| 
  
  
 ما حكم نشر قصيدة جمعت جميع أسامي سور القرآن ؟ 
  
السؤال:
 قصيدة جمعت كل سور القرآن – بعضها بالاسم وبعضها ببداية السورة..
 
 في كلّ فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
 في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
 قد مدّ للناس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
 أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
 به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
 هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
 مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
 ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ
 بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
 سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
 قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غرَرَهْ
 أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
 وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
 في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
 كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
 سبـاهم فاطر الشبع العلا كرما ** لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ
 في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََهْ
 لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
 شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
 عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
 محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
 بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
 في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
 أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
 أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
 في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
 كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
 قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
 تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
 في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
 بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
 وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
 مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
 في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
 ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
 إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرَهْ
 وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
 فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
 كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
 والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
 ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ
 في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
 كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
 له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرَهْ
 ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
 أرأيت أن إله العرش كرمه ** بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
 والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
 إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ ..........
 
 ما حكم هذه القصيدة حيث يدعي البعض ان فيها توسل وشرك؟
 
 
 الجواب:
 
 لا يجوز نشر هذه القصيدة ؛ لأنها مُتضمّنة للكذب ، وللتوسّل بالنبي صلى الله عليه 
وسلم ، ولا يجوز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بِجاهِه ، وإنما يُتوسّل 
إلى الله بِمحبته ؛ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الأعمال إلى الله ، 
ويجوز التوسّل بالعمل الصالح .
 كما أنها مُتضمّنة للشرك بالله والغلو في شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
 ونبينا صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الغلو فيه ، فقال : لا تُطروني كما أطرت 
النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله . رواه البخاري .
 والإطراء هو المدح بما ليس فيه صلى الله عليه وسلم ، كأن يُضفى عليه شيء من صفات 
الله عز وجل .
 
 وليس صحيحا أن يونس عليه الصلاة والسلام توسذل بِنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، 
وإنما دعا الله عزّ وجلّ ووحّده ، فقال : لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من 
الظالمين ، كما أخبر الله عن دعوته ، وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم .
 
 ومن الكذب أن يقال :
 (بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ)
 فلم يسأل نوح ربّه بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أمَر النبي صلى الله عليه 
وسلم أن يُسأل الله بِجاهه ، وحديث " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي 
عند الله عريض " حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز 
روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .
 
 وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر هنا :
 ما حكم التوسل بجاه النبي ؟؟
 http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=31486
 
 كما أنه ليس صحيحا أن ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم يُذهب ترويع صوت الرعد !
 
 ومن الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم قول القائل هنا : (بكهف رحماه قد لاذا 
الورى) !
 
 والصحيح أن ( طه ) و ( يس ) ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، كما نصّ على 
ذلك ابن القيم .
 
 وهل أمَر الله عزّ وجلّ بِبِناء الكعبة لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
 لأنه قال : (.. وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ)
 والذي أفهمه من هذا أن عَوْد الضمير في آخر البيت على النبي صلى الله عليه وسلم .
 فإن كان كذلك فهو كذب محض وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
 
 وقوله : (وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ)
 هذا مبني على روايات ضعيفة ، ولم يثبت أن العنكبوت نَسَج على باب الغار حينما أوى 
إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الثابت في الصحيحين أن الله صَرَف عنه أبصار 
القوم .
 
 ولم تُحبس الشمس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وما ورد في ذلك فهو غير صحيح ، حيث 
يقول صاحب القصيدة : (ألم تر الشمس تصديقا له حبست) .
 وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن الشمس لم تُحْبَس على بَشَر إلاَّ ليوشع ليالي 
سار إلى بيت المقدس . رواه الإمام أحمد ، وصححه الحافظ ابن حجر ، وقال الشيخ شعيب 
الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .
 
 وفي رواية : ما حُبِسَت الشمس على بشر قط إلاَّ على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت 
المقدس . رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 
، وصححه الألباني .
 
 والله أعلم .
 
 الشيخ عبد الرحمن السحيم
 
 http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=76185
 
 
 
 
 |