::التربـــ الإسلامي العربي ــوي::د. يسري مصطفى::رسالة دكتوراه أحمد الصغير



اسم الباحث:

د. إبراهيم شوقي عبد الحميد

عنوان الدراسة:

مشكلات طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة

2-مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي

(1) موضوع البحث وأهميته

يتمثل موضوع البحث : في استكشاف أهم مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي ( الدراسات العليا ) لدى طلاب وطالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة ، ودراسة الفروق في هذه المشكلات بين مختلف فئات الطلبة، وفقاً لتباينهم من حيث الجنس والمستوى الدراسي ونوع الكلية (نظرية  –عملية) ومستوى التحصيل ومحل الإقامة (بالسكن الجامعي خارجه).

وتنبع أهمية البحث من حقيقة مؤداها  أن  المشكلات المتعلقة بالمستقبل كما يدركها الشباب تعكس اتجاهاتهم نحو المستقبل وتوقعاتهم له. وترتبط توقعاتهم للمستقبل الشخصي إيجابيا باحترام الذات (Wenglert, L. & svenson, O., 1982)، كما ترتبط سلبياً بتوتراتهم (Rehman,s. & Hasan, Q.,1984) . ومما يضيف إلى أهمية دراسة تصورات الشباب عن مستقبلهم الشخصي ارتباطها بكل من الدافعية للدراسة و المستوى التحصيلي  (Van-Catster, k.; lens, w; Nuttin, J, 1987).
ولذا فإن دراسة المشكلات المتعلقة بالمستقبل الشخصي تعكس مؤشرات غاية في الأهمية، كصورة الذات والتوتر النفسي والدافعية العامة بصفة مجملة، والدافعية للدراسة بصفة خاصة. ونظراً لما يشهده المجتمع الخليجي من تغيرات متلاحقة، تؤثر على الأفراد والجماعات، ثمة حاجة إلى استكشاف مشكلات الشباب المتعلقة بالمستقبل الزواجي والأكاديمي. ولذا فإن للبحث الحالي أهميته النظرية والعملية.
الأهمية النظرية:

1-الكشف عن أهم مشكلات المستقبل لدى طلبة التعليم الجامعي، وهو التعليم الرئيسي الذي يعد الشاب للحياة العملية بحكم ما يوفرة من إمكانات ضخمة مادية و بشرية تعمل على إشباع اهتمامات الشباب، وتنمية قدراتهم، وتهيئتهم للحياة العملية.

2-ولأن إدراك المشكلة لا يخلو من الذاتية، تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف مدى تباين المشكلات كما وكيفاً باختلاف الفئات الطلابية، ذكور وإناث، من مختلف المستويات الدراسية والتحصيلية وغيرها من محاور التقسيم .ولعل تكرار المشكلة بين عدد كبير من الأفراد يضفي عليها قدراً كبيراً من الموضوعية.

3-وباعتبار أن المشكلات كما يدركها الطلاب تعكس اتجاهاتهم نحو أنفسهم والآخرين، وكل ما يتعلق بموضوع المشكلة، ونحو الحاضر والمستقبل، فمن شأن دراستها أن يفضي إلى التنبؤ بمواقف الشباب من الزواج والدراسات العليا. وأياً كانت طبيعة تصورات الطلبة عن مستقبلهم- موضوعية كانت أو ذاتية- فإن لهذا الإدراك أثراً كبيراً على سلوكياتهم ودوافعهم وطموحاتهم .

الأهمية العملية:

بادئ ذي بدء فإن إجراء مثل هذه البحوث التي تعنى بدراسة مشكلات المجتمع الطلابي تعكس للطلبة مدى اهتمام الإدارة الجامعية بهم وبالسعي نحو حل مشكلاتهم، وهذا في حد ذاته ينمي اتجاهاتهم الإيجابية نحو الجامعة، مما يثير من دافعيتهم للتعلم ويحد من التوتر والشعور بالإحباط، و يمهد الطريق أمام الجهود الرامية إلى حل المشكلات بصورة مباشرة.

وقد يشير إدراك الطلبة لوجود مشكلات تختص بمستقبلهم الشخصي والاجتماعي إلى وجود قصور في أحد أو بعض - وإن لم يكن كل ما يلي:-

1-وجود مشكلات واقعية تختص بمستقبلهم الشخصي الاجتماعي.

2-الإدراك السلبي للمثيرات والخبرات المتعلقة بمستقبلهم الشخصي الاجتماعي.

3-توقعاتهم السلبية عن المستقبل، مما يعكس درجة مرتفعة من القلق، الذي هو في طبيعته خوف غامض من مصدر غير معلوم مع توقع الأسوأ غالباً.

وتتمثل الأهمية العملية للبحث الحالي  فيما يلي:-

1-الفهم الدقيق لسلوك الطلبة وحاجاتهم، مما يمكننا من تحقيق الأثر المطلوب، ويزيد بالتالي من توافقهم النفسي والاجتماعي.

2-العمل على وضع السياسات والخطط الدراسية، وفقاً لأولويات محددة، لتحسين الواقع، بحيث يعمل على إشباع حاجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية.

3-ترشيد الإجراءات والسبل اللازمة لمواجهة هذه المشكلات، منعاً لتفاقمها وتخفيفا من حدة التوترات، وبحثاً عن إعادة التوازن.

4-تنمية برامج لتعديل اتجاهات الشباب وادراكاتهم السلبية، خاصة فيما يتصل منها بواقعهم ومستقبلهم الزواجي والأكاديمي،ويتم ذلك عندما تمثل اتجاهاتهم مشكلة في ذاتها. ويكون تعديل اتجاهاتهم نحوها مطلباً أساسياً للتخفيف من وطأة الشعور بالمشكلة وزيادة تقبلهم لها. وهو ما يشير إلى الأهمية الوقائية للبحث الحالي، إذ تفيد نتائجه إذا أحسن تطبيقها في وقاية شباب اليوم وقادة الغد مما يمكن أن يتفاقم من مشكلات أو سلبيات، سواء على المستوى السيكولوجي، كالاضطرابات النفسية، أو علي المستوى الاجتماعي كالتفكك والانهيار الاجتماعي.

5-التخطيط لبرامج الإرشاد النفسي التي تهدف إلى تنمية قدرات الطالب التوافقية ومهارات التخطيط الفعال للمستقبل.

6- التخطيط لبحوث مستقبلية، تستهدف التعمق في تفسير المشكلات التي تكشف عنها الدراسة الحالية ذات الطابع الوصفي أو الاستكشافي.

(2) تعريف المفاهيم الأساسية

تعرف المشكلة بأنها صعوبة أو حالة غير مرغوبة من قبل معظم أفراد المجتمع  لأنها تمنع الفرد أو المجتمع من الإشباع السوي للحاجات وبلوغ الأهداف، أو تفضي إلى الضرر المباشر بأحدهما أو كليهما، حالياً أو مستقبلاً.

وفي الدراسة الحالية نعرف "مشكلات المستقبل الزواجي" بأنها الصعوبات التي يدركها الطلبة، بكونها معوقات تحولهم دون تلبية متطلبات الإعداد للزواج. ومن هذه الصعوبات ما يلي:

   الصعوبات النفسية: كالخوف من تأخر سن الزواج والخوف من الزواج وترك الأسرة وعدم وجود معلومات أو مهارات لتكوين الأسرة.

   الصعوبات الاقتصادية: توفر المال اللازم للمستقبل وارتفاع تكاليف الزواج.

   الصعوبات الاجتماعية: كإكراه الأهل على الزواج من شخص غير مرغوب.

وتعرف "مشكلات المستقبل الأكاديمي" بأنها الصعوبات التي يدركها الطلبة باعتبارها معوقات تحول دون التحاقهم بالدراسات العليا. ومن هذه الصعوبات:

   الصعوبات الشخصية : كضعف اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل.

   الصعوبات الاجتماعية : كرفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، أو عدم تشجيعهم للدراسات العليا

   الصعوبات التنظيمية : كعدم وجود برامج للدراسات العليا بالجامعة .

(3) الدراسات السابقة

في ضوء استطلاعنا للتراث ليست هناك دراسة استهدفت بشكل أساسي الكشف عن مشكلات المستقبل الشخصي الاجتماعي لدى طلبة الجامعة، سواء المتعلقة بالزواج أو بالدراسات العليا. و إنما هناك بعض النتائج الفرعية التي كشفت عنها بعض الدراسات التي اهتمت باستكشاف مختلف مشكلات طلبة الجامعة، وترتبط بموضوع البحث الحالي. ولذا يمكن أن نقدم بإيجاز هذه الدراسات من خلال فئتين. تتعلق الفئة الأولى بالدراسات التي كشفت عن بعض مشكلات المستقبل الزواجي، أما الفئة الثانية فهي تختصص بمشكلات المستقبل الأكاديمي.

        ولما كانت المشكلة بمثابة مظهر خارجي لحاجة لم تشبع بعد، تختلف المشكلات من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخري، تبعاً لاختلاف الظروف وتباين إمكانيات المجتمع وقدراته على إشباع حاجات أفراده ، العضوية والنفسية والاجتماعية . ولذا سنعرض لأهم الدراسات السابقة ، آخذين في الاعتبار المجتمع الذي تنتمي اليه الدراسة ، والمرحلة التاريخية التي أجريت فيها .

الفئة الأولى: دراسات كشفت عن بعض مشكلات المستقبل الزواجي

        من خلال مراجعتنا للتراث العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة نجد ندرة واضحة في الدراسات الخليجية التي اهتمت بدراسة المشكلات المتعلقة بالزواج لدى الطلبة الجامعيين ، حيث لم نجد سوى دراسات قليلة ،  أخذت ضمن اهتمامها دراسة المشكلات ذات الصلة بالمستقبل الزواجي . ومن أولى هذه الدراسات دراسة نجاتي ( 1974 ) التي اهتمت بالكشف عن مختلف المشكلات الطلابية باستخدام عينة قوامها (866) طالب وطالبة بجامعة الكويت ، وكان من بين نتائجها أن الطلاب أكثر صراحة من الطالبات في طرح مشكلاتهم العاطفية والزواجية ( نجاتي ، 1974 ). وفي الكويت أيضاً نجد دراسة حنورة (1988) على عينة مكونة من (147) طالب وطالبة بجامعة الكويت ، فكشفت أن الطلاب أكثر معاناة في المشكلات الاقتصادية ومشكلات السكن المناسب للزواج، بالمقارنة بالطالبات (حنورة، 1988 ) .

أما بدولة الإمارات العربية المتحدة ثمة دراسة المطوع  (1991) على عينة تضم (548) من تلاميذ وطلبة المراحل التعليمية الثلاث الاعدادية والثانوية والجامعية. بهدف استكشاف مختلف المشكلات، ومن بينها المشكلات المتعلقة بالإعداد للزواج . فتبين أن أهم هذه المشكلات لدى الجنسين غلاء المهور ، ثم عدم القدرة على اختيار شريك الحياة ، ثم ارتفاع تكاليف الزواج ، ثم إحجام المواطنين عن الزواج من مواطنات ، ثم كثرة شروط الزوجة المواطنة ، ثم خشية التزوج دون معرفة الطرف الآخر، ثم تحكم الأهل في الاختيار والخوف من التعرض لمشكلات مالية في المستقبل ، ثم الخشية من عدم التزوج (المطوع ، 1991) .

        ومن ضمن المشكلات الزواجية لدى الطلبة مشكلة تأخر سن الزواج، ففي السـعودية قام الجوير (1995) بدراسة عن أسباب مشكلة تأخر سن الزواج، على عينة تضم (75) طالباً جامعياً. فكشفت الدراسة عن أسباب، يمكننا ترتيبها تنازلياً حسب تكراراتها في العينة كالتالي: غلاء المهور، ثم مواصلة التعليم الجامعي، ثم قلة دخل الأسرة، ثم السفر للخارج، ثم المغالاة في تكاليف الزواج، ثم عدم توفر السكن الملائم، ثم الخوف من تحمل المسئولية. بالإضافة إلى ذلك يفضل معظم أفراد العينة أن يكون تعليم الزوجة أقل من الجامعي. وبذلك تقل فرص زواج الجامعية ( الجوير ، 1995) .

        وتتضمن الدراسة الأخيرة دراستين غير منشورتين أجريتا بواسطة عدد من الطلاب. الأولى بعنوان "الشباب الجامعي والزواج المبكر" وقد كشفت أن أسباب تأخر الزواج الظروف المادية وغلاء المهور، ثم عدم توافر السكن المناسب، ثم بعض الظروف الاجتماعية، وصعوبة اختيار شريك الحياة. أما الدراسة الثانية فهي بعنوان "العمر المفضل للزواج في المجتمع السعودي"  وأجريت على عينة تضم (30) طالباً جامعياً و(45) طالبة بالمرحلتين الثانوية والجامعية. وكشفت أن أسباب تأخر الزواج، السفر للخارج، ثم الخوف من تحمل المسئولية، ثم غلاء المهور، ثم مواصلة التعليم، ثم عدم التمسك بالدين. (من خلال : المرجع السابق : ص ص44-45 ) .

        أما في الكويت فقد أجرى حسين (1987) دراسة عن ظاهرة تأخر الزواج في المجتمع الكويتي، على عينة شملت (195) شخصاً من الجنسين ومن مختلف المستويات التعليمية والمهنية، وتتراوح أعمارهم ما بين (30-49 سنة) . وقد تبين أن أولى أسباب تأخر الزواج لدى الجنسين عدم العثور على شريك الحياة المناسب. وبالنسبة للذكور فكانت غلاء المهور، ثم زيادة تكاليف المعيشة، ثم عدم توفر سكن مستقل. أما بالنسبة للإناث فكانت الأسباب التالية: عوامل طبقية أو طائفية، وعدم وجود فرص الاختلاط بين الجنسين، والتفرغ للتعليم العالي، وعدم توفر مسكن مناسب (حسين ، 1987) .

        وإذا اتخذنا من بعض الاتجاهـات مؤشرات لوجود مشكلة، يمكن أن نشير لدراسة أجراها سـعد (1989) عن اتجاهات الطلبة الجامعيين نحو بعض الموضـوعات من بينها الزواج. مستخدما عينة مكونة من (250) طالب جامعي بجامعة الملك عبد العزيز. فتبين أن حوالي ( 12.8٪ ) يفضلون زواج الأقارب (سعد ، 1989) .

        ويلاحظ مما سبق ندرة الدراسات الخليجية التي اعتنت بدراسة مشكلات المستقبل الزواجي لدى طلبة الجامعة، بالإضافة إلى صغر حجم العينات المستخدمة وعدم تمثيلها لجمهور طلبة الجامعة. كذلك فإن هذه الدراسات قد مضى عليها فترة زمنية ليست بقصيرة، خاصة و أن دول الخليج تشهد تغيرات تنموية متسارعة الخطى في كافة المجالات. مما يجعل من نتائج هذه الدراسات غير قابلة للتعميم والتطبيق، إذ لا تعكس بدقة الواقع الفعلي لهذه الفئة من المشكلات.

        أما فيما يتعلق بالدراسات المصرية نجد أنها قد أجريت في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي. ومنها دراسة رمضان ( 1987 ) والتي أجريت على عينة مكونة من (108) طالب ، و (201) طالبة بقسم علم النفس بجامعة عين شمس، ومن بين نتائجها أن المشكلة الأولى لدى الإناث هي اختيار الزوج ، في حين كانت لدى الذكور تأدية الخدمة العسكرية. واحتلت مشكلة تكوين الأسرة الترتيب الثالث لدى الذكور، لكنها اتخذت الترتيب السادس لدى الإناث (رمضان ، 1987). وتشير هذه النتيجة إلى أن أعباء الزواج تمثل مشكلة بالنسبة للذكور، أكثر منها بالنسبة للإناث. وفي نفس الثقافة المصرية أجرى عطية ( 1989 ) دراسة لاستكشاف مختلف المشـكلات لدى عينة من طلبة كلية التربية بجامعة الإسكندرية (253 طالب ، 302طالبة ). ومن بين نتائجها ذات الصلة بموضوع البحث الحالي النظر إلى الزواج كصفقة مادية ( عطية ، 1989 ). وكذلك دراسة حمزة ( 1988 ) التي كشفت أن الزواج يمثل مشكلة اتخذت الترتيب الرابع في قائمة مشكلاته عن المستقبل (من خلال: محمود ، 1993). وفي هذا الاتجاه تم دراسة المشكلات المرتبطة بالزواج لدى طلبة جامعة القاهرة ضمن بحث المشكلات النفسية الاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة، الذي تم بإشراف السيد ( 1991 ) ، على عينة قوامها (2243) طالبا و (1717) طالبة بمقر الجامعة الرئيسي و (277) طالب وطالبة بفرع الجامعة بالفيوم و (469) طالب وطالبة بفرع بني سويف. ومن أهم المشكلات الزواجية التي كشفت عنها هذه الدراسة ارتفاع نفقات الزواج، ويعاني منها 83٪ من الطلبة، 69٪ من الطالبات، ثم مشكلة الحصول على مسكن مناسب، ويعاني منها 67٪ من الطلبة و58٪ من الطالبات، يلي ذلك مشكلة اختيار شريك الحياة (56٪ طلبة ، 50٪ طالبات ). وبذلك فإن الطلبة أكثر معاناة من المشكلات الزواجية بالمقارنة بالطالبات ( يوسف ، 1991،" أ " ) . كما تكرر ظهور هذه المشكلات في نفس الدراسة لدى الطلبة والطالبات من الكليات النظرية والكليات العملية على حد سواء ( الصبوة ، 1991) . كما كشفت هذه الدراسة عن وجود نفس المشكلات الثلاث لدى الطلبة من الصفوف الأولى والطلبة من الصفوف النهائية. و إن كانت مشكلة ارتفاع نفقات الزواج أكثر تكراراً لدى طلبة الفرق النهائية، عنها لدى طلبة الفرق الأولى ( علوان ، 1991 ) . وفي نفس دراسة جامعة القاهرة اتفق الطلبة (ذكور وإناث) على اختلاف مستوياتهم التحصيلية في إقـرارهم بأهمية هذه المشكلات، وهي ارتفاع نفقات الزواج، وصعوبة الحصول على مسكن، واختيار شريك أو شريكة الحياة  ( عبد الله ، 1991، " أ ") . وتصدرت المشكلة الأخيرة قائمة المشكلات المستقبلية لدى طلبة جامعة القاهرة ، سواء من المقيمين مع الأسر أو المقيمين بالمدينة الجامعية أو المقيمين خارجها ( الغباشي ،1991 ) .

        أما بالنسبة لطلبة جامعة القاهرة بفرع بني سويف فقد تكرر ظهور مشكلتي ارتفاع نفقات الزواج والحصول على مسكن مناسب ( عبد الله ، 1991 " ب " ) . كما برزت نفس المشكلات لدى طلبة فرع الفيوم سواء من الكليات النظرية أو من الكليات العملية ، و إن كان طلبة الكليات العملية أكثر معاناة من هذه المشكلات بالمقارنة بطلبة الكليات النظرية ( يوسف ، 1991، " ب " ) .

        وفي دراسة أخرى كان من بين أهدافها الكشف عن رأي الطلبة الجامعيين ومشكلاتهم فيما يتصل بالزواج باستخدام عينة قوامها (250) طالباً جامعياً من الجنسين، تبين أن حوالي ثلث الطالبات يفضلن الزواج عن العمل، في حين تفضل الغالبية العمل عن الزواج والبقاء في المنزل. وفيما يتصل بالمشكلات فهي  صعوبة الإعداد للزواج وتكوين الأسرة وغلاء مستلزمات الزواج  ( عبد الوهاب ، 1993 ) .

        أما في الأردن ، ثمة دراسة تناولت بعض المشكلات لدى الشباب الأردني من خلال عينة تكونت من (2304) من الطلبة والعاملين بمهن متباينة ، فكان من أهم المشكلات الزواجية زيادة المهور وارتفاع تكاليف الزواج ( ظاهر ، 1985 ) .

        ويلاحظ على معظم هذه النتائج عموميتها بدرجة تحول دون توصيف المشكلة ووضع حلول عملية لمواجهتها. وصغر حجم العينات في معظم الدراسات وعدم تمثيلها لجمهور الطلبة. ولم تركز  في معظمها على تحديد الفئات الطلابية التي تعاني من كل مشكلة، بدرجة أكبر من غيرها، على نحو يفيد في تقديم معلومات واضحة ترشد متخذي القرار لاتخاذ إجراءات محددة، وفقا لأولويات تمليها عليهم نتائج الدراسات من جهة وإمكانات الواقع وظروفه من جهة أخرى. وبينما نجد في دراسة جامعة القاهرة التمثيل الجيد لجمهور الطلبة بالجامعة، ودقة الأداة وشموليتها لكافة المشكلات، إلا أنها لم تفصل بين الجنسين عند المقارنة بين الفئات الطلابية المتباينة من حيث بعض المتغيرات كالمستوى الدراسي ونوع الكلية ومحل السكن. ففي ظل المقارنة بين هذه الفئات وبعضها - داخل كل جنس على حدة - يمكن أن تكشف المقارنات عن فروق  ترجع إلى التفاعل بين الجنس والمتغير الآخر في تأثيره على مستوى تكرار المشكلة. يضاف إلى ذلك أن معظم الدراسات التي اهتمت بالمشكلات الزواجية أجريت خارج المجتمع الخليجي. ولا يمكن تطبيق أو تعميم نتائجها على هذا المجتمع، ذي السمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة .

الفئة الثانية: دراسات كشفت عن مشكلات تتعلق بالمستقبل الأكاديمي

        في ضوء مراجعتنا للتراث المتعلق بدراسات هذه الفئة نستخلص ندرة الدراسات التي اعتنت بدراسة المشكلات المتعلقة بالمستقبل الأكاديمي (الدراسات العليا) بصفة مباشرة. ولذا اختصت هذه الفئة بعرض الدراسات التي اهتمت بدراسة المشكلات المختلفة لطلبة الجامعة، وكشفت عن نتائج ذات صلة بمستقبلهم الأكاديمي بصفة عامة.

        ومن أولى الدراسات الخليجية ذات الصلة بموضوع البحث دراسة نجاتي ( 1974 ) التي سبق الإشارة إليها. وكشفت عن نتائج منها أن المستقبل الأكاديمي والمهني أقل المجالات إثارة للمشكلات ( نجاتي ،1974). في حين كشفت دراسة الشرقاوي ( 1983) أن الحاجة إلى المعرقة كانت في قمة اهتمامات طلبة الكويت من الجنسين ( الشرقاوي ،1984 ).

        وفي دراسة أجراها عدد من الباحثين (1991) على عينة قوامها (540) فرد من الجنسين بقطر . كشفت عن النظرة الدونية للتعليم الفني أو المهني ، مقابل تبنى اتجاهات تفضيلية نحو التعليم العام، إما بهدف الترقي في العمل أو للحصول على عمل، أو لكسب مكانة اجتماعية في المجتمع . (ليلة والكردي وكمال والعطية، 1991) .

        أما في السعودية ثمة دراسة العتيبي ( 1996)، والتي أجريت على عينة مكونة من (3644) طالب بالمرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية ، وخلص إلى انتشار مشكلة اللامبالاة بالمستقبل، ممثلة في عدم استغلال أوقات الفراغ والإهمال الدراسي ( العتيبي ،1996 ). وفي نفس الاتجاه ثمة دراسة عبد الحميد ( 1996 )، التي أجريت على عينة مكونة من (200) طالب جامعي بالقصيم ، وكشفت عن مشكلة صعوبة تخطيط الطالب لمستقبله الأكاديمي ( عبد الحميد ، 1996) .

        أما في دولة قطر ، ثمة دراسة أجرتها المسند ، ( 1998 ) ، على عينة مكونة من (181) طالب و (187) طالبة بالمرحلتين الثانوية والجامعية، وقد كشفت عن انتشار الطموح الأكاديمي والمهني، فقد كان ترتيبة الثاني في عينة طلبة الجامعة والأول في كل من عينة طلبة الثانوي والعينة الكلية ( المسند، 1998 ) .

        أما من حيث الدراسات غير الخليجية ثمة دراسة عطية ( 1989 ) بمصر ، والتي أشرنا إليها في الفئة الأولى ، وقد كشفت عن مشكلات أكثر انتشاراً بين الطلبة ، ومن بينها الاعتقاد في كل من قلة جدوى التعليم وتحول العلم إلى عملة زائفة ( عطية ، 1989). وتشير هذه النتيجة إلى أن ضآلة فرص العمل، ساعدت على خفض دافعية الطلبة إلى التعلم وطلب العلم .

        وتختلف هذه النتائج عنها في دراسة أردنية أجراها ظاهر (1985) على عينة من شباب الجمهور العام (2304) ، وتضم طلبة وعاملين بمختلف المهن، وكشفت عن إدراك الغالبية العظمى من أفراد العينة لضرورة التعليم لكل الأفراد ، وإن لم يعملوا فيما تعلموه ( ظاهر ، 1985).

نخلص من دراسات هذه الفئة أن نتائجها متباينة وغير قابلة للتعميم، ولا تعكس بالضرورة واقع المشكلات المتعلقة بالمستقبل الأكاديمي في مجتمعنا العربي، ولذا يجب أن تؤخذ نتائجها بتحفظ، خاصةً لضآلة عدد هذه الدراسات، بالإضافة إلى صغر حجم عيناتها، وقصورها من حيث بعض الجوانب المنهجية، خاصة المتعلقة بالأدوات وأسلوب جمع البيانات وتحليلها . كما يلاحظ أن ليست هناك دراسات مماثلة في مجتمع الإمارات، رغم ما للموضوع من أهمية نظرية وعملية. بالإضافة إلى ذلك نلاحظ ندرة الدراسات التي اهتمت بدراسة المستقبل الزواجي والتعليمي لدى طلبة الجامعة بصفة مباشرة . وهو ما يمثل مبرراً أساسياً للدراسة الحالية .

وعلى صعيد الدراسات الأجنبية لم نجد دراسات اهتمت باستكشاف المشكلات التي تختص بالمستقبل الأكاديمي (الدراسات العليا) لدى طلبة الجامعة في مرحلة ما قبل التخرج. و إنما هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بدراسة مشكلات الطلبة بمرحلة الدراسات العليا. و منها دراسات تختص بالمشكلات الناجمة عن تباين الطلبة من حيث خلفياتهم الثقافية والعرقية والعمرية (Harris, M. &. Brooks, L.J., 1983) ، أو بمشكلة الصراع بين القيم لدى طلبة الدراسات العليا (McPherson, M., 1983)، أو بمشكلة الاختبارات والتقييم (Kastner, M., 1978)، بالإضافة إلى ذلك هناك دراسات عن خصائص وخبرات وتوقعات طلبة الدراسات العليا (Phillips, C. J., 1986). ومن الدراسات من اختصت بحصر خبرات وآراء المحاضرين بمعهد للدراسات العليا فيما يتصل بمجالات مساعدتهم الإرشادية للطلاب  ;Van-Laar, D.,1995) (Easton, S.

وبعد هذا العرض لموجز الدراسات ذات الصلة بموضوع البحث ، نضيف إلى ما سبق أن ضآلة الاهتمام بهذا الموضوع - خاصة الدراسات الأجنبية - تمثل مؤشراً لضرورة الاهتمام بدراسته ، مع تجنب أوجه النقد التي أشرنا إليها من قبل، بهدف الوصول إلى نتائج أكثر قابلية للتعميم .

(4) مشكلة البحث وإجراءاته

أ مشكلة البحث

في ضوء ما سبق يمكن صياغة مشكلة البحث في عدد من الأسئلة وهي :-

1- ما هي أهم مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى كل من الطلاب والطالبات بجامعة الإمارات العربية المتحدة  ؟

2- هل توجد فروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين الطلاب والطالبات ؟

3- هل توجد فروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين الطلبة من المستوى الدراسي الأدنى والطلبة من المستوى الدراسي الأعلى ؟

4- هل توجد فروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين طلبة الكليات النظرية وطلبة الكليات  العملية ؟

5- هل توجد فروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي ؟

6- هل توجد فروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي والطلبة المقيمين مع الأسر ؟

ب _ إجراءات البحث

        تم استخدام اسلوب الاستبيان الجمعي في جمع بيانات البحث الحالي، وذلك بتطبيقه على مجموعات صغيرة من الطلبة في قاعات المحاضرات والمختبرات، وذلك خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1999-2000م، ولم يطلب من المبحوث ذكر الاسم، ضماناً للسرية وتشجيعاً على الإجابة بدقة  وصراحة .

  1) أداة البحث

        تتمثل أداة البحث في استبيان مكون من أربعة عشر بنداً تغطي أربع عشرة مشكلة. يتعلق ثمان  منها بالزواج، وتتعلق بقية البنود بالدراسات العليا. ويطلب من المبحوث أن يعبر عن درجة إدراكه أو شعوره بانتشار المشكلة بين زملائه باستخدام مقياس تقـديري يتراوح بين "1" و "5". حيث تشير الدرجة "1" إلى إدراك المبحوث عدم وجود المشكلة، وتشير الدرجة "2" إلى إدراكه لوجود المشكلة بدرجة  قليلة، وتشير الدرجة "3" إلى إدراكه لوجودها بدرجة متوسطة، وتشير الدرجة "4" إلى إدراك وجود المشكلة بدرجة مرتفعة، في حين تشير الدرجة "5" إلى إدراك وجودها بدرجة مرتفعة جداً .

        وقد تم التحقق من ثبات بنود الأداة باستخدام معادلة ألفا كرونباخ للاتساق الداخلي Internal consistency بين بنود كل من المقياسين الفرعيين (المستقبل الزواجي والمستقبل الأكاديمي) - كل حدة - فكان مقداره في عينة الطلاب  (ن = 624)  0.71، 0.72 على التوالي .وفي عينة الطالبات (ن= 1891) 0.78، 0.80، وفي العينة الكلية (ن= 2515) 0.77 ، 0.78. كما تم استخراج دليل آخر لثبات المقياس من خلال أسلوب الاختبار وإعادة الاختبار   Test-retest، وذلك على عينة تتكون من (40) طالب و (150) طالبة. ثم حسب النسبة المئوية لعدد الحالات التي كشفت عن إجابات متسقة في موقفي التطبيق إلى العينة الكلية للثبات وبفحص هذه النسب يتبين أنها تتراوح بين 0.70 و  0.84 مما يشير إلى ثبات بنود الأداة بدرجة مرضية إلى حد كبير .

         2 ) العينة 

تتكون عينة الدراسة من ( 2515 ) طالب وطالبة. وقد بلغ عدد الطلاب ( 624 ) طالباً، أي بنسبة 25 % من إجمالي العينة. في حين بلغ عدد الطالبات ( 1891 ) طالبة ( بنسبة 75 % )، أي بنسب انتشارهما في الجمهـور العام لطلبة الجامعة. وتمثل كل من المجمـوعتين مجتمعي الطالبات والطـلاب بنسبة ( 13.5٪ ) و ( 13.4٪ ) على التوالي. وكذلك فإن 90٪ من أفراد العينة من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. ويبلغ متوسط عمر الطالبات ( 21.99 ) سنة، بانحراف معياري قدرة ( 1.64) سنة ، بينما متوسط عمر الطلاب ( 22.15 ) سنة، بانحراف معياري مقداره ( 2.19) سنة . وهم من مختلف الكليات النظرية والعملية بالجامعة.

ج خطة التحليل الإحصائي

        تم حساب التكرارات والنسب المئوية لمن أجابوا بوجود المشكلة سواء بدرجة متوسطة أو كبيرة أو كبيرة جداً، لدى كل فئة من فئات العينة، تلي ذلك استخدام النسب الحرجة Critical Ratios  للكشف عن دلالة الفروق بين كل نسبتين مئويتين.

        أما عن اختبار دلالة الفروق بين أكثر من مجموعتين فقد حسب تحليل التباين الأحادي          One Way Analysis of Variance وذلك بعد ترميز الإجابة بعدم وجود المشكلة بصفر، والإجابة بوجود المشكلة (بدرجة متوسطة فأكثر) بواحد صحيح.

        كما تم ترتيب المشكلات في كل مجموعة حسب النسبة المئوية لتكرارها ، ثم حسبت معاملات ارتباط سبيرمان لتقدير العلاقة بين رتب المشكلات في كل مجموعتين .

(5) وصف النتائج

نعرض لأهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة في علاقتها بالأسئلة المستهدف الإجابة عنها . وسنكتفي بوصف أهم خمس مشكلات في كل مجموعة، وهى ذات النسب المئوية الأعلى ارتفاعاً ، أي المشكلات الأكثر تكراراً بين أفراد العينة . وذلك وفقاً لتقريراتهم بمعاناتهم منها ، سواء بدرجة متوسطة أو مرتفعة أو مرتفعة جداً .

1- مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلاب والطالبات

        تتناول نتائج هذا الجانب ما يجيب عن السؤالين الأول والثاني للدراسة الحالية، للكشف عن مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلاب والطالبات، وطبيعة الفروق بينهما.

أ مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب والطالبات

        بحساب معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيب المشكلات الزواجية في كل من مجموعتي الطلاب والطالبات فكان مقداره 0.27 مما يشير إلى اختلاف الجنسين من حيث هذه المشكلات .

وتكشف النتائج أن أهم خمس مشكلات للمستقبل الزواجي في عينة  الطلاب - مرتبة تنازلياً حسب مدى شيوعها  هي ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة و صعوبة توفير المسكن. أما ترتيب هذه المشكلات في عينة الطالبات فهو قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، وارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من الزواج وترك الأسرة، والخوف من تأخر سن الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل.

        وفي إطار قائمة أهم المشكلات تفردت الطالبات بمشكلتي قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، والخوف من الزواج وترك الأسرة. بينما ينفرد الطلاب بمشكلتى صعوبة توفير المسكن، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن الطلاب أكثر معاناة من الطالبات في مشكلة الخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل. بينما تزداد معاناة الطالبات بالمقارنة بالطلاب في بعض المشكلات ، وهى الخوف من تأخر سن الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين الأسرة، والخوف من الزواج وترك الأسرة.

ب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب والطالبات

        تختلف مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب عنها لدى الطالبات ، حيث لم تتعدَ قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب 0.31. وأشارت النتائج أن أهم خمس مشكلات للمستقبل الأكاديمي لدى الطلاب هى عدم توفر دراسات عليا بالجامعة ، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية ، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي ، وعدم وجود هدف واضح للمستقبل ، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. أما ترتيب هذه المشكلات لدى الطالبات فيبدأ من رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، وعدم توفر دراسات عليا بالجامعة ، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية ، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي ، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن الطالبات أكثر معاناة من الطلاب في جميع هذه المشكلات. ويلاحظ أن ترتيب مشكلة "رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة" الخامس لدى عينة الطلاب، في حين ترتيبها الأول لدى عينة الطالبات.

        وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن الطالبات أكثر معاناة من الطلاب في مختلف المشكلات المتعلقة بهذا الجانب.

2 مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلبة حسب المستوى الدراسي

        يختص هذا الجزء بالإجابة عن السؤال الثالث للدراسة الحالية، والخاص بطبيعة الفروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلبة من المستويين الدراسيين الأول والثاني. وقد تم تقسيم أفراد العينة إلى هذين المستويين من خلال عدد الساعات الدراسية المعتمدة التي تم إنجازها حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1999-2000م. وهذين المستويين هما:-

المستوى الدراسي الأول: ويضم الطلبة الذين أنجزوا عدداً من الساعات الدراسية لا يزيد عن (66) ساعة  دراسية.

المستوى الدراسي الثاني: ويضم الطلبة الذين أنجزوا (67) ساعة دراسية فأكثر.

أ - مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب حسب المستوى الدراسي

        ترتبط مشكلات المستقبل الزواجي لدى طلاب المستوى الدراسي الأول بنظيرتها لدى طلاب المستوى الدراسي الثاني ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب 0.86   .

 وتبين النتائج أن أهم مشكلات المستقبل الزواجي مرتبة تنازلياً لدى الطلاب من المستوى الدراسي الأول، هي ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال اللازم للمستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، ثم أخيراً صعوبة زواج الخريج الجامعي. أما ترتيب هذه المشكلات لدي طلاب المستوى الدراسي الثاني فهو كالتالي: ارتفاع تكاليف الزواج، ثم الخوف من عدم توفر المال اللازم للمستقبل، وصعوبة توفير المسكن، والخوف من تأخر سن الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة.

ويلاحظ أن ترتيب هذه المشكلات متقارب في المجموعتين. كما يلاحظ أن طلاب المستوى الدراسي الثاني أكثر معاناة من طلاب المستوى الدراسي الأول في مشكلتي ارتفاع تكاليف الزواج وصعوبة توفير المسكن. بينما طلاب المستوى الدراسي الأول أكثر معاناة في مشكلة الخوف من عدم توفر المال اللازم لتأمين المستقبل. ولا توجد فروق دالة بين المجموعتين في المشكلات الثلاث الباقية.

ب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب حسب المستوى الدراسي

        تتطابق مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب من المستوى الدراسي الأول مع نظيرتها لدى طلاب المستوى الدراسي الثاني ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب أقصى ما يمكن وهو 1.00 . وكان ترتيب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب من المستويين الدراسيين الأول والثاني متماثل تماماً. وهذه المشكلات هى عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. وتزداد معاناة طلاب المستوى الدراسي الثاني في مشكلة عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، بالمقارنة بطلاب المستوى الدراسي الأول. أما من حيث بقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بين المجموعتين.

ج مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطالبات حسب المستوى الدراسي

لا تختلف مشكلات المستقبل الزواجي باختلاف المستوى الدراسي للطالبات ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب في المجموعتين 0.76. وكان ترتيب أهم خمس مشكلات للمستقبل الزواجي لدى طالبات المستوى الدراسي الأول كالتالي: قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، وارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج، والخوف من الزواج وترك الأسرة.  أما عن أهم خمس مشكلات لدى الطالبات من المستوى الدراسي الثاني فهي ارتفاع تكاليف الزواج، وقلة فرص زواج الخريجة الجامعية، والخوف من الزواج وترك الأسرة، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، والخوف من تأخر سن الزواج. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين ليست هناك أي فروق دالة بينهما في انتشار المشكلات المذكورة.

د مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات حسب المستوى الدراسي

        بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات من المستويين الدراسيين الأدنى والأعلى 0.89 مما يشير إلى تشابه المجموعتين إلى حد كبير من حيث هذه المشكلات .

        ومن حيث ترتيب أهم المشكلات الأكاديمية لدى طالبات المستوى الدراسي الأول، فهو رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، وعدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل.

        أما ترتيب هذه المشكلات لدى طالبات المستوى الدراسي الثاني فهو عدم توفر دراسات عليا، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا.

        وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين تشير النسب الحرجة إلى أن طالبات المستوى الدراسي الثاني أكثر معاناة في ثلاث مشكلات ، وهى عدم توفر دراسات عليا بالجامعة ، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي. أما فيما يتعلق ببقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بين المجموعتين.

3 مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلبة حسب نوع الكلية

تختص نتائج هذا الجانب بالسؤال الرابع لهذه الدراسة، والخاص بطبيعة الفروق في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي بين الطلبة من الكليات النظرية وأقرانهم من الكليات العملية.

        ويقصد بالكليات النظرية أربع كليات هي :العلوم الانسانية والاجتماعية" و"التربية" و "العلوم الادارية" و "الشريعة والقانون"، كما يقصد بالكليات العملية كليات "العلوم" و"الهندسة" و"العلوم الزراعية"و"الطب والعلوم الصحية".     

أ مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب حسب نوع الكلية

        كشف معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيبي مشكلات المستقبل الزواجي لدى كل من طلاب الكليات النظرية والعملية عن قيمة قدرها 0.86 مما يشير إلى تشابه كبير في هذه المشكلات بين المجموعتين .

        ومن أهم مشكلات المستقبل الزواجي لدى طلاب الكليات النظرية والعملية هي ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج. واتخذت هذه المشكلات الثلاث نفس الترتيب لدى المجموعتين. ويلي ذلك بالنسبة لطلاب الكليات النظرية، صعوبة توفير المسكن، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة. أما بالنسبة لطلاب الكليات العملية فإن المشكلة الرابعة في الترتيب عدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، والخامسة صعوبة زواج الخريج الجامعي.

        وقد كشفت نتائج النسب الحرجة أن طلاب الكليات العملية أكثر معاناة من طلاب الكليات النظرية في مشكلات الخوف من تأخر سن الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، وصعوبة زواج الخريج الجامعي. ولا توجد فروق بينهما في بقية المشكلات.

ب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب حسب نوع الكلية

        تتماثل مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب من الكليات النظرية مع مثيلاتها لدى الطلاب من الكليات العملية ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب 0.94 .

        و تبين أن ترتيب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى طلاب الكليات النظرية كالتالي: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. أما ترتيب هذه المشكلات لدى طلاب الكليات العملية فهو كالتالي: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم وجود هدف واضح للمستقبل، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. وتشير نتائج المقارنات بين المجموعتين أن طلاب الكليات العملية أكثر معاناة في ثلاث مشكلات، وهي عدم توفر دراسات عليا بالجامعة ، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل ، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. بينما طلاب الكليات النظرية أكثر معاناة من طلاب الكليات العملية في مشكلة عدم إتقان مهارات الحاسب الآلي. ومن الواضح أن مشكلتي عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية تتصدران قائمة المشكلات لدى الطلاب من المجموعتين.

ج مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطالبات حسب نوع الكلية

        يقترب نسق مشكلات المستقبل الزواجي لدى طالبات الكليات النظرية من مثيله لدى طالبات الكليات العملية ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب بين المجموعتين 0.74  .

والترتيب التنازلي لأهم مشكلات المستقبل الزواجي لدى طالبات الكليات النظرية كالتالي: ارتفاع تكاليف الزواج، وقلة فرص زواج الخريجة الجامعية، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من الزواج وترك الأسرة، والخوف من تأخر سن الزواج. أما ترتيب هذه المشكلات لدى طالبات الكليات العملية فهو كالتالي: قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، وارتفاع تكاليف الزواج، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، والخوف من تأخر سن الزواج والخوف من الزواج وترك الأسرة. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن طالبات الكليات النظرية أكثر معاناة من طالبات الكليات العملية في مشكلتى ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل. ولا توجد فروق دالة بينهما في بقية المشكلات.

د مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات حسب نوع الكلية

        لا تختلف كثيراً هذه المشكلات لدى طالبات الكليات النظرية عنها لدى طالبات الكليات العملية ، حيث كانت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيبي هذه المشكلات في المجموعتين 0.70  .

والترتيب التنازلي للمشكلات ذات الصلة بالمستقبل الأكاديمي لدى طالبات الكليات النظرية كالتالي: رفض الأهل السفر للخارج، وعدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الانجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. أما ترتيب هذه المشكلات لدى طالبات الكليات العملية فهو: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، ورفض الأهل السفر للخارج، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم وجود هدف واضح للمستقبل، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. وتوضح نتائج النسب الحرجة أن طالبات الكليات النظرية أكثر معاناة من طالبات الكليات العملية في بعض مشكلات المستقبل الأكاديمي، وهى رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي. أما في بقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بينهما.

4 مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي

        تتعلق نتائج هذا الجانب بالسؤال الخامس الخاص بالفروق بين الطلبة من مختلف مستويات التحصيل الدراسي العام في مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي، وترتيب هذه المشكلات لدى كل منها.

        وقد تم تقدير مستوى التحصيل الدراسي العام من خلال المعدل التراكمي للطالب Grade Points Average (GPA) أي متوسط النقاط التي أنجزها الطالب في اختبارات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي السابق للعام الذي أجريت فيه الدراسة (عام 1998-1999). وقد تم تقسيم الطلبة حسب معدلاتهم التراكمية إلى ثلاثة مستويات للتحصيل الدراسي وهي:-

1 فئة المستوى الأدنى: ويضم من تقل معدلاتهم التراكمية عن (2)، أي " أقل من جيد ".

2- فئة المستوى الأوسط: ويضم من تتراوح معدلاتهم التراكمية بين (2) و (2.99)، أي"جيد "  .

3 فئة المستوى الأعلى: ويضم الحاصلين على معدلات تراكمية تبدأ من (3) فأكثر، أي "جيد جداً  

     فأعلى.

أ مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب حسب مستوى التحصيل الدراسي العام

تبدو الصورة العامة لمشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب من المستويات الأدنى والأوسط والأعلى تحصيلاً متشابهة ، إذ كانت قيم معامل ارتباط الرتب بين ترتيب المشكلات في المجموعتين الأدنى والأوسط 0.86 وفي المجموعتين الأدنى والأعلى 0.90 ، وفي المجموعتين الأوسط والأعلى 0.90  .

ومن أهم مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب من مختلف مستويات التحصيل الدراسي، هي ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن  المستقبل ، والخوف من تأخر سن الزواج، وصعوبة توفير مسكن للزواج، وصعوبة زواج الخريج الجامعي، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة. وفيما يتعلق بنتائج تحليل التباين الأحادي لا توجد فروق دالة بين المجموعات الثلاث في كل المشكلات.

ب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب حسب مستوى التحصيل الدراسي العام

        تمثل مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب من مختلف مستويات التحصيل الدراسي نسقاً مشتركاً ، إذ كانت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب في المجموعتين الأولى والثانية 0.94 وفي المجموعتين الأولى والثالثة 0.94 وفي المجموعتين الأخيرتين 1.00 . ومن أهم مشكلات المستقبل الأكاديمي المشتركة لدى الطلاب من مختلف مستويات التحصيل الدراسي مرتبة تنازليا كالتالي: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة.

        وتشير قيم "ف" إلى أن الطلاب الأدنى تحصيلاً أكثر معاناة من الطلاب متوسطي ومرتفعي التحصيل في مشكلة عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية. و أن الطلاب متوسطي التحصيل أكثر معاناة من الطلاب مرتفعي التحصيل في نفس المشكلة. أما من حيث بقية المشكلات فليست هناك فروق دالة بين المجموعات.

ج مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطالبات حسب مستوى التحصيل الدراسي العام

        ترتبط مشكلات المستقبل الزواجي بنظيرتها في المجموعات الثلاث ، الأدنى والأوسط والأعلى تحصيلاً ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب في المجموعتين الأولى والثانية 0.95 ، بينما بلغت 0.79 في المجموعتين الأولى والثالثة ، وكذلك في الثانية والثالثة .

ومن أهم مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل الدراسي: قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، وارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج، والخوف من الزواج وترك الأسرة. ومن الملاحظ أن متوسطات التحصيل أكثر معاناة من مرتفعات التحصيل في مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج، وأن المجموعة الأقل تحصيلاً أكثر معاناة من المرتفعات في التحصيل في مشكلة الخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل. ولا توجد فروق بين المجموعات في بقية المشكلات.

د مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات حسب مستوى التحصيل الدراسي العام

لا تختلف مشكلات المستقبل الأكاديمي إلى حد كبير باختلاف مستوى التحصيل الدراسي للطالبات، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط سبيرمان للرتب 0.94 في المجموعتين الأدنى والأوسط ، ونفس القيمة في المجموعتين الأدنى والأعلى تحصيلاً ، في حين بلغت 0.89  في المجموعتين الأوسط والأعلى  تحصيلاً .

وتشير النتائج إلى أن مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل الدراسي مرتبة تنازلياً - رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة، وعدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. وفيما يتعلق بنتائج تحليل التباين فإن الطالبات الأعلى تحصيلا أكثر معاناة من الطالبات الأدنى تحصيلا في مشكلة عدم  توفر دراسات عليا بالجامعة. و أن الطالبات الأدنى تحصيلاً أكثر معاناة من الطالبات الأعلى تحصيلا في مشكلتي عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي. بينما الطالبات متوسطات التحصيل أكثر معاناة من الأعلى تحصيلاً في مشكلة عدم تشجيع الأهل للدراسات العليا.

5- مشكلات المستقبل الزواجي والأكاديمي لدى الطلبة حسب الإقامة

نحاول هنا عرض النتائج الخاصة بالإجابة عن السؤال السادس والأخير للدراسة الحالية، والخاص بالفروق بين الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي وأقرانهم المقيمين مع أسرهم في مشكلات المستقبل ، بشقية الزواجي والأكاديمي.

أ مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب حسب نوع الإقامة

        تتشابه مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي مع نظيرتها لدى المقيمين مع الأسر ، حيث بلغت قيمة معامل ارتبـاط الرتب 0.86. وتشير النتائج إلى أن مشكلتى ارتفاع تكاليف الزواج والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل تتصدران قائمة المشكلات لدى الطلاب سواء المقيمين بالسكن الجامعي أو المقيمين مع الأسرة .

        أما المشكلات التالية لدى طلاب السكن فهي الخوف من تأخر سن الزواج وصعوبة توفير المسكن وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة. أما المشكلات التالية لدى الطلاب المقيمين مع الأسر فهي عدم وجود معلومات ومهارات لتكوين الأسرة، ثم الخوف من تأخر سن الزواج، ثم صعوبة زواج الخريج الجامعي. وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي أكثر معاناة من أقرانهم المقيمين مع أسرهم في مشكلات ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من تأخر سن الزواج، وصعوبة توفير المسكن. أما في بقية المشكلات فليست هناك فروق بين المجموعتين.

ب مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب حسب نوع الإقامة

        تتطابق مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي مع نظيرتها لدى المقيمين مع الأسر ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب 1.00 . وثمة تماثل في أهم مشكلات المستقبل الأكاديمي من حيث الترتيب لدى الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي، وأقرانهم المقيمين مع الأسر. وهذه المشكلات مرتبة تنازلياً كالتالي: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، وعدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. وقد كشفت نتائج النسب الحرجة عدم وجود فروق بين المجموعتين في هذه المشكلات.

ج مشكلات المستقبل الزواجي لدى الطالبات حسب نوع الإقامة

        حسب معامل ارتباط سبيرمان للرتب بين ترتيب المشكلات الزواجية لدى الطالبات المقيمات بالسكن ونظيره لدى المقيمات مع الأسر فكان قدره 0.74 مما يشير إلى قدر من التشابه في هذه المشكلات لدى المجموعتين .

وتكشف النتائج أن ترتيب أهم مشكلات المستقبل الزواجي لدى طالبات السكن الجامعي كالتالي: ارتفاع تكاليف الزواج وقلة فرص زواج الخريجة الجامعية، والخوف من تأخر سن الزواج، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل، والخوف من الزواج وترك الأسرة. أما ترتيب هذه المشكلات لدى الطالبات المقيمات مع أسرهن كالتالي: قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، وارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من الزواج وترك الأسرة، وعدم وجود معلومات ومهارات لتكوين أسرة مستقرة، والخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل.

        وفيما يتعلق بالفروق بين المجموعتين فإن الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي أكثر معاناة من الطالبات المقيمات مع أسرهن في هذه المشكلات - باستثناء مشكلة قلة فرص زواج الخريجة الجامعية- لعدم وجود فروق دالة بينهما في هذه المشكلة.

د مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات حسب نوع الإقامة

        يقترب نسق مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي من نظيره لدى الطالبات المقيمات مع الأسر ، حيث بلغت قيمة معامل ارتباط الرتب 0.81   .

        وتكشف النتائج أن ثمة ثلاث مشكلات تتصدر قائمة أهم مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات، سواء المقيمات بالسكن الجامعي أو المقيمات مع الأسر. وهذه المشكلات مرتبة تنازلياً كالتالي: رفض الأهل السفر للخارج، ثم عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، ثم عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية. وفي قائمة المشكلات لدى طالبات السكن نجد مشكلات تضاف لما سبق، وهى عدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح للمستقبل، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. أما بالنسبة لمشكلات الطالبات المقيمات مع الأسر ثمة مشكلتان تاليتان للمشكلات الثلاث المشتركة في الترتيب، وهى عدم تشجيع الأهل للدراسات العليا، ثم عدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل.

        وقد كشفت نتائج النسب الحرجة أن الطالبات المقيمات مع الأسر أكثر معاناة من مشكلة رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. في حين نجد أن الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي أكثر معاناة من غير المقيمات بالسكن في عدد من المشكلات، وهى عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح ومحدد للمستقبل، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا.

(6) تفسير النتائج

        كشفت الدراسة الحالية عن شيوع مشكلتين بين الطلاب والطالبات على حد سواء، وهما ارتفاع تكاليف الزواج، وصعوبة توفير المسكن المناسب. ويبدو أن هاتين المشكلتين على درجة كبيرة من العمومية في مجتمعنا العربي ، إذ سبق ظهورهما في العديد من الدراسات (منها: ظاهر،1985 والمطوع، 1991 بالاردن، والجوير، 1995 بالسعودية، وحسين، 1987 بالكويت ، ورمضان، 1987، وعبد الله ، 1991 "أ" ، ويوسف، 1991 "أ" وعبد الوهاب، 1993 بمصر). ولاشك أن مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج بما يفوق الإمكانات المادية المتاحة يمثل عائقاً كبيراً  أمام الشباب من الجنسين المقبل على الزواج، و إن كان يمثل عائقاً أكبر أمام الذكور الذين يتحملون تلبية متطلبات الزواج. ولذلك تنتشر مشكلة الخوف من عدم توفر المال الذي يؤمن المستقبل لدى الطلاب بدرجة أكبر منها لدى الطالبات.

        كما تزداد مشكلتا ارتفاع تكاليف الزواج وصعوبة توفير المسكن لدى الطلاب من المستوى الدراسي الثاني عنهما لدى الطلاب من المستوى الدراسي الأول. وهو ما يتسق مع نتائج دراسة علوان ( 1991) في مقارنتها بين طلبة الفرق النهائية وطلبة الفرق الأولى بجامعة القاهرة ، ربما  لأن طلاب المستوى الدراسي الثاني أكبر عمراً وأقرب للتخرج والانتهاء من الدراسة والشروع في الزواج، بالمقارنة بأقرانهم من المستوى الدراسي الأول. وبينما تعتبر المشكلات الزواجية لدى الطلاب مادية الطابع وتعكس ميولهم الواقعية، فإن المشكلات الزواجية لدى الطالبات ذات طابع نفسي واجتماعي. حيث تمثلت في قلة فرص زواج الخريجة الجامعية، والخوف من الزواج وترك الأسرة، وعدم توفر معلومات ومهارات لتكوين الأسرة .

        وتنتشر المشكلات الزواجية لدى طلاب الكليات العملية عنها لدى طلاب الكليات النظرية، وهو ما يتسق مع نتائج دراسة يوسف (1991"ب") بمصر. وتشير هذه النتيجة إلى أن طلاب الكليات العملية يفتقدون للمعلومات والمهارات اللازمة لتكوين الأسرة ويدركون صعوبات أكبر في زواجهم وأكثر خشية من تأخر سن الزواج. ولذا من الضروري التثقيف النفسي للطلاب، خاصة من الكليات العملية، بما يعينهم على تنمية مهاراتهم التوافقية، خاصة في مجال الزواج وتكوين الأسرة.

        وتختلف طبيعة وحجم المشكلات الزواجية حسب الجنس ونوع الكلية، حيث تبين أن طالبات الكليات النظرية أكثر معاناة من المشكلات الزواجية مقارنة بطالبات الكليات العملية. ومن هذه المشكلات ارتفاع تكاليف الزواج، والخوف من عدم توفر المال اللازم للمستقبل. وبذلك فإن المشكلات الزواجية الأكثر وضوحاً لدى طالبات الكليات النظرية مادية الطابع، لأنها تتعلق بتكاليف الزواج، وقد تعكس انخفاض المستوى الاقتصادي لأسر هؤلاء الطالبات. أما المشكلات الزواجية لدى طالبات الكليات العملية فهي نفسية الطابع، وتشير إلى نقص في المهارات والإمكانات التوافقية اللازمة لبناء الأسرة.و يتسق هذا مع الصورة العامة لنتائج الطلاب.

        ويتفق الطلاب على اختلاف مستوياتهم التحصيلية في إقرارهم بوجود المشكلات الزواجية، حيث لا توجد فروق دالة فيما بينهم من حيث هذه المشكلات. وهو ما يتسق مع نتائج دراسة عبد الله ( 1991) " أ " ، ويشير في نفس الآونة إلى عمومية هذه المشكلات وإدراك مختلف الطلاب لها. أما فيما يتعلق بالصورة العامة للمشكلات الزواجية لدى الطالبات من مختلف مستويات التحصيل الدراسي تنتشر هذه المشكلات بدرجة أقل كلما ازداد المستوى التحصيلي للطالبة. بمعنى أن الطالبات المتفوقات أقل معاناة من المشكلات الزواجية. وربما يعزي ذلك لاهتمام هؤلاء الطالبات بالتفوق ومتطلباته، أو لارتفاع المستوى الاجتماعي الاقتصادي لأسرهن، كما قد يعزى إلى التوافق النفسي والاجتماعي والذي يمثل عاملاً أساسياً ودافعاً لتوافقهن الأكاديمي (ممثلاً في تفوقهن الدراسي).

        وفيما يتعلق بالمشكلات الزواجية لدى الطلبة حسب نوع الإقامة تبين أنها أكثر انتشاراً لدى المقيمين بالسكن عنها لدى المقيمين مع الأسر. ومن هذه المشكلات ارتفاع تكاليف الزواج، وصعوبة توفير المسكن، والخوف من عدم توفر المال اللازم للمستقبل، والخوف من تأخر سن الزواج. وتتعارض هذه النتيجة مع ما كشفت عنه دراسة الغباشي   (1991) بمصر، التي كشفت عن ضآلة انتشار بعض المشكلات الزواجية (ارتفاع تكاليف الزواج وصعوبة توفير المسكن) بين الطلبة المقيمين بالسكن الجامعي، عنها بين المقيمين مع الأسر. ويعزى التعارض لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية للطلبة المغتربين المقيمين بالسكن الجامعي في كل من البلدين.

أما من حيث مشكلات المستقبل الأكاديمي يعاني الطلاب والطالبات بصفة عامة من مشكلات أساسية، وهى مرتبة تنازلياً كالتالي: عدم توفر دراسات عليا بالجامعة، ثم عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية، ثم عدم إتقان مهارات الحاسب الآلي، ثم عدم توفر هدف واضح للمستقبل. ولذا توصى الدراسة بالعمل على توفير برامج للدراسات العليا بالجامعة وتنمية مهارات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وتوفير خدمات الإرشاد النفسي المهني لتنمية وعي الطالب باستعداداته و قدراته ومهاراته، وبمجالات الدراسة والعمل، بما يمكنه من تحديد أهداف واضحة تتسق مع إمكاناته وحاجاته من جهة، ومتطلبات سوق العمل من جهة أخرى.

        ويعاني الطلاب والطالبات من نفس مشكلات المستقبل الأكاديمي. إلا أن الطالبات أكثر معاناة من الطلاب في مختلف هذه المشكلات، ومنها عدم توفر دراسات عليا، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا، ورفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. وقد يفسر ذلك بزيادة الضغوط الاجتماعية التي يفرضها المجتمع على الإناث، بهدف المحافظة عليهن وحمايتهن من أي خبرات مهددة. ولذا فقد جاءت مشكلة رفض الأهل السفر للخارج في مقدمة مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطالبات. في حين جاءت هذه المشكلة في الترتيب الخامس لدى الطلاب.

        وقد تبين أن الطلاب والطالبات من المستوى الدراسي الثاني أكثر معاناة من طلاب وطالبات المستوى الأول في مشكلة عدم توفر دراسات عليا بالجامعة. و أن طالبات المستوى الثاني أكثر معاناة في مشكلتي عدم إتقان أساسيات الحاسب الآلي، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. وتشير هذه النتائج إلى أن كلما اقترب الطلبة من التخرج يزداد إدراكهم لهذه المشكلات التي يتوقف عليها مستقبلهم الأكاديمي. وتزداد بالتالي توتراتهم، و تصبح حاجتهم إلى الإرشاد النفسي أكبر من ذي قبل.

        وتقل مهارات الحاسب الآلي وأساسيات اللغة الإنجليزية لدى طلاب وطالبات الكليات النظرية، وخاصة مع انخفاض مستوى التحصيل الدراسي. ويعزى تلازم هاتين المشكلتين إلى اعتماد تعلم الحاسب الآلي على مهارات اللغة الإنجليزية. ولذا يجب العناية بتنمية مهارات اللغة الإنجليزية كمتطلب أساسي لتعلم شتى المجالات، وخاصةً استخدام الحاسب الآلي.

        أما طلاب الكليات العملية فهم أكثر معاناة من طلاب الكليات النظرية في عدم توفر دراسات عليا بالجامعة وعدم وجود هدف واضح للمستقبل. مما قد يعكس ارتفاع حالة من الإحباط لدى طلاب الكليات العملية، عنها لدى أقرانهم من الكليات النظرية. وبالإضافة إلى ذلك يشترك طلاب وطالبات الكليات العملية في إدراكهما لمشكلة رفض الأهل السفر للخارج بهدف الدراسة. الأمر الذي من شأنه أن يحبط تطلعاتهما الاجتماعية والأكاديمية، ويزيد بالتالي من احتمال نشوب الصراع النفسي سواء داخل الطالب، أو بينه وبين الأسرة. وتؤكد هذه النتائج على حاجة الطلبة، خاصة من الكليات العملية إلى برامج للدراسات العليا ،وكذلك إلى الثقافة النفسية وبرامج الإرشاد النفسي، التي تهدف إلى تنمية وعيهم بالذات والعالم المحيط.

ومع انخفاض مستوى التحصيل الدراسي يزداد إدراك الطلاب والطالبات لمشكلتي عدم إتقان أساسيات اللغة الإنجليزية وعدم الإلمام بمهارات الحاسب الآلي. مما يشير إلى حالة من انخفاض الدافعية للتعلم و الافتقار لمهارات اللغة الأجنبية والحاسب الآلي، والتي تفضي إلى ضعف التحصيل الدراسي. أما مع ازدياد مستوى التحصيل الدراسي تزداد معاناة الطالبات من مشكلتي عدم تشجيع الأهل للدراسات العليا وعدم توفر دراسات عليا بالجامعة. ويفسر ذلك بارتفاع دافعية المتفوقات للتعلم والتطلع للدراسات العليا فيصطدمن بهاتين المشكلتين. وبذلك فإن الطالبات المتفوقات في حاجة ماسة إلى برامج للدراسات العليا، و في الإرشاد النفسي، والتوجيه المهني ،لمساعدتهن على تخطيط وإدارة حياتهن الأكاديمية المستقبلية.

وليس للسكن الجامعي أي تأثير في مشكلات المستقبل الأكاديمي لدى الطلاب، حيث لا توجد فروق في هذه المشكلات بين الطلاب المقيمين بالسكن الجامعي وأقرانهم المقيمين مع الأسر. أما بالنسبة للطالبات تبين أن الطالبات المقيمات بالسكن أكثر معاناة من بعض المشكلات، كعدم الإلمام بأساسيات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وعدم وجود هدف واضح للمستقبل، وعدم تشجيع الأهل للدراسات العليا. و الذي قد يعزى إلى تزايد الضغوط النفسية التي تخبرها الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي، نتيجة بعدهن عن الأهل، وافتقاد السكن للأنشطة التعليمية والترفيهية، إذ لا توجد به مختبرات للحاسب الآلي أو مكتبة عامة. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني الطالبات المغتربات من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية داخل السكن .

وتعاني الطالبات المقيمات مع الأسر  بدرجة أكبر من مشكلة رفض الأهل سفرهن للخارج بهدف الدراسة، مقارنة بأقرانهن المقيمات بالسكن الجامعي.و ذلك لإقامتهن الدائمة مع الأسرة وليس لهن خبرة سابقة بالسفر والاستقلال النفسي عن الأسرة.

وختاماً. توصي الدراسة الحالية بضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لكافة الطلاب والطالبات من خلال مختلف السبل الممكنة، ومنها البرامج الإرشادية والدورات التثقيفية في مجال علم النفس، حتى يتم تنمية المهارات والمعلومات اللازمة للتوافق مع متطلبات المستقبل بشقيه الزواجي والأكاديمي. على أن يتم تكثيف هذا الدعم للطالبات، وخاصة من الكليات النظرية والمقيمات بالسكن الجامعي، منخفضات ومرتفعات التحصيل، وكذلك للطلاب الذين يدرسون بالكليات العملية.

(7) مراجع البحث

    أ المراجع العربية

1-بدر، عبدالمنعم. مشكـلاتنا الاجتماعية (الكتاب الأول) الأسس النظرية. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1985.

2-الجوير، إبراهيم مبارك. تأخر الشـباب الجامعي في ا لزواج: المؤثرات والمعالجة. ط 1، الرياض: مكتبة العبيكان، 1995.

3-حسين، عبد الله غلوم. ظـاهرة تأخر الزواج في المجـتمع الحضري في الكويت: دراسة تطبيقية. سلسلة الدراسات الاجتماعية والعمالية، عدد خاص (قضايا من واقع المجتمع العـربي في الخليج: تأخر سن  الزواج والمهور والفراغ والمخدرات) البحرين: مكتبة المتابعة لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بالدول العربية الخليجية 1987، ص ص 11-103.

4- حنورة ، مصري. مشكـلات الشبـاب الكويتي بين الماضـي والحاضـر والمستقبـل . مجلة العلوم الاجتماعية ، 1988 ، 16 ( 1 ) ، 17-36 .

5-رمضان، محمد. الفروق بين الجنسين في اتجاهات الطـلاب الجامعيين نحو قضايا اجتماعية. بحوث المؤتمر   

       الثالث لعلم النفس في مصر، القاهرة: مركز التنمية البشرية والمعلومات، 1987، 37-73.

6-سعد، إسماعيل علي. الشباب والتنمية في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية لطلاب جـامعة الملك عبد العزيز. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1989.

7-السيد، عبد الحليم محمود (محرر). بحث المشكـلات النفسية والاجتماعية لطلاب جـامعة القاهرة، القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة 1991.

8-الشرقاوي،  أنور. كراسة تعليمات استبيان الحاجات النفسية للشباب. القاهرة: الأنجلو المصرية، 1984.

9-الصبوة، محمد نجيب. مشكلات طلاب الكليات العملية والكليات النظرية بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 171- 232). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

10-ظاهر، أحمد جمال. مشكلات الشباب: دراسة ميدانية للشباب الأردني. الأردن: دار الأمل، 1985.

11- عبد الحميد، أحمد ربيع. بعض المشكلات التعليمية التي تواجه طلاب كلية العلوم العربية والاجتماعية، بجامعـة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بالسعودية، دراسة استطلاعية تحليلية. مجلة التربية، جامعة الأزهر، 1996. (54)، 55-95.

12- عبـد الله، معتز سيد. مشكلات الطلاب المتفوقين والمتأخرين دراسياً بجامعة القاهرة. في : عبد الحليم محمـود السيـد (محـرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 101-170). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991. (أ).

13- عبـد الله، معتز سيد. مشكـلات طلاب الصفوف الأولى والصفوف النهائية بفرع بني سويف. في: عبـد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 411-466). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991 "ب".

14- عبد الوهاب، ليلى. مشكلات الشباب والتعليم الجامعي. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1993.

15- العتيبي ، أحمد كميخ. آراء عينة من الشباب السعودي في مدى انتشار بعض المشكلات في صفـوف الشباب. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 1996، 12 (2) 149-172.

16-عطيـة، أحمـد شعبان. مشكلات مرحلة الشباب الجامعي: دراسة ميدانية. التربية المعاصرة، 1989 (13)، 151-176.

17-علوان، فادية محمد. مشكلات طلاب الصفوف الأولى والصفوف النهائية، بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة.

        (ص ص 233-281). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

18- الغباشي، سهير فهيم. مشكلات الطلاب المقيمين مع الأسرة والمقيمين بعيداً عنها بجامعة القاهرة. في

        عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 282-349). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991.

19- ليلـة، علـي والكـردي، محمود وكمال، عبد العزيز والعطية، أسماء. الشباب القطري: اهتماماته وقضاياه. الدوحة: مركز الوثائق والدراسات الإنسانية بجامعة قطر، 1991.

20- محمـود، يوسف سيد. مشكلات طلاب الجامعة في مصر وأساليبهم في مواجهتها: دراسة استطلاعية (2). مجلة دراسات تربوية، 1993 (50)، 178-220.

21-المسند، شيخه عبد الله. دور جامعة قطر في تنمية اتجاهات الحداثة عند طلبتها في ضوء بعض المتغيرات. مجلة مركز البحوث التربوية بجامعة قطر، 1998، (13)، 13-49.

22- المطـوع، محمـد عبد الله. مشكلات الشباب في مجتمع متغير. مجلة كلية الآداب، جامعة الإمارات العربية المتحدة، 1991، (7)، 297-335.

23- نجاتي، محمد عثمان. مشكلات طلبة جامعة الكويت: فروق الجنس والجنسية في مشكلات طلبة جامعة الكويت. مجلة كلية الآداب والتربية بالكويت، 1974 (6)، 203-229.

24- يوسف، جمعة سيد. مشكلات الطلبة والطالبات بجامعة القاهرة. في: عبد الحليم محمود السيد (محرر). بحث المشكـلات النفسيـة والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 43-100). القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991 (أ).

25-يوسف، جمعة سيد. مشكلات طلاب الكليات العملية والكليات النظرية بفرع الفيوم. في: عبد الحليم محمـود السيـد (محرر). بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب جامعة القاهرة. (ص ص 50-410) . القاهرة: مركز البحوث النفسية بجامعة القاهرة، 1991 (ب).

          ب- المراجع الأجنبية

1.     Easton, s; Van-Laar, D.  Experiences of lecturers helping distressed students in higher educationBritish Journal of Guidance and Counselling, 1995, 23(2), 173-178.

2.     Harris, M.B. & Brooks, L.J.  Challenges for older students in higher education.  Journal of Research and Development in Education, 1998, 31(4), 226-235.

3.     Hudson, J.B.  Democracy, diversity, and multiculturalism in American higher education: Issues, barriers, and strategies for change.  Western Journal of Black Studies, 1994, 18(4), 222-226.

4.     Kastner, M.  On the problem of tests to measure educational progress and readiness for higher education.  Psychologie in Erziehung und Unterricht, 1978, 25(1), 9-15.

5.     McPherson, M.S. Value conflicts in American higher education: A survey. Journal of Higher Education, 1983, 54(3), 243-278.

6.     Phillips, C.J.  Full-time mature students in higher education: A survey of their characteristics, experiences, and expectations.  British Educational Research Journal, 1986, 12(3), 289-308.

7.     Rehman, S. & Hasan, Q.  Tension is a factor in evaluation of past, present and future personal state of affairs. Indian Journal of Clinical Psychology, 1983, 10(2), 257-262.

8.     Van-Calsterk; Lens, W & Nuttin, J.  Affecting attitude toward the personal future: Impact on motivation in high school boys. American Journal of Psychology, 1987, 100(1), 1-13.

9.     Wenglert, L. & Svenson, O.  Self-image and predications about future events, Scandinavian. Journal of Psychology, 1982, 23(2), 153-155.

۩ الهي : لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ۩
۩ 
الحمد لله وحده : عدد خلقه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، ورضا نفسه  ۩
يا ربي رضاك وعفوك، ومحبة حبيبك ومصطفاك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من وراء الجهد والقصد ،
فتقبله خالصاً لوجهك الكريم
**********
د / يسري مصطفى السيد

  Webstyle produced NavBar

 جميع الحقوق محفوظة للتربوي الإسلامي العربي د. يسري مصطفى © 2007 م