دعوة
  
 



 

المساجلة بآيات القرآن 
 

السؤال : 

طرح عضو بأحد المنتديات فكرة على الأعضاء، وهي المساجلة بالآيات القرآنية كما هي المساجلة بالأبيات الشعرية!!، فيبدأ الأول على سبيل المثال بقوله - تعالى - (قل أعوذ برب الناس) فيرد الآخر بقوله - تعالى - (سأصليه سقر) وأثناء المساجلة لا يقول قال - تعالى - بل يأتي بنص الآية، وسؤالي ما حكم هذا العمل سواء عبر المنتديات، أو عبر المجالس؟ وهل هناك فرق بين كون النية تذاكر الآيات، أو مجرد التسلية؟ أفتونا مأجورين، فقد توقفت عن المشاركة، وقلت لهم الأمر خطير جداً، ولابد من الرجوع إلى أهل العلم، أرجو إفادتي، رعاكم الله وحفظكم من بين يديكم ومن خلفكم ومن أمامكم، وعن إيمانكم، وعن شمائلكم ومن فقوكم ومن تحت أرجلكم.
 

الجواب: 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذا الفعل الذي وصفه السائل الكريم مما لا يليق بمقام القرآن الكريم أذ هو كلام الله - تعالى - وحقه أن يعظم ويجل، وقد أخبر - تعالى - عن أثره على القلوب والأبدان فقال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" [الزمر:23] وقال تعالى: "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ" [الحشر: من الآية21]، فإذا كان هذا حال الجبال الصم، فالمؤمن أولى أن يتأثر به ويعظمه حق تعظيمه، ومن تدبر كلام الأئمة – رحمهم الله – عند الكلام عما يجب للقرآن من تعظيم وإجلال، أدرك مبلغ تشددهم فيما يجب للقرآن العظيم والصورة التي ذكرها السائل الكريم يظهر لي أنها تعارض إجلال القرآن الواجب، ومجرد حسن النية في العمل – وإن عذر به المرء عند الخطأ ونحوه – فإنها لا تجعله مقبولاً جائزاً، بل لابد مع النية الحسنة أن يكون الفعل مأذوناً به شرعاً، ثم إن مدارسة القرآن ومراجعته على الحقيقة لا تكون بهذه الطريقة، وإنما بالمذاكرة والمراجعة مرة بعد أخرى، والله أعلم.

المجيب  د. ناصر بن محمد الماجد  

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 

http://islamport.com/w/ftw/Web/3353/186.htm?