دعوة

  

 


 

وسائل الدعوة الحديثة
 

المجيب د. سليمان بن قاسم العيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
 
السؤال
:
 
أريد توضيح القول في وسائل الدعوة الحديثة ومدى شرعيتها.


الجواب
:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أشكر الأخ السائل على سؤاله الذي يوحي بأنه يحمل هم الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى-، وأسأل الله لنا وله التوفيق لكل خير، وأبشره ببشرى الله للدعاة بقوله: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين".
أما ما يتعلق بوسائل الدعوة الحديثة ومدى شرعيتها فأقول -وبالله التوفيق- إن الإسلام لم يجعل وسائل الدعوة أمراً محدداً لا يمكن تجاوزه، بل جاء بالإطار العام لمنهج الدعوة ووسائلها بقوله سبحانه وتعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، فالمطلوب في الدعوة هو الحكمة، ومنها الحكمة في استخدام الوسيلة المناسبة، ومن المعلوم أن الزمن يتغير، والوسائل تتنوع، فعلى سبيل المثال بينما كانت الكتب قديماً تنسخ باليد على الجلود أو أوراق الشجر، ولا ينتج من ذلك إلا نسخ قليلة، أصبحت بعد ذلك تطبع بالمطابع على الورق، وينتج منها الكثير جداً ليصل للمستفيدين، ثم تطور الأمر إلى أن ظهرت الكتب على الأقراص المدمجة، ومثل ذلك يقال في شأن المراسلات والاتصالات ووسائل المواصلات.
ووسائل الدعوة شأنها كذلك، بينما كان الداعية لا يصل بدعوته إلا إلى أناس محدودين، وربما في بقعة واحدة، أصبح اليوم أفضل -بفضل الله سبحانه وتعالى- بإمكانه أن يصل إلى الآلاف من البشر وربما الملايين لما ظهرت هذه الوسائل الحديثة، والتي ظهرت واخترعت ليس من أجل الدعوة، ولكن لمصالح أخرى حسب نوايا مصنعيها، وربما يكون بعضها ظهر أصلاً لمعارضة الدعوة.
فأقول: إن الجدير بالدعاة ألا يقفوا جامدين إزاء هذه الوسائل، فهي سلاح ذو حدين، فللأسف أن أهل الشر يستفيدون منها أكثر في نشر باطلهم، لذا فإن على الدعاة أن ينتفعوا من هذه الوسائل العالمية التي أصبحت في هذا الزمان هي وسيلة الاتصال بين العالم.
والوسائل الدعوية الحديثة كثيرة جداً لا تحصر، ولقد ذكرت بعض المواقع التي تهتم بالدعوة على الإنترنت المئات منها، فأحيل السائل إليها لمعرفة تفاصيل هذه الوسائل، ومن هذه المواقع على سبيل المثال: (صيد الفوائد – أفكار دعوية).
وهناك كثير من الوسائل الدعوية الحديثة، والتي لا حرج فيها من الناحية الشرعية، ومنها على سبيل المثال رسائل الجوال، وهناك الكثير من الوسائل الدعوية المبتكرة التي ظهرت في معرض (كن داعياً) المقام في المدينة المنورة، ولعل ما يشغل السائل هو استخدام بعض الوسائل الدعوية الحديثة التي لا تخلو من المحاذير مثل الإنترنت بجميع استخداماته، وكذلك التلفاز أو القنوات الفضائية، أقول إن الأمر في ذلك لا يمنع على إطلاقه، ولا يباح على إطلاقه، بل إن الداعية يستفيد من هذه الوسائل ليبث الدعوة إلى الناس، ولكن لا يكون ذلك سبباً للتسويق لبعض القنوات أو البرامج بحجة أن الشيخ الفلاني أو الداعية الفلاني ظهر في هذه القناة أو تلك، أو شارك في ذلك البرنامج أو ذاك.
أما المدعو أو المتلقي فالسلامة له من تلك القنوات هو المتعين؛ لأن شرها أكثر من خيرها، فإن كان ولا بد فهناك قنوات خيرة، وهي رائدة في المجال الدعوي كقناة المجد الفضائية بقناتيها للكبار والصغار ففيها خير كثير، وهي نافعة – بإذن الله- للأسرة بجميع مستوياتها، جزى الله القائمين عليها كل خير.
كما أن الإنترنت يقال فيه ما يقال في القنوات الفضائية، ففيه الخير والشر، فالداعية يستفيد منه لبث الدعوة والحذر من شره، والمدعو أو المتلقي يستفيد مما فيه من العلم من القرآن والسنة والمحاضرات وغير ذلك من البرامج النافعة، مع الحذر مما فيه من الخبث. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=54554