دعوة

  

 




 

ما صحة ما روي عن سيدنا موسى عليه السلام
 



السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك وجزاك خيرا على ما تقدمه لنا من اجابات وافية
شيخنا اطال الله عمرك في طاعته وآجرك الله على هذا الخير في هذا المنتتدى وانا انقل من فتاواك كثيرا واساهم في نشرها نسأل الله ان يكون ذلك في ميزان حسناتك آمين آمين

ما صحة هذه القصة
ان قوم سيدنا موسى عليه السلام (وليس سيدناعيسى عليه السلام )طلبوا منه ان يحيي ميتا من قبره لاجل ان يصدقوه ,فإختاروا له قبرا وقالو له احي لنا هذا ,فأمر سيدنا موسى عليه السلام من في القبر ان يقوم من قبره باذن الله فقام الميت من قبره فإذا هو شاب فقال لهم انا هنا منذ اربعين سنة فسأله سيدنا موسى كيف توفاك الله فقال كنت مريضا وكل جسمي يؤلمني واهلي من حولي يبكون فرأيت رجلا حسنا دخل عليّ يلبس ثيابا بيضاء وجلس بجاني الا ان اهلي لا يرونه فمسح بيده من رؤوس اصابع قدمي الى ركبتي ففقدت الالم مكان ما مسح ثم مسح بيده من ركبتي الى بطني فتجمع الالم من بطني الى رأسي وبدأ اهلي يزيدون بالبكاء فمسح حتى وصل الى رقبتي ففقدت الالم من كل جسمي الا ان الالم تجمع في رأسي فبدأ اهلي يزيدون بالبكاء فرأيت شيئأ ابيض صغير كقطعة القطن خرجت من رأسي ففقدت الالم كله وبدأت هذه التي خرجت من رأسي تدور بين اهلي واهلي يبكوني لاني مت الا اني كنت اقول لهم انا شفيت ولم امت لكن لا احد يسمعني فغسلوني وكفنوني والذي خرج من رأسي يدور حولي يغسلوني ويكفنوني وانا اقول لهم انا حي ولست ميت فحملوني الى القبر والذي خرج من رأسي يدور في الجنازة حتى اذا وضعوني في القبر وبدأوا يغلقون على القبر دخلت هذه التي خرجت من رأسي فقال له سيدنا موسى عليه السلام :هل رتريد ان تبقى حيا هنا ام تريد العودة فقال لا اريد ان اعود الى قبري فعاد باذن الله
انتهت القصة

افدنا زادك الله علما وتقى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يصح هذا نقلا ولا عقلا !
أما الـنَّقْل فلا يُوجد إسناد لهذه القصة ، وهذه القصة لو حصلت لكانت اشتهرت كما اشتهرت قصة البقرة وضَرْب الميت ببعضها فأحياه الله .
وهذا لم يكن لِسيِّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، كما في قصة الفتى الأنصاري الذي قَتَلتْه الجن ، والقصة بِطولها في صحيح مسلم .
فإن الأنصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع الله يُحْيِيِه لنا ، فقال : استغفروا لصاحبكم .

وأما مِن جِهة العقل فإن الْمَيِّت إذا خَرَجت روحه لا يشعر بشيء ، بل يبقى جثى هامدة ، وفي هذه القصة أن الميت وَصَف حاله بعد خروج روحه !
وكذلك ما قيل في آخر القصة من أن موسى عليه الصلاة والسلام خيَّره بين أن يبقى حيا أو يرجع إلى قبره ، فاختار الرجوع إلى قبره ، وهذا باطل من وُجوه :
الأول : أنه ما من ميّت يُعاين ما يكون في القبور إلاّ تمنّى العودة ليعمل صالحا .
الثاني : أن كل إنسان يُحِبّ الحياة وطول البقاء فيها .
الثالث : أن موسى عليه الصلاة والسلام لو كان مُكِّن من إحياء الموتى لكان ذلك أشهر ، إلاّ أنه بُعِث في قوم ليس ذلك من شأنهم كما كان ذلك من شأن الذين بُعِث فيهم عيسى عليه الصلاة والسلام .
الرابع : أنه ما مِن ميّت مات إلاّ يكون قد انتهى أجله ، إلاّ من أماته الله عقوبة له ، فيكف يُخيّر ميّت بين البقاء في الدنيا أو الرجوع إلى قبره ؟!

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم
 

المصدر المكتبة الإلكترونية للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
 

رابط المكتبة

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1646