::التربـــ الإسلامي العربي ــوي::د. يسري مصطفى::التلفزيون التعليمي




ازداد اهتمام رجال التربية والتعليم بالتلفزيون نتيجة لما ثبت من البحوث العديدة من تأثيره في وظيفة المدرسة ومسئوليتها سواء فيما يتعلق بتحصيل التلميذ أو مهاراته أو الآراء التي يكونها أو الاتجاهات التي يكتسبها أو طريقة قضائه لوقت الفراغ خارج المدرسة .

ولذلك أصبح من الضروري دراسة إمكانيات التلفزيون للتوصل إلى أفضل الأساليب للاستفادة منه في تحقيق أهداف المدرسة عملا بضرورة التعاون بين المدرسة والمجتمع لتنمية الطاقات البشرية فيه.

**المميزات التعليمية للتلفزيون :

يشترك التلفزيون مع السينما في أنه يجمع بين الصوت والصورة والحركة، وبذلك يضفي على الموضوع أبعادا من الحقيقة تقترب به إلى صفة الواقع التي تجعل من السهل على المشاهد فهم الموضوع.

ويتفوق على السينما والصحافة بمقدرته على عرض الأحداث وقت وقوعها وهي صفة الفورية (Immediacy) التي تجعل المشاهد يعيش مع الأحداث فيزداد ما يتعلمه منها نتيجة لانفعاله مع هذه الأحداث مثل مشاهدة رجال الفضاء وهم ينزلون بمركبة الفضاء على سطح القمر مثلا.

يسمح بالاستعانة بالعديد من الوسائل التعليمية المتنوعة في البرنامج الواحد مثل عرض الأفلام والشرائح والتمثيليات وغيرها، التي لا تتوفر لمعلم الفصل في المرة الواحدة، مما يؤدي إلى زيادة مستوى كفاءة البرنامج التعليمي ونوع الخبرة التي يقدمها، ويساهم هذا النوع في مقابلة الفروق الفردية الموجودة بين التلاميذ .

يقدم للمشاهد أنماطا ممتازة من الأداء نتيجة لتوفر وتعاون المتخصصين في المجالات المختلفة عند إعداد البرنامج الواحد، فهناك مقدم البرنامج والمتخصصين في المناهج وطرق التدريس والوسائل وعلم النفس والتصوير والإخراج التلفزيوني كما يفيد في تقديم  دروس معدة إعداد نموذجيا مما يفيد التلاميذ وكذلك يفيد المعلمين في استخدام طرق التدريس واكتساب أساليب جديدة في العمل نتيجة لمشاهدة مثل هذه البرامج الممتازة .

 يربط المتعلم بعلم الحقيقة والواقع من خلال التصوير المباشر وعرض البرامج الحية أو عن طريق البرامج المسجلة على وسائل الاتصال الأخرى مثل عرض البرامج المسجلة على الأفلام أو على أشرطة الفيديو.

يتيح تكافؤ الفرص لجماهير عديدة تعيش في أماكن متباعدة لا يسهل توصيل فرص التعليم إليها عن طريق إنشاء المدارس التقليدية . كما يمكن عن طرق التلفزيون معالجة بعض المشكلات التعليمية .

تمنح المتعلم فرصة الجلوس في الصفوف الأولى، ومتابعة عرض المعلم عن قرب. فالملاحظ أنه نظرا لازدحام الفصول والمدرجات لا يتيسر لكل تلميذ مشاهدة إجراء التجارب العلمية أو دروس التشريح مثلا فيفوتهم الكثير من شرح المعلم. ولكن يمكن عن طريق استخدام العدسات المقربة أو اللقطات القريبة توضيح وتكبير أدق المعلومات للتلاميذ الذين يجتمعون في مجموعات صغيرة حول أجهزة الاستقبال في حجرات الدراسة أو حجرات المعالم .

يساعد على إثارة اهتمام التلاميذ كما يعمل على تركيز انتباههم نحو شاشته الصغيرة، فيعمل على عدم تشتيتهم، كما أنه يساهم في جعل التعليم أكثر فاعلية وذلك بما تتضمن برامجه من بعض المؤثرات كالموسيقى وطريقة الإخراج والعرض والمؤثرات الصوتية المختلفة وغيرها .

سهل الاستخدام حيث أنه لا يحتاج إلى مهارات كبيرة عند استخدامه إذا ما قورن بجهاز السينما.

يساهم في معالجة بعض أوجه القصور لدى المعلم، كأن يكون رسمه رديئا، أو أن تكون طريقة تدريسه تقليدية، أو أن يكون تجاريه مع تلاميذه قليل الفاعلية ...الخ.

يعمل على توفير الوقت والجهد للمعلم لتحسين العملية التعليمية، فالمعلم يقوم بتسجيل دروسه على شريط الفيديو، فإنه يقوم بإعدادها أعدادا وافيا قبل ذلك، وهذا بالتالي يتيح له قضاء وقت أطول مع تلاميذه لمناقشة أعمالهم ومراجعة طريقته في التدريس وتحسين أدائه. 

يتغلب على البعد الزماني وذلك عن طريق تقديم برامج تتناول أحداثا أو وقائع أو اكتشافات أخرى واختراعات مضى على حدوثها وقت طويل  

يتغلب على البعد المكاني وذلك عن طريق تقديم برامج تزيد من فهم التلاميذ لثقافة مجتمعات أخرى دون اللجوء إلى القيام برحلات للتعرف عليها .

تصل برامج التلفزيون إلى جمهور كبير في وقت واحد عن طريق تعدد أجهزة الاستقبال، من مصدر إرسال واحد، فعرض برنامج تلفزيوني مرسل على القنوات العامة يمكن أن يشاهده آلاف المشاهدين في وقت واحد، وكذلك الحال بالنسبة لتسجيل تلفزيوني، حيث يمكن من جهاز تسجيل واحد أن يعرض موضوعا على التلاميذ في الفصول المختلفة بالمدرسة في وقت واحد، إذا توافرت دائرية تليفزيونية مقفلة، كما يسهل إعادة عرضه أو عرض أجزاء معينة منه مرة أو مرات في كل وقت .

ويجدر أن نؤكد أن التلفزيون التعليمي لن يقلل من قدر وأهمية معلم الفصل، ولكنه سوف يؤدى – في كثير من الأحيان – إلى تعديل وتغيير دوره في العملية التعليمية حسب الوظيفة التي يؤديها برنامج التلفزيون في إطار استراتيجية التعليم سواء إذا اعتبر المصدر الرئيس للمادة العلمية أو إذا اعتبر المصدر الإضافي لها .

** نواحي القصور في التلفزيون:

يشترك التلفزيون أحيانا مع غيره من الوسائل التعليمية في بعض هذه الحالات، ويتوقف القصور في التلفزيون –إلى حد كبير – على طريقة تقديم البرنامج وإخراجه، وكذلك على الطرق التي يتبعها المعلمون في الاستفادة منه :

التلفزيون وسيلة اتصال في اتجاه واحد بمعني أنه لا يمكن للمشاهد أن يتبادل الناقشة مع مقدم البرنامج طالبا تفسير أحد نقط الموضوع أو إعادة شرحها وتوضيحها مما قد يفقد دروس التلفزيون متعة التفاعل والأخذ والعطاء وهي الصفات التي تغلب على الدروس التي يواجه فيها المعلم تلاميذه في حجرة الدراسة . ولمعلم الفصل دور كبير في معالجة هذا القصور فمهمته أن يقوم بحصر ملاحظات المشاهدين حول البرنامج التعليمي ثم الإجابة عن الأسئلة المطروحة وتوضيح النقط الغامضة من الدروس وإعطاء الأمثلة المناسبة وربط دروس التلفزيون بخبراتهم السابقة.

عدم إمكان مشاهدة البرنامج قبل وقت الإرسال أو إعادة عرضه عند الحاجة. ويمكن التغلب على ذلك بإعداد دليل المعلم لدروس التلفزيون توضح فيه وقت الإرسال ومدة العرض وأهداف الدرس وطريقة سير معلم التليفزيون في عرض الموضوع والتجارب التي يقوم بإجرائها وغير ذلك مما يتيح لمعلم الفصل أن يكون على علم تام بدقائق الدرس قبل مشاهدته. ويمكن عن طريق تسجيل البرنامج على أشرطة الفيديو إعادة عرضه .

يؤخذ على دروس التلفزيون أنها تسير بسرعة واحدة لا تتعدل حسب الفروق الفردية بين التلاميذ مما يحتم على التلميذ أن يوائم سرعة تعلمه مع سرعة عرض الموضوع. والحقيقة أن هذه الصفة لا تقتصر على التليفزيون فقط، فالكتاب مثلا من الوسائل التعليمية التي تشترك مع التليفزيون في هذه الصفة. والواقع أن معلم الفصل أدرى بالفروق الفردية بين تلاميذه ومهمته أن يقوم بتصميم الخبرات التعليمية التي تساند البرنامج التليفزيوني وتحقق أهداف الدرس. 

سلبية المتعلم بمعني أن كثيرا من دروس التليفزيون تضع المشاهد في موضع " المتفرج" الذي لا يقوم بدور إيجابي في مناقشة المعلم. 

وبالرغم من السلبية الظاهرة إلا أن التلميذ وهو يشاهد التليفزيون لا يكون في حالة سلبية كاملة، فهو يفكر ويقارن ويستوعب ويقوم بكثير من العمليات العقلية " الصامتة" ولكي نتيح قدرا أكبر من "الإجابية" يجب اتباع بعض الأساليب المختلفة عند كتابة الحوار للبرامج التعليمية تحقق ذلك مثل إثارة الأسئلة والمشكلات التي تهم التلميذ وتكليفه ببعض الأعمال أثناء مشاهدة البرنامج مثل تزويد بعض العبارات بعد سماعها أو كتابة بعض البيانات في الكتاب المدرسي أو على خريطة صماء ثم مراجعة معلم الفصل في ذلك .

يتم في دروس التليفزيون إعداد المصادر التعليمية اللازمة للدرس ثم تقيمه، ويقوم بذلك عدد قليل من المعلمين الذين يشتركون في إعداد هذه البرامج وتقديمها، بينما تعتمد الغالبية منهم على استقبال هذه البرامج في فصولهم فتنقل على مر الأيام خبرتهم في تحضير الدرس وإعداد الوسائل التعليمية لها وتقديمها وذلك لاعتمادهم على التليفزيون. ولذلك يجب إيجاد التعادل بين هذه الخبرات جميعها حتى يتم إعداد المعلم أعدادا متكاملا.

إن صغر سطح شاشة التليفزيون نسبيا يجعلها في كثير من الأحيان غير قادرة على توضيح كثير من التفاصيل. ويمكن معالجة ذلك باستخدام أجهزة استقبال لها شاشات كبيرة، 26 بوصة مثل، أو زيادة عدد أجهزة الاستقبال أو استخدام بعض الأجهزة التي يمكن  عن طريقها عرض البرنامج التليفزيوني على شاشة كبيرة توضع أمام التلاميذ مثل العرض عن طريق أجهزة الفيديو.

زيادة اعتماد التلاميذ على التليفزيون التعليمي قد يخلق جيلا يقل فيه اكتساب الخبرات عن طريق العلاقات الشخصية بين المعلم والتلميذ فيصبح كما يقال عنه " جيل التليفزيون" والذي يتعلم من هذه الوسيلة في البيت والمدرسة على السواء.

صعوبة تنظيم وقت الحصص المدرسية بحيث تلائم وقت الإرسال، والتوفيق بينهما أمر يمكن تحقيقه من خلال البحث والتجريب، وينبغي أن نحذر هنا من اتجاه البعض إلى تجميع الفصول لمشاهدة برنامج تليفزيوني، كحل لمشكلة تنظيم وقت الحصص المدرسية بحيث تلائم وقت الإرسال، وهذا عمل مناف لأبسط قواعد استخدام وسائل التعليم لأن مشاهدة البرنامج التليفزيوني جزء يتكامل في خطة دراسة محددة مع وسائل أخرى .

بعض المعلمين يعارض استخدام التليفزيون في التعليم، وفكرة طهور المعلم الممتاز الذي يقدم الدرس على الشاشة داخل حجرة الدراسة ليشارك المعلم في درسه . ويقدمون لذلك أسبابا منطقية إلى حد كبير، الأول منها هو الخوف من أن يحل التليفزيون محل المعلم في حجرة الدراسة . الثاني عدم اقتناع المعلمين بقدرة المعلم، الذي يظهر على الشاشة في مجرد صورة، على أن يقوم بدور المعلم في حجرة الدراسة كاملا،والثالث شعورهم بأن الدروس التلفزيونية مملة، وأن بعضها خليط سيئ يجمع بين الترفيه المقيم والدروس التقليدية " الشائعة حاليا "، يعجز فيه معلم الشاشة عن إحداث التفاعل مع التلاميذ في حجرة الدراسة .

عوامل نجاح استخدام التليفزيون في التعليم:

وضحت من البحوث والتجارب العلمية في استخدام التليفزيون عدة عوامل أساسية يجب مراعاتها عند التخطيط لاستخدام التليفزيون، وهي:

يجب اعتبار التليفزيون جزءا هاما أو مرحلة هامة في منظومة التعليم ليحقق أهداف التعليم .

يجب أن تكون المادة المعروضة بالتليفزيون وطريقتها بكثير من المادة التي يقوم بتدريسها المعلم العادي في حجرة الدراسة .

يجب تدعيم التعاون بين معلم التليفزيون ومعلم  حجرة الدراسة، بحيث لا يحس معلم حجرة الدراسة بسيادة معلم التليفزيون عليه، كما ينبغي تقسيم العمل بينهما .

يجب أن يصمم البرنامج التليفزيوني بطريقة تشجيع الطلاب والمعلمين على التفاعل في حجرة الدراسة ولذلك ينبغي ألا يشغل الدرس التليفزيوني كل وقت حصة الدراسة، بل يترك وقتا للمناقشة أو التقديم قبل الدرس التلفزيون ويعده، ولذلك أيضا يجب أن يقوم معلم المدرسة بدور أساسي في التدريبات، والتقديم والمتابعة .

ينبغي أن يقدم التليفزيون المادة التعليمية متكاملة،فلا يقدم الحقائق العلمية وحدها، وإنما تكون متكاملة مع الدراسات الاجتماعية والسياسية والظروف الحياتية .

ينبغي أن يتولى إنتاج البرامج التليفزيون أخصائيون على مستوى عال، يكونون فريقا متعاونا يجمع بين معلمي المدرسة وأخصائيين المادة والمخرج التليفزيوني وخبير التقويم وخبير تكنولوجيا التعليم.

ينبغي أن يقوم إنتاج البرامج التعليمية التليفزيونية على العناية بالأمور الآتية في كل مراحل الإنتاج وهي:

في مرحلة التخطيط وتحديد أهم المشكلات التربوية التي ينبغي أن يعالجها التليفزيون، وذلك بإجراء البحوث المسحية التي تتناول المدرسة والمنهج، وتعيين صفات الطلاب الذين يوجه إليهم البرنامج وأهدافه تعيينا دقيقا .

حصر الإمكانات والتسهيلات الموجودة في المدارس، لاستكمال ما يلزم للإفادة بالتليفزيون.

في مرحلة ما قبل الإنتاج : اختيار فريق الإنتاج الناجح وتحديد عدد البرامج المطلوبة وموضوع كل منها، ثم تجريب واحد منها في دراسة استطلاعية لمعرفة نواحي الضعف وجوانب القوة .

في مرحلة الإنتاج الالتزام بالنص المتفق عليه في " السيناريو " بعد مراجعته وإعداد دليل المعلم وإرساله إلي المدارس قبل الإرسال التليفزيوني بوقت كاف، على أن يحتوى ذلك الدليل أهداف البرنامج، ومقترحات للإفادة به، وقيام بإنشطة الطلاب سواء لمتابعة، أو للاستعداد له، وكذلك تقويمه وأن يصحب ذلك الدليل استبيان لمعرفة رأى المعلمين والطلاب في البرنامج .

في مرحلة ما بعد الإنتاج : أن يؤخذ في الاعتبار ردود فعل المعلمين والطلاب فيقوم الفريق الخاص بالتقويم والإنتاج بتناولها والبحث للإفادة منها في تكملة بقية البرنامج ويقتض ذلك تنظيم اجتماعات دورية مع المعلمين في المدرسة "عينة ممثلة لهم "، وكذلك طبع نشرة منتظمة تبصر المعلمين بكيفية استخدام التليفزيون استخداما أحسن .

أنواع الإرسال في التلفزيون :

ينقسم الإرسال التليفزيوني عادة إلى نوعين :

*الإرسال عن طريق الدائرة المفتوحة .

*الإرسال عن طريق الدائرة المغلقة .

ففي الحالة الأولى يبدأ الإرسال في الأستوديو عادة ويتم التصوير بواسطة الكاميرا، ويلتقط الميكروفون الصوت وتمر هذه الإشارات الضوئية والصوتية بعدة أنظمة للتحكم فتتحول إلى إشارات إذاعية، تقوم أجهزة خاصة ببثها على موجات الأثير، وتقوم أجهزة الاستقبال بالتقاط هذه الموجات بواسطة الهوائي  فتتحول داخل الجهاز إلى صوت يسمع وصورة تظهر على شاشة التليفزيون في هيئة خطوط متقاربة .

وبذلك يمكن لكل جهاز تليفزيون مفتوح على القناة المناسبة ويقع في دائرة الإرسال أن  يستقبل البرامج التي تبثها هذه القناة، ويتم الإرسال العام بهذه الطريقة عادة.

تليفزيون الدائرة المغلقة .

يري البعض – حلا لمشكلة تنظيم وقت الإرسال مع وقت الدراسة الفعلي، وحلا لبعض مشاكل أخرى، خاصة بالنظم الأذاعية – استخدام تليفزيون الدائرة المغلقة حيث تتصل في المدرسة كاميرات التصوير التليفزيونية سلكيا بأجهزة الاستقبال . ويتيح تليفزيون الدائرة المغلقة للمربين والمسئولين عن التعليم، حرية كبيرة في تحديد أوقات إرسال البرامج المختلفة، علاوة على أنه يوفر تكاليف الإرسال اللاسلكي .

ويمكن تعريف تليفزيون الدائرة المغلقة في المدرسة تعريفا بسيطا بأنه تركيبة مكونه من أربعة عناصر رئيسة، تمكننا من تسجيل الصوت والصورة معا، وإعادة إرسالها بغير الطريقة اللاسلكية، هذه العناصر الأربعة هي : آلة تصوير تليفزيونية ( كاميرا ) وميكروفون، وجهاز تسجيل تليفزيون، وجهاز الاستقبال التليفزيوني، ومجموعة من الكابلات الخاصة وذلك عن طريق سلك خاص يسمى سلك وحوري.

وثمة استخدامات للدائرة التليفزيونية المغلقة نشير إليها في الفقرات التالية :

يمكن استخدام تليفزيون الدائرة المغلقة على مستوى مدينة، ليخدم مدارسها كلها، فتنتج برامج خاصة لهذه المدارس، وترسل عبر الدائرة المغلقة، ويتميز هذا الإنتاج بمقابلة الحاجات المحلية لهذه المدارس، ولكنه قد يكون بالنسبة لنا في البلاد العربية مكلفا الآن .

يساعد تليفزيون الدائرة المغلقة في كليات إعداد المعلم على تقديم عرض توضيحي لدرس نموذجي، يقوم به أحد أساتذة الطرق التدريسية، لتشاهده مجموعات كبيرة من الطلاب، وقد يؤدي اتباع هذا الأسلوب إلى اختصار فترات التربية العملية، هذا بالإضافة إلى الفرصة التي تتاح للطلاب لمشاهدة نماذج لدروس جيدة .

ويخدم تليفزيون الدائرة المغلقة في الكليات العملية والعلمية، في نقل عروض توضيحية يجريها الأستاذ على الآلات والأجهزة والمواد والأدوات، خاصة عندما تزدحم المدرجات بالطلبة، وقد أجريت بنجاح في إحدى الجامعات بالخارج محاولة استخدام تليفزيون الدائرة المغلقة في محاضرات الكيمياء في مدرجات واسعة.

وكانت كاميرا التليفزيون تسلط على منضدة المحاضرة، فتنقل صورة التجارب التي يجريها إلى أجهزة استقبال تليفزيونية موزعة في أماكن استراتيجية في المدرج، فيمكن عن طريقها الطلاب في الصفوف الخلفية من مشاهدة ما يجريه الأستاذ يوضح كما لو كانوا في الصفوف الأمامية .

وما يقال عن الكليات العلمية ينسحب أيضا على الكليات النظرية، فبدلا من ازدحام مدرج بمئات الطلاب يمكن أن يحاضر الأستاذ في مجموعة صغيرة العدد، ثم تنقل الدائرة المغلقة المحاضر صوتا وصورة متحركة إلى مجاميع الطلاب في حجرات أخرى، وبذلك يمكن التغلب على عامل الضوضاء الذي ينشا من تواجد الأعداد الضخمة في المدرجات وقد يتبادر إلى الذهن أن هذا الأسلوب يضعف الصلة بين الطلاب وأستاذهم ولكن الحقيقة غير ذلك  فتوجيه الكلام أو الحديث مباشرة إلى مشاهد شاشة التليفزيون واستخدام اللقطات المكبرة لوجه المحاضر، يجعل المحاضر شخصا مألوفا لجمهور مشاهديه ويحسون نحوه بنوع من التآلف والصداقة ولكنه يختلف عن المواجهة الشخصية .

۩ الهي : لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ۩
۩ 
الحمد لله وحده : عدد خلقه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، ورضا نفسه  ۩
يا ربي رضاك وعفوك، ومحبة حبيبك ومصطفاك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من وراء الجهد والقصد ،
فتقبله خالصاً لوجهك الكريم
**********
د / يسري مصطفى السيد

  Webstyle produced NavBar

 جميع الحقوق محفوظة للتربوي الإسلامي العربي د. يسري مصطفى © 2007 م