دعوة

  

 

 

 

ما صِحة ما يروى عن الضحاك بن سفيان الكلابي وإرادته التنازل عن زوجته للرسول بعد إسلامه



السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

فضيلة الشيخ

جزاكم المولى خير الجزاء والإحسان ونفع بكم الاسلام والمسلمين

أقوم بالاشراف على أحد المنتديات النبوية وأريد التحقق من صحة بعض الأحاديث التي نسبت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

الحديث الأول :
روى الحافظ بن حجر والطبراني وابن عساكر عن خوَّات بن جبير ، رضى الله عنه ، قال: كنتُ رجلاً شاعراً في الجاهلية ، وكنت أتغزل في شعري بالنساء وأسامرهن به ، ثم مَنَّ الله ، سبحانه وتعالى ، علي بالإسلام ، ونزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره ، فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت واخرجت حُلَّة لى فلبستها وجئت فجلست معهنَّ ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فرآنى فقال: "أبا عبد الله ما يجلسك معهن ؟" فلما رأيته ، ، هبتُه واختلطتُ ، ارتبكت ، قلت : يا رسول الله بعير لي شرد أسأل عنه ، فابتسم ، وانصرفنا إلى المعسكر وبي من الهم والحياء ما لا قبل لي بوصفه ، فوالله ما رآني صلى الله عليه وسلم في سفرنا ذلك حتى رجعنا إلى المدينة إلا وسألني مبتسماً" : أبا عبد الله ما فعل شراد بعيرك ؟" حتى صرت أتحاشى أن أقابله ، ، هرباً من سؤاله ، وكنت أترقب خروجه من المسجد لأدخل إليه ، فجئت يوماً إلى المسجد وليس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرت للصلاة فما بدأت قراءة الفاتحة حتى دخل صلى الله عليه وسلم من إحدى حجره إلى المسجد ، فقلت في نفسي لأطيلن صلاتي حتى يخرج ويدعنى وذلك خشية سؤاله ، فصلى عليه الصلاة والسلام ركعتين خفيفتين وجلس الى جوارى ، فلما رآني أطلت الصلاة قال أبا عبد الله أطل ما شئت فإني جالس" ، قال : فأكملت صلاتي وأقبلت عليه بوجهي فقال صلى الله عليه وسلم مبتسماً : "أبا عبد الله ، ما فعل شراد بعيرك ؟" ، فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك البعير منذ أسلم ، يعني نفسه أنه لم يرتكب معصية منذ أسلم ، فقال: "رحمك الله" ثلاثاً ثم لم يعد لشيء مما كان.

الحديث الثاني

روى الدارقطنى عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن الضحاك بن سفيان الكلابي ، رضى الله عنه ، كان رجلا دميما قبيحا ، فلما بايعه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء ، يعنى عائشة ، رضي الله عنها ، وكانت حاضرة قبل أن تنـزل آية الحجاب ، أفلا أنزل لك يا رسول الله عن إحداهما فتتزوجها ؟ فقالت عائشة: أهي أحسن أم أنت؟! ، فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم ! ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤالها إياه لأنه كان دميما .

بارك الله فيكم وزادكم من فضله الكريم وتقبل منكم صالح الأعمال
 

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

القصة الأولى سبقت هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=468420

وأما الثانية ؛ فهي ضعيفة .
قال لحافظ العراقي : أخرجه الزبير بن بَكَّار في الفكاهة مِن رواية عبد الله بن حَسن مُرْسَلا أو مُعْضَلا . وللدارقطني نحو هذه القصة مع عيينة بن حصن الفزاري بعد نزول الحجاب مِن حديث أبي هريرة . اهـ .

وهي مروية عن عُيَيْنَة بن حِصْن الْفَزَارِيّ باختلاف يسير ، وإسنادها ضعيف جدا .
رواها البزّار وقال : وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى إلاَّ عن أبي هُرَيرة بهذا الإسناد ، ورواه إسحاق بن عَبد الله ، وَإسحاق لين الحديث جِدًّا ، وَإنَّما ذكرنا هذا الحديث لأنا لم نحفظه عن رسول صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم الله إلاَّ مِن هذا الوجه ، فذكرناه لهذه العِلّة ، وبَـيَّـنَّا العِلّة فيه . اهـ .
وقال الهيثمي : رواه البزار ، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وهو متروك . اهـ .

ورواه الدارقطني ، وفي إسناده إسحاق هذا .

وأورده الذهبي مِن رواية يَزِيْدَ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ ، ثم قال الذهبي :
هَذَا حَدِيْثٌ مُرْسَلٌ ، وَيَزِيْدُ مَتْرُوكٌ ، وَمَا أَسْلَمَ عُيَيْنَةُ إِلاَّ بَعْدَ نُزُولِ الحِجَابِ .
وَقَدْ قِيْلَ : إِنَّ كُلَّ حَدِيْثٍ فِيْهِ: يَا حُمَيْرَاءُ، لَمْ يَصِحَّ . اهـ .

والله تعالى أعلم .
 

الشيخ عبد الرحمن السحيم
 

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=94803