دعوة

  

 



 

سؤال عن يوم النفخ في الصور
 

السؤال:

السلام عليكم
هل هذه المشاهد حقيقيه

الموضوع يصور بعض أهوال يوم المحشر وماذا سيحدث لإبليس وماذا سيحدث بعد النفخ بالصور رحمنا الله واياكم برحمته ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )
إن قيام الساعة يكون على ثلاث مراحل تبدأ بالنفخ في الصور حيث نفخة الفزع التي تعتبر اول مبادئ يوم القيامة..
تطول نفخة الفزع وتدوم لفترة لا يعلمها الا الخبير الحكيم حتى تكون نفخة الصعق.
وقد قال تعالى : (وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة مالها من فواق).
والرب .. الرب على عرشه فوق كل العباد .. يراقب أفعال جميع المخلوقات .. لا يغفل لحظة ولا تفوته هفوة .. اشتد غضبه وزاد سخطه.
واسرافيل مازال ممسكا بالصور وواضعه على فيه.. شاخصا بصره الى العرش .. ينتظر الإشارة من رب العالمين بالنفخ في اية لحظة.
اخيرا أتى أمر الله.. أمر اسرافيل بالنفخ في الصور .. فينفخ النفخة الأولى .. واذا بصوت قوي شديد يدوي في كل مكان .. واذا بالفزع يسود الوجود .. وفجأة !!
ساد الصمت على وجه الأرض .. توقف القتل والشجار بين المخلوقات .. فارتفعت يد
حانت اللحظة الأخيرة .. لحظة .. لحظة الإحتضار .. هاهي ذي الدنيا بأسرها تحتضر وهذي هي الجبال التي تنتشر من حول زحام المخلوقات وفي وسطهم وفي سائر بقاع الارض

ماهذا ! لقد انطفأ نور الشمس وكذلك القمر وسائر الكواكب ..
الدنيا ظلام في ظلام .. ففزع الجن الى الإنس وائتنس به وكذلك سائر المخلوقات.
رباه ! ما هذا ! يا لهول انتقامك ! سبحانك يالله.. يا قادر يا جبار ! السماء أيضا تحتضر ! تتشقق ! تتكور منها الشمس وتظل تهوي..! تهوي عبر بعد سحيق! ويقع القمر ! وسائر الكواكب والنجوم ..
تشتعل النيران وينتشر الدخان .. وعلى ضوء النيران تشهد المخلوقات كل الأهوال.

وأخيرا اقترح الجن على الإنس أن ينطلقوا الى ماء البحر علهم يجدون سبيلا للخلاص .. والأرض مازالت تميل بهم في كل اتجاه .. فانطلق الجن على راسهم ابليس .. تبعهم الإنس .. منهم من يتعثر في الطريق .. ومنهم من تكفئه الأرض على وجهه فيسير زاحفا .. ومنهم من يحاول الإستناد على أخيه حتى يصلوا الى ماء البحر بسلام .. وهاهم قد وصلوا في النهاية الى ماء البحر المنشود .. واذا بالمفاجأة الكبرى .. مفاجأة لم تخطر لهم على بال .
إلهي ! حتى البحار أيضا تحتضر ! تفجرت كل الحواجز التي بينها .. لقد صارت البحار بحرا واحدا هائلا عظيما مملوءا بالمياه عن آخره .
وهاهو إبليس .. يجري في كل اتجاه .. تميد به الأرض .. يتعثر تارة ويزحف أخرى .. والنار من أمامه تتأجج لم ير لها مثيلا في عالم الدنيا .. فتعود به الذكرى الى الماضي البعيد .. يوم تحدى رب العالمين .. يوم توعده الحكيم القهار بنار الجحيم .. انهار ابليس .. اشتعلت نيران الحسرة والندم في أعماق أعماقه .. هاهو يصرخ ثائرا : لا .. لا يا رب العالمين .
لقد خر ابليس ساجدا ! متوسلا متذللا ! انه يبكي ويصرخ ! ينادي ويقول : ربي ! مرني أن اسجد لمن شئت .
ذهلت الشياطين .. واجتمعوا حوله يتساءلون : يا سيدنا : الى من تفزع؟! التفت اليهم ابليس منهارا باكيا : الى رب العالمين الذي أنظرني الى يوم الدين .. وهذا هو اليوم المعلوم

 

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

أما قول القائل عن إسرافيل عليه الصلاة والسلام : (ينتظر الإشارة من ربالعالمين بالنفخ) ، فهذا تعبير غير صحيح . فإن الله يأمره بالنفخ ، وليس يُشير إليه .

قال عليه الصلاة والسلام : كيف أنعم ؟ وقد الْتَقَم صاحِب القَرن القَرن ، وحَنَى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ . رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما .

وما قيل مِن أن الناس يذهبون إلى البحار ، فليس بصحيح ، فالأمر أشدّ من ذلك إذا فَزِعوا .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أهوال ذلك اليوم الذي تكون فيه النفخة ، وذلك المشهَد ، وأن كل إنسان لا يُتِمّ ما عمله .

قال عليه الصلاة والسلام : ثمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا . قَالَ : وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ . قَالَ : فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ - أَوْ قَالَ يُنْزِلُ اللَّهُ - مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ ، أَوْ الظِّلُّ ، فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ )

قَالَ : ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ ، فَيُقَالُ : مِنْ كَمْ ؟ فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ . قَالَ : فَذَاكَ يَوْمَ ( يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ) وَذَلِكَ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) رواه مسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يَصِل الإناء إلى فِيه حتى تقوم ، والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم ، والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم . رواه مسلم .

كمَا أخبر عليه الصلاة والسلام أن الناس يُساقون إلى أرض الشام ، إذ هي أرض المحشَر ، تسوقهم نار تخرج من عَدَن .

قال عليه الصلاة والسلام عن قيام الساعة : إنها لن تقوم حتى تَرون قبلها عشر آيات . فَذَكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخِر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى مَحْشَرِهم . رواه مسلم .
وفي رواية قال : وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ ترحلُ النَّاسَ . رواه مسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين ، راهبين ، واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، وتَحْشُر بقيتهم النار ، تَقِيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتُوا ، وتُصبح معهم حيث أصبحوا ، وتُمْسِي معهم حيث أمْسَوا . رواه البخاري ومسلم .

وما قيل عن إبليس ، وأنه يسجد ، فليس هذا بصحيح ؛ وليس هناك دليل يدُلّ على هذا .

والله أعلم .


الشيخ عبد الرحمن السحيم

 

المصدر المكتبة الإلكترونية للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
 

رابط المكتبة

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1646