| موقع تكنولوجيا التعليم | قسم المقالات التعليمية |

تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا 

الـصـفـحـة الـرئيـسيـة

       

دراسات تـعـلـيـميـة

قــائـمـة الـمقــالات

محاضـرات تـعـليـمية

قـضـايـــا تـعـلـيـميـة

مـشاركات الأعـضاء

           
جميع حقوق البحث والدراسة محفوظة لصاحبها ويتم الإشارة لإسم الكاتب والباحث والمصدر في حالة توفرهم .... ويسعدني تلقي مساهماتكم على بريدي الإلكتروني .... مع تحياتي .... معد ومصمم الموقع الاستاذ / ربيع عبد الفتاح طبنجة

 

موضوع المقالة :  غرفة العمليات

الكاتب أو الناشر:  د. خليفة السويدي

 

 

غرفة العمليات

غرفة العمليات مصطلح له اكثر من معنى فهذه الغرفة تعني المكان الذي تجرى فيه العمليات الجراحية اذا ما ارتبط الاسم بالمستشفى, وهي قد تعني مركز القيادة والتحكم والسيطرة واصدار الاوامر اذا ما قورنت هذه الجملة بالقوات

المسلحة. وايضا لهذا المصطلح معنى عندنا في التربية والتعليم فهو يعني الفصل الدراسي ذلك المكان غير المعقم غير المجهز, والذي نطلب فيه من معلم غير مؤهل ان يعالج فيه اغلى ما تملكه الدولة ــ انهم جيل المستقبل ــ بل ان دور المعلم لا ينحصر في العلاج من مرض الجهل... حيث يجب عليه ان يقوم بدور الوقاية وهي مقدمة على العلاج. كما نعلم من المثل العربي ان الطبيب قد يقتل شخصا او اثنين او ثلاثة وعندها يحال الى التحقيق, واذا ثبت جهله تسحب منه رخصة الممارسة, لكن المعلم قد يقتل جيلا من البشر في مجزرة جماعية لا ينتبه له احد لأن القتل التربوي بطيء جدا فهو يتعامل مع العقول والانفس وهما عنصران خفيان.

أرض الواقع

بدعوة كريمة من احد الزملاء, وهو يعمل مديرا لمنطقة تعليمية حضرت بصورة غير رسمية احدى المقابلات التي تجرى للراغبين في الالتحاق بمهنة التعليم من ابناء الدولة. وقد دفعتني للمشاركة في هذه اللجنة رغبة اكيدة منى لمعرفة مدى توافق برامج اعداد المعلمين في الدولة مع حاجات وواقع العملية التربوية فكثيرا ما يهتم الاكاديميون بالعيش في بروج التفكير والتنظير بعيدا عن الواقع, وبالفعل في ذلك اليوم الاغر ذهبت الى غرفة المقابلات حيث جلس مدير المنطقة التعليمية الذي اظهر في ثنايا المقابلات ثقافة تعليمية رائدة وخبرة تربوية رائعة, وشاركته في اللجنة مربيتان فاضلتان تخصصت احداهن في المادة التعليمية التي تجرى حولها المقابلة والاخرى كانت تقيس مهارات ادارة الصف والتفاعل الصفي والمعلمتان تمثلان نموذجا تربويا رائعا لفتاة الامارات التي جمعت بين الاصالة والمعاصرة. وبدأت لجنة المقابلات برنامجها بادخال معلمات المستقبل واحدة تلو الاخرى, وقد تفاجأت بعض المتقدمات بوجودي لأنني تشرفت بتدريس بعضهن في الجامعة, فكان مدير المنطقة يعلق باسما ان الدكتور قادم ليرى نتائج كليته. وطرحت الاسئلة من اعضاء اللجنة الثلاثة غالبا وتفاوتت ردة افعال الممتحنات بين الامتياز والرسوب والذي يعبر عنه في استمارة الفحص بلفظ انسب وهو (دون المستوى) وهنا جالت في خاطري هذه الاسئلة: أين ستعمل خريجة كلية التربية التي حصلت على تقدير (دون المستوى) ؟ وهل عندنا ذلك العدد الفائض من البشر لكي لا نحسن توجيههم من بداية مشوارهم الاكاديمي؟ ومتى توطن مهنة التعليم في الدولة؟ وبالاخص اذا علمنا ان نسبة المواطنين لا تتجاوز 25% من المعلمين, فلو اضفنا الى ذلك ان هناك عزوفا عن كلية التربية بجامعة الامارات وبالاخص البنين, الذين يبلغ عددهم حتى العام الجامعي 96/97 ــ 101 طالب منهم 72 في تخصص التربية الرياضية, وبعد ذلك كانت نتيجة المقابلات في ذلك اليوم المشهود ان ما يقارب نصف العدد (دون المستوى) .

الغاية غير المبررة

قد يقول قائل لما هذا التشدد في تعيين المواطن في مهنة التعليم؟ فمن حق المواطن الحصول على وظيفة. ورأيي الشخصي, ان من اخطر الاماكن التي يعين فيها المواطن غير المعد الاعداد المناسب هو في مهنة التعليم لأنه سيحطم جيلا من جنود المستقبل. وثانيا ان المواطن اذا التحق بهذه المهنة فلن يتمكن احد من انهاء خدماته! واسألوا مدراء المدارس عن واقع تعاملهم مع المعلم المواطن الذي اجبرته الظروف على العمل في مجال التعليم, لذلك فانا مع كافة الاجراءات التي تتخذها الوزارة للتأكد من ان الميدان لا يحتضن سوى العناصر المناسبة.

قبل البداية

في ثنايا المقابلة حرصت على تصفح اوراق المتقدمات اللائي كانت نتيجتهن (دون المستوى) فرأيت ان الاوراق تشير الى ضعف مستوى المتقدمة للمهنة, في نتائج الثانوية العامة وكذلك المرحلة الجامعية مما جعلني اشعر بشيء من الراحة ان تقديرات كليات الجامعة اصبحت تعطينا مؤشرا دقيقا عن مستوى الخريجة. من هنا ارى اهمية اجراء مقابلات مع الراغبين في الالتحاق بركب المعلمين قبل انتمائهم لكليات الجامعة وهناك اختبارات معروفة لشخصية المعلم وقدراته المختلفة. احس ان الوقت قد حان لتطبيقها في مراكز اعداد المعلمين في الدولة, فلو احسنا اختيار طلاب كليات اعداد المعلمين لخلصنا الى نتائج رائدة في الميدان.

مهنة تخص

هناك جدل في الاوساط التربوية يدور حول مدى تمكن طلاب كلية التربية من التخصص الذي يدرسونه اذا ما قارناهم بخريجات الكليات الاخرى (العلوم الانسانية والعلوم), فيقال ان المتخصص في مادة الكيمياء في كلية العلوم اكثر معرفة من طالب كلية التربية الذي يدرس (3) حزم, الاولى في متطلبات الجامعة, والثانية في التخصص, والثالثة في طرق التدريس, بينما طالب العلوم الانسانية يدرس المتطلبات العامة ومواد تخصصه مما جعل خريج كلية العلوم او العلوم الانسانية اكثر معرفة بالتخصص من خريج كلية التربية. وانا لا اقبل هذا الرأي او ارفضه لكني اخط السؤال التالي, هل نحن في مدارسنا بحاجة الى الكيميائي والفيزيائي والتاريخي والجغرافي ام اننا بحاجة الى معلم مادة الكيمياء والفيزياء والتاريخ والجغرافيا؟ فاذا كنا بحاجة الى المعلمين فهناك برامج حديثة في العالم لاعدادهم, فمعلم الفيزياء ليس بحاجة الى ان يدرس كل مواد الفيزياء, وكذلك بقية المعلمين بل هم في حاجة الى دراسة اسس المادة التي تخصصوا فيها وهم بحاجة الى معرفة مناهج دولة الامارات لهذه المادة وكذلك الطرق الحديثة في تدريس هذا التخصص وكذلك فنون التعامل مع الطلاب وبالطبع لن يدرس طالب كلية العلوم هذه المسائل في كليته.

كلية المعلمين

هناك عجز واضح في اعداد المعلمين المواطنين في الميدان التربوي في الدولة, هذا العجز لا ينبغي ان يجعلنا نتساهل في شروط التحاق الناس بهذه المهنة ففي هذه السنة مثلا , حولت مجموعة من الطالبات الى كلية التربية من الكليات الاخرى 67% من المحولات كان تقديرهن في كلياتهن ما يعادل المقبول هذا الامر يدفعنا الى اهمية القول باعادة النظر في برامج كلية التربية وتحويلها الى كلية معلمين لا يدخلها الا من تحققت فيه شروط المهنة وبعد الاعداد المناسب من اول يوم يلتحق فيه الطالب بالكلية ليكون معلما ناجحا في تخصصه ومهنته فهذا المعلم يملك القدر المعرفي المناسب وكذلك مهارات التدريس والتفاعل الصفي, هذا الاعداد تشارك في اعداده لجان فنية متخصصة من وزارة التربية لأنها سوق العمل لهؤلاء المعلمين وعندها لن نحتاج الى مقابلات تجرى فكل معلم لديه ما يمكنه من النجاح في دوره.

انذار انجليزي

المتصفح لشبكة المعلومات (الانترنت) يجد خطابا لكبيرة المستشارين في وزارة التربية البريطانية انثا ملت, تحذر المجتمع البريطاني من خطورة الانحناء بضغط العجز في اعداد المعلمين بالتساهل في شروط التحاقهم بالمهنة, فهي ترى ان مستقبل بريطانيا في التحاق المتحمسين والموهوبين بهذه المهنة بحيث يطبق عليهم برنامج قوي لبناء قدراتهم وتطوير الاداء لديهم ومن ثم ايجاد معايير ومحكات واضحة للتأكد من اهليتهم في الحصول على اجازة التدريس.
 

 

 
     

اتصـل  بــنــا

     

 جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم  | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه