| موقع تكنولوجيا التعليم | تـعـليـم الكـبـار |

تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا 

الـصـفـحـة الـرئيـسيـة

           

الـتـربيـة الـخـاصــة

عــلــم الـمـكـتـبـات

عــودة لـلـقـائـمـة

التـعلـيم العـالـي

التـعـليـم العـام

التـعـليـم المهـني

التـعـليـم الـخـاص

 
جميع حقوق البحث والدراسة محفوظة لصاحبها ويتم الإشارة لإسم الكاتب والباحث والمصدر في حالة توفرهم .... ويسعدني تلقي مساهماتكم على بريدي الإلكتروني .... مع تحياتي .... معد ومصمم الموقع الاستاذ / ربيع عبد الفتاح طبنجة

 

موضوع الدراسة :  أسس تعليم النساء ومبادئه

الكاتب أو الناشر:  من كتاب الاحتياجات الأساس لتعليم النساء

 

 

أسس تعليم النساء ومبادئه

مقدمة

 إذا كان منهاج تعليم النساء قد ارتكز على مبادئ صناعة المنهاج، فإنه قد اعتمد ـ في الوقت ذاته ـ على أسس ومبادئ شكلت مدخلاً لانتقاء محتوياته، واختيار أنشطته.

 والأسس والمبادئ هي مجموع العناصر التي ترشد في تخطيط المناهج، وتوجه الاختيارات، وتمكن من اشتقاق الأهداف وانتقائها لكونها وصفاً لخصائص البيئة، والثقافة، والمتعلمين وغيرها.

 ويرتكز تعليم النساء في أسسه على الاحتياجات التي وردت في الفصل الأول، والتي تتعلق بالجوانب التالية :

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالمواطنة والحقوق المدنية.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بصحة الطفل.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بتنظيم الأسرة.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالتغذية.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالبيئة.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالنظافة.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بتدبير شؤون البيت.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالإنتاج.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالزواج.

 ـ المستوى التعليمي للمرأة وعلاقته بالجانب الديني.

 وإذا تأملنا الارتباطات بين هذه المتغيرات المتعددة والمستوى التعليمي للمرأة، استطعنا ان نستنتج أنها تنتمي في أساسها إلى أربعة أنماط من الأسس والمبادئ، وهي :

الأسس الاجتماعية والثقافية.

الأسس النفسية أوالسيكولوجية.

الأسس المعرفية والدينية.

الأسس التربوية.

. الأسس الاجتماعية والثقافية

 تمثل الأسس الاجتماعية والثقافية مقومات المجتمع، وتطلعاته، ونظم الثقافة السائدة فيه، وقيمه المستمدة من الماضي، ومطامحه المتطلعة إلى المستقبل. وهي عناصر ومتغيرات فاعلة في اختيارات المنهاج، ومصادر أساس لاشتقاق أهدافه ومقاصده، وتخطيط عناصره.

   في مفهوم الثقافة

 لا يقتصر مفهوم الثقافة على الإنتاج الفكري فقط، بل يشمل جميع مناحي السلوك الإنساني، وطرق الحياة المختلفة، والنظم الاجتماعية، ومؤسساتها، وكذا القيم السائدة والمبادئ التي يسير عليها المجتمع. وتأسيساً على ذلك فالثقافة، هي

 ـ القيم والمعتقدات التي تؤمن بها جماعة معينة.

 ـ أنماط السلوك التي تميز جماعة معينة.

 ـ الرموز وأشكال التعبير عند جماعة معينة.

 ـ الإنتاج الفكري والفني.

 ـ عناصر التنشئة الاجتماعية.

 انطلاقاً من هذا المفهوم يتأسس المكون الاجتماعي الثقافي في منهاج تعليم النساء على المنظور الآتي :

 إن منهاج تعليم النساء يعتمد على منظور شمولي لا ينحصر عند حدود المعرفة الدينية وحدها، بل يتجاوز ذلك إلى تنشئة النساء المستهدفات بالتكوين تنشئة اجتماعية متكاملة المناحي تسعى إلى

غرس مبادئ وقيم دينية وأخلاقية في نفوس النساء.

توعيتهن بمقومات السلوك الإيجابي تجاه المحيط الاجتماعي.

إمدادهن بمعارف ضرورية حول البيئة والأسرة والصحة.

ربط التعلم بمحيطهن وبيئتهن.

 تعريفهن بمقوماتهن الحضارية ورموزها الثقافية.

 o كيف يتجسد المفهوم في المنهاج؟

إذا كان المكون الاجتماعي والثقافي مصدراً أساساً في بناء المنهاج، فإنه من اللازم تَعَرُّف سبل إدماجه في سياق هذا المنهاج، والاستراتيجية المعتمدة في ذلك.

o على مستوى المقاصد والأهداف:

يتوخى المنهاج، من ضمن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها والتي سنشير إليها لاحقاً، تنشئة النساء المستهدفات بالتكوين تنشئة اجتماعية وثقافية تشمل المقومات الآتية :

ـ اجتماعياً : تكوين النساء المستهدفات بالتكوين تكويناً اجتماعياً يرسخ فيهن مبادئ السلوك الإيجابي نحو الذات والآخر، وأصول التصرف السليم إزاء محيطهن الأسري، والمجتمعي عامة.

ـ ثقافياً : البحث عن القيم الثقافية التي تساعد على انخراط المرأة في الحياة الاجتماعية، من خلال النهل من مصادر مختلفة كالقرآن، والسنة، وسير الصالحين، والسلوكات المقبولة من لدن الجماعة.

على مستوى المضامين:

يتجسم المكون الاجتماعي-الثقافي في مجال تعليم النساء عبر إدماج القيم الاجتماعية والثقافية بهدف جعل التربية الاجتماعية للنساء ركيزة لتنشئتهن ثقافياً، واجتماعياً.

ومن أهم محاور التنشئة الاجتماعية والثقافية نذكر ما يلي :

ـ  اعتماد نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية سبيلاً لاستنباط قيم المجتمع المسلم، وتعاليمه بالنسبة إلى الفرد والجماعة؛ حيث تتخذ آيات القرآن سبيلاً لتعريف النساء المستهدفات بالتكوين بمعانيه الجليلة، وما تشمله من أوامر ونواه تخص سلوكهن في تربية الأبناء وواجباتهن نحوهم وحقوقهن تجاه الزوج، خاصة وأن الإسلام قد حث على أن يكن عضواً صالحاً ومتعلماً وفاضلاً.

ـ  تنشئة النساء المستهدفات بالتكوين على الالتزام بمقومات السلوك البناء تجاه الأبناء والمجتمع، وذلك عن طريق توعيتهن بأصول الصحة والتغذية والتربية السليمة، ومقومات الأسرة المتوازنة، وأساليب صالحة لتنشئة الأبناء.

ـ إيراد قصص وحكايات تعرض لقيم إيجابية تجاه المحيط البيئي والإنساني، وما يشمله من عناصر كالأسرة، والعمل، والمحيط الطبيعي، وذلك كي تستفيد النساء من معانيها، وتستوعب مغزاها بخصوص مبادئ التصرف والسلوك السليم.

ـ جعل السيرة النبوية الشريفة حافزاً لاقتداء المتعلمات بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وبشيمه السمحة، وجعلها نموذجاً تقتفين أثره في فكرهن ووجدانهن وسلوكهن.

o على مستوى الأنشطة والوسائل:

إذا كانت المضامين تساهم في تنشئة النساء المستهدفات بالتكوين اجتماعياً وثقافياً، فإن الأنشطة والوسائل قد وظفت بدورها، لتحقيق هذا الغرض؛ حيث إنها  تتخذ في ثنايا المنهاج عنصراً من عناصر هذه التنشئة، وذلك من خلال استخدامها بكيفية تربوية مناسبة لتحقيق المبتغى. ويتجلى هذا الاستخدام على النحو الآتي :

 ـ جعل أسلوب المحاورة والمناقشة سبيلاً إلى ربط التكوين بتمثّلات النساء وأفكارهن، وتصوراتهن حول الواقع.

ـ اتخاذ بيئة النساء المستهدفات بالتكوين ومحيطهن الاجتماعي خلفيةً لإدراك القيم الاجتماعية والثقافية الواردة في الدروس، وربطها بها.

 ـ توظيف وسائل سمعية-بصرية تكون فرصة لربط القيم المجردة بالمرئيات المحسوسة. ومن ضمن هذه الوسائل أشرطة الفيديو، والصور الثابتة.

ـ استخدام المثال والحجة سبيلاً إلى إقناع النساء المستهدفات بالتكوين بمقومات السلوك  الإيجابي والتصرف السليم تجاه البيئة والمحيط والمجتمع.

2 . الأسس النفسية أو السيكولوجية :

إذا كانت الأسس الثقافية والاجتماعية للمنهاج تعتبر منطلقات لإدراك العلاقات المفترضة بين المتعلم ومحيطه، وسمات مميزة لهذا المحيط اجتماعياً، وثقافياً، وحضارياً، فإن الأسس النفسية أو السيكولوجية تتصل بذات المتعلم المستهدف بمنهاج تعليم النساء، وخصائصه، ومميزاته. وتشكل هذه الأسس مصدراً من مصادر اشتقاق أهداف المنهاج، وانتقاء محتوياته، واختيار طرائقه وأنشطته. وتتمثل هذه الأسس والخصائص في العناصر التي يقدمها الشكل الآتي:

  

 

  الخصائص الوجدانية للمتعلم :

 نَصِفُ بالوجدانية كلَّ ما يتعلق بالعواطف، والانفعالات، والاتجاهات، والقابليات، وغيرها مما يدرج في نطاق الأحاسيس. ومن المعلوم أن تعليم الكبار من أكثر الحقول اهتماماً بمجال هذه الأحاسيس لكونه يصبو إلى تعديل السلوك، وتغيير التمثلات والتصورات، ولأجل هذا الغرض يعتمد على المكونات الوجدانية وخصائصها.

 ماهي إذن هذه المناحي الوجدانية ؟

تتشكل الآليات الوجدانية من خلال جملة من الدوافع والمحركات التي تثير النشاط لدى المتعلمات، وتحدد اختياراتهن، واقتناعاتهن، ولكي يحقق تعليم النساء أهدافه ومقاصده، فلا بد وأن يكون المكون محيطاً بفحوى هذه الآليات، وقادراً على توظيفها توظيفاً تربوياً. وتتمثل هذه الخصائص الوجدانية في الجوانب الآتية :

o القابليات

هي كل ما هو قادر على تحريك الفرد، ودفعه إلى تبني تصرف معين، أو اختيار ما. وأساسها مبدأ إشباع الحاجة: كالحاجة إلى المعرفة والاكتشاف، والحاجة إلى الاندماج، والتعارف وغيرهما.

وينبغي أن يرتكز تعليم النساء باعتباره شقاً من تعليم الكبار على المبادئ الآتية :

ـ تحريك حاجة النساء إلى إيجاد الإجابة عن مشكلات وقضايا مطروحة عليهن في مجال الحياة الاجتماعية وتفاعلاتها.

 ـ استغلال حاجة النساء المستهدفات بالتكوين إلى التواصل والتحاور لإثارة الأسئلة، وجلبهن إلى مناقشة مختلف التصرفات والسلوكات.

 ـ جعل المحيط سبيلاً إلى الاكتشاف والمعرفة، والتوصل، خلال ذلك، إلى الحقائق والقيم المستهدفة.

o الاهتمامات

الاهتمامات هي جملة من النشاطات المفضلة لدى المتعلمات، والتي تحرك قابلياتهن للمعرفة والاكتشاف، وميولهن نحو موضوعات معينة.

وبما أن اهتمامات النساء في هذه المرحلة تتشكل من خلال ميلهن إلى النواحي العملية المنفعية، والاهتمام بالنشاط الاجتماعي، والرغبة في المشاركة فيه، فقد جعلت هذه الدوافع سبيلاً إلى تحفيز نشاطهن وتحريكه عبر الوسائل الآتية :

ـ استغلال الحاجة إلى التعاون وتحقيق الذات.

ـ استعمال موضوعات مثيرة لفكرهن كالقصة، والحادثة، والواقعة.

 ـ توظيف صور ثابتة ومتحركة تجلب اهتمامهن.

o الاتجاهــات

 يعرف الاتجاه بكونه حالة استعداد سيكولوجية تدفع الفرد إلى التصرف بطريقة معينة، وهو أسلوب منظم من التفكير والشعور تجاه الناس والجماعة .ويستهدف تعليم النساء تكوين اتجاهات ايجابية لديهن ترتبط بمواقفهن من البيئة، والأسرة، والصحة، والاقتصاد، وعلى هذا المنوال يسعى تعليم النساء إلى توليد هذه المواقف عبر وسائل منهجية، وأساليب إجرائية من غاياتها الأساس:

ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو القراءة والتعليم.

ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الصحة والتغذية.

 ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو تنظيم الأسرة وتوازنها.

ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الواجبات الدينية.

ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو العمل والنشاط الاقتصادي.

 ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو الحقوق المدنية والفردية والمساهمة في الحياة السياسية.

ـ تكوين اتجاهات إيجابية نحو المحافظة على البيئة والقيام بسلوكات غير مضرة بها.

 القيم والتوافق:

تنتهي جميع العوامل الوجدانية المشار إليها إلى القيم والتوافقات ؛ والقصد من ذلك أن كل ما تتعلمه النساء المستهدفات بالتكوين في دروس تعليم النساء، ينبغي أن يقود إلى النتائج الآتية  :

ـ استبطان منظومة من القيم المجردة التي تكوّن نظرة إلى الحياة ؛ هي نظرة الإنسان التي تظهر في سلوكه، وأفعاله، وأقواله، وتصرفاته إزاء نفسه، وإزاء غيره. وكلما تكونت هذه النظرة كان ذلك دليلاً على حدوث تغيير إيجابي في شخصية الفرد. ولأجل هذا يحرص تعليم النساء على الانتقال التدريجي من إدراك مظاهر وأفعال إلى تعميمها في إطار قيم مجردة.

ـ خلق نوع من التوافق لدى النساء بحيث يشعرن بأن السلوكات المكتسبة منسجمة مع المحيط، وبالتالي فهي مقبولة وقابلة للتوظيف في الحياة الاجتماعية.

ونلاحظ أن الآليات الوجدانية التي يمكن تخطيط تعليم النساء في ضوئها، يجب أن تنحو إلى نوع من التدرج الذي تعكسه الخطاطة الآتية المبينة للتطبيق الإجرائي لكل مستوى وجداني:

 

2.2. الخصائص الفكرية :

 إذا كان منهاج تعليم النساء يستند إلى خصائص وجدانية تمثل آليات  التكوين الوجداني للمتعلمات ومساراته، فإنه يعتمد كذلك على مسارات عقلية وفكرية توظف جميع طاقاتهن وإمكاناتهن الفكرية. ولذلك ينبغي توظيف أنجع السبل إلى تشغيل طاقة التفكير لدى المتعلمات، وذلك عبر الأساليب الآتية :

المحاورة والمناقشة

ينبغي أن يعتمد تعليم المرأة على أسلوب المحاورة والمناقشة عن طريق طرح أسئلة تستحث الفكر، وتثير لديهن الرغبة في البحث والاكتشاف.

الإحالة على المحيط

تشكل الإحالة على المحيط وسيلة من وسائل التفكير حيث تسعى النساء المستهدفات بالتكوين إلى ربط القيم والمبادئ المكتسبة بخبراتهن عن المحيط.

التأمل والتفكير

ينبغي أن تجد النساء المستهدفات بالتكوين في كل درس من دروس التكوين أنشطة للتأمل والتفكير عن طريق تعميمها على أمور أخرى من حياتهن.

الملاحظة والمعاينة

 تشكل المعاينة سبيلاً إلى إدراك الأمور المجردة التي يصعب استيعابها بالنسبة إلى المتعلمات، وأسلوب هذه المعاينة ملاحظة مظاهر اجتماعية وبيئية وغيرها.

العمليات الفكرية:

تمثل العمليات الفكرية مجموع المسارات التي تعتمد في تكوين النساء المستهدفات بالتكوين دينياً، وإمدادهن بالخبرات والمعارف اللازمة. وتتمثل هذه المعارف فيما يلي: المعرفـة

المعرفة ركن أساس من أركان المنهاج؛ فمن خلالها، تعرف النساء المستهدفات بالتكوين المعلومات الضرورية للإلمام بقضايا البيئة والسكان، والتشغيل والحقوق وغيرها، سواء كانت مفاهيم أو اصطلاحات أو أحداث أو غيرها.

الفهــم

يشكل الفهم مهارة أساساً من مهارات تعليم النساء، لأنهن عاجزات أحياناً عن إدراك بعض المفاهيم أو المعاني، ونظراً إلى ذلك تُبَثًّ في جميع الدروس أنشطةٌ للفهم من أهم خصائصها تأويل المعاني الضمنية، وربطها بانشغالاتهن الواقعية.  

التطبيق

إن غاية التطبيق إكساب النساء المستهدفات بالتكوين الخبرات اللازمة لأداء مختلف الأعمال التي تتطلب مهارات عملية كالحساب، والتدبير المنزلي، وفنون الطبخ، ورعاية الوليد، والتغذية السليمة، والزراعة، وفنون الحياكة والخياطة، وغيرها.

التحليل

يشكل التحليل، إلى جانب الفهم، عملية فكرية أساساً من عمليات التفكير في المنهاج. ويستخدم التحليل في البرامج والدروس لأجل تمكين النساء المستهدفات بالتكوين من استخراج العناصر المكونة لمختلف الخطابات المقروءة والمنطوقة، كما يمكن أن يستعمل لتحليل المواد كالسوائل، والأجهزة وغيرها.

العمليات العقلية العليا

إن استخدام مهارات عليا يتطلب من النساء المستهدفات بالتكوين عمليات عقلية عليا في معالجتهن لمشكلات مطروحة عليهن، وتكمن هذه المهارات في التركيب بين أشياء، وفي حل المشكلات أو المعضلات، وفي تقويم معطيات معينة كسلوكات، أو أفكار، أو مواقف، أو غيرها.

3.2.  الخصائص الحسية ــ الحركية :

إذا كان المنهاج يعتمد على الخصائص الوجدانية والفكرية للمتعلمات، فإنه يعتمد، كذلك، على خصائص حسية ـ حركية تتجلى في ما ينشده هذا التعليم من تنمية للمهارات الحسيةـ الحركية من خلال ما يلي:

ـ النطق والتلفظ أثناء القراءة والكتابة.

 ـ حسن تلاوة القرآن الكريم وقراءته قراءة صحيحة وسليمة.

 ـ حسن أداء العبادات كالوضوء، والتيمم، والصلاة، أداء صحيحاً.

 ـ الأداء والإنجاز لمختلف المهارات العملية والخبرات المهنية كفنون الطبخ، والحياكة، والخياطة، والتطريز، والزراعة، ورعاية الوليد.

 .3 الأسس المعرفية الدينية:

 لا يمكن لمعدّ منهاج يستهدف المتعلمات من المسلمات إلا أن يأخذ بعين الاعتبار، أثناء عمليات الإعداد، الأسس المعرفية الدينية. وتسمى كذلك، "أسساً ابستمولوجية" نسبة إلى علوم الإبستمولوجيا التي تهتم بتاريخ المعرفة ومفاهيمها ومناهجها. وأصول المعرفة الدينية هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، أما فروعها  فهي كل ما أنتج من فكر ديني إسلامي على مر السنين باعتباره مصدراً لمعرفة أمور الدين.

من هذا المنطلق تشكل الأسس الدينية مصدرا أساساً من مصادر المنهاج، وبخاصة على مستوى القيم الدينية، والمعتقدات، والمعاملات، وباعتبار أن ديننا الإسلامي يمتد بتأثيره إلى جميع أمور الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية والحقوقية، وغيرها.

1.3. مصادر المعرفة الدينية :

يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدرين أساسَيْن لمنهاج تعليم النساء؛ فهما عمادا هذا المنهاج ومرجعاه الأساسان، منهما تنطلق جميع المعطيات، وإليهما تؤول.

ومن ثم يجب أن تحتل نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف موقعاً متميزاً في تعليم النساء، وأن تعطى لهما مكانة خاصة، ليشكلا بذلك منطلقاً للدروس، وركيزة لها.

ويمكن أن يجيء توظيف القرآن الكريم والسنة النبوية في أكثر من سياق نعرض له كما يلي :

o القرآن الكريم:

 القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل  على نبيه المصطفى الأمين محمد عليه الصلاة والسلام. وهو المصدر الأول، والمنبع الأساس لكل معرفة دينية؛ إذ منه نستقي قيم حياتنا، وأحكام شريعتنا، ونظراً إلى ذلك يجب على تعليم النساء أن يجعل آيات القرآن  منطلقاً لكل نشاط تربوي، وسنداً له، فتخصص حصص للتلاوة والتفسير؛ تقرأ خلالها النساء المستهدفات بالتكوين سور القرآن الكريم، ويتدبرن معانيها، ويحفظن منها ما تيسر لهن. وغاية  ذلك جعلهن يدركن أن القرآن هو المصدر الأساس؛ منه تستمد الأحكام، والقيم، والمعاني، عقيدة وشريعة، وتعويدهن بالتالي، على قراءته، والعناية به.

o السنة النبوية الشريفة:

 يشكل الحديث الشريف مصدراً من مصادر منهج  تعليم النساء، ومرجعاً له، حيث يمكن إدماجه عن طريق بث نصوص الحديث الشريف في ثنايا المنهاج لتكون منطلقاً لاستنباط الأحكام، أو مختتما ًلما يعززها. وغاية هذا الإجراء هو جعل النساء المستهدفات بالتكوين يدركن أن السنة سواء أكانت قولاً، أم فعلاً، أم تقريراً، فهي مصدر من مصادر التشريع، ومرجعٌ له.

o المرجعيات الدينية:

إذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المصدرين الأولين والأساسَيْن في منهاج تعليم النساء، فثمة مصادر أخرى ترتبط بما أنتجه العقل المسلم من فكر. ويتلخص فيما يلي :

ـ كل ما صدر عن السلف الصالح من قول أو فعل منضبطين بأحكام الشرع يعدّ مرجعاً يهتدي به الدارس والمتعلم  في فهم أمور الدين.

ـ كل ما أنتجه علماء الإسلام  من فكر لشرح أمور الدين وتوضيحها على عدة مستويات.

3.2 خصائص المعرفة الدينية:

كل واضع للمنهاج وفق أساليب حديثة يكون مرجعه في عمله الخلفية الإبستمولوجية للمعرفة والتي تشكل موضوعاً لهذا المنهاج. وتتشكل هذه الخلفية من حقل المفاهيم والمناهج المتداولة في تلك المعرفة.

ويفيد هذا الأمر بالنسبة إلى منهاج تعليم النساء المبدأ الآتي :

إن وضع منهاج تعليم النساء يستلزم اعتبار خصوصية المعرفة الدينية التي أنتجها علماء الإسلام والتي تتجلى في :

ـ المفاهيم المتداولة في هذه المعرفة من عقائد وعبادات ومعاملات.

 ـ المناهج المستخدمة لاكتساب هذه المعرفة كتعلم القرآن، والفرائض وصفة أداء العبادات.

ـ القيم السائدة فيها والتي توجه سلوك المسلم وتصرفه إزاء ربه وإزاء محيطه البشري.

 ويوضح الرسم الآتي كيفية الاستفادة من المعرفة الدينية :

 

ويجب أن يُتَّبع في توظيف المعرفة الدينية على وجه العموم منهجان متكاملان كما هو مبين في الخطاطة التالية :

 

.4 الأسس التربوية

تعد الأسس التربوية مصدراً من مصادر المنهاج، وأساساً من أسسه، لأنها مرجع لاختيار الأنشطة والوسائل، وانتقاء أساليب التعليم والتعلم. وإذا كانت الأسس المعرفية مرجعاً لانتقاء المادة ومعالجتها، فإن الأسس التربوية إطار مرجعي لتنظيم العلاقة بين المكون وطلابه، وبين النساء المستهدفات بالتكوين أنفسهن، وكلما حددت هذه الأسس بدقة، تيسر انتقاء الطرق والوسائل.

ومن أهم الجوانب التربوية التي يمكن أن يعتمدها تعليم النساء، نذكر ما يلي :

ـ تصميم المحتويات وفق النظريات المحورية للمناهج.

 ـ اعتماد طرق التنشيط وأساليبه.

 ـ توظيف الوسائل السمعيةـ البصرية والتكنولوجيات الحديثة.

 ـ اعتماد مبادئ التقويم الشامل، وإدماج استراتيجيات الدعم.

1.4. النظريات المحورية للمناهج :

توجد في حقل بناء المعرفة التكوينية، وتصميم محتويات المناهج، نظريتان عامتان:

نظرية تجزيئية

 تتعامل مع المادة الدراسية باعتبارها فروعاً وأجزاء منقسمة، لكل جزء منها خصوصيات مميزة؛ أي تجزأ المادة إلى فروع صغيرة تنظم في صيغة دروس منفصلة عن بعضها. ونسمي هذا الأسلوب مدرسياً وهو أسلوب لا يناسب تعليم الكبار.

 نظرية محورية

 تتعامل مع المادة الدراسية باعتبارها أجزاء متصلة فيما بينها بحيث يمكن أن تتكامل وتتداخل. ونظراً إلى ذلك  تنظم تلك المادة وفق محاور شاملة وجامعة. وهذا الأسلوب يناسب تعليم الكبار.

2.4. اعتماد طرق التنشيط وأساليبه :

أكدنا آنفاً على ضرورة التوفر على تعليم ينسجم مع الكبار، ويتوافق والأهداف المنشودة، وقد تجسم هذا المطلب عملياً في اعتماد طرق التنشيط وأساليبه وفق خطة منهجية منظمة :

إن تعليم الكبار ينص اليوم على أهمية اعتماد التجربة الذاتية للمتعلم في تعليمه، وخلق روح المبادرة لديه باعتباره فرداً مسؤولاً. وقد دلت تجارب علمية على أن الاقتناع يحصل كثيراً عندما يكون اكتشاف الحقائق ناتجاً عن تفكير وتأمل وجهد شخصي. في هذا الصدد، ينبغي أن يعتمد  تعلم النساء على أساليب متفتحة تستند إلى ما يلي :

ـ المحاورة والمناقشة داخل الصف.

 ـ التفتّح على تجربة المتعلم وخبرته الشخصية.

 ـ نشر روح العمل الجماعي التعاوني.

 ـ التكليف بمهام فردية وجماعية.

ـ استخدام أساليب البرهنة والاستدلال.

ـ الحث على التأمل والتفكير.

3.4.  إدماج الوسائل :

 يعد تعليم النساء، باعتباره تعليماً للكبار ذا منحى معرفي ومهاري وقيمي، من أكثر المجالات احتياجاً إلى الوسائل المساعدة، والوسائل السمعيةـ البصرية، والتكنولوجيات الحديثة. وذلك لأن تنوع محاوره، وشمولية معارفه تجعله أكثر  استيعاباً من غيره لهذه الوسائل شريطة أن توظف توظيفاً حسناً يناسب خصوصية المادة.

 ويجد هذا الإدماج مسوغاته في مناحٍ عدة من أهمها ما يلي :

ـ وجود مفاهيم وقيم مجردة تتطلب الربط بمظاهر حسية، ومرئية، وسمعية، حتى تدركها النساء المستهدفات بالتكوين ، ويستوعبنها ومنها : المفاهيم البيئية والحقوقية.

ـ تضمن تعليم النساء لأنشطة أدائية تعتمد على أداءات وإنجازات فعلية كتعليم المهارات العملية، والأنشطة المهنية، وأساليب التدبير المنزلي.

ـ ارتباط تعليم النساء ارتباطاًوثيقاً بالمحيط الاجتماعي، وبقضايا الإنسان وسلوكه، وسبل عيشه، مما يجعل من الرؤية العيانية أمراً ضرورياً للتعلم.

4.4.  اعتماد مفهوم التقويم الشامل:

يتمثل التقويم الشامل في تجاوز النظرة الضيقة التي تجعل من التقويم وسيلة للحكم على النساء المستهدفات بالتكوين، إلى نظرة حديثة تجعل منه أداة تناسب تعليم الكبار، وتحقق ما يلي:

 ـ كشف صعوبات التعلّم وثغراته.

 ـ تقصّي الوسائل والإمكانات المستخدمة في التعليم.

ـ أخذ معلومات عن نتائج التدريس.

 ـ اتخاذ قرارات للدعم والترشيد.

لهذا الغرض ينبغي استخدام خطة عملية تدمج التقويم الشامل، وذلك على النحو الآتي:

lالتشخيص: تشخيص الخبرات السابقة للنساء المستهدفات بالتكوين  واعتمادها في تعليم أمور جديدة  وهو ما يسمى باختبار التموضع الذي يحدد موقعهن بالنسبة إلى البرنامج وأهدافه (  Test de positionnement).

l التتبع: تتبع عمل النساء المستهدفات بالتكوين باستمرار، وإرشادهن نحو السبل  التي تنظم مجهودهن وتوجهه.

l الفحص: فحص الحصيلة الإجمالية لكل وحدة عبر وقفات للتقويم النهائي.

l الترشيد: ترشيد جهود النساء المستهدفات بالتكوين بواسطة أنشطة داعمة.

 
     

اتصـل  بــنــا

     

 جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم  | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه