ ‏3-‏ التغيرات المجتمعية التى طرأت حديثا على الأفراد ،‏ ومنها التحول إلى اقتصاديات السوق والنمط الاستهلاكى وتغير اتجاهات وميول الأفراد واستعداداتهم بسبب ظروف العصر حولت الأفراد قسرا إلى التحول عن ثقافة الذاكرة والتعلم بالصم فما عاد للأفراد جهد ولا وقت لتحمل ذلك ،‏ وبالتالى تظهر الحاجة ملحة إلى تطوير مناهج الدراسة ولا سيما فى مرحلة الجامعة ،‏ وأن يرتبط هذا التطوير والتحديث بآليات نقل المعرفة إلى الأفراد أى طرائق التدريس وتكنولوجيا التعليم التى يجب أن تساير محتوى الدراسة المطور ،‏ ذلك أن استخدام طرق تدريس ومتابعة وتقويم وتكنولوجيا تعليمية أكثر فعالية يؤدى إلى تفعيل العملية التعليمية برمتها .‏

 

‏4-‏‏2-‏ مجالات تحديث المناهج :‏

‏4-‏‏2-‏‏1-‏ المحتوى:‏

العصر الذى نعيشه هو عصر التحولات المعلوماتية الكبرى ،‏ وتوسيع مدارك البشرية Mind-(‏‏2)‏Expanding وحتى يستجيب التعليم العالى فى هذا السياق لهذه التغيرات الكبرى فى محتوى المعرفة بحيث يتخرج منه أجيال قادرة على التعامل مع المعلومات والاستفادة منها دون أن يضلوا الطريق ينبغى أن يرتبط تدريس المحتوى المعلوماتى بتدريس عمليات المعرفة والتعلم جنبا إلى جنب ذلك كما ذكرنا أن المحتوى دائما فى تغير مستمر فالخبرات والمعارف المتقادمة تغدو أقل مصداقية وثباتا مع الزمن "‏ (‏‏3)‏

وفى هذا المجال قام بعض الباحثين بتصنيف العلوم التى تدرس فى مؤسسات التعليم العالى إلى أربعة مجموعات أساسية على متصلين كل منهما ذى بعدين هما :

العلوم الصلبة والعلوم المرنة .‏

العلوم البحتة والعلوم التطبيقية (‏‏4).‏

 

وفقا لهذا التصنيف فإن العلوم الصلبة والبحتة Pure-Hard Knowledge تضم العلوم الطبيعية والرياضيات والعلوم الصلبة والتطبيقية تضم ما اسماه Kolb (‏‏5) المهن ذات الأساس العلمى Science-based profession وهى مجال الهندسة والطب والجيولوجيا وغيرها .‏ أما مجموعة العلوم الاجتماعية والعلوم المرنة والتطبيقية تشمل المهن الاجتماعية مثل التربية والعمل الاجتماعى والمحاماة ومثيلاتها .‏

ينبغى أن يتم تحديثه لمواكبة ما يستجد من تطورات فى بنى المعرفة وفلسفتها .‏ وفى هذا يذكر Degnhardt فى مؤلفه "‏ التربية وقيمة المعرفة قضية تدريس المحتوى على المعرفة والمعلومات التى يجب طرحها للتعليم المدرسى ويرى أن كل ما يدرس لا ينبغى تدريسه من وجهة نظر منفعية Utilitarianistic بل يجب تدريسه لأنه جدير بأن يتعلمه أى إنسان وفى هذا يقول :

" سوف يكون التعليم قاصرا من الناحية الجوهرية إذا أهمل تدريس التفسير العملى للحقائق الكونية وماضى البشرية والآداب والفنون ولغة أجنبية وثقافة أجنبية والأديان والأيديولوجيات الأخرى والدراسات المعنية باستقصاء الفكر الإنسانى والفكر البشرى والرياضيات المتقدمة انه مع ثورة المعلومات المستفحلة والمتلاحقة "(‏‏1)‏.‏

‏3-‏ التخطيط للعملية التعليمية ،‏ حيث يوفر التخطيط كثيرا من الجهد والوقت والنفقات المهدرة ،‏ كما أن التخطيط يؤدى إلى شعور المعلم بالرضا المهنى .‏

‏4-‏‏1-‏‏2-‏‏2-‏ تحديث الوسائط والتقنيات التعليمية :‏

ضرورة التحديث :‏

* يتسم العصر الحالى بثورة عارمة فى مجال المعلوماتية ينبغى أن تقابل بثورة مماثلة فى مجال تكنولوجيا التعليم ونقل المعرفة ، ولن يكون ذلك إلا من خلال تحديث وسائط التعلم وتكنولوجيا التعليم .

* التحول إلى وسائط تعليمية خلاف الكتاب الجامعى أو جنبا إلى جنب معه وذلك لارتفاع الكلفة الاقتصادية للكتب أو عدم متاحيتها على نحو سريع وفعال .

* دلت الدراسات التى قام بها البنك الدولى خلال الثمانينات والتسعينات أنها تسوغ استخدام التقنيات المتعددة وخاصة التفاعلية منها إلا أنها تقترب من نموذج التعلم الذاتى الذى يعرض معلومات القنوات متعددة ، ويطرح أسئلة من خلال التعلم المبرمج (‏‏2)‏.‏

فاعلية كلفة التعلم بالإذاعة والتليفزيون والفيديو :‏

تعد الإذاعة والتليفزيون وغيرها من الوسائط الإعلامية أساليب فاعلة فى التعليم ،‏ إذ قدرت كلفة التعليم للفرد الواحد بالإذاعة فى البرامج التعليمية التى تثبت فى أفريقيا بقرابة دولار واحد للفرد فى السنة الواحدة،‏ ووجد أن الإذاعة افضل من التليفزيون عندما تصمم برامج تعليمية حين أعدادها وتنفيذها(‏‏3)‏ ووجد Orivel (‏‏75 ,‏ ‏1998 )‏ أن التدريس بالإذاعة والتليفزيون لمدة ساعة أرخص بما يقدر ‏3000 مرة من التدريب بالاتصال المباشر وجها لوجه ويرى فخر الدين القلا أن كلفة البرامج التعليمية بالتليفزيون كبيرة فى البلدان النامية إذ لا يقدر عليها الفقراء الذين لا يملكون أجهزة التليفزيون أو لا يستطيعون الاشتراك فى الفضائيات ،‏ ولكن هذه الكلفة تنفصل تدريجيا مع أواخر القرن الحالى (‏‏4)‏.‏

ويمكن زيادة فاعلية كلفة التدريس بالتليفزيون والفيديو بزيادة عدد المشاهدين من خلال استنساخ البرامج التعليمية لاستخدامها لأغراض التعليم والتعلم حيث تفيد فى إمكانية المراجعة والتكرار وإعطاء التغذية الراجع مما يفيد فى صنع التعلم الذاتى والمفرد وحيث يمكن تقديم المعلومات بسرعة المتعلم الذاتية وخطوة فى الدراسة مع إمكانية تقويم العملية التعليمية .

فاعلية التعلم من خلال شبكة الانترنيت يذكر Masuda فى كتابة "‏ مجتمع المعلومات فيما بعد مجتمع التصنيع "‏ أهم أنماط التحول الذى سوف يحدث فى مجال التعليم موضحا أن مجال المعلومات سوق يحدث تأثيرا جوهريا فى المنظومة التعليمية بأسرها بحيث سيتحول نظام التعليم على نحو ما يلى :‏

المحيط التعليمى المفتوح :‏ يعتمد على شبكات المعلومات بدلا من النظام التعليمى المغلق .‏

التعليم المبنى على قدرات المتعلم الشخصية والذهنية دون اعتبارات العمر الزمنى

التعلم الذاتى باعتباره من أهم صيغ التعلم .

التعلم المبنى على الإبداع المعرفى والتدريب .

التعلم مدى الحياة Life-Long Study

استخدام الشبكة فى البحوث الأكاديمية ،‏ فقد لقيت مثل هذه البحوث على المستوى العالمى مساعدة هائلة من الانترنيت التى يسرت قيام التعاون بين المؤسسات العلمية والأفراد الموجودين فى أماكن متباعدة كما لو كانوا فى نفس المكان ،‏ وذلك من خلال البريد الإلكترونى وشاشات استقبال القنوات والصور عن بعد Video Conference وغيرها(‏‏1)‏ ووسائل التحديث هى :‏

استخدام المكتبة الإلكترونية (‏ الكمبيوتر الانترنيت الشبكات المحلية وغيرها .‏.‏ )‏ فى التعليم الجامعى .‏

الخروج من النمط التقليدى فى التحاضر والدراسة الجامعية من خلال التعليم باستخدام أسلوب التحاضر غير المنتهى .In-Complete Lecture Instruction

تفعيل دور معمل تكنولوجيا التعليم بالجامعات ولإتاحة الفرص أمام الأساتذة لاستخدام الأساليب التقنية الحديثة فى التدريس مثل O.H.P،‏ والبريسكو ،‏ وجهاز عرض الشرائح والسبورة الضوئية وغيرها بدلا من أسلوب Talk & Chalk التقليدى الرث .

تفعيل تدريس علوم الكمبيوتر فى مرحلة ما قبل التعليم الجامعى وجعلها متطلبا أساسيا من متطلبات الدراسة الجامعية .‏

‏4-‏‏1-‏‏2-‏‏3-‏ تحديث نظم التقويم والامتحانات :‏

إن استخدام أدوات تقويمية متنوعة بين الموضوعية والذاتية ،‏ التحريرية والشفهية ،‏ الفترية والمنتهية من شأنه إثراء الحياة العلمية لطالب الجامعة .‏

ضروريات تحديث نظم التقويم والامتحانات :‏-‏

انبثا قات ثورة المعلومات والتضخم الهائل فى المعرفة .‏ قد ترتب على هذا تغير شكل ومحتوى الأساليب التقويمية .‏ فقد تضاءلت أهمية الاختبارات الموضوعية التى تعتمد على الإنشاء والمقالة ،‏ وتعاظم دور أدوات التقويم الموضوعية ،‏ لأن كم المعلومات الرهيب يجعل من الصعب تقييم الدارسين كميا ،‏ فذلك يؤدى إلى ابتسار الأسئلة وتركيزها على جوانب دون أخرى ،‏ أما الأسئلة الموضوعية فإنها تقيس أكبر قدر من المعارف بأقل مجهود ووقت ،‏ غير أنها فوق هذا وذاك تعلى من شأن العملية وليس محتوى التعليم .‏

 

التزايد الكمى فى أعداد الدارسين يتطلب تطوير وتحديث وسائل تقويم العملية التعليمية لهؤلاء الدارسين ،‏ لتوفير تغذية مرتدة عن مدى ما أحرزه هؤلاء الدارسون بشكل صادق وأمين.‏

النظم الحالية للتقويم فى الجامعة غير فاعلة وكافية لأن التقويم ليس مجرد عملية قياس دون الاعتداد بالنتائج أى أنها عملية تقييمية Valuation لا ترتد إلى الآثار والنتائج بإجراء تعديلات أو دعم لنقاط قوة أو رأب وإصلاح لنقاط الضعف فى العملية التعليمية ،‏ وذلك لأن نظم الامتحانات الحالية تعتمد على التشخيص النهائى أو التقويم النهائى Summative evaluation حتى وان كان العام الدراسى فصلين دراسيين أجريت هذه العملية مرتين .

مجالات التحديث :‏-

يمكن أن نحدد مجلات تحديث التقويم والامتحانات بما يلى :‏-‏

التقويم الشكلى . Formative Evaluation

التقويم النهائى . Summative Evaluation

التقويم التشخيص.Diagnostic Evaluation

 

أساليب التحديث :‏-‏

استخدام النماذج التالية لقياس نواتج التعليم يفيد فى تحسين المردود من العملية التعليمية وتوفير تغذية راجعة وافية وكافية عن هذه العملية :

امتحانات الكتاب المفتوح :‏

وهى للموضوعات التى تعتمد على حقائق وأرقام يصعب على الدارسين حفظها واستظهارها ويكون السؤل موجها إلى قياس قدرة الدراسيين على الاستفادة والتوظيف العلمى لهذه الحقائق والمعارض الكمية .‏ ومن فوائد هذا النظام تخفيف توترات الامتحانات والرهبة المصاحبة لها .‏

إعداد بحوث الفصل الدراسى :Term Papers

وفى هذا النظام يكلف الدارس بدراسة موضوع لعدة أسابيع يقوم خلالها بأعداد بحث صغير بالممتحن فى وهذه الطريقة فعالة فى الكشف عن قدرة الدراسيين على اختيار المعلومات والمعارف واستخدامها بشكل مقتصد وفعال .

 

الامتحانات الشفهية والعقلية :‏

تكشف عن الجوانب الاجتماعية المعرضة لدى الطالب من المهارات المنشودة فى الطالب الجامعى ,‏ حتى يستطيع مواجهة المشكلات المجتمعية التى يعترض لها فى واقع الحياة .‏ ومن خصائص هذا النظام ما يلى :‏

أ)‏ إعطاء تقدير مستقل لكل من العملية والنتائج PROCESS AND PRODUCT من خلال ملاحظة أداء الدارسين من خلال قوائم للعرضCHICK LISTS وقوائم للتقدير NOTING LOGS

ب )‏ تحديد المهارات والمضمون والمراد قياسهما تحديدا دقيقا .‏

ج)‏ استخدام الأسلوب التحليلى فى التقييم .‏

د)‏ توخى الموضوعية والدقة والعدالة .‏

هـ )‏ التغذية المرتدة للمعلمين والمتعلمين وكذلك توفير تغذية متقدمة FEED FORWARD تفيد فى توقع أداء الدارسين فى مواقف مشابهة مستقبلا وهذا هدف من أهداف العملية التعليمية ككل .‏

تحديث وتنمية الهيئة التدريسية :‏-‏

ينقسم المجتمع التعليمى فى الجامعة إلى فئتين :‏ فئة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وفئة الطلاب الذين يفدون إلى الجامعات سنويا بالآلاف أو يلتحقون بها من خلال برامج التعليم عن بعد والتعليم المفتوح .‏ وطبقا لهذا التقسيم يصبح للفرد فى المجتمع الجامعى وظيفة محددة فالوظيفة الأولى للهيئة التدريسية والهيئة المعاونة هى الدراسة والبحث العلمى الذى يأتى فى قمة هيراركية الوظائف التى تؤديها الجامعة ثم يأتى دورهم فى التدريس وهو دور ثانوى بعد البحث العلمى بهدف نشر البحث العملى ومناهجه وطرقه إلى الطلاب وتأهيلهم للاستفادة النظرية والتطبيقية منه فى الحياة .‏

وعلى الرغم من اعتماد التدريس على الجانب المعلوماتى المعرض الذى أسفرت عنه نتائج الأبحاث ،‏ إلا أن نقل هذه المعلومات إلى الطلاب يتطلب من كل عضو تدريس أن يتسم بجانب إتقان هذه المعلومات بالفنية فى عملية نقل المعرفة وفى معاملة الطلاب .‏(‏‏1)‏

ويذكر رو برت ماكنج أن المعلم الجامعى (‏ قديما وحديثا )‏ يقوم بتعليم الطلاب بالأسلوب الذى تعلم به ،‏ ويعد طلابه بالوظائف الحالية دون إتاحة الفرصة للطلاب لأعمال عقولهم وفكرهم لمواجهة ما يستجد من أعمال ولهذا السبب انفصل معلم الجامعة عن الواقع المتغير وسكن فى برج عاجى ،‏ ولم يقتصر الأمر على ذلك بل انفصل المعلم الجامعى حتى عن

 

طلابه بحجة أن لديه ما يشغله مما أدى إلى عدم إتاحة فرص الحوار والتغذية الراجعة وهى من الوسائل اللازمة لاكتمال المعرفة وتحسين العملية التعليمية وتقويم الطلاب (‏‏2)‏

ولهذه الأسباب وغيرها يتعين إعداد الهيئة المعاونة من معيدين ومدرسين مساعدين بشكل كاف للعملية التعليمية فى الجامعة وذلك عن طريق :‏

إعداد برامج تدريبية لهده الهيئة فى مختلف النواحى المهنية والتربوية ،‏ ولا سيما فى غير كليات التربية ،‏ لآن خريجها من الذين يلتحقون بهذه الهيئة غير تربويا لمواجهة الحاجات التدريسية بشكل فعال .‏

إشراكهم الفعلى فى العملية التعليمية كما ينص قانون تنظيم الجامعات(‏‏3)‏

عقد حلقات نقاسيه يتم فيها تناول قضايا التدريس وصعوباته ومناهج التعامل مع الدارسين .

 

ضروريات تنمية أعضاء هيئة التدريس :‏-‏

إعداد المعلم الجامعى الذى يسيطر بشكل كاف وفعال على مادة تخصصه مع معرفة متسعة علما فى هذا المجال وخبرة بالتحليل الدقيق لها والقدرة على ربطها بأهداف تدريسها .‏

الارتقاء بمستواه الأدائى والتربوى حتى يمكن له تنظيم محاضراته وما يتصل بها من خبرات تعليمية بصورة تظهر مهارات فى نقل فكرة ونتائج بحثه لطلابه إضافة إلى إثارة رغباتهم فى التعلم والملاحظة المتواصلة لطل جديد يظهر فى مجال تخصصهم

إن يتمتع ببصيرة نظرية آى فهم عقلى لكيفية وسبب ما يقوم به الإنسان من طرق معينة لتأدية وظيفته وهذا يتطلب منة أن يكون مهنيا لا حرفيا (‏‏3)وذلك لتمكين أستاذ الجامعة من التدريس فى ضوء أهداف واضحة المعالم والصياغة وفى ضوء فهمه لخصائص طلابية النفسية والاجتماعية وشروط وكيفية معلمهم وخطوهم الدارس وأساليب التعامل معهم والاتصال بهم أهمية خاصة فى نجاح العملية التعليمية .‏

تنمية المعلم الجامعى مهنيا تفيد فى شحذ قدرته على اتخاذ القرار العلمى والمهنى السليم وذلك لأن عملية التنمية المهنية للمعلم تلقى الضوء على أدواره التدريسية والبحثية وتوضيح أهدافهما مما يقلل من نسب الهدر التربوى EDUCATION Attrition

 

‏5-‏التحديث وموارد تمويل التعليم :‏

إن الحكومات ومؤسسات التعليم العالى لها العديد من المتطلبات المختلفة المتعلقة بآليات تمويل التعليم العالى .‏ فالحكومة تطالب بآلية يمكن أن تتحكم بها فى نظام التعليم العالى من حيث ضمان جودة العملية التعليمية وحمايتها من مساوئ الإدارة السيئة .‏ فى حين أن مؤسسات التعليم العالى تسعى وراء توفير الاستقرار والقدرة على التنبؤ والعدالة بين البرامج والمؤسسات والبساطة والعملية (‏‏4)‏

وقد صنف WILLIAMS أساليب تمويل التعليم العالى فى الآونة الأخيرة إلى أربع فئات رئيسية متميزا وهى : (‏‏5)‏

النمط الأول :

تتلقى الجامعة منحة واحدة جملة بناء على ما تلقته الجامعة من فتحة سالفة فى الفترة أو السنة المالية السابقة إضافة إلى زيادة أخرى ،‏ إضافة إلى ما سبق عرض لضروريات التنمية المهنية يجب أيضا مراعاة ما يلى من توصيات للرفع من مستوى عضو الهيئة التدريسية أكاديميا وماديا :‏

يراعى تفرغ عضو هيئة التدريس بشكل كامل بما لا يؤثر على كفايته التدريسية والبحثية وذلك من خلال :‏

أ )‏ التوسع فى أعدادهم بشكل كاف تتناسب مع أعداد الدراسة .‏

ب)‏ وضع حد أقصى لنصاب عضو هيئة التدريس من الساعات التدريسية .‏

ج)‏ الفصل بين الترقية العلمية والدرجة المالية .‏

د)‏ رفع المرتبات بما يتفق مع واقع الحال والتغيرات الاقتصادية المتلاحقة .‏

‏2 استخدام نظم تقويم أداء أعضاء الهيئات التدريسية المختلفة ،‏ وأن يكون لنتائج هذا التقويم أثارها فى الحراك الوظيفى .‏

‏3-‏أن يراعى فى برامج إعداد عضو هيئة التدريس بالجامعة أن يكون إعداد عضو هيئة التدريس بالجامعة إعدادا ليصبح العضو :‏

(‏ أ)‏ معلما (‏ب )‏ باحثا (‏ ج)‏ متخصصا خبيرا فى مجاله

‏4-‏إعادة النظر فى نظام تعيين الهيئة المعاونة من معيدين ومدرسين مساعدين بوضوح معايير وضوابط لتعيينهم بما يتيح فترة اختبار لقدرته وملكاته وسلوكه الاجتماعى .‏

وللجامعة الحرية فى الاتفاق بالشكل الذى تراه فى إطار قواعد ومعايير قانونية واسعة وفى كثير من الدول ينسحب هذا النمط التمويلى على أنواع الإنفاق الأخرى خلاف الرواتب والاستثمارات ومن ثم فان حرية التصرف هنا محدودة من الناحية العلمية .

النمط الثانى :

تقدم الجامعة صورة فترة (‏ غالبا سنوية )‏ لميزانيتها اعتمادا على تقدير تكاليف التزاماتها وتتفاوض مع الحكومة حول الحصول على هذه الميزانية ،‏ وبالتالى فان المنح الحكومية هنا يتم تخصيصها فى ميزانية مفصلة line- item budget.

 

وهذان النمطان يتسمان بالقدرة على التنبؤ والبساطة والتخطيط المسبق لما سوف ينفق من أموال على العملية التعليمية ومداخلاتها ،‏ ولكن نقطة الضعف فيهما تكمن فى محدودية المدى الذى تطالب فيه المؤسسة التعليمية بتبرير برامجها الموجودة وإلغاء البرامج التى ليس لها جدوى أو غير مطلوبة ،‏ وهى أيضا فى مطالبتها بوضع ميزانيات تفصيلية تنطوى على أساليب بيروقراطية صماء .‏

النمط الثالث :

يتم تمويل الجامعة فى هذا النمط أعلى أدائها الماضى وللجامعة الحرية فى الأنفاق كما تشاء دون أية قيود غير أن هذه الطريقة سوف تؤثر على التمويل فى المستقبل ،‏ بمعنى أن الجامعة التى تسرف فى الأنفاق دون وجه حق سوف تحرم من هذه المنح مستقبلا .‏

النمط الرابع :

تقوم الجامعة ببيع خدماتها التدريسية والبحثية والاستشارية بعقود خاصة للعديد من العملاء مثل :‏ الدارسين وأصحاب العمل والهيئات الحكومية العامة كما فى نظام السوق .‏ ويقدم هذا النمط بواعث الكفاية ويحسن من حساسية استجابة المؤسسة لمتطلبات القطاع الخاص والأفراد .‏ والنمطان الثالث والرابع يتطلبان توافر نظم معلوماتية لتحليل الكلفة الاقتصادية وإنتاج المؤشرات والخبرة فى إعداد الحسابات والتقارير والبحوث وغيرها .‏

ويمكن من خلال تبنى أحد النمطين الآخرين تحسين الكفاية الداخلية والخارجية لمؤسسات التعليم العالى وذلك لارتباط كل منهما بالمسئولية والمحاسبة الملقاة على عاتق المؤسسة التعليمية .‏ ولمواجهة أبعاد التمويل المستقبلية للتعليم العالى والحد من كلفته الاقتصادية يذكر Levin ثلاث طرق هى .‏ (‏‏1)‏

تخفيض لنسب الالتحاق

الاهتمام بالكم وإهمال النوعية

أيجاد السبل للمحافظة على الجودة أو تحسينها باستمرار بأقل كلفة ممكنة بالإضافة إلى سد الأعباء المالية التى ستترتب على المقبولين الجدد .

وإضافة إلى ذلك أن تحاول المؤسسة توفير مصادر إضافية للتمويل عن طريق :‏

إعادة النظر فى مساهمة الطلبة فى تمويل كلفة تعليمهم بحيث يدفع الطلبة المستطيعون كامل نفقاتهم التعليمية ودعم الدولة للطالب غير المقتدر .

مساهمة قطاع الأعمال فى كلفة التمويل باعتباره أحد المستفيدين المستقبلين من نواتج العملية التعليمية فى الجامعة .

تفعيل مفهوم الجامعة المنتجة أو ما يسمى entrepreneurial university والتى ذكرناها أفقا فى النمط الرابع من أنماط التمويل وهذا يتطلب من الجامعات أن تقوم بجميع النشطات الإنتاجية والخدمية المدرة للدخل .‏

بذل الجهود اللازمة للحصول على المنح والتبرعات والهبات من المؤسسات الخيرية CHARITIES فى الداخل والخارج وكذلك المؤسسات الدولية المعنية بالتعليم مثل اليونسكو ومكتب التربية التابع لها .‏

إنشاء صندوق القروض للطلبة LEARNING LENDING SYSTEM لمساعدة الطلبة الفقراء على تغطية نفقاتهم المعيشية والدراسية .

تشجيع الجامعات الخاصة غير الربحية NON- PROFIT UNIVERSITIES عن طريق منح القروض السهلة معها وتخفيف الأعباء الضريبية والمعوقات البيروقراطية واعتمادها ACCREDITATION .

تبنى أيديولوجية إدارة الجودة الشاملة T. Q. M لربط مصادر التمويل بمخرجات العملية التعليمية ومحاسبة مؤسسات التعليم العالى إذا كانت مخرجاته لا تتناسب مع ما أنفق على مداخلاته.

‏6-‏تحديث الإدارة الجامعية .‏

ذكر عدنان مصطفى (‏ ‏1995 )‏وجود العديد من الإشكاليات الإدارية التى تواجه التعليم الجامعى فى الوطن العربى ،‏ ومنها :‏

أن جامعات الوطن العربى معظمها جامعات حكومية مسيرة بقرارات الأنظمة السياسية العربية الحاكمة أى أنها مسيسة ،‏ ونظرا لإمساك الحكومات بخيوط كيس مصروفات تلك الجامعات فقد خضعت استقلالية الحرم الجامعى لهوى شد وإرخاء تلك الخطوط ،‏ ولاسيما فى مجال توظيف الإدارة العليا وعضوية هيئة التدريس والبحث العلمى .‏

جاء تكوين الجامعات العربية على صورة هجينه لبعض جامعات العالم المتقدم ،‏ وباتت اليوم رهينة انحسار واضح فى سموها العلمى ،‏ مما أوصلها إلى مقام سبات يكاد يقارب صمت القبور .‏

الغالبية العظمى من أعضاء هيئة التدريس فى جامعاتنا تخييم عليهم ظلامات غياب البحث العلمى عن الحرم الجامعى العربى حيث يقررون مواد دراسية لا يخرج مداها الفكرى أحيانا عن إطار مقررات الجامعات السائدة فى دول العالم النامى .

نتيجة معاملة أستاذ الجامعة على نحو سيئ وكبحة من قبل الإدارات الجامعية غير المؤمنة بالديمقراطية والتحرر الأكاديمى تولدت بطالة علمية عربية ظالمة وإذا ما تجرأ أحد أعضاء هيئة التدريس على الاحتجاج بسبب بعض الممارسات المتغطرسة والقرارات المتعسفة من قبل الإدارة الجامعية فان الرد يأتيه بسهولة على نحو ما يلى :‏

عندما قمنا بإنشاء الجامعة حرصنا على أن يكون لها أربعة أبواب ،‏ بعدد الجهات الأربعة وان أى عضو هيئة تدريس لا تعجبه قرارات الجامعة إذا لم يعجبه الخروج من أحد أبواب الجامعة فيمكنه الخروج من الأبواب الأخرى (‏‏1)‏.‏ ويذكر الخطيب العديد من المساوئ الإدارية الأخرى فى جامعتنا وانعكاساتها على التطوير المهنى لأعضاء هيئات التدريس فى تلك الجامعات ومن بينها :‏

غياب أو عدم وضوح السياسات والخطط التى تعتمدها الجامعات العربية فى استقطاب واختيار الهيئة التدريسية والهيئة المعارفة ،‏ واعتماد معايير سياسة ضريبية أو طائفية فى عملية الاختيار هذه مع تفشى ظاهرة البيروقراطية والركود الوظيفى .‏

تفشى ظاهرة المحسوبة والتحيز والمحاباة واعتماد السرية فى عمليات ترقية أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات العربية .‏ يضاف إلى ذلك غموض الأنظمة والتعليمات المتعلقة بالترقية وتناقضها وتعرضا للتغير والتعديل بشكل مستمر ووفقا لإخراج الإدارات الجامعية :‏

فضلا عن تعدد اللجان داخل الجامعات وخارجا التى تتولى عمليات التقويم والتحكم للبحوث المقدمة للترقية والبطىء فى إجراءات الترقية والتى قد تمتد إلى عامين أو أكثر قبل إصدار الحكم بالترقية أو عدمها(‏‏1)‏ .‏وقد افترضت العديد من الاقتراحات والتوصيات لتطوير الإدارة الجامعية من أكثر منظور منها :‏

فى مجال استقطاب وتعيين الهيئات التدريسية :‏

أن تعتمد الجامعات العربية السياسات والخطط الأستراتيجية التى تراعى احتياجات الجامعات واحتياجات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية من الكوادر البشرية المؤهلة .‏

إن تعتمد الجامعات معايير تتسم بالموضوعية والحيدة والنزاهة بحيث تعطى الأولوية للتميز الأكاديمى والإنجاز المهنى فى اختيار الهيئة التدريسية والهيئة المعاونة .

التخفيف من البيروقراطية الإدارية والبطء فى الإجراءات المتعلقة بتعيين وانتقاء أعضاء هيئات التدريس ومعاونيهم .

ديموقراطية الإدارة الجامعية وإشراك أكثر من جهة فى عملية انتقاء الهيئة التدريسية والهيئة المعاونة بحيث يكون هناك تنسيق وتعاون أكثر فاعلية وإنجاز وتوفيرا للوقت

فى مجال الترقيات :

يذكر الخطيب بعض المعايير والمبادئ الضرورية التى يجب مراعاتها عند ترقية أعضاء هيئة التدريس منها :‏

الشمولية :

اعتبار كافة النشاطات التى تقوم بها عضو هيئة التدريس فى مجال التدريس والبحث العلمى وخدمة المجتمع والتأليف .

الموضوعية :

عدم تدخل النواحى المزاجية والمحسوبة والعلاقات الشخصية فى قرارات الترقية .

الوضوح والدقة :

الآن تكون معايير ونظم الترقية واضحة بإعلانها لجميع أعضاء الهيئات التدريسية ودقيقة بحيث لا تخضع لأكثر من تأويل .

المرونة :

تناسبها مع التخصصات المختلفة .

بساطة الإجراءات :

تقليص أعداد اللجان ،‏ وعدم وضع شروط شكلية مثل النشر فى مجالات جامعية وفى أقطار معينة .‏

الجدارة والتميز :

أن تتيح المبادئ والمعايير هذه مجالا لترقية عضو هيئة التدريس المبدع والمتميز دون التنفيذ بعدد معين من البحوث وفى فترة معينه من الزمن .

أن يتم تشكيل لجنة عليا على مستوى الجامعة من أعضاء هيئات التدريس المعروفين بالنزاهة والموضوعية بحيث يتم اللجوء إليها فى حالة وقوع ظلم أو تعسف على عضو هيئة التدريس يتقدم إلى الترقية سواء من قبل اللجان الإدارية داخل الجامعة أو من قبل لجان التحكيم الخارجى .

 

ج )‏ أن يتم إصدار مجلات متخصصة ومحكمة فى كل كلية على حدة لضمان نشر أعضاء الهيئة التدريسية لبحوثهم مع عدم الاقتصار على مجلة واحدة .‏

د)‏ عدم اعتماد مبدأ التصويت فى إصدار قرارات الترقية على مستوى الأمام أو مجالس الكليات ومجالس الجامعة .‏(‏‏1)‏.‏

فى مجال التنمية المهنية للهيئة التدريسية :

* أجراء برامج تدريبية أثناء الخدمة لأعضاء الهيئات التدريسية للاطلاع على الجديد فى البحوث ومناهج التدريس ، بحيث تضاف كاعتماد AS A CREDIT لرصيد عضو هيئة التدريس وتفيد فى مجال ترقيته .

إنشاء مراكز خاصة للتنمية المهنية لأعضاء هيئات التدريس ،‏ وتطوير الوحدات الخاصة لإعداد المعلم الجامعى وتمويلها بشكل كاف وحين تزويدها بالكوادر البشرية المتخصصة فى مجال تنمية الموارد البشرية وتطوير أدائها وكفايتها .‏
* تقديم التسهيلات الإدارية لتمكين أعضاء هيئات التدريس من المشاركة فى المؤتمرات والندوات والزيارات العلمية وكذلك الدعم المالى والإدارى لتغطية نفقات هذه المشاركة .

فى مجال الإدارة الجامعية بصفة عامة .

فى مجال الإدارة الجامعية وتحويلها إلى المؤسسات فرادى ما أمكن ذلك وذلك فى سبيل دمقرطة الإدارة والحد من القيود البيروقراطية وذلك عن طريق اعتماد التخطيط الاستراتيجى والإدارة الاستراتيجية التى تكون ملاءمة فى ظل توافر عوامل مجهولة وفرص وتهديدات ،‏ ولأن هذا النمط التخطيطى يعطى الفرصة للهيئة التدريسية فى المشاركة فى صنع القرارات واعتماد السياسات .‏ (‏‏2)‏

إدخال نظم المحاسبة ACCOUNTABILITY والخروج عن النظم واللوائح DEREGULATION فى محاولة لتنويع البرامج التعليمية التى تقدمها الجامعة لمواجهة الحاجات الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمؤسسات الأخرى(‏‏3)‏ .‏

تبنى النمط المشروع للإدارة MANAGEMENT ENTREPRENEURIAL ؟ فالمؤسسات التى تعنى بالعوامل والمؤثرات الخارجية تميل إلى أن تكون أكثر قدرة على إدارة التغير من المؤسسات المنطوية على ذاتها .‏ INTERNALLY FOCUSED

التخطيط للعملية التعليمية ،‏ حيث يوفر التخطيط كثيرا من الجهد والوقت والنفقات المهدرة ،‏ كما أن التخطيط يؤدى إلى شعور المعلم بالرضا المهنى .‏

الاهتمام ببناء المفاهيم الأساسية BASIC CONCEPT CONSTRUCTION من خلال إعادة صياغة المناهج حلزونيا SPIRALLY ما استطاع الأستاذ إلى ذلك سبيلا .

الاقتصاد على شرح المفاهيم الصعبة وتدريب الدارسين على حل المشكلات والتعرف على وسائل المعرفة بأقل مجهود ووقت وأكثر فاعلية .

استثارة دافعيه الدارسين للتعلم من الداخل .

تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الدارسين .

‏8-‏جعل الموقف التعليمى فى قاعة الدرس موقف تعليم بالنسبة للأستاذ والدارس ويتطلب ذلك الاهتمام بمبدأ التدرج فى التعلم PRINCIPLE OF GRADATION

‏9-‏تنمية الأصالة والمرونة والابتكارية وتشجيع التفكير المنطلق والمرونة .‏

‏10-‏ تنمية التقويم الذاتى والتقليل قدر الإمكان من التقويم الخارجى .‏

‏11-‏ تنمية القدرة على حل المشكلات .‏

‏12 -‏ استخدام طرق التدريس القائمة على التعلم بواسطة الحاسب الآلىCOMPUTER- ASSISTED INSTRUCTION وكذا التعلم المبرمج وغيرها .‏

‏5-‏‏1 دور الإدارة التعليمية فى تحقيق الرعاية الطلابية :‏

وظيفة الإدارة التعليمية ليست تعليمية فقط ،‏ ولكنها تشمل إعداد طلاب ليكونوا مواطنين صالحين فى المستقبل ،‏ وتعمق فيهم مشاعر الانتماء للوطن وروح المشاركة فى العمل العام

عن طريق أنشطة الرعاية الطلابية ذات الجوانب المتعددة وتشمل :‏

الاتحادات الطلابية والريادة .

مجالس الأباء والمعلمين .

جمعيات رعاية الطلاب .

المدن الجامعية وأساليب الخدمة فيها .

الخدمات الطلابية والعلاجية .

التربية الرياضية والفنية والنشاط المسرحى وغيرها (‏‏1)

 

خاتمة

 لا أزعم أننى فى هذا البحث القصير قد أوفيت الموضوع حقه من المناقشة،‏ لكننى حاولت فقط إن استعرض أهم جوانب التحديث فى بنى وعمليات التعليم العالى مشيرا إلى بعض الاتجاهات الحديثة فى المجال .‏

وفى هذه الخاتمة المتعجلة أيضا أريد أن أعاود التأكيد على أهمية دور التعليم ولا سيما فى مراحله المنتهية (‏ التعليم العالى )‏ فى إعداد أجيال المستقبل .‏ وهنا يكمن مناط التحديث وأهميته فقد أظهرت الدراسات والبحوث حول النتائج الواقعية لجهود التنمية فى بعض البلاد ما قد كشف عن سذاجة الرأى القائل بالقدرة التلقائية والطبيعية للاستثمارات الرأسمالية والمعدات الإنتاجية على إحداث التنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومى ورفع المستوى الاجتماعى لأفراد المجتمع ،‏ وهذه جل أهم أهداف التعليم على كافة مستوياته .‏

ومن هذه المؤشرات ما يلى :

عوائد التنمية نتيجة للاستثمارات الضخمة فى رأس المال المادى لا تتماشى مع المعدلات المنتظرة فى الإنتاج نظرا لسوء إعداد الثروة البشرية .‏

بفضل حسن استثمار القوى البشرية نهضت أمم دمرت تماما بنيتها الرأسمالية والمادية كما حدث فى أعقاب الحرب العالمية الثانية لبعض الدول مثل اليابان .

إن أهم العوامل التى يعود إليها الفضل فى التقدم الاقتصادى فى بلاد لا تتوافر فيها الثروات الطبيعية هى آثار النظام التعليمى والاهتمام بتعليم الكبار وتعليم النساء وتحديث التعليم بصفة مستديمة ومستنيرة .‏

ولهذه الأسباب وغيرها تبرز أهمية المداومة على تطوير وتحديث التعليم العالى فى بناء ومؤسساته ومحتوياته وعملياته .‏

 

بدرية شوقى عبد الوهاب :‏ التعليم فى القرن الحادى والعشرين مرجع سابق ،‏ ص ‏47 .‏

 

المراجع

 

ALTBACK, PHILIP, G., ‘’ UNIVERSITY REFORM AN INTERNATIONAL PERSPETIVE’, THE AMERICAN ASSOCIATION FOR HIGER EDUCATION REPORT NO 10 ,1980

AXITION, T. ‘’ LNTRODUCTION TO STRATEGIC MANAGE MEANT OF UNIVERSITIES ‘’ REPORT TO EUROPEAN CENTER FOR STRATEGIC MANAGEMENT OF UNIVERSITIES, BRUSSELS , MAY 1989.

BEARE AND SLOUGHTER , EDUCATION FOR THE TWENTY FIRAT CENTURY ‘’ , LONDON , ROUTLEDGE , 1993,.

BECHER , TO AND MAURICE KOGAN , ‘’ PROCESS AND STRUCTURE IN HIGHER EDUCATION ‘’ ROUTLEDGE , LONDON, 1992.

BROWN, H, ‘’ THE WISDOM OF SCIENCE ;; LTS RELEVANCE TO CULTURE AND RELIGION’, CAMBRIDGE , CAMBRIDGE UNIVERSITY . PRSS, 1986.

CAPRA, F. ‘’ THE TURNING POINT : SCIENCE , SOCIETE, SOCIETY AND THE RISING CULURE .’’ LONDON , FONTANA PAPER BACKS , 1982,.

CLARK , BURTON R., “ THE HIGHEREDUCATION SYSTEM “ UNIVERSITY OF CALIFORNIA PRESS ,1983

DEGENHARDT , M. A. B “ EDUCATION AND THE VALUE OF KNOWLEDGE , LONDON , GEORRGE ALLEN & UN ‘ WIN , 1982 .

HANDY , C. B. “ GODS OF MANAGEMENT “ , LONDON , PAN . BOOKS, 1978 ,.

HANDY, C. B. “ UNDERSTANDING ORGAIZATIONS, 3 RD., HARRMONDSWORTH , MIDDLESEX PENGUIN , 1985.

KOLB , P.A.” LEARNING STYLES AKD DISCIPLINARY DIFFERENCES “ IN A. CHICKERING (ED) , THE MODERN AMERICAN COLLEGE, SAN FRANCISCO, JOSSY- BASS, 1981.

LEVIN,H.M. “ SCHOOL FINANCE “ IN ECONOMY IS EDUCATION , RESEARCH AND STUDIES “ BY .

ORIVEL ,F, “ ECONOMICS OF EDUCATIONAL “ IN ERANT,S THE INTERNATIONAL ENCYCLOPAEDIA OF EDUCATIONAL TECHNOLOGY , PROGRAM PRESS, 1989

SAKYAL, BICASC., “ LNNOVATION S IN UNIVERSITY MANAGEMENT “ , UNESCO PUBLISHING INTERNATIONAL , LNSTITULE FOR EDUCATIONAL PLANNING , 1995

SMITH , VERNON , “ TRADITIONAL EDUCATION IN “ ALTERNATIVE EDUCATIONAL SYSTEM. BY E. LGNUS AND R . J. CORSINI , 1997

TEICHLER , U. “ CHANGING PATTERNS OF THE HIGHER EDUCATION SYSTEM “ ;ESSICA KINGSLEY PUBLISHERS , 1988.

TRO W , M. “ PROPLEMS : THE TRANSITION FROM ELITE TO MASS HHH

UNESCO , “ POLICY PAPER CHANGE AND DEVELO PMENT IN HIGHER . EDUCATION “, 1995 .

WILLIAMS G. FURTH . “ FINANCING HIGHER EDUCATION ; CURRENT PATTERNS, OE C D , 1990.

‏20-‏إبراهيم مطاوع ،‏ التجديد التربوى أوراق عربية وعالمية "‏ ،‏ دار الفكر العربى ،‏ ‏1997،‏

‏21 أحمد الخطيب :‏ الإدارة الجامعية من منظور التطوير المهنى لأعضاء الهيئات التدريسية فى الجامعات العربية ،‏ مطبوعات مؤتمر التعليم العالى فى الوطن العربى فى ضوء متغيرات العصر ،‏ الفترة ‏13-‏ ‏15 ديسمبر ‏1998

‏22-‏ أحمد محمود عياد :‏ "‏ التغير وملامح التجديد فى التعليم الجامعى فى مصر "‏ منشورات المؤتمر القومى السنوى الثانى لمركز تطوير التعليم الجامعى تحت عند أن :‏"‏ الأداء الجامعى الكفاءة والفاعلية والمستقبل الفترة من ‏31/ ‏10 حتى ‏2/ ‏11 ‏1995 ،‏ عين شمس .‏

‏23-‏ بدرية شوقى عبد الوهاب :‏ التعليم فى القرن الحادى والعشرين ،‏ مركز دراسات المستقبل ،‏ جامعة أسيوط ،‏ ‏1996

‏24-‏ عبد الله عمر خليل :‏ استخدام شبكة الإنترنت كقناة اتصال فى البحث العلمى والتعليم العالى "‏ مطبوعات مؤتمر التعليم العالى فى الوطن العربى فى ضوء متغيرات العصر الفترة من ‏13-‏ ‏15 ديسمبر ‏1998

‏25-‏ عدنان الأحمد ،‏"‏ دور البحث العلمى فى تحويل وتجديد التعليم العالى "‏ ورقة بحثية مقدمة إلى مؤتمر التعليم العالى فى الوطن العربى فى ضوء متغيرات العصر ،‏ الفترة ما بين ‏13 ‏15 ديسمبر سنة ‏1998 .‏

‏26-‏ فخر الدين القلا :‏ فاعلية كلفة التعليم الذاتى بالتقنيات المتعددة فى التعليم الجامعى ،‏ مطبوعات مؤتمر التعليم العالى فى الوطن العربى فى ضوء متغيرات العصر ،‏ الفترة من ‏13 ‏15 ديسمبر ‏1998 .‏

‏27-‏ فريد النجار :‏ إدارة الجودة الشاملة والتنمية المتواصلة مفتاح القرن الحادى العشرين فى إدارة القرن الواحد والعشرين

‏28-‏ سعيد عامر :‏ القاهرة ،‏ ‏1998

‏29-‏ محمد يسرى حامد دور الإدارة التعليمية فى تحقيق أهداف الرعاية الطلابية ،‏ فى التعليم فى القرن الحادى والعشرين ،‏ مركز دراسات المستقبل ن جامعة أسيوط ‏1996 .‏

‏30-‏ مصطفى عدنان مسألة الجامعات العربية .‏ منظور القبور الحية ،‏ عالم الفكر ،‏ المجلس الوطنى لثقافة والفنون والآداب ،‏ الكويت ،‏ ‏1995 ،‏ المجلد الرابع والعشرين ،‏ العدد الأول والثانى .

 

 
     

اتصـل  بــنــا

     

 جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم  | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه