| موقع تكنولوجيا التعليم | قسم الدراسات التعليمية |

تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا 

الـصـفـحـة الـرئيـسيـة

       

قـائـمـة الـدراســات

مـقـالات تـعـلـيـميـة

محاضـرات تـعـليـمية

قـضـايـــا تـعـلـيـميـة

مـشاركات الأعـضاء

 

جميع حقوق البحث والدراسة محفوظة لصاحبها ويتم الإشارة لإسم الكاتب والباحث والمصدر في حالة توفرهم .... ويسعدني تلقي مساهماتكم على بريدي الإلكتروني .... مع تحياتي .... معد ومصمم الموقع الاستاذ / ربيع عبد الفتاح طبنجة

 

موضوع المقالة :   مشكلات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة  -  مشكلات الإعداد المهني

الباحث أو الناشر : د. إبراهيم شوقي - قسم علم النفس بجامعتي القاهرة والإمارات العربية المتحدة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكلات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة 

  مشكلات الإعداد المهني

 يُعدّ التعليم من أهم استثمارات المجتمعات والشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للنهوض بطاقاتها وإمكاناتها البشرية، بما يحقق لها استقلاليتها وسيادتها وتطورها.حيث يستثمر التعليم مورداً من أهم موارد المجتمع، ألا وهو قدرات أفراده وطاقاتهم الذهنية لتحقيق أكبر عائد من التنمية الشاملة في كافة المجالات. ولما كانت الجامعات هي أولى المؤسسات التعليمية المنوطة بإعداد الكوادر الفنية المتخصصة في شتى المجالات، تبرز الحاجة الماسة إلى دراسة المشكلات التي تواجه هذه الكوادر الناشئة، حتى يحسن إعدادها لسوق العمل ومتطلباته .

     ومن جهة أخرى تمثل مشكلات البطالة وضعف قيم العمل وانخفاض مستوى الإنتاجية كماً وكيفاً تحدياً كبيراً لمعظم مؤسسات المجتمع، خاصة الجامعية منها، والتي عليها أن تنسق بين طاقات وحاجات أبنائها من جهة وحاجات سوق العمل المتغيرة من جهة أخرى. كما تمثل هذه المشكلات أيضاً عقبة تحول دون تنمية المجتمع، وهو المجتمع الذي يدخر معظم استثماراته – سواء على مستوى الفرد أو الدولة – من أجل تعليم وإعداد الشباب لسوق العمل، وطالما عقد آمالاً كبيرة على جهودهم و طاقاتهم نحو بناء مستقبل أفضل .

               تُعرف المشكلة في هذه الدراسة بأنها حالة غير مرغوبة من قبل المجتمع أو نسبة كبيرة منه، لأنها  تحول دون الإشباع السوي لحاجات الأفراد أو المجتمعات، أو تفضي إلى الضرر المباشر بأحدهما أو كليهما، حالياً أو مستقبلاً. وتنتج هذه الحالة إما عن خلل وظيفي أو بنائي أو عن مشكلات أخرى. وتتسم هذه الحالة بالنسبية، لاختلافها وتباين مسبباتها من مجتمع لآخر، ومن زمن لآخر. كما تتسم بالذاتيّة ، إلا أن اتفاق أكثر من شخص في تقدير وجود مشكلة معينة يضفي قدراً من الموضوعية لهذا التقدير، ويدفع إلى محاولة الوقاية من المشكلة أو علاجها. وتتسم المشكلة بالتداخل، لترابطها مع بقية المشكلات. ويتطلب علاج هذه الحالة مواجهة جماعية من خلال استراتيجية متكاملة تواجه مختلف المشكلات المترابطة في آن واحد.

 أما مفهوم الإعداد المهني فهو نشاط تعليمي وتدريبي مخطط يهدف إلى إكساب الطالب المعلومات والمهارات والاتجاهات المهنية اللازمة لتهيئته للحياة العملية، وذلك من خلال تقديم كل من المساقات والتخصصات الحديثة والتدريبات العملية التي تتفق واستعداداته وميوله واهتماماته من جهة ومتطلبات سوق العمل وتوقعاته من جهة أخرى.

ومع الزيادة المتسارعة في المعرفة تتغير الأعمال ومتطلباتها، كما يتغير تركيب وتوزيع القوى العاملة. ومن هذه التغيرات تضاؤل الحاجة للعمالة غير المهرة، وتغير تكنولوجيا الأعمال، وزيادة المهن الخدمية والمعلوماتية وتغير دور المرأة في العمل، والزيادة المستمرة في البطالة بين الشباب الذي لا تتوفر لديه متطلبات سوق العمل. 

وتثير هذه التغيرات الحاجة إلى التخطيط لبرامج الإعداد المهني لتواكب تلك التغيرات. والجامعة عندما تعد الشباب للمهن فهي لا تعدهم للمهن مدى الحياة. ومن المهم أن تطور مناهجها وبرامجها الدراسية والتدريبية لتواكب التغيرات المستمرة في الأعمال وسوق العمل. ومن هنا تنبع أهمية دراسة مشكلات الإعداد المهني باعتبارها معوقات تحول دون تحسين المخرجات التعليمية وتفصل أنشطة التعلم والتعليم عن النمو المهني ومتطلباته.

ولما كانت مشكلات الإعداد المهني تتباين كماً وكيفاً من مجتمع لآخر، ومن فترة زمنية لأخرى، تبعا لاختلاف ظروفه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، يمكن عرض أهم الدراسات السابقة حسب موضوع كل منها والمجتمع الذي أجريت فيه. مع الأخذ في الاعتبار عدم توفر دراسات ركزت هدفها على دراسة مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة، وإنما هدف بعضها إلى دراسة مشكلات التدريب الميداني لدى الطلبة، وخاصة طلبة كليات التربية.  بينما استهدف بعضها الأخر دراسة مختلف مشكلات الطلبة، ومن بينها بعض المشكلات ذات الصلة بموضوعنا الحالي. ولذا نعرض فيما يلي لهذه الدراسات في فئتين أساسيتين :

 

الفئة الأولى : دراسات تناولت مشكلات التدريب الميداني

         ثمة دراسات عديدة تناولت مشكلات التدريب العملي لدى طلبة كلية التربية بصفة عامة، وذلك بهدف استكشاف المشكلات التي تواجه الطلبة في التدريبات الميدانية. ولعل من الواضح أن التدريب الميداني للطالب – أياً كان تخصصه الدراسي- بمثابة تربية عملية تهدف إلى تنشئته أو تطبيعه على مهام الوظيفة. وسنعرض لهذه الدراسات إيجازاً ، أي بالاقتصار على عرض النتائج ذات الصلة بموضوع البحث. ولأن هذه الدراسات أجريت في ثقافات مختلفة تتباين المشكلات وإدراكها من ثقافة إلى أخرى، ومن ثم سنبدأ في عرضنا للدراسات السابقة بالدراسات الخليجية ثم الدراسات غير الخليجية.

ومن دراسات هذه الفئة دراسة عبد العظيم (1990) بالرياض التي أجريت على عينة تكونت من (268) طالبةً بكلية التربية. وكشفت عن عدم رضا الطالبات عن طريقة التقييم، و عن مدة التدريب، وضعف إمكانيات التدريب، وقصر التقييم على السلبيات في أداء المتدربة، والاختلاف في أسلوب العمل بين المشرفات على التدريب. ولا تختلف هذه النتائج كثيراً عما كشفت عنه دراسة أخرى أجراها كل من أديبي و بدر (1990) بالبحرين على عينة مكونة من (120) طالباً وطالبةً بكلية التربية، وكشفت عن مشكلات، من أهمها سوء التقييم وضعف المتابعة والإشراف والتوجيه وعدم ملاءمة الأنشطة للأهداف المراد تحقيقها، وعدم الاستفادة من بعض المواد النظرية. هذا إلى جانب مشكلات أخرى تتعلق بالإدارة المدرسية والممارسة الصفية.

وثمة دراسات مصرية هدفت إلى استكشاف أهم المشكلات التي تحول دون تحقيق أهداف التدريب العملي لطلاب وطالبات كليات التربية. وبصفة إجمالية فإن أهم ما كشفت عنه هذه الدراسات قصر فترة التدريب ونقص الإمكانيات بمواقع التدريب، واختلاف أراء المشرفين الأكاديميين والمشرفين الميدانيين، وضعف مستوى التقييم، وعدم اتساق ما يدرسه الطالب نظرياً وما يطبقه في المجال العملي (جرجس، 1976، عبد المنعم وحسن، 1983).

 وقام سليم (1998) بدراسة عن مشكلات إعداد الطالبات بشعبة التربية بكلية الدراسات الإنسانية (جامعة الأزهر) مستخدماً عينة مكونة من (135) طالبةً بالفرقة الرابعة. ومن أهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة عدم وجود أي ساعات مخصصة للدراسة المعملية، ومعاناة نظام التربية العملية من بعض المشكلات، ومنها سوء كل من الإشراف والمتابعة، إلى جانب بعد مواقع التدريب.

 وفي اليمن أجرى نافع (1987) دراسة لحصر مشـكلات التدريب العملي لدى عينة مكونة من (254) طالباً وطالبةً بجامعة صنعاء. وقد كشفت عن نفس المشكلات التي أظهرتها الدراسات المصرية، كعدم دقة التقييم وضعف الإمكانيات، وسوء الإشراف، ومعاناة الطالبات بدرجة أكبر من الطلاب من هذه المشكلات.

   أما فيما يتعلق بالدراسات التي تناولت مشكلات التدريب العملي في تخصص دراسي معين، نجد دراسة الجبر (1984) التي أجريت لدراسة المشكلات التي تواجه طلاب قسم المواد الاجتماعية في التربية العملية بجامعة الملك سعود ، ودراسة "حسن" (1988) عن المشكلات التي تواجه طلبة الشعبة المهنية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ودراسة "الإمام" (1998) عن مشكلات التدريب الميداني في مجال الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة. ونلاحظ من هذه الدراسات استخدامها للاستبيان كأداة لجمع البيانات. وقد كشفت في مجملها عن مشكلات، من بينها نقص إمكانيات التدريب، وعدم التخطيط للبرامج التدريبية، وسوء الإشراف والمتابعة، وعدم موضوعية التقييم، وتركيز المشرفين على الجوانب الأكاديمية، وعدم تعاون جهات التدريب، وقصر مدة للتدريب .

و في مصر أجريت دراسات متعددة لحصر مشكلات التدريب العملي في بعض التخصصات. ومنها دراسات عن مشكلات التربية العملية التي تواجه طلبة الرياضيات (داود،1980). ودراسات أخرى عن صعوبات التدريب لطلبة قسم الجغرافيا(شلبي، 1987)، أو لطلبة قسم اللغة العربية (حنورة، 1987) أو لطلبة شعبة التاريخ (إبراهيم، 1991). ومن المشكلات التي كشفت عنها هذه الدراسات وذات الصلة بموضوع البحث الحالي نقص المواد والإمكانيات في مواقع التدريب، وضعف مستوى الإشراف والمتابعة والتقييم، وعدم تعاون جهات التدريب، وعدم التخطيط للبرامج التدريبية، وقصر مدة التدريب. وهى نفس المشكلات التي كشفت عنها الدراسات الخليجية .

وفي دراسة بالأردن عن مشكلات طلبة التربية العملية في مجال اللغة العربية بكلية التربية جامعة  اليرموك. كشفت أن أكثر المشكلات التي تواجه المتدربين هي المشكلات المتصلة بإعدادهم مهنياً، ثم الضعف الأكاديمي، ثم المشكلات المتصلة بالبرنامج التدريبي. يلي ذلك ضعف اتجاهات الطلبة المتدربين نحو المهنة (مقدادي والتل وعمارة، 1989).

وبمراجعة هذه الدراسات نجد أن معظمها استهدف دراسة مشكلات التربية العملية لدى طلبة كليات التربية أثناء تدريبهم بالمدارس، باستخدام المنهج الوصفي. وقد كشفت هذه الدراسات عن نتائج تفصيلية، يختص بعضها بالمشكلات التربوية بوجه عام، والبعض الثاني بالمشكلات المدرسية والصفية بوجه خاص. ويختص بعضها الثالث بمشكلات فنية تتعلق بمناهج وطرق التدريس والكتب المتعلقة بالمادة أو التخصص موضوع التدريب.

          ويلاحظ مما سبق أن الدراسات التي تناولت المشكلات المتعلقة بالتدريبات العملية تتفق فيما بينها على وجود مشكلات مشتركة تواجه المتدربين في مجتمعنا العربي. إلا أن هذه الدراسات تقتصر في معظمها على الكشف عن المشكلات التي تواجه طلبة كليات التربية. وليست هناك دراسة – في حدود علمنا – اختصت بدراسة مشكلات التدريبات العملية التي تواجه طلبة الجامعة من مختلف الكليات ومن مختلف المستويات الدراسية من الجنسين .

وعلى الصعيد الأجنبي ثمة بعض الدلائل التي تشير إلى ضعف برامج التدريب بالجامعات . فقد كشفت بعض الدراسات الألمانية عن فشل برامج تدريب الخريجين في إعداد الطلاب لاستخدام معارفهم الجامعية وحل المشكلات العملية التي تواجههم في حياتهم المهنية بعد التخرج (Thiersch, 1990).

 

الفئة الثانية: دراسات تضمنت بعض المشكلات ذات الصلة بالإعداد المهني

تتعلق هذه الفئة بالدراسات التي حاولت الكشف عن مختلف مشكلات طلبة الجامعة، ومن بينها مشكلات تتعلق بالإعداد المهني. وقد أجريت هذه الدراسات إما على عينات تمثل بدرجات متفاوتة مجتمع طلبة الجامعة، أو على عينات صغيرة من كلية أو كليتين.

من أولى الدراسات الخليجية دراسة نجاتي (1974)، والتي أجريت على عينة مكونة من (866) طالباً وطالبةً بجامعة الكويت لحصر مشكلات الطلاب باستخدام قائمة معدلة عن قائمة موني للمشكلات. ومن أهم ما كشفت عنه الدراسة أن المستقبل التعليمي والمهني من أقل المجالات إثارة لمشكلات الشباب الكويتي، بينما أبرز المجالات إثارة للمشكلات هي المناهج وطرق التدريس والتوافق مع الحياة الدراسية. ومن نتائج الدراسة أيضاً عدم وجود فروق بين الطلاب والطالبات من الجنسية الكويتية في هذه النوعية من المشكلات المهنية. في حين كانت الطالبات من البحرين وفلسطين أكثر اهتماماً بهذه المشكلات بالمقارنة بأقرانهن من الطلاب، وأن هناك اتساقاً بين رتب المشكلات لدى شباب الكويت والبحرين والإمارات واليمن.

وفي دراسة أخرى بجامعة الكويت أجراها حنورة (1988) على عينة شملت (92) طالباً و (55) طالبةً لدراسة مختلف المشكلات التي يعاني منها الطلبة. فكان من بين النتائج ذات الصلة بموضوعنا الراهن أن الطلاب أكثر معاناة من مشكلات العمل والتوظيف بالمقارنة بالطالبات. وعزا الباحث ذلك إلى ظروف التنشئة الاجتماعية والثقافية التي تفرض على الفتى أن يكون مسئولاً عن رعاية نفسه والآخرين.

وفي دراسة أخرى بقطر أجراها ليلة وآخرون (1991) على عينة ضمت (540) فرداً من الطلبة والعاملين بأعمال مختلفة، ومن مستويات تعليمية متباينة. فكان من بين نتائج الدراسة وجود عدد من المشكلات، منها عدم تناسب المؤهل مع العمل (54%)، وانخفاض الدخل من العمل (87%)، وعدم إشباع العمل لتطلعات الأفراد.

ويُلاحظ من عرضنا للدراسات الخليجية ذات الصلة بموضوع الدراسة، أنها أقل من أن تقدم صورة واضحة عن واقع مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة الجامعات (طلاب وطالبات) في الوضع الراهن. خاصة وأن عدد هذه الدراسات ضئيل، وعيناتها غير ممثلة لشباب الجامعات من الجنسين. كما أن معظم هذه الدراسات لم يتعمق في تناوله لهذه الفئة الخاصة من المشكلات.

 ومن الدراسات غير الخليجية ذات الصلة بموضوع البحث دراسة رمضان ( 1987 ) عن اتجاهات طلبة قسم علم النفس بجامعة عين شمس نحو بعض القضايا الاجتماعية، وذلك على عينة مكونة من (108) طالب و (201) طالبةً. فتبين أن الطالبات أكثر رضا عن تخصصهن الدراسي، مقارنةً بالطلاب.

 وفي إطار مشروع بحثي كبير في جامعة القاهرة قام قسم علم النفس بدراسة مختلف مشكلات الطلاب والطالبات، بإشراف عبد الحليم محمود السيد ( السيد،1991). و أجريت الدراسة على عينة من مختلف كليات جامعة القاهرة، ومكونة من (2243) طالباً و (1717) طالبةً، كما اشتملت على (277) طالباً وطالبةً بفرع جامعة الفيوم و (469) طالباً وطالبةً بفرع بني سويف. ومن بين المشكلات التي كشفت عنها نتائج بحث جامعة القاهرة العمل في غير التخصص، خاصة لدى الطالبات (يوسف،1991). وتزداد هذه المشكلة تكراراً لدى طلبة الكليات النظرية، عنها لدى طلبة الكـليات العملية (الصبوة،1991). كما تزداد لدى طلبة الصفوف الأولى، عنها لدى طلبة الصفوف النهائية (علوان، 1991). ومن الواضح أن إدراك الطلبة لمشكلة العمل في غير التخصص يشير إلى معاناتهم من مشكلات في إعدادهم المهني.

 وقد أجرت ليلىعبد الوهاب (1993) دراسة عن مشكلات الطلبة ببعض كليات فرع بنها بمصر، وذلك على عينة مكونة من (250) طالباً وطالبةً، فتبين أن من المشكلات المهنية التي يعانون منها ضآلة فرص العمل، والتعيين خارج التخصص.

 أما من حيث الدراسـات الأجنبية، ثمة دراسة مبكرة أجـراها هارتمان (Hartman, 1968 ) والتي أجريت على عينة مكونة من (141) طالباً وطالبةً بكلية الحاسب الآلي باستخدام قائمة موني Mooneyللمشكلات. وقد كشفت هذه الدراسة عن نتائج منها انتشار مشكلات المستقبل، بدرجة تزداد لدى الذكور عنها لدى الإناث، وأن عدد المشكلات لديهم بصفة عامة أكبر منه لدى الإناث.

  وفي دراسـة أخرى أجـراها عـدد من الباحثين (Weissberg, et al., 1982) لاستكشـاف أهـم  الحاجات الشخصية والمهنية والأكاديمية لدى طلبة الجامعة، أعرب الطلبة عن حاجات أكثر قوة في مجال النمو المهني Career development عنها في المجالين الشخصي والأكاديمي.

          وفي دراسـة أخرى أجراهـا كل من آرتشـر ولامنين  (Archer  & Lamnin, 1985)لاستكشاف مصـادر الضـغط الأكاديمي Academic stressors   لدى عينة عشـوائية من الطـلبة الجامعيين، باستخدام استخبار مفتوح، يتطلب من المبحوث وصف موقفين من حياته الشخصية والأكاديمية من أكثر المواقف إثارة للضغط. فكشفت أن أكثر مصادر الضغط الأكاديمية -لدى العينة- الاختبارات والسنوات النهائية والمنافسة والأساتذة وبيئة الفصل، ثم المستقبل المهني.  

بينما كشـفت دراسـة أخرى أجراها كـول (Coll, 1995) على عـينة مكـونة من (65) مرشداً أكاديمياً  أن المشكلات الأكثر وضوحاً هي المشكلات الأسريــة، ثم إدمــان الكحوليــات، ثم أخيراً المشكــلات المهنيــة والتربوية التي جاءت في نهاية القائمة. ويتسق ذلك مع نتائج دراسة مسحية تتبعية قام بها أديبايو (Adebayo,1991)  لاستطلاع اتجاهات خريجي كلية ألبرتا المهنية نحو التدريب والبرامج الدراسية التي تقدمها الكلية بهدف إعدادهم للعمل. واستخدم الباحث مقياساً يتكون من أثنتي عشر عبارة لقياس اتجاهاتهم نحو  هذه الخبرات التربوية. وقد خلصت الدراسة إلى رضا غالبية الخريجين عن التدريب وبرامج الكلية لنجاحهما في إعدادهم للعمل والنمو المهني.

ويلاحظ مما سبق ندرة الاهتمام بدراسة مشكلات الإعداد المهني، حتى على مستوى التراث الأجنبي. الذي تركزت فيه بحوث مشكلات الإعداد المهني على الطلبة المعوقين والمرضى. كما أن ما كشفت عنه هذه الدراسات غير الخليجية من نتائج لا يمكن تعميمها بأي حال من الأحوال على المجتمع الخليجي، لاختلاف عناصر الثقافة وتباين الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

كما تعد أيضاً هذه الدراسات نادرة ، رغم أهميتها، وأقل في نفس الآونة من أن تلبي حاجة دول الخليج بصفة عامة- ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة – إلى توجيه وإرشاد طاقاتها البشرية واستثمارها في مجالات العمل المختلفة .

           وفي ضوء ما أمكن الرجوع إليه من دراسات ذات صلة بموضوع البحث في صورته العامة، لم يجد الباحث دراسات جعلت هدفها المباشر استكشاف مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة الجامعيين، سواء على المستوى العالمي أو العربي. كما أن كثيراً من هذه الدراسات استخدمت عينات صغيرة لا تمثل المجتمع بدقة، ولذا يصعب تعميم نتائجها على المجتمع الذي سحبت منه. كذلك تفتقد هذه الدراسات للمقارنات الفرعية بين مختلف فئات العينة، حسب الجنس والمستوى الدراسي ونوع الكلية ومستوى تحصيل الطالب، مما أدى إلى نتائج غير دقيقة، خاصة و أن هناك أيضاً خلطاً بين الإقرار بشيوع المشكلة من جهة والإقرار بشدتها من جهة أخرى . إذ يجب أن يعتمد الإقرار الأول على حساب تكرار كل مشكلة، في حين يعتمد الإقرار الثاني على متوسط الدرجة في كل مشكلة. وفي ضوء تلك المآخذ، أجريت الدراسة الحالية، وفيما يلي نعرض لمشكلتها وأهميتها.

 

 

ثانياً: مشكلة الدراسة وأهميتها

 بقدر ما تمثل مشكلات الإعداد المهني تحدياً كبيراً للقيادات الجامعية، فهي تمثل أيضاً تحدياً أكبر لكوادرها الفنية التي تؤمن بأن دورها لا يقتصر على إعداد القوى البشرية المتخصصة، بل يشمل إجراء البحوث العلمية، التي تمثل مصدراً متجدداً للمعلومات، وأداة علمية لمواجهة مشكلات الحاضر والمستقبل، حتى يمكن لأولى القرار التصدي لها، وفقاً لخطة منظمة تتسق في خطواتها وحجم وخطورة كل مشكلة .

وإن كان من مهام الجامعة التصدي لمشكلات المجتمع الذي تنتمي إليه. فمن الأولى دراسة مشكلاتها الذاتية، خاصة مشكلات الطلبة ذات الصلة بحياتهم ومستقبلهم المهني. ومن هذا المنطلق يمثل البحث الراهن أهمية كبيرة، إذ يمكن أن تفيد نتائجه في تطوير برامج العملية التعليمية والخدمات الإرشادية المهنية، بما يحقق المزيد من الملاءمة بين أهداف الجامعة واحتياجات المجتمع .

ورغم ما يمثله هذا الموضوع من أهمية أكاديمية وعملية، فمازلنا في حاجة ماسة لسد فراغ قائم في مجال دراسة مشكلات الإعداد المهني، سواء على المستوى العالمي أو على المستوى العربي، وخاصة دول الخليج، التي تشهد طفرات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتعاني في نفس الآونة من نقص العمالة الفنية المدربة. لذا يسعى البحث الحالي إلى دراسة أهم مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة.

من هذا المنطلق تتمثل مشكلة الدراسة الحالية في الكشف عن مشكلات الإعداد المهني لدى طلاب وطالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة، وترتيبها من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية، وكذلك الكشف عن الفروق في هذه المشكلات بين مختلف فئات الطلبة، وفقاً لتباينهم من حيث الجنس (ذكور-إناث و المستوى الدراسي (أدني وأعلى)، ونوع الكلية (إنسانية-علمية)، ومستوى التحصيل (أدنى - أوسط- أعلى )، ومحل الإقامة (داخل السكن الجامعي-وخارجه). و   يمكن صياغة مشكلة الدراسة في عدد من الأسئلة وهى كالتالي :

1- ما هي أهم مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة* جامعة الإمارات العربية المتحدة؟

2-هل توجد فروق دالة إحصائياً في مشكلات الإعداد المهني بين طلاب وطالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة؟

3- هل توجد فروق دالة إحصائياً في هذه المشكلات بين الطلبة من المستوى الدراسي الأدنى والطلبة من المستوى الأعلى؟

4- هل توجد فروق دالة إحصائياً في هذه المشكلات بين الطلبة من الكليات الإنسانية والطلبة من الكليات العلمية ؟

5- هل توجد فروق دالة إحصائياً في هذه المشكلات بين الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي؟

6- هل توجد فروق دالة إحصائياً في هذه المشكلات بين الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي والطلبة المقيمين مع أسرهم ؟

 

ثالثا:منهج وإجراءات الدراسة

1- عينة الدراسة:

أختيرت عينة الدراسة بإسلوب العشوائية الطبقية، و يبلغ حجمها (2515) طالباً وطالبةً من مختلف الكليات النظرية والعملية بجـامعة الإمارات العربية المتحدة. وقد بلغ عدد الطلاب (624) طالباً ، بنســبة (25 %) من إجمالي العينة، في حين بلغ عدد الطـالبات (1891)، أي بنسبة (75 %) من إجمالي العينة. وبذلك تم تمثيل الجنسين في العينة بنفس نسبة انتشاررهما في مجتمع الدراسة (طلبة جامعة الإمارات العـربية المتحدة) والبالغ حجمهه (4643) طالب و (13976) طالبةً، حسب إحصائية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (1999/2000). وبذلك تمثل العينة حوالي (13%) من إجمالي طلاب و طالبات الجامعة. و يشكل طلبةة الكليات العملية - من الجنسين- حوالي (29%) من العينة الكلية، في حين نسبة طلبة الكـليات النظرية (71%). وهما أيضا بنفس نسبة تمثيلهما في مجتمع الدراسة. ويتمتع معظمهم  (90% ) بالجنسية الإماراتية. ويبلغ متوسط عمر الطالبات (21.99) سنة، بانـحراف معياري (1.64) سنة ، في حين يبلغ متوسط عمر الطلاب (22.15) سنة، بانحراف معياري (2.19) سنة.

 

2- أداة الدراسة :

تعد أداة الدراسة الحالية جزءاً من أداة الدراسة الرئيسية "أهم مشكلات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة والتي تتناول مختلف المشكلات الطلابية، النفسية والاجتماعية والأكاديمية والصحية، ومشكلات المستقبل الأكاديمي و الزواجي والمهني. وقد بدأت عملية تصميم الأداة الرئيسية بإعداد استمارة استطلاعية لمشكلات الطلبة من الجنسين. وتضمنت هذه الاستمارة الاستطلاعية أسئلة عن  البيانات الشخصية والاجتماعية للمبحوث، وخمسة وعشرين سؤالاً مفتوحاً، لحصر مختلف المشكلات التي يعاني منها الطلبة في جميع المجالات النفسية، والاجتماعية والصحية والأكاديمية و المهنية والخدمات الجامعية. وقد طبقت هذه الاستمارة على عينة قوامها (1500 ) من طلبة الجامعة (400 طالب و 1100 طالبة) من مختلف الكليات والتخصصات العلمية. وبعد ذلك قام مساعدو هيئة البحث بتصنيف ورصد مشكلات الطلبة في فئات متجانسة. ثم تولى كل من أ.د. عبد الحليم محمود والباحث مراجعة هذا التصنيف وإعادة تصنيف المشكلات وفقا للفئات التي يرجـح انتماؤها إليها ( ومن بينها مشكلات الإعداد المهني) .وبعد ذلك تم صياغة هذه المشكلات في استمارة مبدئية. ثم روجعت هذه الاستمارة من قبل جميع أعضاء هيئة البحث، حيث تم استبعاد البنود التي لم تحظ بقبول غالبية الأعضاء. كما تم إعادة صياغة بعض البنود، وإعادة تصنيف بعضها الأخر في فئات أكثر ملاءمة. ثم قامت هيئة البحث بصياغة البنود بشكل ملائم لجنس العينة. وبذلك أصبح لدينا صورتان للأداة، إحداهما للطلاب والأخرى للطالبات. وتشتمل كل منهما على نفس البنود بنفس الترتيب، حتى يمكن المقارنة بينهما فيما بعد. وبعد ذلك تم تطبيق أداة الدراسة على عينة استكشافية  مكونة من مائة طالب وطالبة لاختبار دقة صياغتها، وبناء على ذلك تم إعادة صياغة بعض بنود الأداة، ثم عرضت الصورتان على محكمين من الخبراء في علم النفس، وعلم الاجتماع، ومن قادة الجامعة. وبعد التعديل (بالحذف وتعديل الصـياغة) تم التوصل إلى الصـورتين النهائيتين للأداة وتشتمل كل منها على (376) بنداً. وتتطلب بنود هذه الأداة من المبحوث أن يقرر مدى إدراكه أو شعوره بانتشار المشكلة بين زملائه باستخدام مقياس تقديري يبدأ من الدرجة"1" وينتهي بالدرجة "5". حيث تشير الدرجة "1" إلى أن المشكلة غير منتشرة بين الزملاء . بينما تشير الدرجة "2" إلى انتشارها بدرجة منخفضة، وتشير الدرجة "3" إلى انتشارها بدرجة متوسطة، وتشير الدرجة "4" إلى أن المشكلة منتشرة بدرجة مرتفعة، أما الدرجة "5" فتشير إلى انتشار المشكلة بدرجة مرتفعة جداً.

وقد بلغ عدد البنود التي خصصت لقياس أهم مشكلات الإعداد المهني أربعة عشر بنداً، والتي تمثل أداة البحث الفرعي الحالي.        وقد تم التحقق من ثباتها باسـتخدام معادلة كرونباخ ألفا للاتسـاق الداخلي internal

consistency بين بنود المقياس،  فكان مقداره في عينة الطلاب (ن = 624)  0.90وفي عينة الطالبات (ن = 1891) 0.89، وفي العينة الكلية (ن= 2515) 0.90. وهو ما يشير إلى ثبات مرضي للأداة. كما تم استخراج مؤشر آخـر للثبات باستخدام أسلوب " الاختبار – إعادة الاخـتبار" test -retest  وذلك على عينة مكونة من (40) طالباً و (150) طالبةً من مختلف الكليات الإنسانية والعلمية. ويلاحظ أن نسبة عدد الطلاب في هذه العينة إلى عدد الطالبات يتناسب وعددهما في العينة الأصلية. وقد حسب الثبات من خلال معاملات ارتباط بيرسون بين الدرجة على البند في موقف الاختبار، والدرجة على نفس البند في موقف إعادة الاختبار. وتراوحت معاملات الثبات بين 0.70 و 0.75

          وبالنسبة لصدق الأداة فقد تم تقديره ضمن تقدير صدق الأداة الرئيسية، بالاعتماد على صدق المضمون، حيث تم تحكيم عشرة أساتذة  في علم النفس والاجتماع، واعتبر اتفاق 8 فأكثر منهم على انتماء البند لنفس الفئة التي صنفها على أنه معيار جيد للصدق.

3- إجراءات الدراسة :

تم جمع بيانات الدراسة بواسطة أعضاء هيئة البحث و معاونة بعض خريجي وخريجات قسم علم النفس. وذلك بتطبيق الاستبيان على مجموعات صغيرة ، داخل قاعات المحاضرات أو المختبرات. وغالباً ما تراوح العدد بين عشرة طلاب وثلاثين طالباً. واستغرق التطبيق الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (1999-2000). وتضمنت تعليمات التطبيق الإشارة بأن البحث تطوعي، وأن ليس من المطلوب ذكر الاسم، مع التأكيد على التزام هيئة البحث بسرية البيانات، وعدم استخدامها إلا لأهداف علمية.

 

4- التحليل الإحصائي

              تم ترميز الإجابة سواء بعدم وجود المشكلة أو بوجودها بدرجة منخفضة أو متوسطة بصفر، وترميز الإجابات التي تشير إلى وجود المشكلة بدرجة "مرتفعة" أو "مرتفعة جداً" بواحد صحيح . وبعد ذلك تم حساب كل من التكرارات والنسب المئوية لاستجابات كل فئة من فئات العينة، والتي تشير إلى وجود المشكلة بين كل فئة من فئـات الطلبة. وحسبت بعد ذلك النسبة الحرجةcritical ratio ( اختبار "ز") للكشف عن دلالة الفروق بين كل نسبتين مئويتين.

             أما فيما يتعلق باختبـار دلالة الفروق بين أكثر من مجمـوعتين، تم استخـدام تحليل التباين الأحادي  one way analysis of variance. كما تم ترتيب النسب المئوية لتكرارات المشكلات الخاصة بكل فئة من فئات العينة تنازلياً لتحديد أولوية هذه المشكلات، وحساب معامل ارتباط (سبيرمان) بين ترتيب المشكلات لدى كل مجموعتين فرعيتين .

 

رابعاً: وصف النتائج

         نعرض فيما يلي لأهم النتائج، وذلك في ضوء علاقتها بأسئلة الدراسة. وسيقتصر وصفنا للنتائج على أهم خمس مشكلات لدى كل مجموعة من مجموعات العينة. ويتمثل محك الأهمية في ارتفاع النسبة المئوية لمن أقروا بوجود هذه المشكلات سواء بدرجة متوسطة أو مرتفعة أو مرتفعة جداً .

(1) مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة الجامعة ( ذكوراً وإناثا ً)

         تشير النتائج أن أهم مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة بصفة عامة هي صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات وحدة المتطلبات الجامعية، يليها عدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، ثم عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، ثم عدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل، ثم قصور برامج التدريب، مثل عدم تنوع جهات التدريب العملية، و عدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني.

 (2) مشكلات الإعداد المهني لدى الطلاب والطالبات

تبين إجماع كل من الطلاب والطالبات على الإقرار بمعاناتهم من أهم خمس مشكلات تتعلق بالإعداد المهني ، وهي مرتبة تنازلياً كالتالي:-

صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات وحدة المتطلبات الجامعية. وعدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة. وعدم وجود صلة بين بعض المساقات الدراسية والعمل. وعدم وجود تدريبات عملية لبعض المساقات. و عدم تنوع جهات التدريب العملي. ولذلك جاءت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب (0.86) الأمر الذي يشير إلى تشابه الجنسين فيما يعانون من مشكلات تتعلق بالإعداد المهني .

وتتقدم مشكلة قصر مدة التدريب في قائمة أهم المشكلات لدى الطلاب، في حين تنفرد الطالبات بمشكلة عدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني. ومن الملاحظ كذلك أن الطالبات أكثر معاناة من مختلف مشكلات الإعداد المهني من الطلاب،باستثناء المشكلة رقم (6) لعدم وجود فروق دالة بينهما.

 

 (3) مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة من المستويين الدراسيين الأول والثاني :

للإجابة عن السؤال الثاني الخاص بالفروق بين الطلبة (الطلاب والطالبات، كل على حدة ) من المستوى الدراسي الأول والثاني في مختلف مشكلات الإعداد المهني،  تم تقسيم عينة الدراسة حسب عدد الساعات الدراسية التي أنجزها الطالب منذ التحاقه بالجامعة وحتى وقت جمع بيانات البحث إلى مستويين هما :

المستوى الدراسي الأول : حيث تم إنجاز 66 ساعة دراسية فأقل .

المستوى الدراسي الثاني : حيث تم إنجاز 67 ساعة دراسية فأكثر .

بلغ معامل ارتباط سبيرمان بين ترتيببي مشكلات الإعداد المهني في المجموعتين 0.85 أي هناك تشابه كبير بين نسقي هذه الفئة من المشكلات لدى الطلاب من المستويين الدراسيين الأول والثاني. ولوحظ وجود ثلاث مشكلات تقع ضمن قائمة أهم خمس مشكلات لدى الذكور من  المستويين الدراسيين الأول والثاني. وهى صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات وحدة المتطلبات الجامعية، و عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني. 

وفي حدود أهم خمس مشكلات ينفرد طلاب المستوى الأول بمشكلة عدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، وعدم تنوع جهات التدريب العملي وعدم وجود تدريبات عملية للمساقات. في حين ينفرد طلاب المستوى الثاني بمشكلتي عدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل، وقصر مدة التدريب. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين كانت مجموعة المستوى الثاني أكثر معاناة من طلاب المستوى الأول من بعض المشكلات، وهي المشكلات من الرابعة وحتى العاشرة، ثم المشكلتين الثانية عشر والثالثة عشر. أما في بقية المشكلات لا توجد فروق دالة بين المجموعتين.

  وبحساب معامل ارتباط الرتب بين ترتيب مشكلات الإعداد المهني لدى الطالبات من المستويين الدراسيين الأول والثاني فكان مقداره (0.95) . مما يشير إلى اقتراب نسق هذه النوعية من المشكلات لدى طالبات المستوى الدراسي الأول من مثيله لدى طالبات المستوى الدراسي الثاني. وكانت الطالبات من المستويين الدراسيين الأول والثاني يعانين من ثلاث معوقات للإعداد المهني وهي:-

1- صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات الوحدة .

2- عدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة .

3- عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل .

وتبرز مشكلتا عدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني وعدم تنوع جهات التدريب لتمثل المشكلتان الرابعة والخامسة لدى طالبات المستوى الأول. وفي المقابل نجد كل من مشكلتي عدم وجود تدريبات عملية للمساقات وعدم كفاية مواد التخصص ضمن قائمة أهم المشكلات لدى طالبات المستوى الدراسي الثاني. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين، لا توجد فروق دالة بينهما من حيث المشكلتين الأولى والثانية.

وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين نجد أن طالبات المستوى الدراسي الثاني أكثر معاناة من أقرانهن بالمستوى الدراسي الأول من بعض المشكلات. وهي عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم كفاية مواد التخصص للإعداد المهني، عدم وجود تدريبات عملية للمساقات، وقصر مدة التدريب، وعدم تنوع جهاته، وعدم كفاءة بعض المدربين. أما في بقية المشكلات ليست هناك فروق دالة إحصائياً بين المجموعتين.

 (4) مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة الكليات الإنسانية والكليات العلمية :

    تم تقسيم أفراد العينة حسب نوع الكلية إلى قسمين أساسيين وهما:

-طلبة الكليات الإنسانية والاجتماعية: وهم طلبـة كليات العلوم الإنسانية والاجتماعـية، والتربيّة         

          والعلوم الإدارية والشريعة والقانون .

-طلبة الكليات العلمية : وهم طلبـة كليات العلوم ، والهندسـة ، والعلوم الزراعيـة ، والطب والعلوم        

          الصحية.

إقترب نسق مشكلات الإعداد المهني لدى طلاب الكليات الإنسانية من نظيره لدى طلاب الكليات العلمية، إذ بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيببي هذه المشكلات في المجموعتين (0.93).

وثمة ثلاث مشكلات عامة أو مشتركة بين طلاب الكليات سواء الإنسانية أو العلمية – مع اختلاف في ترتيبها – أولها مشكلة صعوبة التحويل بين الكليات. والثانية عدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة. والثالثة مشكلة عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل. وتدرج مشكلتا عدم تنوع جهات التدريب وعدم وجود تدريبات عملية لبعض المساقات ضمن قائمة أهم خمس مشكلات لدى طلاب الكليات الإنسانية. وفي المقابل نجد مشكلتين مهمتين لدى طلاب الكليات العلمية، وهما عدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني وقصر مدة التدريب. وبالمقارنة بين المجموعتين يلاحظ عدم وجود فروق دالة بينهما. أما فيما يتصل بمشكلات الإعداد المهني لدى طالبات الكليات الإنسانية والعلمية تم حساب معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيب مشكلات الإعداد المهني لدى طالبات الكليات الإنسانية بنظيره لدى أقرانهن من طالبات الكليات العلمية فكان مقداره (0.97)، مما يشير إلى قدر كبير من التشابه بين المجموعتين. ولذا هناك أربع مشكلات مشتركة بين طالبات الكليات الإنسانية والعلمية وهي المشكلات الأولى والثانية والثالثة والتاسعة. كذلك تبرز مشكلتان مهمتان لدى المجموعتين وهما عدم وجود تدريبات عملية لبعض المساقات، وعدم تنوع جهات التدريب العملي. وفيما يتعلق بدلالة الفروق بين المجموعتين لا توجد بينهما فروق دالة إحصائياً.

(5) مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي :

يتناول هذا الجانب عرض النتائج التي تجيب عن السؤال الرابع المتعلق بطبيعة الفروق بين الطلبة   ( الطلاب والطالبات، كل على حدة)  من مختلف مستويات التحصيل الدراسي. ولتحديد مستوى التحصيل الدراسي، تم تقسيم أفراد العينة وفقاً لمعدلاتهم التراكمية التي تم إنجازها في اختبار الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي السابق للعام الذي أجرينا فيه الدراسة. ولما كان المعدل التراكمي للطالب يعد مؤشراً لمستوى التحصيل في نظام الدراسة بالساعات المعتمدة. أمكننا من خلاله تقسيم الطلبة إلى ثلاثة مستويات للتحصيل الدراسي، وهى "المستوى الأدنى" ويضم الحاصلين على تقدير أقل من جيد، أي معدل تراكمي أقل من "2". يلي ذلك "المستوى المتوسط"، ويضم الحاصلين على تقدير جيد، أي بمعدل تراكمي يتراوح من " 2  " إلى " 2.99 " . ثم "المستوى الأعلى"، ويضم الحاصلين على تقدير جيد جداً فأعلى ، وهم من الحاصلين على معدل تراكمي "3" فأكثر .

وتشابهت أنساق مشكلات الإعداد المهني لدى الطلاب من مختلف مستويات التحصيل  الدراسي، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب بين ترتيب هذه المشكلات لدى المجموعة الأولى والثانية (0.94)، وبين الأولى والثالثة (0.82). في حين بلغت ( 0.75) بين ترتيب هذه المشكلات لدى المجموعتين الثانية والثالثة.

ولوحظ شيوع عدد من مشكلات الإعداد المهني بدرجة كبيرة لدى مختلف الطلاب بصرف النظر عن مستوى تحصيلهم العام. و تتمثل هذه المشكلات في صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات وحدة المتطلبات الجامعية، وعدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، وعدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني. وتبرز مشكلة أخرى تدخل في قائمة أهم المشكلات لدى الطلاب منخفضي ومتوسطي التحصيل، وهى عدم وجود تدريبات عملية لبعض المساقات. ويعاني متوسطو التحصيل من مشكلة أخرى وهي عدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل . ومن حيث دلالة الفروق بين المجموعات يتبين أن الطلاب الأعلى تحصيلاً أكثر معاناة من غيرهم من بعض المشكلات. وهي قصر مدة التدريب العملي، وعدم تنوع جهاته، وعدم كفاءة بعض المدربين.

ويقترب نسق مشكلات الإعداد المهني لدى الطالبات منخفضات التحصيل من مثيله لدى كل من الطالبات متوسطات التحصيل ومرتفعات التحصيل، حيث بلغ معامل ارتباط الرتب بين ترتيب هذه المشكلات لدى المجموعتين الأولى والثانية (0.98)، وبين ترتيبها لدى المجموعتين الأولى والثالثة (0.93) كما يرتبط نسق هذه المشكلات لدى المجموعة المتوسطة بنظيره لدى المجموعة الأعلى تحصيلاً، إذ بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب بين ترتيب هذه المشكلات لدى المجموعتين (0.95).         

        وتشيرالنتائج أن أهم مشكلات الإعداد المهني لدى الطالبات - على اختلاف مستوى تحصيلهن- صعوبة التحويل بين الكليات، وعدم وجود تخصصات مواكبة لتغيرات الحياة، وعدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم وجود تدريبات عملية للمساقات، وعدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني. وتتقدم مشكلة أخرى لتنضم إلى قائمة أهم مشكلات الإعداد المهني لدى الطالبات مرتفعات التحصيل، وهى عدم تنوع جهات التدريب الميداني، وعدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل. ومن حيث دلالة الفروق بين المجموعات فهي تتشابه في معظم المشكلات باستثناء مشكلة صعوبة التحويل بين الكليات، إذ تعاني منها طالبات مستوى التحصيل الأدنى أكثر من بقية الطالبات. وكذلك كانت طالبات مستوى التحصيل الأعلى أكثر معاناة من مشكلة عدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل، وعدم تنوع جهات التدريب العملي.

 (6) مشكلات الإعداد المهني لدى الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي والمقيمين مع الأسر

بلغ معامل ارتباط الرتب بين ترتيب مشكلات الإعداد المهني لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي وترتيبها لدى الطلاب المقيمين مع أسرهم (0.93) مما يشير إلى التشابه بين نسقي المشكلات في المجموعتين. ولذلك  يتبين من جدول (11) أن أهم مشكلات الإعداد المهني، سواء لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي أو مع الأسر هي صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات الوحدة، وعدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، وعدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وقصر مدة التدريب العملي. يلي ذلك مشكلتان وهما عدم تنوع جهات التدريب، وعدم توفر أخصائيين للتدريب. ولا توجد فروق دالة في حجم هذه المشكلات بين المجموعتين.

وبحساب معامل ارتباط الرتب بين ترتيب مشكلات الإعداد المهني لدى الطالبات المقيمات بالسكن وترتيبها لدى الطالبات المقيمات مع أسرهن، فكان مقداره ( 0.996)، مما يشير إلى قدر كبير جداً من التشابه بين نسقي المشكلات لدى المجموعتين .

و وتشير النتائج إلى معاناة الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي والمقيمات مع أسرهن من بعض مشكلات الإعداد المهني وبنسب انتشار مرتفعة. ومن هذه المشكلات صعوبة التحويل بين الكليات، وعدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، وعدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم توفر أخصائيين للتدريب الميداني، وعدم وجود تدريبات عملية للمساقات، وعدم تنوع جهات التدريب. كما تكشف النسب الحرجة أن الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي أكثر معاناة من الطالبات المقيمات مع أسرهن من بعض المشكلات، وهي صعوبة التحويل بين الكليات، وعدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل، وعدم التنسيق بين القائمين على التدريب في المختبرات. أما في بقية المشكلات لم تكن هناك فروق دالة بين المجموعتين.

 

خامساً: مناقشة النتائج

نعرض فيما يلي خلاصة نتائج الدراسة ومناقشتها، وذلك في ضوء المنطق السيكولوجي وما يتاح من نتائج لدراسات مناظرة. وبصفة عامة فإن من أهم مشكلات الإعداد المهني لدى طلبة الجامعة هي صعوبة التحويل بين الكليات، ونقص بعض التخصصات بالجامعة، وعدم وجود صلة بين بعض المساقات وواقع العمل، وقصور التدريبات العملية (وتتمثل في عدم وجود تدريبات عملية لبعض المسـاقات وعدم تنوع جهات التدريب وعدم توافر أخصائيين للتدريب وعدم كفاءة بعض المدربين).

لعل من أهم مشكلات الإعداد المهني وأكثرها انتشاراً بين مختلف فئات الطلاب والطالبات صعوبة التحويل بين الكليات إلا بعد إنجاز مساقات وحدة المتطلبات الجامعية. وهى مشكلة عامة يعاني منها (57%) من الطلاب، و (63%) من الطالبات. إذ يدرك معظم أفراد العينة أن اجتياز مساقات الوحدة كشرط للتحويل من كلية لأخرى بمثابة عائق يحول دون التحويل بسرعة. ورغم ذلك نرى أن هذا الشرط يسمح بإتاحة الفرصة أمام الطالب لكي يدرس ويتأنى في قرار التحويل. حيث أن اجتياز مساقات وحدة المتطلبات يستغرق عاماً دراسياً، وربما خلال العام يعدل الطالب عن رغبته في التحويل. وإذا اتخذ قراراً جاداً ونهائياً بالتحويل يمكنه معادلة معظم مساقات الوحدة التي درسها في الكلية مع المساقات المناظرة لها بالكلية المحول إليها. وعلى أية حال يظل هذا الطرح بمثابة افتراض في حاجة إلى دعم ببحث متعمق حول هذه القضية. كما يجب دراسة اتجاهات الطلبة نحو اللوائح الجامعية ومعلوماتهم عنها، حتى يتسنى تعديل الاتجاهات السلبية منها، وتبصير الطلاب والطالبات بمبررات الشروط واللوائح حتى يتقبلونها ويتوافقون معها.

تلي ما سبق مشكلة عدم وجود تخصصات بالجامعة مواكبة لتغيرات الحياة، التي أقر بوجودها كمشكلة (35%) من الطلاب، و (51%) من الطالبات، واتخذت الترتيب الثاني في قائمة أهم مشكلات الإعداد المهني لدى معظم فئات الطلبة (طلاب وطالبات). وقد تبين تطلع معظم الطلاب والطالبات-خاصة من المستوى الدراسي الأول ومن الكليات العلمية - إلى إضافة تخصصات جديدة تواكب تغيرات سوق العمل ومتطلباته. لذا هناك مشكلة أخرى وهي عدم كفاية مواد التخصص للإعداد للعمل والتي تنتشر بدرجة أكبر لدى الطالبات المقبلات على التخرج ومرتفعات التحصيل. أما عن مشكلة عدم وجود صلة بين المساقات الدراسية والعمل التي أقرها (34%) من الطلاب، و (47%) من الطالبات، فهي قد ترجع لعدم إدراك الطلبة العلاقة أو الصلة بين المساقات التي يدرسونها وحياتهم العملية، أو لوجود قصور في بعض المساقات التي لم تعد ملائمة لمتطلبات سوق العمل. وهذه المشكلة سبق وأن ظهرت في دراسات سابقة (جرجس ، 1976 والخطيب، 1994، وعطية، 1989، علوان، 1991، وليلة وآخرون، 1991). إذن من الواضح أننا بصدد مشكلة عامة وخطيرة، تؤثر سلبياً على دافعيتهم للتحصيل حالياً وعلى كفائتهم المهنية مستقبلاً. ولذا يجب العمل على مواجهتها حتى يحقق التعليم أهدافه. ويتطلب الأمر التقييم المستمر للخطط الدراسية في ضوء الاحتياجات المتجددة لسوق العمل وتوقعاته، ودراسة اتجاهات الطلبة نحو مختلف المساقات الدراسية، بالإضافة إلى العمل على توجيه الطلبة وإرشادهم بما يدعم إدراكهم للروابط العضوية والوظيفية بين هذه المساقات من جهة والممارسات العملية من جهة أخرى.

 أما مشكلة عدم وجود تدريبات عملية لبعض المسـاقات، وهى مشكلة يعاني منها (29%) من الطلاب، (40%) من الطالبات، خاصة المقبلات على التخرج. وتتطلب مواجهة هذه المشكلة توفير مزيد من فرص التدريب لهذه الفئة من الطالبات من أجل إعدادهن للتوافق مع متطلبات سوق العمل.

وتكررت مشكلة عدم تنوع جهات التدريب بنسبة (29%) لدى الطلاب، و (39%) لدى الطالبات. وتزداد هذه المشكلة تكراراً لدى طلبة مختلف الكليات خاصة المقبلين على التخرج والمرتفعين في التحصيل. مما يشير إلي حاجتهم للتدريب الواقعي الذي يتجاوز حدود المختبرات والظروف المصطنعة. الأمر الذي يستلزم مواصلة التخطيط والتنفيذ للبرامج التدريبية في ضوء التحديد المستمر للمهـارات الجديدة المراد إكسابها لدى المتدربين، وفقاً لمتطلبات سوق العمل المتجددة، والعمل على التنسيق بين الجامعة وكافة مؤسسات المجتمع، ليتحقق التكامل بين إمكانات الطرفين، ويتسنى بالتالي تنمية الطلبة مهنياً، وتطوير المكتشفات العلمية من جهة، وتحسين الواقع وحل مشكلاته من جهة أخرى.

وقد كشفت الدراسة الحالية أيضاً عن مشكلة عدم توافر أخصائيين للتدريب بنسبة (29%) لدى الطلاب، و (39%) لدى الطالبات. ويرتبط بهذه المشكلة ما كشفت عنه دراسة داود (1980) من مشكلات، من أهمها تركيز مشرف التدريب على الجوانب الأكاديمية والإفراط في حجم المواد النظرية التي يدرسها الطالب. و تعكس هذه المشكلة عدم إعطاء التدريب الميداني نفس الأهمية التي تعطى للمسـاقات النظرية، وهي أولى المشـكلات التي كشفت عنها دراسـة نور الإمـام (1998). ولذا فإن قصور الاهتمام بالتدريب من قبل بعض المسئولين عن التدريب والأكاديميين قد يرتبط بعدم التخطيط الجيد للبرنامج التدريبي وعدم التنسيق بين الكليات ومواقع التدريب، وضعف الإشراف الأكاديمي على التدريب.

ومن الملاحظ بشكل عام أن الطالبات أكثر معاناة من مشكلات الإعداد المهني، مقارنة بالطلاب. وهي نتيجة سبق ظهورها في دراسة "نافع" (1987) فيما يتعلق بمشكلات التربية العملية. وقد يرجع ذلك إلى أن الإناث - في ضوء ما تشير إليه إحدى الدراسات - أكثر جمعاً للمعلومات المتعلقة بمستقبلهن التربـوي والمهـني  (Malmberg, 1996). كذلك تشير بعض الدراسـات أنهـن أكثر تشـاؤماً وتوتراً من الذكـور       (Chlewinski, 1994)  وتوقعاً لمزيد من المعـوقات (Kruijthof, et al., 1992)  بالإضافة إلى ذلك قد تزداد دافعية الإناث للتعبير اللفظي عن مشكلاتهن بدرجة أكبر منها لدى الذكور.

ويلاحظ أن متغيرات كنوع الكلية ومحل الإقامة، ومستوى التحصيل لم يكن لها تأثير واضح في تقدير الطلبة لمشكلات الإعداد المهني التي يعانون منها. مما يشير إلى أننا بصدد مشكلات عامة تتجاوز حدود الكليات، ومحل الإقامة، ومستوى التحصيل.

وتوصي الدراسة بإضافة تخصصات جديدة تواكب تغيرات سوق العمل ومتطلباته في مختلف كليات الجامعة، خاصة الكليات العلمية. والتوسع في استخدام التدريبات العملية، خاصة بالكليات الإنسانية، حتى يتسنى للطلبة تطبيق المبادئ النظرية عملياً. كذلك توصي الدراسة بتكثيف أنشطة الإعداد المهني - خاصة التدريبات الميدانية - للطلبة، خاصة الطالبات، من خلال تكثيف الخبرات العملية والمقابلات مع رجال الأعمال وقادة المؤسسات، على نحو يمكنهم من التخطيط الجيد لمستقبلهم المهني، ويلبي حاجاتهم النفسية والاجتماعية من جهة، ومتطلبات سوق العمل من جهة أخرى.   

كما توصي الدراسة بتطوير برامج  التدريب في الكليات الإنسانية والعلمية لتصبح أكثر واقعية، بحيث تلبي متطلبات الواقع وتتجاوز نطاق المختبرات بظروفها المصطنعة. كما يجب التوسع في برامج التدريب، وزيادة مواقعه، والتنويع فيها، والعمل على تعيين أو انتداب عدد كاف من المدربين الأكفاء. ذلك لأن التدريب بمثابة عملية تعليمية كاملة تهدف إلى تنمية سلوك الفرد، وزيادة لياقته المهنية عن طريق تطوير معلوماته ومهاراته وخبراته واتجاهاته في مجال العمل.

 

مراجـــع   الدراسة

(1) المراجع العربية :

-إبراهيم، سمير. مشكلات التربية العملية في ضوء آراء طلاب شعبة التاريخ بكلية التربية جامعة الأزهر. مجلة التربية، جامعة الأزهر، 1991، (21)، 67-132.

-أديبي، عباس وبدر، حسين. دراسة مشكلات التربية العملية لطلاب برنامج بكالوريوس التربية (نظام معلم الفصل، بالبحرين). دراسات تربوية، 1990، (25)، 117-142.

-الإمام، نور. التدريب الميداني لإعداد طلبة الخدمة الاجتماعية: الوضع الراهن والرؤية المستقبلية. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 1998، 14 (2)، 9-92.

-بدر، عبد المنعم محمد. مشكلاتنا الاجتماعية: أسس نظرية، ونماذج خليجية (الكتاب الأول: الأسس النظرية) الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1985.

-الجبر، سليمان. المشكلات التي تواجه طلاب المواد الاجتماعية في التربية الميدانية. الرياض: مركز البحوث التربوية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، 77ص، 1984.

-جرجس، ناجي خليل. أهداف التربية العملية بكليات التربية وأهم المشكلات التي تواجهها. رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية جامعة أسيوط، 1976.

-حسن، علي حسين. المشكلات التي تواجه طلاب وطالبات الشعبة المهنية بكلية التربية، جامعة الإمارات العربية أثناء فترة التربية العملية. دراسات تربوية، 1988، 3 (14)، 241-276.

-حنورة، أحمد حسن. دراسة تحليلية لمشكلات التربية العملية لعينة من طلاب كليات التربية شعبة اللغة العربية. دراسات تربوية، 1987، 2 (8)، 162-214.

-حنورة، مصري. مشكلات الشباب الكويتي بين الماضي والحاضر والمستقبل. مجلة العلوم الاجتماعية، 1988، 16 (1) ، 17-36 .

- الخطيب (محمد شحات). التوجيه المهني في التعليم الجامعي بالمملكة العربية السعودية. مجلة جامعة الملك سعود، 1994، مجلد6، العلوم التربوية والدراسـات الإسلامية (1)، 97-144.

-داود، وديع مكسيموس. دراسة لبعض مشكلات التربية العملية. حلقة إعداد معلمي العلوم والرياضيات في البلاد العربية، القاهرة: مركز تطوير تدريس العلوم بجامعة عين شمس، 1980.

-رمضان، محمد. الفروق بين الجنسين في اتجاهات الطلاب الجامعيين نحو قضايا اجتماعية. بحوث المؤتمر الثالث لعلم النفس في مصر، القاهرة: مركز التنمية البشرية والمعلومات، 1987،37-73.

-سليم، حسن مختار. دراسة ميدانية لبعض مشكلات إعداد الطالبات المعلمات بكليات الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر. مجلة التربية، جامعة الأزهر، 1998 (76)، 60-101.

-السيد، عبد الحليم محمود (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة، القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

-شلبي، أحمد إبراهيم. صعوبات تدريس الجغرافيا في المرحلة الثانوية في ضوء آراء الطلاب المعلمين. التربية المعاصرة، 1987 (8)، 236-269.

-الصبوة، محمد نجيب. مشكلات طلاب الكليات العملية والكليات النظرية بجامعة القاهرة. في:  عبد الحليم محمود السيد (محرر) بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 171-232). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

-عبد العظيم، نادية. دراسات تحليلية لمشكلات التربية العملية بكليات البنات بالمملكة العربية السعودية. دراسات تربوية، 1990، 6 (30)، 165-223.

-عبد المنعم، علي و حسن، عبد المنعم. المشكلات التي يواجهها طلاب التربية العملية بالكلية. مجلة التربية، جامعة الأزهر، 1983 (2)، 69-89.

-عبد الوهاب، ليلى. مشكلات الشباب والتعليم الجامعي. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1993.

-عطية، أحمد شعبان. مشكلات مرحلة الشـباب الجامعي: دراسـة ميدانية. التربية المعاصـرة، 1989(13)، 151-176.

-علوان، فادية محمد. مشكلات طلاب الصفوف الأولى والصفوف النهائية بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 233-281). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

-ليلة، على والكردي، محمود وكمال، عبد العزيز والعطية، أسماء. الشباب القطري: اهتماماته وقضاياه. الدوحة: مركز الوثائق والدراسات الإنسانية بجامعة قطر، 1991.

-مقدادي، محمد فخري و التل، شادية أحمد و عمارة، محمد. مشكلات طلبة التطبيق العملي لمناهج اللغة العربية في مرحلة التعليم العام. المجلة العربية للبحوث التربوية، 1989، 9 (1) ، 22-46

-نافع، سعيد عبده. دراسة لبعض المشكلات التي تواجه طلاب كلية التربية، جامعة صنعاء في التربية العملية والعوامل المسئولة عنها ومقترحات لعلاجها. دراسات تربوية، 1987، 2 (8)، 265-295.

-نجاتي، محمد عثمان. مشكلات طلبة جامعة الكويت: فروق الجنس والجنسية في مشكلات طلبة جامعة الكويت. مجلة كلية الآداب والتربية بالكويت، 1974 (6)، 203-229.

-يوسف، جمعة سيد. مشكلات الطلبة والطالبات بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر) بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 43-100). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

 

(2) المراجع الأجنبية :

-Adebayo, A. A follow-up survey of Alberta vocational college graduates. College Student Journal, 1991, 25, 4, 529-535.

-Archer, J. & Lamnin, A. An investigating of personal and academic stressors on  college campuses. Journal of College Student Personnel, 1985,  26, 210-215.

-Buckham , L " Perhaps we rethinking is a career out there for us " : A study of  undergraduates attitudes to their future prospects . British Journal of Guidance and Counseling, 1998, 26, 3, 417- 433.

-Chlewinski, Z. Przyszlosc swita w aspekcie szans I zagrozen. Psychologiczne badania studentow./The future of the world in view of the chances and threats: Psychological research on students. Przeglad-Psychologiczny, 1994, 37 (1-2), 51-63. (Psyclit, Abstract No: 1997-86148-001).

-Coll, K.M. Career, personal, and educational problems of community College Students: severity & frequency. NASPA Journal, 1995, 32, 4, 270-278.

-Hartman, B. Survey of college students’ problems identified by the Mooney problems     checklist. Psychological  Reports, 1968, 22, 3, 715-716.

-Kruijthof, C.; Van-Leeuwen, C.; Ventevogel, P. ; Van-der-Horst, H. Career perspective of women and men medical students. Medical Education, 1992,  26, 1, 21-26.

-Malmberg, L. How do Finnish students prepare for their future in three school types? The relation between content of plans, information gathering and self evaluations. British Journal of Educational Psychology, 1996, 66, 4, 457-469.

-Thiersch, H. “Cinderella and Her sisters”: Training problems and employment needs in graduate courses leading to the Diploma in educational science  and  social education. Zeitschrift fur padagogik, 1990, 36, 5, 711-727 ( Eric Abstract No: .Ej 424955).

-Weissberg, M., Berentsen, M., Cote, A., Cravey, B. & Heath, C. An assessment of the personal, career, and academic needs of undergraduate students. Journal Of College Students Personnel, 1982,  23, 115-122.

 

بحث نشر بمجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، أبريل 2003، مجلد 19، عدد 1، 37-77.

 

يشير مفهوم " الطلبة" إلى كل من الذكور ( الطلاب) والإناث (الطالبات).

 

 
     

اتصـل  بــنــا

     

 جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم  | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه