دعوة

  

 



 

ما صِحة قِصة مالك بن دينار الذي ضمِن لأحد الشباب الجنة ؟


السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم و بارك الله فيكم

نود ان نعرف من حضرتكم مدي صحة هذه القصة
لا حرمنا الله من علمكم

أنبأنا الشيخ أبو الفرج قال: ثنا أبو بكر الصوفي قال: أنبأنا علي بن عبد الله قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه: قال ثنا إبراهيم بن محمد الفقيه المالكي قال: ثنا يوسف بن أحمد الواعظ قال: ثنا العباس بن محمد المطهري قال: ثنا الحسن بن أبي مريم العسكري حدثني جعفر بن سليمان قال: مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة فبينا نحن ندور فيها مررنا بقصر يعمر وإذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجهاً منه وإذا هو يأمر ببناء القصر ويقول: افعلوا واصنعوا فقال لي مالك: ما ترى إلى هذا الشاب وإلى حسن وجهه وحرصه على هذا البناء؟ ما أحوجني إلى أن أسأل ربي أن يخلصه فلعله يجعله من شباب الجنة! يا جعفر! ادخل بنا إليه قال جعفر: فدخلنا فسلمنا فرد السلام ولم يعرف مالكاً فلما عرفوه إياه قام إليه فقال: حاجة؟ قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر؟ قال: مائة ألف درهم قال: ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه وأضمن لك على الله تعالى قصراً خيراً من هذا القصر بولدانه وخدمه وقبابه وخيمه من ياقوتة حمراء مرصع بالجواهر ترابه الزعفران وملاطه المسك أفيح من قصرك هذا لا يخرب لا تمسه يدان ولم يبنه بناء قال: له الجليل كن؟ فكان؟
قال: أجلني الليلة وبكر علي غدوة قال جعفر: فبات مالك وهو يفكر في الشاب فلما كان في وقت السحر دعا وأكثر من الدعاء فلما أصبحنا غدونا فإذا بالشاب جالس فلما عاين مالكاً هش إليه ثم قال: ما تقول في ما قلت بالأمس؟ قال: تفعل؟ قال: نعم فأحضر البدر ودعا بدواة وقرطاس ثم كتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان: إني ضمنت لك على الله قصراً بدل قصرك بصفته كما وصفت والزيادة على الله واشتريت لك بهذا المال قصراً في الجنة أفيح من ظل ظليل بقرب العزيز الجليل ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب وحملنا المال فما أمسى مالك وقد بقي عنده مقدار قوت ليلة فما أتى على الشاب أربعون ليلة حتى صلى مالك ذات يوم الغداة فلما انفتل فإذا بالكتاب في المحراب موضوع فأخذه مالك فنشره فإذا في ظهره مكتوب بلا مداد:
هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن دينار: إنا وفينا الشاب القصر الذي ضمنت له وزيادة سبعين ضعفاً قال: فبقي مالك متعجباً وأخذ الكتاب فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب فأقبلنا فإذا الباب مسود والبكاء في الدار فقلنا:ما فعل الشاب؟ قالوا: مات بالأمس فأحضرنا الغاسل فقلنا: أنت غسلته؟ قال: نعم قال مالك: فحدثنا كيف صنعت؟ قال: قال لي قبل الموت: إذا أنا مت وكفنتني اجعل هذا الكتاب بين كفني وبدني فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه ودفنته معه فأخرج مالك الكتاب فقال الغاسل: هذا الكتاب بعينه والذي قبضه لقد جعلته بين كفنه وبدنه بيدي قال: فكثر البكاء فقام شاب فقال: يا مالك؟ خذ مني مائتي ألف درهم واضمن لي مثل هذا قال: هيهات؟؟! كان ما كان وفات ما فات والله يحكم ما يريد! فكلما ذكر مالك الشاب بكى ودعا له.
كتاب التوابين بن قدامة


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .

إسنادها مُظلِم ، ومتنها مُنكَر .
ولا أحد يضمن على الله الجنة لأحد مِن خَلْقِه .

ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عائشة رضي الله عنها قولها في صَبِيّ مِن صِبيان الأنصار : عصفور من عصافير الجنة ؟ فقال لها عليه الصلاة والسلام : أو لا تدرين ؟ أن الله خلق الجنة وخلق النار ، فخلق لهذه أهْلاً ، ولهذه أهْلاً . رواه مسلم .

ولَمَّا قالت أم العلاء رضي الله عنها عن عثمان بن مظعون رضي الله عنه : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ . وَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي . قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا . رواه البخاري .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2588