دعوة

  

 

 

 

هل صحت هذه الاحاديث عن السيدة فاطمة؟

 

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير على ماتقدمه من فتاوى افادتني بشكل كبير في التصدي لمواضيع ينشؤها اعداء الاسلام بقصد التدليس على المسلمين ويقوم فئة بمن ليس لها علم بنشرها بدون وعي

سؤالي هو عن حكم نسبت الى فاطمة رضي الله عنها واشك انها من قول الرافضة

ولكن اردت استيضاح هذه الاقوال وهل هي وردت عن فاطمة رضي الله عنها ام منسوبه افتراء

......

حكم من كلام فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام
كيف عرَّفَت عليها السلام بأهل البيت عليهم السلام؟
قالت فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله: (واحمدوا الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة ونحن وسيلته في خلقه ونحن خاصته ومحل قدسه ونحن صحبته في غيبته ونحن ورثة أنبيائه).
* * *
كيف ذمت سيدتي فاطمة صلوات الله وسلامه عليها البخل ومدحت السخاء؟
عن الإمام الحسين عليه السلام عن أمه فاطمة صلوات الله وسلامه عليها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: "إياكِ والبخل فإنه عاهة لا تكون في كريم
إياك والبخل فإنه شجرة في النار وأغصانها في الدنيا
فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله النار
وعليك بالسخاء فإن السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدلية إلى الأرض فمن أخذ منها غصناً قاده ذلك الغصن إلى الجنة".
* * *
من هم شرار هذه الأمة؟
عن فاطمة صلوات الله عليها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "شرار أمتي الذين غدوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام".

وفقكم الله لمايحبه ويرضاه


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الأول في التعريف بأهل البيت : أورده ابن أبي الحديد المعتزلي في " شرح نهج البلاغة" .
وابن أبي الحديث معتزليّ يميل إلى الرفض !!

وهذا القول كذب مُفترى على فاطمة رضي الله عنها وأرضاها .
فالقول بأن آل البيت (وسيلته في خلقه وخاصته ومحل قدسه وصحبته في غيبته وورثة أنبيائه) غير صحيح .
نعم محبة آل البيت وسيلة يُتقرّب بها إلى الله ، كما قال تعالى على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) .
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقرابته وأهل بيته ، كما في قوله : وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي . رواه مسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّلُ .

فنحن نتوسّل على الله بِمودة قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ومِن أزواجه ، فإن نساءه صلى الله عليه وسلم من أهل بيته .
ولكنا لا نتوسّل بذوات آل البيت ولا بأشخاصهم

ولا يصح أن يُقال عن أحد من البشر : إنه مَحَلّ (صحبته في غيبته) ، يعني في حق الله .

وما جاء في مدح السخاء وذمّ البخل لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هو حديث ضعيف ، كما بينه الشيخ الألباني ، وقد قال عنه العراقي : ضعيف جدا ، بل أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " .

وأما حديث : " إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، الذين يطلبون ألوان الطعام و ألوان الثياب ، يتشدقون بالكلام " ، فقد جاء من طريق أئمة آل البيت ، فرواه : الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن أمة الله فاطمة بنت حسين حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - فَذَكَرَه - .
قال الشيخ الألباني : و هذا إسناد جيد ، رجاله موثوقون إلاَّ أنه مرسل ، فاطمة بنت الحسين روت عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب وجدتها فاطمة الزهراء مرسل . و له شاهد مرسل أيضا . اهـ .

وهو ليس من حديث فاطمة رضي الله عنها وأرضاها ، وإنما هو من حديث فاطمة بنت الحسين رضي الله عنهم أجمعين .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2178