| موقع تكنولوجيا التعليم | قسم المقالات التعليمية |

تفضل بزيارة منتدى الموقع في حلته الجديد من هنا 

الـصـفـحـة الـرئيـسيـة

       

دراسات تـعـلـيـميـة

قــائـمـة الـمقــالات

محاضـرات تـعـليـمية

قـضـايـــا تـعـلـيـميـة

مـشاركات الأعـضاء

           
جميع حقوق البحث والدراسة محفوظة لصاحبها ويتم الإشارة لإسم الكاتب والباحث والمصدر في حالة توفرهم .... ويسعدني تلقي مساهماتكم على بريدي الإلكتروني .... مع تحياتي .... معد ومصمم الموقع الاستاذ / ربيع عبد الفتاح طبنجة

 

موضوع المقالة :   رؤية حول المستقبل التعليمي

الكاتب أو الناشر:  د. عبد العزيز بن عبد الرحمن الثنيان

 

 

رؤية حول المستقبل التعليمي

والغد قادم، والعالم يتحدث عن القرن الحادي والعشرين فهو تاريخ الأقوياء، وما كأن قرناً هجرياً جديداً قد مر على العالم منذ تسعة عشر عاماً، ولكنها سنة الحياة فالغالب كما قال ابن خلدون متبوع ومُقلد. هذا القرن القادم يتناوله المفكرون بالحديث، ويشير إليه السياسيون بالقول وقد رسموا له الأفكار ووضعوا له البرامج، وزعموا أنه سيكون عصر العلم والمعرفة، وأن الصراع العسكري بين القوى العظمى قد ولى وامَّحى. وصدرت التقارير تباعاً، وشكلت اللجان، وتوالت الكتب تتحدث عن الغد والمستقبل، وشارك التربويون سواهم في الآمال والطموح وأصدروا توصياتهم وبسطوا آراءهم. ومن أجمل ما قرأت كتاب «الاستعداد للقرن الحادي والعشرين» لبول كنيدي، وكتاب «المتناطحون» للسترثرو، وكتاب «المعلوماتية بعد الإنترنت (طريق المستقبل)» لبل جيت صاحب شركة مايكروسوفت العملاقة في عالم الكمبيوتر. وكل هذه الكتب مترجمة، وتناولت التعليم وتحدثت عن القرن القادم وأنه عصر العلم والمعلومات، وأن الصراع في الغد سيكون صراع مال واقتصاد، وتنافس علم ومعرفة وتسابق حول الصناعة والمعلومات. وإن المرء في عالمنا العربي والإسلامي يتأسى ويتحسر وهو يرى هذا السباق وذلك التنافس بين تلك الدول الغنية، بل صرنا نشاهد اندماجاً بين شركات كبرى، واتحاداً في الاقتصاد بين دول غنية. فهاهو«اليورو» العملة الأوروبية الجديدة قد أطل برأسه وبدأت شمسه تشرق. وفي زيارتي لليابان زرنا عدداً من الجامعات وكمًّا من المدارس وشاهدنا الحماسة والاهتمام والعمل الدائم والإقبال الجماعي على الأداء والحركة. إنهم بتلك الروح التعليمية، وذلك البناء للإنسان والاستثمار في التعليم استطاعوا أن يشقوا طريقهم الاقتصادي، وأن تنمو بلادهم، وأن يجتاحوا العالم بصناعتهم وأموالهم، يقول بول كنيدي في كتابه «الاستعداد للقرن الحادي والعشرين»: «تعتبر التربية عنصراً حيوياً في اليابان، وبينما يؤكد اليابانيون على ضرورة امتلاك المعرفة، فإنهم يقيمون أيضاً وزناً كبيراً للنشاطات التعليمية الجماعية أكثر من تشجيع الإبداع الفردي في التعليم، حيث يسعون إلى حصول كل طلاب أي صف مدرسي على المقاييس الأساسية من القراءة والحساب، ويعتبر الأساتذة في اليابان كنزاً قيماً، فالشعور بالانتماء إليهم قوي». ولقد صدق الرجل فايم الله، إن المعلمين هم الكنز الحقيقي، وهم صناع المستقبل، وفيهم الأمل بعد الله. ويقول هذا المؤلف: «إن مما يشير إلى أن اليابان تفضل كل ما هو عملي هو أنها تتقدم على الصعيد العالمي في نسبة العلماء والمهندسين، ففيها ستون ألفاً لكل مليون نسمة، وينخرط نحو ثمانمائة ألف ياباني في مؤسسات البحث والتطوير». وما أكبره من عدد قد فرغوه للبحث والتطوير فهل نفعل ذلك؟ ويقول كذلك: «لقد صارت أهم سبعة بنوك عالمية من أصل عشرة يابانية، وأن تسعة وعشرين من أكبر مائة بنك في العالم يابانية، وتمتلك ألمانيا اثني عشر بنكاً، وفرنسا عشرة بنوك، ولكلٍّ من أمريكا وإيطاليا تسعة بنوك، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن شركات التأمين العالمية، أربع من أصل خمس شركات يابانية، وكانت شركة تويوتا وهيتاشي وتوشيبا وأكبر أربع وثلاثين شركة من أصل مائة شركة في العالم يابانية». أما لسترثرو فيقول في كتابه «المتناطحون»: «إن أكبر تسع شركات متنوعة الخدمات جميعها شركات يابانية، أما الشركة العاشرة وهي شركة إي. تي آند. تي (AT&T) - فهي أمريكية». ويقول كذلك لسترثرو في صفحة أخرى وهو يتحدث عن البحث والتطوير: «في أوروبا واليابان لا تخفض نفقات البحث والتطوير، حيث ينظر إليهما على أنهما مصدر للقوة التنافسية على المدى البعيد، ويمكن ملاحظة طراز الإنفاق نفسه في نفقات الاستثمار والتدريب». ويعيب هذا المؤلف على الأمريكان تراجع الإنفاق على البحوث ولهذا يقول: «تعتبر أنظمة المحاسبة من السلوك الإنساني وتنعكس المواقف إزاء الأمور المهمة. ففي التقاليد المحاسبية الأمريكية، التي تعتبر عملية البحث والتطوير نفقة، يؤدي تخفيض الإنفاق على البحث والتطوير إلى زيادة الحد الأدنى للأرباح مباشرة. أما في اليابان حيث يعتبر البحث والتطوير جزءاً من رأس المال فلا يحدث ذلك». ويقول بيل جيت في كتابه «المعلوماتية»: «إن طريق المعلومات السريع سوف يساعد على رفع المقاييس التعليمية لكل فرد في الأجيال القادمة. فسوف يتيح ظهور طرائق جديدة للتدريس، ومجالاً أوسع بكثير للاختيار. وسيكون بالإمكان توفير مقررات دراسية عالية الجودة بتمويل حكومي مجاناً وسيتنافس البائعون من القطاع الخاص عل تجويد المواد المجانية. كذلك يمكن لطريق المعلومات السريع أن يمثل وسيلة تختبر من خلالها المدارس مدى صلاحية المدرسين الجدد للعمل أو تستخدم خدماتهم من خلالها عن بعد. وفضلاً عن ذلك فسوف يجعل طريق المعلومات السريع التعليم المنزلي أكثر سهولة وسيتيح للآباء أن يختاروا بعض الفصول من بين مجموعة متنوعة من إمكانات الجودة وتظل لهم مع ذلك السيطرة على المحتوى. وسوف يمثل التعليم باستخدام الكمبيوتر نقطة الانطلاق نحو التعلم المستمر من الكمبيوتر. وسوف يقوم مدرسو المستقبل الجيدون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات عبر طريق المعلومات السريع، فسيظل مطلوباً منهم أن يروا متى يختبرون ومتى يعلقون أو ينبهون أو يثيرون الاهتمام، وسيظل مطلوباً منهم أن ينموا مهارات الطلاب في مجال الاتصال الكتابي والشفاهي، كما سيستخدمون التكنولوجيا كنقطة بداية أو كوسيلة مساعدة. إن المدرسين الناجحين سيعملون بوصفهم مدربين وشركاء وكمنافذ خلاقة وجسور اتصال بالعالم». إن هذه الرؤية التي يعرضها هؤلاء عن المستقبل والاهتمام بالعلم والبحث والتدريب وهم المالكون للمال والاقتصاد، والمتسابقون نحو المعرفة والمعلومة تجعلنا نتساءل أين نحن؟ وهل عملنا؟ وكيف نعمل؟ ولقد تأمل القائمون على التعليم في المملكة هذه التداعيات وتلك السباقات ورجوا وأملوا أن يكون لهم برنامج يقدمونه وأداء يبذلونه، وعقدوا الندوات الواحدة تلو الأخرى وشاركوا في المنتديات التي تقام عن المستقبل التربوي، والرؤية القادمة حول التعليم وذلك على مستوى دول مجلس التعاون وعلى المستوى العربي والعالمي وكلهم أمل ورجاء أن يحققوا لوطنهم الخير والمجد. وإني أرى أن الأماني لا تنفع، وأن جلد الذات لا يجدي، وأن نقد هذا المنهج وذلك الكتاب لا يثمر، فالناس يعرفون أنهم الآن في عالم واحد وأرض واحدة، المعلومات تنهمر، والقنوات الفضائية تنقل لهم الجديد لحظة بلحظة في هذه الكرة الأرضية، وصار المال متحركاً لا وطن له، وأصبحت الذراع العالمية تتحرك نحو الجدوى الاقتصادية في هذا البلد أو ذاك. ويبقى الدور على الجميع مسؤولين وغيرهم، يقول المفكر الجزائري ابن باديس: «لو أن كل فرد عاد لذاته وأصلح من نفسه لصلح جزء من كل وبالتالي صلح الكل كله». وأولئك بناة المستقبل المعلمون إنهم لو تفاعلوا وتساءلوا هذا السؤال وحاسبوا ذواتهم وربوا أبناءنا على التفكير والتفاعل وقوة الشخصية والمهارة وحب العمل فإنهم الكنز الذي أرى أن المستقبل يبنى من خلاله وهم السواعد التي ستصنع الغد. إنك يا أخي المعلم ويا أختي المعلمة مهما كان تخصصكم وأياً كان موقعكم لكم الأثر وعندكم الغد، فأقبلوا على مهنتكم واتقوا الله في رسالتكم. فلديكم قرابة خمسة ملايين طالب وطالبة يؤمون دور العلم كل يوم ويجلسون أمامكم يستمعون ويتأثرون، فراقبوا الله في هذه الأمانة وخافوه في هذا الامتياز العقلي الذي منحكم الوطن إياه، ولا يقل أيٌّ منكم إنه قطرة في بحر ولن تؤثر، إن الأمطار مجموع قطرات تتكون منها الأنهار وتجري منها الوديان فكونوا أمطار خير وأنهار مجد. وعلى المجتمع أن يقف تحية لكل معلم، ولنضع الأناشيد في المعلمين، ولنعد الهيبة للمعلمين، ولنربِّ أبناءنا على احترام المعلمين، ولنقم الدورات التدريبية للمعلمين، ولنجعل من المعلم الحصان الذي يقود عربة المستقبل، والبدر الذي يضيء القرن القادم. ووالله ،قسمي، لو تفاعل المعلمون جميعهم لبان الأثر ونطق العمل. وأملي فيهم كبير ولن أملَّ من الحديث عنهم والثناء عليهم.

 

 
     

اتصـل  بــنــا

     

 جـمـيـع الحـقـوق محـفوظـة لـمـوقـع تكـنـولـوجيـا التـعلـيـم  | إعداد وتصمـم الـموقـع والمـنـتدى : ربـيـع عبـد الفـتاح طبـنـجـه