ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم

ومودته لبني أسلم

كان لبني أسلم دور في نصرة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم  منذ انطلاقتها وقد دعا صلى الله عليه وسلم لهم بقوله ^([1]):" أسلم سالمها الله _"^([2]).

وزاد في ثنائه عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم " إن أسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة  ومن كان من بني كعب موالي دون الناس ورسوله مولاهم _"^([3]). 

وعندما قال الأقرع بن حابس للنبي صلى الله عليه وسلم: إنما بايعك سُرَّاق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة ..، قال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحســبــه وجــهــيــنـة خـيــراً مـن بني تــميــم وبـني عــامر وأسد وغـطـفان خـابوا وخسروا قال:  نعم ؛ قال:  والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم " ^([4]).

وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن،ويهاجر جماعات وجماعات من بني أسلم إلى المدينة،و يستقرون بها، مثل بقية مواكب المهاجرين لتكون القبائل المحيطة بالمدينة اللبنة الأولى للدولة الإسلامية وتزداد العلاقات تواصلا وارتباطا في المجتمع المدني،وفي الحديث قالت عائشة رضي الله عنها:لما قدمنا المدينة نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقبل هدية من أعرابي، فجاءته أم سنبلة الأسلمية بلبن فدخلت به علينا فأبينا أن نقبله، فنحن على ذلك إلى أن جاء رسول الله معه أبو بكر فقال:  ماهذا؟ فقلت:  يا رسول الله أم سنبلة أهدت لنا لبناً،وكنت نهيتنا أن نقبل من أحد من الأعراب شيئاً.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوها فإنّ أسلم ليسوا بأعراب،هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم،إذا دعوناهم أجابوا وان استنصرناهم نصرونا،صبي يا أم سنبلة" ^([5]).

وقد تلمس الرسول صلى الله عليه وسلمحاجات بني أسلم محبة منه وتقديراً لدورهم فأقطعهم في الفرع قطائع ^([6]).كما إنه أعطى الحصين بن أوس الأسلمي الفرغين وذات أعشاش^([7]).

وقال سلمة بن الأكوع: أردفني رسول الله مراراً ومسح عَلَى وجهي مراراً واستغفر لي مراراً عدد مَا فِي يدي من الأصابع ^([8]) .

وعندما طلبت أم سنان الأسلمية الخروج في غزوة خيبر لمساعدة الجيش ومداواة المريض والجريح (قال رسول الله اخرجي على بركة الله ) ثم قال لها ( فكوني مع أم سلمة زوجتي قالت فكنت معها) ^([9]).

وفي يوم خيبر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني أسلم لما جهدهم من الجوع ^([10]).

وعن أنس بن مالك؛ أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله! إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز. قال "ائت فلانا فإنه قد كان تجهز فمرض".

فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به. قال: يا فلانة! أعطيه الذي تجهزت به، ولا  تحبسي عنه شيئا. فوالله! لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه^([11]).

ومن محبته صلى الله عليه وسلم لهم عندما أمر قوم من الأنصار أن يزوجوا ربيعة بن كعب الأسلمي،فتم ذلك.

-----------------------------------
 

([1])البخاري مع الفتح  حديث (3512، 3513) كتاب المناقب (باب ذكر أسلم....) ؛ صحيح مسلم  حديث(2473، 2514) .

([2])الموطا: سالمها الله أي صنع الله ما يوفقهم ولا يؤذيهم . وإنما دعا لهما لأنهما دخلا في الإسلام بغير حرب .

([3])احمد، المسند حديث (23543)  ؛ البخاري مع الفتح  حديث (3512) ؛ صحيح مسلم  حديث(2519، 2520) فضائل الصحابة (باب فضائل غفار وأسلم و. ) ؛ الترمذي، السنن حديث (3940) كتاب المناقب( باب مناقب لغفار وأسلم ..) .

([4])البخاري مع الفتح 6/627 حديث (3516) كتاب المناقب (باب ذكر أسلم .. .)؛ صحيح مسلم 4/1956 حديث( 2522).

([5])ابن سعد 8/294 ؛ احمد، المسند 41/468 حديث (25010) ؛ أبو يعلى، المسند 4/390 حديث (4754)، تحقيق:  إرشاد الحق الأثري، دار القبلة، جدة، ط1/1408هـ .الهيثمي، مجمع الزوائد 4/149 وقال: رواه احمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح، دار الكتاب العربي، بيروت ط3/1402هـ ؛ ابن حجر، الإصابة 8/245، دار الكتب  العلمية بيروت .

([6])معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، للبكري الأندلسي  ج3/ 1020

([7]) ابن سعد:  الطبقات، ج1، ص 267، وذو العش من أودية العقيق من نواحي المدينة: معجم معالم الحجاز 6/105 .

([8])الصفدي: الوافي في الوفيات 2103.

([9])الواقدي:  المغازي  ج2/ص 687 .

([10]) البيهقي:  دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة 4/223 .سيرة ابن هشام ج4،ص41.

([11])  مسلم:  الجامع الصحيح 1894 .