التربوي الإسلامي العربي * د. يسري مصطفى. الكائنات الحية الدقيقة ومنظفات البيئة



  

" الكائنات الحية ومنظفات البيئة "

لمساق : علوم طبيعية (2)

مقدم إلى : د. يسرى مصطفى

لا يتحمل الدكتور يسري مصطفى  مسئولية دقة المعلومات،
بل المسئولية فقط على الطالبة مقدمة البحث، فقط تنحصر مسئوليته في تشجيع طلابه

على نشر أعمالهم على الشبكة لمزيد من نشر المعرفة

مقدم من : عفراء  * الرقم الجامعي : 358 / 98

****************

* المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)

"صدق الله العظيم"

"سورة البقرة رقم الآية 164"

****************

المبحث الأول

"يدور حول أهمية الكائنات الفطرية"

 *أهمية الكائنات الفطرية في القرآن الكريم:
قال تعالى في سورة المؤمنون :-
             "فإذا جاء أمرنا و فار التنور،  فاسلك فيها كل زوجين اثنين "

وكذلك جاء في سورة هود قوله تعالى :-

                  "قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين"

في هذه الآيات وغيرها إشارة واضحة إلى حماية البيئة والحياة الفطرية أولاً وآخرا واحترام جميع الكائنات الحية، وهنا لدينا قصة نوح عليه السلام خير دليل وشاهد على ذلك، حيث أن قرآننا قد ذكر هذه القصة في مواقع عدة،  ومنها الآيات التي وردت في مقدمة هذه السطور حيث تشيران إلى نقطتين هامتين هما :-

* أولاً:

أهمية كل كائن حي فيحد ذاته، مهما كان نوعه أو حجمه،  صغيراً أم كبيراً، بعيداً عن الإنسان أم قريباً منه، فكل دور ووظيفة، وكل كائن حي يعتمد في حياته على كائن الآخر، ولا يستطيع أن يبقى طويلاً دون الاعتماد على الكائنات الحية الأخرى، إذ تربط بينهم علاقات تبادل قوية، وهذا يعني أن هناك دوراً "تكامليا" لكل هذه الكائنات، وكل كائن حي يكمل وجود الكائن الآخر بطريقة أو بأخرى.

      علينا أن ندرك أيضاُ أن هذه الكائنات تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على توازن وفعالية كل نظام بيئي توجد فيه.مثلاً فربما كان حي نباتي يوجد في منطقة ساحلية بحرية، يقوم بمنع حدوث الفيضانات والأعاصير ويهدىء من قوة التيارات البحرية، ويكسر حدتها،  وبالتالي فإن هذه النباتات تحافظ بشكل غير مباشر على حياة الإنسان والكائنات الأخرى في هذا النظام.

* ثانياً:

تؤكد هاتان الآيتان إلى حقيقة هامة، اكتشفها الإنسان الآن، وهي ضرورة الحفاظ على التنوع وإنهائه، وهذه ما نطلق عليه في الوقت الحاضر بالتنوع الإحيائي فالتنوع في الأحياء يعني تنوع في البيئات الطبيعية، وتنوعاً في الجنات، وتراكماً في المخزون الجني أو الثروة الجنية، التي تعتبر فعلاً ثروة حقيقية متعددة، يستطيع الإنسان الاعتماد عليها لضمان استمرارية نشاطه وحياته.

وهذا ما نلاحظه حالياً في الجهات العالمية من التشبه للأهمية هذه المشكلة وخطورتها، دعا هذه الجهات كالبنك الدولي إلى تمويل العديد من المشاريع المتعلقة بحماية الحياة الفطرية في مختلف دول العالم، مثل :-مشروع حماية التنوع الإحيائي في زيمبابوي، ومشروع المنتزهات الوطنية التي تعيش فيها الكائنات الفطرية في أوغندا، ومشروع تنمية المناطق المحمية في الفلبين، إضافة إلى مشاريع أخرى في البرازيل والهند والكمرون وكينيا. وهذا يقودنا إلى توضيح أهمية الكائنات الفطرية.

أهمية الكائنات الفطرية

إن التنوع في كل شيء سنة الأهمية في كل مظهر من مظاهر حياتنا لقول الله تعالى في سورة الروم "ومن آياته خلق السموات والأرض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم، أن في ذلك لآيات للعالمين " وقد بدأ الإنسان على هذه الحقيقة وتقدير قيمة هذا التنوع ووجوده في حياتنا كواقع ملموس وسنة كونية. 

نعم الآن قد تبين للإنسان أن لهذه الكائنات الفطرية النباتية والحيوانية أهمية بالغة وواضحة من جميع الجوانب المادية الملموسة كالنواحي الاقتصادية ورفع مستوى الدخل القومي، أو من الجوانب الصحية والعلاجية، أو من الجوانب البيئية.

ويمكن تناول هذه الجوانب بشيء من الاختصار كما يلي:

* أولاَ:

كل نوع من الكائنات الحية له ذاتية وكيانه الفردي الذي يختلف فيه عن الكائنات الأخرى من النوع نفسه، وذلك بسبب أن النوع الواحد يتكون من الجينات المختلفة عن جينات النوع الأخر، وكل منها يحتوي على بنك معلوماتي تختلف عن الثاني.

* ثانياً:

وتعتبر هذه الكائنات مورد طبيعي متجدد لدول كثيرة، حيث تقوم عليها مختلف أنواع الصناعات.

* ثالثاً:

التحسين الجني الذي أجري لبعض أنواع الكائنات الفطرية النباتية، أدى إلى زيادة إنتاجها بشكل كبير جداً. فعلى سبيل المثال :أدت التحسينات الجنية التي أجريت في آسيا إلى زيادة إنتاج القمح بمقدار 2مليار دولار، وإنتاج الأرز بمقدار 1,5مليار دولار سنوياً.

* رابعاَ:

وكذلك نستخدم الكائنات الفطرية النباتية بشكل مباشر أو غير مباشر عدواً للإنسان، أو عن طريق استخلاص المركبات الكيمائية النشطة بيولوجياً منها. مثال في عام 1960 كانت فرصة الحياة للأطفال المصابين بسرطان الدم قليلة جداً، أما حالياً فهؤلاء نسبة حياتهم كبيرة جداً بسبب اكتشاف أدوية مضادة لهذا المرض موجودة في نبات الونكة الوردية، وهذا النبات ينمو في الغابات الاستوائية النائية في مدغشقر.

* خامساً:

تمثل الكائنات الفطرية تراثاً فريداً لكل بيئة من البيئات سواء أكانت على المحلي أو العالمي، مما يشمل جزء من التراث العام للدولة أو البيئة.

* سادساً:

علينا أن ندرك أيضاً مدى أهمية هذه الكائنات، فهي عمود للإنسان وحياته على سبيل المثال :-

فالإنسان والكائنات الحية الأخرى عندما تموت وتنتهي أدوارها تبدأ أدوار كائنات دقيقة حية أخرى تقوم بعملية تحلل لجسم هذه الكائنات الميتة، وتفككها، وتعيدها مرة ثانية إلى عناصرها الأساسية، وترجعها إلى التربة من جديد فبدونها يعني تراكم تلك الأجزاء والأجساد على سطح الأرض. (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)

* سابعاً:

هذا التنوع الهائل في الكائنات يؤكد لنا إبداع الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، وتبين عظمته وقدرته وجمال صنعه، وتعطي الأرض التي نعيش عليها جمالاً طبيعياً جذاباً وممتعاً، ومثيراً للنظر والتأمل والاكتشاف، سواء من ناحية تنوع هذه الكائنات في حد ذاتها أو من ناحية بيئاتها التي تعيش عليها.

*********************

المبحث الثاني

"يدور حول منظفات البيئة"

* المقدمة:

الأنظمة البيئة التي يتشكل منها سطح الأرض كالبحار والصحارى والجبال والغابات والأراضي الزراعية، تتكون من ثلاثة عناصر حياتية وهي :-

* المنتجات الأولية "النباتات الخضراء":-

وهي الكائنات النباتية-سواء الوحيدة الخلية، أم العديدة الخلايا أم الطحالب النباتية الراقية والتي تقوم بعملية البناء الضوئي، حيث نأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو، وبمساعدة الطاقة الموجودة في الشمس، وفي وجود الكلوروفيل، تتكون المولد العضوية الأساسية مثل :البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات التي تكون النباتات.

* المستهلكات الكبيرة "الحيوان والإنسان" :-

وهي تقوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باستخدام المواد النباتية التي تم إنتاجها سواء في البحار أو المحيطات أو الأنهار أو البحيرات أو الأراضي أو الغابات، حيث تتغذى عليها مباشرة أو تتغذى عليها كائنات حية أخرى، ثم تتغذى عليها هذه الحيوانات.

* المحللات أو المنظفات البيئية :-

وهي مجموعة الكائنات الحية،  سواء الكبيرة مثل الضباع والسباع، أم الصغيرة وأهمها الأحياء الدقيقة التي تقوم بتحليل بقايا النباتات أو الحيوانات وتحويلها مرة أخرى إلى ثاني أكسيد الكربون والعناصر الأساسية التي يتكون منها النبات والحيوان هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من المنظفات الطبيعية التي تلعب دوراً هاماً وخطيراً في تنظيف البيئة، وهي المسؤولة الأولى عن الحفاظ على البيئة، ومسؤولة عن التلوث في البيئة.

وسوف نوضح كيف أن هذه المنظفات كانت وتزال على مر الأجيال تخلص البيئة من الملوثات وسبحان الله توجد من الكائنات الحية والمحللات الطبيعية ماله القدرة على تحليل أي مادة في الوجود مهما كانت، بل إن الإنسان قد استغلها وطوعها لخدمته، ولكن هل ستستمر هذه المنظفات في عملها إذا استمر الإنسان في تلويث البيئة بنفس المستوى الذي نراه اليوم ؟!

       والآن سنعرض بعض جوانب الأهمية للكائنات الحية ومنها المنظفات :  

أ) منظفات المياه العذبة :-

* الهائمات النباتية :

يحتوي كل لتر من المياه العذبة على ملاين من الكائنات الحية وحيدة الخلية أو العديدة الخلايا من النباتات، والتي لها القدرة على تنظيف البيئة المائية من ثاني أكسيد الكربون، حيث تستخدم ثاني أكسيد الكربون في وجود أشعة الشمس للإنتاج المواد العضوية، وفي نفس الوقت لإنتاج الأكسجين اللازم لحياة كافة الكائنات الحية حيث تعتبر مصادر المياه المسئولة عن إمداد الكون بـ 70% من الأكسجين اللازم للحياة.وهذا بالإضافة إلى إن هذه الهائمات تعتبر مخزنة للطاقة في صورة مركبات عضوية، كما إنها المصدر الرئيسي للمواد الغذائية اللازمة للكائنات الحية الأخرى.

 * الهائمات الحيوانية :-

كل لتر من المياه العذبة يحتوي على ملايين من الحيوانات الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة، تضم البكتريا، الفطر، الاكتينوييتات والبروتوزوا الجميع أنواعها، تعمل مدة أربع وعشرين ساعة من اجل تحليل المواد العضوية والمواد الضارة الموجودة في المياه وتحويلها إلي مركبات غير سامة أو إلى عناصرها الأولية، وتشمل هذه الكائنات كائنات متخصصة في هدم السموم العضوية والميكروبية وفي تحليل البروتينات والكربوهيدرات والليبيدات، كما أنها متخصصة في تحليل الحيوانات والنباتات الميتة وقادرة على تحطيم المادة العضوية وغير العضوية الصعبة التحلل، مثل اللجين والشبيتن والسيليلوز.

ب) منظفات البيئة من الإنسان :-

ما من شك أن الإنسان يعتبر من ضمن المشاكل البيئية في الكرة الأرضية خاصة وأنه يتضاعف في العدد بطريقة تفوق قدرة الكون على تحمله هذا الإنسان الذي يعتبر أحد الكائنات في هذا الكون تقوم مجموعة كبيرة من منظفات البيئة بالعمل على تنظيف البيئة منه.

من الغريب أنه بالرغم من الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها الإنسان ضد منظفات البيئة منه إلا أنه كل يوم يفاجأ بنوع جديد من منظفات البيئة وهو غير قادر على الهروب منها، مثلا في القرن الماضي كان الطاعون والكوليرا والتيفوئيد والحمى الصفراء والملاريا وحمى الدبخ ومرض النوم الفضل الكبير في تخلص الكرة الأرضية من أعداد مذهلة من البشر مطبقة القانون الطبيعي.

وبفضل التكنولوجيا تمكن الإنسان من إنتاج الأمصال والأدوية التي قامت بإبادة بعض هذه الأمراض ولكن فوجىء بأنواع جديدة من الأمراض الفيروسية لم يكن يعلم عنها شيئاً وأمراض أخرى مثل الفشل الكلوي والكبدي والسرطان الذي وقف عاجزاً عن التعامل معه، وما ينجح من انتشارها حتى فوجىء بمنظف خطير للبيئة من الإنسان وهو مرض المناعة المكتسبة والإنسان يبذل جهده في الحد من انتشاره، ولكن قبل أن ينجح ظهرت له سلاله من البكتيريا القادرة على التغذية على أعضاء الجسم الحية ولا يوقفها أي دواء، إنها البكتيريا القاتلة الآكلة لأنسجة لحوم البشر.

إن هناك توازن خلقه الله بين كل الكائنات في هذا الكون فإذا زادت الفئران زادت الطيور المتخصصة على افتراسها وزادت القطط إلى أن يحدث توازن. وإذا زادت الغزلان زادت الأسود والنمور والحيوانات المفترسة لتلتهمها من أجل إحداث توازن بين الكائنات الحية وبعضها البعض، ونفس الشيء بالنسبة للحشرات والإنسان والذي إذا ازدادت أعداد إحداهما ظهر لها منظف ينظف البيئة منها.

ج)منظفات البيئة المفترسة :-

      أمثلة للمفترسات :

أبو العير "أو صديق الفلاح":

تتواجد هذه الحشرات طوال العام وتكثر عللا النباتات المصابة بالمن، تضع بيض مستديرة أصفر اللون في مجاميع صغيرة تتغذى الحشرات الكاملة واليرقات على المن وتلعب هذه الحشرة دوراً هاماً في تنظيف البيئة من المن لذلك أعتبرها الفلاح أحد أصدقائه.

*حشرة الفداليا :

وهي من أشهر الحشرات المفترسة التي تم استيرادها من الخارج لمكافحة البق الدقيقي الأسترالي، ولقد كانت هذه الحشرة على مر العصور مثلاً رائعاً للقيام بدورها في تنظيف البيئة من البق الدقيقي الأسترالي الذي كان يصيب الكثير من الأشجار وخاصة الموالح حيث تضع الأنثى بيضها في مجموعات صغيرة على كيس بيض البق الدقيقي الأسترالي وتتغذى على البيض والحوريات، ومن عام 1892 حيث إنه تم استيرادها وعملت هذه الحشرة بنجاح تام من أجل تنظيف البيئة من البق الدقيقي.

د)منظفات البيئة من الحيوانات الضعيفة والمريضة :-

إن هناك قانوناً طبيعياً ينص على إن البقاء للأصح، وهذا القانون سائد في جميع البيئات ما لم يتدخل الإنسان، فعلى سيبل المثال في الغابة تتواجد مجموعات كبيرة من الكائنات الحية مهمتها الأساسية تخليص المجتمعات الحيوانية من الأفراد المريضة والضعيفة، ومن الحيوانات الأسد والنمر والضبع والقط البري والذئب وكلها حيوانات لها قرارات خارقة على اصطياد الفرائس خصوصاً الأفراد المريضة والضعيفة وسنعرض هنا بعض أمثلة لهذه الحيوانات منها :-

* الأسد :

وهو يعتبر من أهم منظفات البيئة من الحيوانات الضعيفة والمريضة حيث يتغذى الأسد وعائلته على وليمة وبعد الانتهاء منها تتغذى  بقية الحيوانات على بقايا الوليمة وهي حيوانات كاسحة أو منظفات البيئة. ولها دور بارز في حفظ التوازن بين الكائنات وتفضل الثعابين التغذية على الحيوانات الصغيرة مثل الفئران.

* وهذا بالإضافة إلى منظفات بيئية أخرى:-

منظفات الغذاء ومنظفات البيئة من القمامة ومنظفات البيئة من الأشعة فوق البنفسجية وكذلك من المركبات الفطرية وغيرها، وأن هذا يدل على مدى أهمية الكائنات الحية بالنسبة لنا ولغيرنا ممن يشاركنا الحياة على هذه الأرض والذي يعمل الإنسان اليوم بهدمها ويسير في ذلك بخطى سريعة دون تريث ونظرة ثاقبة لما يهدمه لأنه يهدم نفسه وغيره من هذه الكائنات الحية التي خلقت لا للعبث وإنما لهدف معين خلقت لتسعد في حفظ توازن الحياة على الأرض ولكن صدق قول الله تعالى:

"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "

                                     "صدق الله العظيم"

                                  "سورة الروم آية رقم 41"

* المراجع والمصادر:-

* ثروتنا البيئية مهددة – أ.د.إسماعيل محمد المديني جامعة الخليج العربي1999-دار الحكمة.

* دائرة المعارف منظفات البيئة – د.أحمد عبد الوهاب عبد الجواد = الدار العربية للنشر والتوزيع – الطبعة الأولى –1995  .
 

۩ الهي : لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ۩
۩ 
الحمد لله وحده : عدد خلقه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، ورضا نفسه  ۩
يا ربي رضاك وعفوك، ومحبة حبيبك ومصطفاك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من وراء الجهد والقصد ،
فتقبله خالصاً لوجهك الكريم
**********
د / يسري مصطفى السيد

  Webstyle produced NavBar

 جميع الحقوق محفوظة للتربوي الإسلامي العربي د. يسري مصطفى © 2007 م