دعوة

  

 

 

 

ماصحة هذا الموضوع (لماذا يكون المؤمن حزين في الدنيا) ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل أعانك الله ورعاك وجعلك ذخراً للإسلام والمسلمين
انا ياشيخ مشرف على القسم الاسلامي في إحدى المنتديات واشغلني موضوع لم اجد له دليل قاطع لتحليله او تحريمه فالمعروف عن الرافضة انهم لايسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم بل يقولون صلى الله عليه وآله فلجأتُ إليك لتعينني على ماصحة هذا الموضوع ...

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

لماذا يكون المؤمن حزين في الدنيا ؟؟

لماذا يكون المؤمن حزين في الدنيا ؟؟

فعن النبي صلى الله عليه وآله قال

يا أبا ذر ،

الدنيا سجن المؤمن

وجنة الكافر ،

وما أصبح فيها مؤمن ،

إلا حزيناً ..

فكيف لا يحزن المؤمن ؟

وقد أوعده الله جل ثناؤه ،

أنه وارد جهنم ،

ولم يعده أنه صادر عنها ،

وليلقين أمراضاًً

ومصيبات ،

وأموراً تغيظه وليظلمن فلا ينتصر ،

يبتغي ثواباًً من الله تعالى

فما يزال فيها حزيناً حتى يفارقها .

. فاذا فارقها أفضى الراحة والكرامة

يا أبا ذر

ما عُبد الله عز وجل مثل طول الحزن

الدنيا سجن المؤمن

قَالَ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) :

" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ " [1] .


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

بل إن الرافضة يختصرون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بِحرف ( ص ) ، والسلام على أئمة آل البيت بِحرف (ع) ، وإذا ذَكَروا مهديّهم المنتظَر ، قالوا (عج) يعني : عجّل الله فَرَجه ! ومهديهم المزعوم يزعمون أنه دخل سردابا قبل أكثر مِن ألف سنة !

وأما حديث : الدنيا سِجن المؤمن ، وجَنة الكافر . فقد رواه مسلم دون الزيادة المذكورة في السؤال .

ولا يعني هذا أن يَحْزَن المؤمن ، أو لا يَفْرَح ، بل معناه إن هذه الدنيا إذا قُوبِلَت بِنعيم الآخرة فهي سِجْن بالنسبة للمؤمن ، وإذا قُورِنَت بِعذاب الآخرة فهي نَعيم بالنسبة للكافر .

قال الفُضَيْل بن عِيَاض , فِي مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " , قَالَ : هِيَ سِجْنُ مَنْ تَرَكَ لَذَّاتِهَا وَشَهَوَاتِهَا , فَأَمَّا الَّذِي لا يَتْرُكُ لَذَّاتِهَا وَلا شَهَوْاتِهَا فَأَيُّ سِجْنٍ هِيَ عَلَيْهِ ؟

جاء في سيرة سهل الصعلوكي الفقيه الخراساني الحنفي ، وهو ممن جَمَع رياسة الدين والدنيا ، أنه خرج عليه يوما وهو فى مَوكِبه مِن سِجن همام يهوديٌّ فى إطمار سُحم مِن دُخانه ، قال : ألستم تروون عن نبيكم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ؟ وأنا عبدٌ كافِر وتَرى حالي ، وأنت مؤمن ونَرى حالك ! فقال له : الحمد لله ، إذا صِرْتَ غدا إلى عذاب كانت هذه جَنَّتك ، وإذا صِرْتُ أنا إلى نَعيم الله ورضوانه كان هذا سِجني ؛ فَعَجِب الْخَلْق مِن فَهْمه وبَدَاهته .
ويُرْوَى نحوه عن الحسن بن علي رضي الله عنهما .

قال النووي : مَعْنَاهُ أَنَّ كُلّ مُؤْمِن مَسْجُون مَمْنُوع فِي الدُّنْيَا مِنْ الشَّهَوَات الْمُحَرَّمَة وَالْمَكْرُوهَة ، مُكَلَّف بِفِعْلِ الطَّاعَات الشَّاقَّة ، فَإِذَا مَاتَ اِسْتَرَاحَ مِنْ هَذَا ، وَانْقَلَبَ إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّه تَعَالَى لَهُ مِنْ النَّعِيم الدَّائِم ، وَالرَّاحَة الْخَالِصَة مِنْ النُّقْصَان . وَأَمَّا الْكَافِر فَإِنَّمَا لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا حَصَّلَ فِي الدُّنْيَا مَعَ قِلَّته وَتَكْدِيره بِالْمُنَغِّصَاتِ ، فَإِذَا مَاتَ صَارَ إِلَى الْعَذَاب الدَّائِم ، وَشَقَاء الأَبَد . اهـ .

قال الغزالي : وإنما قال هذا لأن الدنيا سجن المؤمن إذ لا يزال فيها في عناء من مقاساة نفسه ورياضة شهواته ومدافعه شيطانه ، فالموت إطلاق له مِن هذا العذاب ، والإطلاق تُحْفَة في حَقِّه . اهـ .

وقيل : كَالسِّجْن للمؤمن في جَنْب ما أُعِدّ له في الاخرة مِن الثواب والنعيم المقيم ، وكَالْجَنَّة للكافر في جَنْب ما أُعِدّ له في الاخرة مِن العقوبة والعذاب الأليم . قاله المباركفوري في " تحفة الأحوذي " .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَفْرَح لِمَا يُفْرَح به ، ويضحك ، ويتبسّم .
قال ابن القيم رحمه الله : وَكَانَ جُلّ ضَحِكِهِ التّبَسّمُ بَلْ كُلّهُ التّبَسّمُ ، فَكَانَ نِهَايَةُ ضَحِكِهِ أَنْ تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ ، وَكَانَ يَضْحَكُ مِمّا يَضْحَكُ مِنْهُ ، وَهُوَ مِمّا يُتَعَجّبُ مِنْ مِثْلِهِ وَيُسْتَغْرَبُ وُقُوعُهُ وَيُسْتَنْدَرُ . اهـ .

والفَرَح ينقسم إلى قسمين :
قِسم محمود
وقِسْم مذموم .

وسبق :
حــرام نـفـرح ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=13164


والله تعالى أعلم .


الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=93686