دعوة

  

 

 

 

قصة الصلاة تفرج الهموم

 

السؤال :

بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

وجدت في المنتديات هاته القصة وهي بعنوان
الصلاة تفرج الهموم

يروى أنه كان رجلاً يسير في الليل فرأى الجنود الذين يراقبون الطرقات فقال الرجل في نفسه فييظلمني الجند بسؤالي أين كنت؟ و إلي أين ذهبت؟ لذلك سأجري منهم و أختفي في أي مكان, و جرى الرجل و اختبأ في مكان خرب, و داهم الجند ذلك المكان ووجدوا فيه قتيلا و كانتكل الملابسات تشير إلى أن الرجل هو القاتل. و اقتاد الجند الرجل إلى الحاكم. فماذاكان من الرجل؟ لقد طلب الرجل أن يتوضأ و أن يصلي ركعتين لله و أمهله الحاكم فصلىالرجل و دعا الله قائلا: (( اللهم إنك تعلم أنه لا شاهد لي على براءتي إلا أنت وأنت أمرتنا ألا نكتم الشهادة فأسألك ذلك في نفسك)). لقد كان الرجل يؤمن يقيناً بأنالله قد أمر المؤمنين بألا يكتموا الشهادة لذلك سأل الرجل ربه الحق أن يظهر براءته, و على الفور دخل على الحاكم فجأة رجل و قال أنا القاتل, فتعجب الحاكم و سأل الرجلالذي جاء ليقر أنه قاتل: لماذا تعترف على نفسك و لم يرك أحد؟ قال القاتل: و الله ماقررت إنما جاء هاتف فأجرى لساني بما قلت. القاتل يعترف أن هاتفاً قد جاء إليه فحركخواطره فسار إلى الحاكم ليعترف أنه القاتل. و هنا قام ولي المقتول و صاحب الحق فيالدية و كان هو ابن القتيل ليقول: (( اللهم إني أشهدك أنني أعفيت قاتل أبي عنديته)) إن تلك الحكاية تحكي للدلالة على طلاقة قدرة الحق سبحانه. مظلوم بري يصليركعتين للخالق كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد كان رسول الله صلى اللهعليه و سلم إذا حزبه أمر صلى, إن الإنسان عندما يقف بين يدي ربه و يناجيه فالحقسبحانه هو القادر وحده على أن يعطي الإنسان مسألته لأننا جميعاً في قبضته يفعل بناما يشاء و قت ما يشاء, لا راد لأمره, و لا معقب لحكمه, فعلينا أن نصدق في التوجهإليه و نخلص النية في الطلب, و نكثر في الوقوف بين يدي يديه, فالصلاة لها شأن عظيمفهي ركن الإسلام الوحيد الذي فرض بالأمر المباشر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم في ليلة الإسراء و المعراج.

القصة لا ندري مصدرها وتبدو فيها المبالغة والوضع
لكن ما أثار انتباهي فيها اكثر
هو الدعاء الذي دعا به الرجل في صلاته أو بعدها

(( اللهم إنك تعلم أنه لا شاهد لي على براءتي
إلا أنت وأنت أمرتنا ألا نكتم الشهادة فأسألك ذلك في نفسك)).


هذا الدعاء على ما يبدو والله أعلم فيه تجاوز مع الله
أو اعتداء في الدعاء إن لم نقل سوء أدب مع الله

خصوصا هنا
فأسألك ذلك في نفسك)).

افدنا شيخنا جزاك الله خيرا


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

بالنسبة للدعاء (فأسألك ذلك في نفسك) هو كما قلت ، وهو بِخلاف الأدب مع الله فيما يظهر .
وبالنسبة للقصة فتظهر عليها آثار الصناعة !
وهناك بعض الجماعات التي تشتغل بالدعوة تُروِّج مثل هذه القصص ، بل قد تخترع مثل هذه القصص لأجل إقناع الناس ودعوتهم !

صحيح أن الصلاة تُفرِّج الهموم ، وهي ملجأ الأنبياء والصالحين .
ومن ذلك :
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمْر فزع إلى الصلاة .
قال ابن حجر : وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْر فَزِعَ إِلَى الصَّلاة ، وَأَمَرَ مَنْ رَأَى فِي مَنَامه مَا يَكْرَه أَنْ يُصَلِّيَ . اهـ .

وقد أمَر الله تعالى بالاستعانة بالصبر وبالصلاة .
وقد استعان جُريج العابد على إثبات براءته بالصلاة . كما في الصحيحين .
واستعان بها خُبيب بن عدي على الثبات عند القَتْل .

وروى ابن جرير أن ابن عباس نُعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر ، فاسترجع ، ثم تنحَّى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1414