دعوة

   

 


 

حديث أسألك بمعاقد العز من عرشك


السؤال:

قرأت حديثاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اسجد واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات ، وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) ثم قل اللهم إني أسألك بمعـاقد العز من عرشك ومنتهى الرحـمة من كتـابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ، ثم سل حاجتك ، ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا ، وشمالا . ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون ».

 فهل هذا الحديث صحيح ؟.

الجواب:

الحمد لله

الحديث المذكور أخرجه الحاكم وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال : تفرد به عامر بن خداش النيسابوري ، قال : وقال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير ، وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي ، وهو متروك متهم ، أثنى عليه ابن مهدي وحده .

وبهذا تعرف أن الحديث ضعيف من جهة الإسناد .

هذا وقد دلت الأحاديث الصحيحة على النهي عن قراءة القرآن في السجود ؛ فيكون الحديث ضعيفاً أيضاً من جهة المتن ، فلا يجوز العمل به لعدم صحته ومخالفته للأحاديث الصحيحة .

وبالله التوفيق .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 6/439 (www.islam-qa.com)

http://islamqa.com/ar/ref/34692

 

 

 

التوسل بعبارة جارية على ألسنة الناس 
 

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نواف بن عبد العزيز وفقه الله لما فيه رضاه آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فقد أخبرني الأخ علي بن حسين بن عيـيد عن رغبتكم في الإفادة عن التوسل الجاري على ألسنة كثير من الناس وهو : ( اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك )
والجواب : هذا الدعاء ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم ، وقد ذكر العلامة الزيلعي في كتابه ( نصب الراية ) ص 272 جـ 4 أن الحافظ البيهقي رحمه الله رواه في كتابه الدعوات الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه وأن الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ذكره في الموضوعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المكذوبات عليه ، عليه الصلاة والسلام ، وبذلك يعلم أنه لا يشرع التوسل به لكونه مكذوبا على النبي صلى الله عليه وسلم . ولأنه مجمل محتمل لا يعرف معناه ، وقد زاد بعضهم في روايته كما ذكره البيهقي في كتابه بعد قوله من عرشك ما نصه ( ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم وكلماتك التامة ) وهذه الزيادة ليس لها أصل من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بهذا اللفظ فيما نعلم ، ولكن قد دلت الأدلة الشرعية على شرعية التوسل بأسماء الله وصفاته ويدخل فيها الاسم الأعظم وكلمات الله التامات كما قال الله عز وجل :
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[1] فَادْعُوهُ بِهَا وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك )) رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وروى مسلم في صحيحه أيضا عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده بقوله : ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) وخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ فيقول : ((أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن)) والأحاديث في التوسل بأسماء الله وصفاته كثيرة ، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة ممن كان قبلنا أواهم المبيت إلى غار فانطبقت عليهم صخرة فسدت عليهم فم الغار فقالوا فيما بينهم إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله سبحانه وتوسل أحدهم إلى الله سبحانه ببره لوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه فانفرجت الصخرة أكثر لكنهم لا يستطيعون الخروج ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة لأهلها فانفرجت الصخرة فخرجوا وهذا الحديث يدل على شرعية التوسل إلى الله سبحانه بصالح الأعمال ، ومن ذلك التوسل بدعاء الحي وشفاعته كما كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم ، ولما أجدبوا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم فدعا الله سبحانه في خطبة الجمعة ورفع يديه وقال : (( اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا )) فأنزل الله المطر في الحال ، ومرة خرج بهم إلى الصحراء فصلى بهم ركعتين وخطبهم واستغاث الله سبحانه وتضرع إليه وألح في الدعاء ورفع يديه فأغاثهم الله سبحانه .
ولما وقع الجدب في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغيث بالناس فدعا العباس رضي الله عنه وأمن المسلمون على دعاءه فأغاثهم الله .
 فهذه هي التوسلات الشرعية . أما التوسل بجاه فلان أو حق فلان أو ذات فلان فهو توسل غير مشروع بل بدعة عند جمهور أهل العلم .
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

[1] - سورة الأعراف الآية 108.

http://www.binbaz.org.sa/mat/8252