دعوة

  

 

 

 

دعوى موضوع حِساب سرعة الضوء مِن القرآن الكريم
 

السؤال:

السلام عليكم
وجدت هذا الموضوع فى احد المنتديات و ارجوا رايكم فيه:-
وهذا نصه
"السلام عليكم...
دهشت كثيرا ...
حيث قام احد العلماء المسلمين بحساب سرعة الضوء الاعتماد على القران الكريم ..
حيث يقوم بشرح معادلة توصل إليها في ضوء أية في القران الكريم ..
وأعلن ذلك في مؤتمر صحفي شهير ...
القران الكريم كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى علي خاتم الانبياء
محمد صلي الله عليه وسلم.
و هو يحتوي على حقائق علمية كثيرة و منها :
سرعة الضوء
جرت اول المحاوات لتقدير سرعة الضوء بواسطة العالم اولاس رومر في عام 1767
وتوصل الي انها تساوي 299792كم/الثانية .
وفي الموتمر الدولي للمعاير المنعقد في باريس عام1983 اعلن العلماء ان سرعة
الضوء تساوي :
299792.458كم/الثانية
وفي القران الكريم:
في سورة السجدة الاية 5 يقول المولى سبحانه وتعالى
(( يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي
يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ))
وبواسطة العالم الدكتور محمد دودح تم التوصل الي سرعة الضوء في القران الكريم :
توجد قاعدة عامة في الفيزياء تنص علي ان
سرعة اي جسم= المسافة / الزمن .
الزمن =زمن يوم ارضي= 86164.09966 ثانية
المسافة=مقدار الف سنة من مسيرة القمر=12000 دورة قمرية
وهي مسافة المجرة التي يقطعها القمر في مدار منعزل
= 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري
=12000×368207× 0. 89157×655. 7198395
وبذلك تكون المسافة=25.83134723 بليون كم
و بتطبيق المعادلة :
وذلك بقسمة رقم المسافة(25831347230 كم) على رقم الزمن(86164.09966 ثانية) تكون
سرعة الضوء تساوي = 299792.458 كم/ثانية
وهو نفس الرقم الذي توصل اليه العلماء واعلن عنه في الموتمر الدولي للمعايير
المنعقد في باريس عام 1983 بعد اكثر من الف سنة
فسبحان الخالق الذي انزل هذا الكتاب علي النبي محمد وبه حقائق توصل اليها
العلماء بعد اكثر من الف سنة م ن نزوله.وهذا دليل علي صدق اياته لمن يكفر بذلك.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"
وقمت انا بالرد عليه كما يلى:-
" السلام عليكم
اعزك الله اخى بدينه الاسلام واعزنا به
ثانيا المعادلات والعلميه وما يسمى بالحقائق العلميه فى تغير مع الزمن ومع اكتشاف الاجهزه الحديثه ويرى الكثير من العلماء الاجلاء وطلبه العلم ان الربط بين تفسير القران الكريم والمعادلات العلميه سواء قيل بثباتها او لا ان فيه نظر
فماذا سيكون قولك انت ان تغيرت الحقيقه العلميه بعد عشرات السنين او غيرك بعد مئات السنوات وقد تم ربط تفسير القران بها"


الجواب:
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

أولاً : القول في ذلك ما قُلْتَه أنت – حفظك الله – ، وهو أن حقائق القرآن ثابتة لا تتغيّر وحقائق العِلْم النظري التجريبي قابلة للتغيّر .

قال سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه .. لا يجوز أن نُعَلّق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .

ثانيا : ما في ذلك من الـتَّكَلّف في إيجاد تلك القيمة الزمنية .

ثالثا : بالإضافة إلى أن القرآن كِتاب هداية وليس كِتاب حساب وهندسة !

رابعا : ما يُعارض ذلك التفسير بأنه وَرَدت غير آية في تحديد أيام العُروج .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب :
قوله تعالى : ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .
هذه الآية الكريمة تدل على أن مقدار اليوم عند الله ألف سنة ، وكذلك قوله تعالى : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .
وقد جاءت آية أخرى تدل على خلاف ذلك ، وهي قوله تعالى في سورة سأل سائل : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ) الآية .
اعلم أولاً أن أبا عبيدة روى عن إسماعيل ابن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة أنه حضر كلاً من ابن عباس وسعيد ابن المسيب سُئل عن هذه الآيات فلم يَدْرِ ما يقول فيها ويقول : لا أدري .

وللجمع بينهما وجهان :

الوجه الأول : هو ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة الحج هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، ويوم الألف في سورة السجدة هو مقدار سير الأمر وعُرُوجه إليه تعالى . ويوم الخمسين ألفاً هو يوم القيامة .

الوجه الثاني : أن المراد بجميعها يوم القيامة وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ؛ ويدل لهذا قوله تعالى : ( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) ذكر هذين الوجهين صاحب الإتقان . والعلم عند الله . اهـ .

خامسا : هل سُرعة الملائكة هي سرعة الضوء ؟!
هذا يحتاج إلى دليل ، ولا دليل على ذلك إلاّ ما قيل في هذا التّكلّف .

على أن حساب زمن يوم أرضي ليس دقيقا فيما يبدو !
 

الشيخ عبد الرحمن السحيم

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=579