منازلهم في دار الهجرة

 
 
قبيلة بني أسلم من حرب إحدي قبائل  وادي حجر  الواقع بين الحرمين الشريفين  

 

 

منازل بني أسلم في دار الهجرة

 

بعد أن أذن الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة، بدأ المهاجرون يتوافدون إلى المدينة، فمن كان أعزباً نزل على سعد بن خيثمة ([1]

 ومن كان بأهله نزل على الأنصار ([2]). وعندما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة بنى مسجده، وكان في وسط المدينة ([3]

 ثم خط صلى الله عليه وسلم الدور بالمدينة ([4]

وعند وصول القبائل إلى المدينة نزل كل منهم في ناحية منها،وكان من بين تلك القبائل التي وصل طلائع مهاجريها  قبيلة بني أسلم حيث: نزلت شامي السوق حتى ثنية عثعث عند جبل سليع ([5]) كان عددهم كبيراً([6]).

ولاشك أن أي تواجد بشري بشكل سريع وكبير في مكان واحد فإنه ينتج عنه تفشي بعض الأمراض والأوبئة، بسبب عدم توفر الإمكانيات المكانية اللازمة لذلك العدد، وهذا ماحدث للمهاجرين من بني أسلم حيث أصابهم مرض، لأنهم هاجروا بأعداد كبيرة، وسكنوا في مكان واحد، إضافة إلى نزولهم مع جهينة وبلي وغيرهم من القبائل في منطقة واحده([7]) في المدينة.

ولكي يمنع الرسول  صلى الله عليه وسلم انتشار ذلك المرض، أمرهم صلى الله عليه وسلم بقوله:"ابْدُوا يا أسلم فتنسّموا الرياح،واسكنوا الشعاب،فقالوا يا رسول الله:  وإنا نخاف أن يضرنا  ذلك في هجرتنا،فقال: أنتم مهاجرون حيث كنتم" ([8]).

ويشير أيضاً إلى عددهم الكبير في المدينة بعد الهجرة ما ورد في ذكر بيعة أبي بكر رضي الله عنه في القول([9]) "أن أسلم أقبلت بجماعاتها حتى تضايقت بهم السكك".

و كان بالمدينة تسعة مساجد مع مسجد رسول اللهصلى الله عليه وسلم يسمع أهلها تأذين بلال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلون في مساجدهم منها مسجد أسلم([10]).

وجزء من هذه القبائل بقوا في ديارهم، ويدل على ذلك استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم أثناء الحديبية([11])  والفتح.

 

 

 

جبل سليع

     جبل صغير يقع جنوب جبل سلع([12])، وشمال غرب المسجد النبوي الشريف، وكانت فوقه قلعة وحصن أمير المدينة من الأشراف. وقد أحيط بالعمران الآن، ويبعد عن المسجد النبوي الشريف بحدود 500 م تقريباً.

وفيه كانت بيوت بني أسلم من المهاجرين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .

 

 

 

 

 

 ----------------------------

 ([1])ابن هشام  ج12/493، 480؛ ابن سعد 1/233.

([2])ابن هشام ج2/476 – 480.ابن سعد 1/226.

([3])الإصطخري، مسالك الممالك 18.

([4])اليعقوبي، البلدان 313.

([5])ابن سعد ج5/60؛ أخبار المدينة 1/264؛ وفاء الوفاء 760 – 761؛ الفيروز ابادي، المغانم المطابة، في معالم طابة،تحقيق حمد الجاسر،ص453.

([6])الطبري ج3/222.

([7])عمر ابن شبه:  تاريخ المدينة ( تحقيق:  على دندل وياسين بيان دار الكتب العلمية، بيروت ج1، ص 159 – 161.

([8])الإمام  أحمد، المسند 23/170 حديث (14892) ؛ وبمعناه عند البخاري مع الفتح 13/44 حديث (7087).

([9])ابن سعد ج5/60؛ أخبار المدينة 1/264؛ وفاء الوفاء 760 – 761.

([10])سنن الدار قطني الناشر:  دار المعرفة - بيروت، 1386 – 1966 تحقيق:  عبد الله هاشم يماني المدني ج2 ص 85.

([11])السيرة لابن هشام:  3/355 .

([12])الفيروزابادي، المغانم المطابة في معالم طابة، تحقيق حمد الجاسر، ص453 .