دعوة

  

 



 

ما حكم الانشغال بعد الحسنات والسيئات ؟؟


السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم ... حفظه الله ،،

ما حكم الانشغال بتعداد الحسنات والسيئات ؟ كمن يقول .. إذا قرأت كذا فستحصل على ( --- ) من الحسنات ، ثم يبدأ بالجمع وهكذا .. ؟

وجزاكم الله خيراً ..


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
وجزاك الله خيراً 

هذا مسكين مخذول !
كيف ؟
لأنه انشغل بِِعَدّ الحسنات عما هو أهمّ من العَدّ ، وهو " القَبول " وهذا الأمر هو الذي أهمّ السلف ، فقد كان يَهمّهم القبول أكثر من العدد ، لأن الله يُضاعِف لمن يشاء .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .

فالعبرة بِقبول العمل لا بِكثرته
قال سبحانه وتعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) 
ولم يَقُل : أيّكم أكثر عملا !
سُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) قال : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .

وقد يَفوت هذا الإنسان ما يُشترط في قبول العمل من إخلاص ومُتابَعة لاشتغاله بِِعَدّ الحسنات .

والله أعلم .


الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=44299