دعوة

  

 



 

هل يجوز التصويت لنصرة النبي صلي الله عليه و سلم
 

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شيخنا الكريم
جزاك الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء
شيخنا الفاضل
انتشرت الكثير من الموضوعات التي من نوعيه
انصر نبيك - صوت لنبيك .... الخ
و هي عباره عن استفتاءات تطرحها بعض المواقع الاجنبيه حول اهم الشخصيات التي أثرت في تاريخ الشعوب و الامم
فنجد من ضمن هذه الاستفتاءات نبينا الكريم - صلاوات ربي و سلامه عليه - و يكون علي قائمة المرشحين في هذه الاستفتاءات و نجد ايضا امامه شخصيات عاديه و في الاغلب تكون كافره و العياذ بالله من امثال دارون و شي جيفارا و يوليوس قيصر ......

فهل يجوز شيخنا الفاضل مقارنه رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم - و الذي زكاه المولي عز و جل من فوق سبع سماوات - مع تلك الشخصيات التي اتسمت بالكفر ؟
و قد تجد في الاستفتاء مثلا ان الشخصيه الفائزه ستقوم احدي القنوات الاجنبيه ( التي ترعي الاستفتاء ) بعمل برنامج عليه لنشر سيرته عليها فهل هذا دافع كافي للتصويت في مثل هذه الاستفتاءات من باب نشر سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه و سلم بين اكبر عدد من المشاهدين أو القراء ؟
و هل يجوز المشاركة بدافع ان لا يكون ترتيب رسولنا الكريم متأخر بين هذه الشخصيات الكافره ؟ و هل هذا يعتبر من نصرته حقا ؟
و اود ان الفت انتباه حضراتكم ان مصداقية هذه المواقع قد تكون ضعيفه فمنهم من يبحث عن تقدم في ترتيب الموقع عالميا و يستغل اصوات المسلمين في ذلك و منهم من يسعي الي اظهار الحق فعلا و الله اعلم بالسرائر

ارجو من سيادتكم تبيان هذا الحكم لان مثل هذه الموضوعات انتشرت بشده بين المنتديات و نود من حضرتكم معرفة الحق

و جزاكم الله خيرا

 

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

من وجهة نظري أن هذا لا يصلح لِعدّة اعتبارات :
الأول : ما أشرتَ إليه – حفظك الله – مِن وضع النبي صلى الله عليه وسلم في مُقابِل أولئك الكَفَرة ، وقد تكون أصوات الكَفَرة أكثر فيُرفَع الكافر فوق مَنْزِلة النبي صلى الله عليه وسلم !
ولو قُدِّر أن يغلب على الظن غَلَبَة أصوات المسلمين ، فإن مُجرّد مقارنة أولئك بالنبي صلى الله عليه وسلم يدخل في باب النقص ..
ألم تسمع قول الشاعر :
ألَم تَر أن السيف ينقص قَدْره *** إذا قيل إِن السيف أمضى من العصا ؟!

الثاني : ما يترتّب على ذلك من إبراز صورة غير صحيحة عن سيرته صلى الله عليه وسلم ، فإن تلك القنوات لن ترجع إلى العلماء الموثوقين لمعرفة سيرته صلى الله عليه وسلم وشمائله .
بل قد تجمع ما صح وما لم يصِحّ ، وقد تعتمد على مصادر غربية ، مثل كِتابات المستشرقين ، التي يُدسّ فيها السم بالعسل !

الثالث : ما قد يُصاحب عرض سيرته أو بعضها من صور أو إعلانات قد تتخلّل ذلك البرنامج ، مما فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
ونحن نعلم أن بعض القنوات قد تستضيف شيخ ثم تأتي بِفاصل إعلاني لا يمُتّ للحياء بِصِلَة !
فهل يُرضى ذلك لِطالب عِلْم فضلا عن أن يُرضى عنه لِسَيِّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟

الرابع : أن يُمثَّل شَخْصه عليه الصلاة والسلام بمشاهِد تمثيلية ، وقد خُذِل بعض المسلمين حتى مثَّل دَور النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك جُرْم مشهود !

وقد يُجوِّز بعض من لا عِلْم له تمثيل شخصه عليه الصلاة والسلام بحجّة معرفة سيرته !

والله المستعان .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=78979

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2591


 


 

حكم التصويت للرسول صلى الله عليه وسلم على النت كأفضل شخصية

 

السؤال:

سؤالي: ما حكم التصويت للرسول عليه الصلاة والسلام كأفضل شخصية من بين شخصيات مختلفة، وذلك عبر مواقع على الإنترنت، وقد انتشر الموضوع بصورة فظيعة بين منتديات إسلامية؟ وجزاكم الله خيراً.
 

الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك ولا خلاف في أن أفضل البشر على الإطلاق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو أفضل من الملائكة -عليهم السلام- جميعا، وراجع الفتوي رقم: 55115، والفتوى رقم: 124617.

ولكن موضع السؤال ليس في كون المصوت بذلك صادقا محقا أم لا، ولكن النظر ينبغي أن يتوجه إلى ما يترتب على ذلك التصويت من المصالح أو المفاسد، فقد يكون في المشاركة في مثل هذه التصويتات بعض المفاسد، مثل إغراء بعض السفهاء والمعاندين من غير المسلمين بالوقيعة في عرض النبي صلى الله عليه وسلم أو انتقاصه، وقد قال الله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}، وراجع في بيان معنى هذه الآية الفتوى رقم: 30761.

ومما يشير إلى ذلك أيضا ما رواه أبو هريرة قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم على العالمين، في قسم يقسم به فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم، فقال: لا تخيروني على موسى... الحديث. متفق عليه.

قال ابن حجر: قال الحليمي: الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر. انتهى..

والمقصود أن ننبه على أهمية النظر في ما يترتب على المشاركة في هذا التصويت من المفاسد فإن خلا منها، فلا حرج في هذه المشاركة ونشر موضوعها، بل إن ذلك عندئذ يعد من صور الدعوة إلى الإسلام وبيان الحق للناس.

والله أعلم.

المفتـــي:

مركز الفتوى

http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=141097&Option=FatwaId